تحقيق مسبار
كانت بلاد ما وراء النهر واحدة من المناطق ذات الأهمية الكبيرة قديمًا، وفي الوقت الراهن تدخل أراضيها في حدود عدة من البلاد الآسيوية، ومنها: تركمنستان، وطاجيكستان، وكانت مقسمة إلى عدة أقاليم قديمًا، ومنها: إقليم الصغد، وتضمّن كل واحد من أقاليمها العديد من المدن، ومن أشهر مدنها: بُخارى، وخوارزم.
ما هي بلاد ما وراء النهر حاليًا؟
عند البحث لمعرفة ما هي بلاد ما وراء النهر حاليًا يتضح بأنها تمر بحدود عدة دول لا دولة واحدة؛ فإنها تحتل مساحة أوزباكستان كاملة تقريبًا بالإضافة إلى أجزاء من تركمانستان وطاجيكستان وكازاخستان، وهي من المناطق التاريخية في آسيا الوسطى إلى الشرق من نهر جيحون والغرب من نهر جاكسارتس.
من هو حاكم بلاد ما وراء النهر حاليًا؟
بما أنها تقع ضمن حدود أكثر من دولة؛ فهذا يعني أن حاكم بلاد ما وراء النهر حاليًا ليس واحدًا، وإنما هنالك حاكم لكل واحدة من الدول الحديثة التي تقع المنطقة ضمن حدودها. فيما يأتي بعض المعلومات حول كل واحد من هؤلاء الحكام:
- شوكت ميرضيايف: منذ عام 2016 وحتى الوقت الراهن من عام 2024 يشغل شوكت ميرضيايف منصب رئيس جمهورية أوزبكستان، وهو أوزبكستاني يحمل درجة الدكتوراه في العلوم التقنية، كما أنه أستاذ مشارك.
- قاسم جومارت توكاييف: يشغل قاسم جومارت توكاييف منصب رئيس كازاخستان منذ عام 2019 وحتى الوقت الراهن من عام 2024، وهو أحد خريجي معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية في جمهورية روسيا الاتحادية.
- سردار بردي محمدوف: أصبح سردار بردي محمدوف رئيسًا لتركمنستان عام 2022 ولا يزال في منصبه حتى اليوم، كما أنه شغل بعض المناصب الأخرى قبلها، ومنها منصب نائب رئيس مجلس الوزراء، ومنصب وزير الصناعة.
- إمام علي رحمن: في عام 1994 أصبح إمام علي رحمن رئيسًا لجمهورية طاجيكستان، ولا يزال في منصبه حتى الوقت الراهن من عام 2024، وهو من حاملي شهادة البكالوريوس في تخصص الاقتصاد من جامعة طاجيكستان.
لماذا سميت بلاد ما وراء النهر بهذا الاسم؟
وضّحت دراسة بلاد ما وراء النهر في كتب الرحالة والجغرافيين لماذا سميت بلاد ما وراء النهر بهذا الاسم؛ فإنه اسم يرتبط بالموقع الجغرافي لهذه المنطقة المحورية منذ القدم، وأطلق عليها الاسم المعروف نظرًا لوقوعها وراء نهر جيحون، وهو نهر طويل يمر بالكثير من الدول، ويوصف بأنه واحد من أطول أنهار آسيا الوسطى على الإطلاق.
ينبع نهر جيجون من جبال بامير، ويمر بعدها بمسافة تتجاوز 2,000 كيلومتر حتى الوصول إلى المصب النهائي في بحر آرال. يدعم هذا النهر سبل العيش لملايين الأشخاص الذين يقيمون في حوض بحر آرال، كما تتشاركه عدة دول حاليًا، ومنها: طاجيكستان وأوزبكستان وتركمانستان بالإضافة إلى أفغانستان.
أقاليم بلاد ما وراء النهر قديمًا
إلى جانب بيان سبب فتح بلاد ما وراء النهر يحرص المختصون في التاريخ على توضيح الأقاليم التي كانت تتضمنها منطقة بلاد ما وراء النهر قديمًا؛ فإنها كانت تضم 5 أقاليم كما يأتي:
- إقليم الصغد: يُعرف إقليم الصغد باسم إقليم السغد أحيانًا إلا أن الكتابة بالصاد أشهر، ويشتمل هذا الإقليم الذي يشتمل على الأراضي الخصبة ما بين نهر جيحون ونهر سيحون، ويوصف بأنه أفضل الأقاليم وأعزها شأنًا على الإطلاق.
- إقليم الصغانيان: يمتد إقليم الصغانيان على الجانب الأيمن لنهر جيجون الأعلى، ويُطلق عليه الأعاجم غير العرب اسم جغانيان، وأطلق على القسم الشرقي منه اسم القباذيان.
- إقليم خوارزم: ينتسب الخوارزميون إلى هذا الإقليم من بلاد ما وراء النهر، وهو إقليم واقع على جانبي المجرى الأدنى لنهر جيجون، كما أنه إلى الشرق من بحيرة خوارزم، وتحِدّه بعض بلاد الترك الغربية من الشمال.
- إقليم فرغانة: يقع إقليم فرغانة بالقرب من بلاد الترك، وهو من أقاليم بلاد ما وراء النهر ذات المساحة الكبيرة، ويحدّه من الشرق جبال فرغانة بالإضافة إلى جبال الآي.
- إقليم الشاش: يقع إقليم الشاش على الضفة اليُمنى لنهر سيحون، وهناك العديد من المدن التي تقع في هذا الإقليم، ومنها: مدينة نجكث، ومدينة صبران، ومدينة سيبح، بالإضافة إلى مدينة كولان أيضًا.
هل تضمنت أقاليم بلاد ما وراء النهر كثيرًا من المدن؟
بعد تحديد أين كانت بلاد ما وراء النهر يتضح بأن أقاليمها كانت تتضمن الكثير من المدن فعلًا، ومنها: مدينة سمرقند التي كانت بمثابة المركز السياسي، ومدينة بخارى التي كانت بمثابة العاصمة الدينية، وهي المدينة التي ينتسب إليها محمد بن إسماعيل صاحب صحيح البخاري أيضًا، وهذا يعني أنه من بلاد ما وراء النهر.
لا تزال مدينة بناكت قائمة حتى وقتنا الراهن باسم بنجكند، وهي إحدى مدن بلاد ما وراء النهر، ومن مدنها كذلك: مدينة رغسر، ومدينة يمرغ، ومدينة درغم، ومدينة أبغر، ومدينة ياركث، ومدينة كشفغن، ومدينة برنمذ، ومدينة الكشانية، ومدينة كبوذ نجكث بالإضافة إلى مدينة ذار، ومدينة المرزبان.
من هو الذي فتح بلاد ما وراء النهر؟
كثيرًا ما يتم البحث لمعرفة من هو الذي فتح بلاد ما وراء النهر، ولكن الذي قام بفتحها من المسلمين ليس واحدًا، وإنما هناك العديد من القادة الذين شاركوا في فتحها. وتتضمن القائمة الآتية بعضًا منهم حسب كتاب قادة الفتح الإسلامي في بلاد ما وراء النهر:
- الأحنف بن قيس: في سنة 639 تمكّن الأحنف بن قيس التميمي من فتح خراسان الواقعة ضمن بلاد ما وراء النهر؛ إلا أن ملك الترك وآخر ملوك الساسانيين استعادوها مرة أخرى بعد وقت قصير.
- الحَكم بن عمرو الغفاري: قام زياد بن أبيه بتولية الحَكم بن عمرو الغفاري لبلاد خراسان، وبعدها تمكّن الحَكم من فتح إقليم الصغانيان من بلاد ما وراء النهر.
- عبد الله بن عامر القرشي: بعدما توفي عُمر بن الخطاب نقض أهل خراسان عهدهم مع المسلمين، ولذلك خرج إليهم عبد الله بن عامر القرشي وفتحها عام 651 خلال فترة خلافة عثمان بن عفان.
- عبيد الله بن زياد: تم إرسال عبيد الله بن زياد من قبل معاوية بن أبي سفيان ليتولى خراسان، وتمكّن من فتح العديد من المناطق في بلاد ما وراء النهر خلال فترة حكمه.
- سعد بن عثمان: كان سعد بن عثمان أحد أبناء الخليفة عثمان بن عفان، وتم اختياره من قبل معاوية بن أبي سفيان عام 675 ليتولى خراسان، وتمكّن من الوصول في فتحه إلى سمرقند، وكان أول من قطع نهر بلخ من العرب على الإطلاق.
- سلم بن زياد: تولّى سلم بن زياد الحُكم في خراسان بعد تعيينه من قبل معاوية بن أبي سفيان بعد عزل الوالي سعد بن عثمان بن عفان، واستمرت الفتوحات من قبل المسلمين خلال هذه الفترة أيضًا بقيادته.
- المُهلّب بن أبي صفرة: أصبح المُهلّب بن أبي صفرة واليًا على خراسان بعد تعيينه من قبل الحجاج، وتمكّن من قطع نهر بلخ وفتح بعض المدن التي تليه، ومنها الختل.
- يزيد بن المهلّب: بعد وفاة المهلّب بن أبي صفرة تمت تولية ابنه يزيد على خراسان، وخلال فترة حكمه للمنطقة قام بغزو خوارزم، وفتح عدة مناطق في بلاد ما وراء النهر.
أصول سكان بلاد ما وراء النهر
تساعد معرفة أين كانت بلاد ما وراء النهر في التحقق من أصول سكانها؛ فإن أصولهم كانت تنحدر 4 أعراق رئيسية، وهي: عرق الأتراك الذين انتشروا في المنطقة منذ القرن السادس الميلادي، وعرق الهياطلة، وعرق الفرس، بالإضافة إلى عرق العرب الذين ازداد وصولهم إلى المنطقة بعد الفتوحات الإسلامية.
اقرأ/ي أيضًا: