` `

كيف واجهت دول العالم الأخبار المزيفة حول كورونا؟

حسام الوكيل حسام الوكيل
أخبار
7 أبريل 2020
كيف واجهت دول العالم الأخبار المزيفة حول كورونا؟
مواجهة الشائعات تكون ببدء حوار مفتوح مع المجتمع حول كل شائعة (غوغل)

رصد "مسبار" الإجراءات التي اتخذتها حكومات عدد من الدول لمواجهة الأخبار الزائفة حول فايروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، والتي شملت عقوبات بالحبس أو الغرامة، وشنّ حملات إعلامية لتحذير المواطنين من الخضوع للعقوبات القانونية، بينما انتهجت منظمة الصحة العالمية استراتيجية مختلفة لمواجهة الشائعات الطبية المنتشرة حول العالم بشأن فايروس كورونا، اتسقت مع نصائح قدمتها مؤسسات دولية متخصصة لمواجهة الأزمة.

الحكومات تكشّر عن أنيابها

أعلنت عدة دول حول العالم قرارات وقوانين صارمة لمواجهة الشائعات ومروجي الأخبار المزيفة حول كوفيد-19، نتيجة لتزايد حجم الشائعات الخاصة بالفايروس.

في قطر، نشر المجلس الأعلى للقضاء يوم الثلاثاء 31 مارس/آذار الماضي عبر موقعه الرسمي، توعية قانونية حول ضرورة تحري دقة المعلومات وعدم ترويج الشائعات، مشيراً إلى أنّ عقوبة مروّجي الشائعات هي الحبس مدة لا تتجاوز الخمس سنوات، وغرامة لا تزيد عن 100 ألف ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين وفقاً للمادة 136 من القانون رقم 2 لسنة 2020.

وفي الإمارات العربية المتحدة، أعلن المدّعي العام الدكتور حمد الشامسي، يوم الإثنين 16 مارس/آذار الماضي، أنّ السلطة ستلقي القبض على مروجي الشائعات حول كوفيد–19، وسيواجهون عقوبة بالحبس لا تقلّ عن سنة، وفقاً للقانون الجنائي الاتحادي والقانون الاتحادي لمكافحة الجرائم السيبرانية معاً.

أما في مصر، فقد أصدرت النيابة العامة بياناً يوم السبت 28 مارس/آذار الماضي، أعلنت فيه تفعيل قوانين العقوبات ضد مروجي الأخبار الزائفة على الإنترنت، والتي لا تقلّ عن سنتين، وغرامة لا تقل عن 100 ألف جنيه مصري ولا تزيد عن 300 ألف.

وفي السعودية، أعلنت النيابة العامة القبض على أحد مروجي الأخبار الزائفة حول كوفيد–19، يوم الأربعاء 18 مارس/آذار الماضي، وأكدت النيابة في بيان لها، أنّ المتهم أُحيلَ إلى المحكمة. وطالبت النيابة بعقوبة السجن خمس سنوات له وغرامة مقدارها ثلاثة ملايين ريال سعودي، وفقاً للمادة السادسة من نظام مكافحة جرائم المعلوماتية بالمملكة، وأكدت النيابة في بيانها أنّ العقوبة ذاتها ستواجه كلّ من يقوم بترويج أخبار زائفة عبر الانترنت.

وفي روسيا تبنّى مجلس النواب قانوناً لتشديد العقوبات على مروّجي الأخبار الزائفة، وذلك بالسجن مدة خمس سنوات لمواجهة الشائعات حول كورونا، ووقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، تشريعاً يقضي بفرض غرامة تتراوح بين 1.5 مليون و10 ملايين روبل (19 ألف و126.6 ألف دولار) على من ينشر معلومات كاذبة عن الأوبئة.

فيما حذرت كل من تايلاند والهند وتايوان مواطنيها من نشر أخبار مزيفة حول كوفيد–19، في اليوم الأول من شهر أبريل/نيسان الجاري، فيما يسمى بكذبة أبريل، وحذرت السلطات في تايلاند من أنّ نشر الأخبار الزائفة قد يواجه بعقوبة الحبس لمدة خمس سنوات، فيما بلغت العقوبة في تايوان إلى السجن مدة ثلاث سنوات أو غرامة تقدرّ بما يزيد عن 99 ألف دولار أمريكي. فيما هددت وزارة الداخلية الهندية بعقوبات قاسية لمروجي الأخبار الزائفة، وحذرت السلطات الألمانية من ترويج الشائعات مهددة بعقوبات قانونية صارمة.

ثلاث نصائح للحكومات من أجل مواجهة الشائعات داخل المجتمعات

نشرت مؤسسة GALLUP، المؤسسة المتخصصة في تقديم الاستشارات والتحليلات والحلول المبتكرة للمنظمات والحكومات، تقريراً يوم الجمعة 3 أبريل/نيسان، تحت عنوان "التواصل في الأزمات: كيف يوقف قادة الدول الشائعات قبل أن تبدأ"، قدمت فيه ثلاث نصائح أساسية لمن وصفتهم بالقادة والإدارات، لمواجهة انتشار الشائعات والأخبار الزائفة داخل البيئات المختلفة في ظل تعطيل وظائف أعداد كبرى من الأفراد حول العالم بسبب كوفيد–19. انتهجت نصائح المؤسسة توجّهاً مخالفاً للإجراءات التي أعلنتها الدول بشأن تعقب مروجي وناشري الأخبار الزائفة، إذ نصحت المؤسسة بعدم حظر تداول الأخبار الزائفة، ولكن باتخاذ إجراءات موازية لكشف الحقائق.

واجه الشائعات

النصيحة الأولى التي قدمتها مؤسسة GALLUP هي مواجهة الشائعات ببدء حوار مفتوح مع المجتمع حول كل شائعة، وفتح قنوات للأفراد لإرسال أسئلتهم وما يشغلهم والرد عليها بالحقائق، وتجنّب خلق ثقافة التعتيم وحظر الحديث حول الشائعات، وهو ما يجبر الأفراد إلى الثرثرة حولها لتنتشر بكثافة بشكل لا يمكن منعه، وهو ما يخالف توجّه أغلب الحكومات حول العالم التي توجهت لفرض عقوبات سالبة للحرية وغرامات مالية لمنع تداول الشائعات والأخبار الزائفة.

لا للخطب الرنانة

حذرت مؤسسة GALLUP من الاهتمام بالأحاديث والخطب التي تعمل على إلهام الجماهير، وتبتعد عن الوقائع الحقيقية والأخبار السلبية في كثير من الأحيان، وهو ما يدفع الأفراد إلى التصديق في البداية بأن الأمور على ما يرام، ثم مع ظهور حقائق جديدة تبدأ مرحلة التشكيك تدريجيًّا في مصداقية القيادة ما يُفقد القائد القدرة على الإقناع. واعتبرت المؤسسة أنّ حجب الحقائق يجعل المجتمع يعمل على تناقل الأخبار الزائفة لعدم ثقته في الأخبار الرسمية.

شبكة إدارية ضد الشائعات

كما نصحت مؤسسة GALLUP ببناء شبكة من المسؤولين والمديرين في القطاعات المختلفة، المزودين بشكل مُبكّر بالمعلومات الكاملة عن الأوضاع  والردود الواضحة على كلّ الأخبار المزيفة وما يثير القلق لدى الأفراد، لتقوم تلك الشبكة بنشر الحقائق والرد على الشائعات في مهدها في كافة الحقول المعرفية والعلمية.

استراتيجية منظمة الصحة العالمية ضد الشائعات

نشرت صحيفة Le Monde الفرنسية تقريراً، نقلته عدد من الوكالات الدولية، حول استراتيجية منظمة الصحة العالمية في مواجهة الأخبار الزائفة حول العالم، بشأن كوفيد–19، وتعتمد استراتيجية المنظمة على النشر المكثّف لكل المواد التي أجازت نشرها بخصوص الفايروس على أوسع نطاق حول العالم. وذلك من خلال المؤتمرات الصحفية الدورية التي تعقدها المنظمة، فضلاً عن النشر المكثف على كافة المنافذ الإعلامية للمنظمة، وصولاً إلى عقد اتفاق مع محرك بحث جوجل لعرض روابط  تنقل المستخدمين إلى موقع منظمة الصحة العالمية مباشرة لأي مستخدم يبحث عن معلومات حول فايروس كورونا بكافة اللغات، كما أنّ المنظمة عقدت شراكات مع منصات التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر وبينترست، لنشر المواد المجازة عبر تلك المنصات، وتتبّع الأخبار الزائفة حول الفايروس، وأشار التقرير إلى أنّ المنظمة تسعى لتفعيل الاتفاق مع منصّات يوتيوب وإنستجرام.

الأكثر قراءة