` `

هل خسر تويتر معركته مع ترامب؟

مريم هواري مريم هواري
سياسة
8 أكتوبر 2020
هل خسر تويتر معركته مع ترامب؟
جاء إعلان تويتر بعد إصابة ترامب بكورونا (Getty)

أعلن فريق اتّصالات توتير أنّ "المحتوى الّذي يتمنى أو يأمل أو يعبّر عن الرغبة في موت شخص ما، أو تعرّضه للأذى الجسدي الخطير أو المرض المميت، يُعتبر مُخالف لقواعدنا"، حيث سيقوم "تويتر" بإزالة هذا المُحتوى. للوهلة الأولى، تصريحٌ كهذا -والّذي يُعيد توضيح سياسات نشر المحتوى على الموقع - على منصّة تواصل اجتماعي كتويتر، تُعتبر طبيعيّة عند البعض، ولا تكاد تُلفت حتّى الانتباه، لكن ما يميّز هذا التصريح هو إجهار تويتر لسياساته في سياقٍ وتوقيتٍ معيّنين، وهو إصابة الرئيس الأميركي المُثير للجدل، دونالد ترامب، بفايروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، على الرغم من أنّ "تويتر" قال أنّ هذه السياسات موجودة في موقعه من شهر أبريل/نيسان الفائت.

 

صورة متعلقة توضيحية  ويُشار هنا  إلى العلاقة المتوّترة بين ترامب و"تويتر"، فقد صنّف الموقع مؤخّرًا تغريدتين لترامب على أنّها مضللة، وأخرى على أنّها تمجّد العُنف، وحذف تغريدة بسبب شكوى متعلّقة بحقوق النشر، ممّا دفع ترامب لإعلان الحرب على تويتر واتّهامه "بخنق حريّة التعبير"، وتدخله بالانتخابات الأميركية المُقبلة، والانحياز ضدّه وضد الحزب الجمهوري، فأصدر أمراً تنفيذيّاً يهدف الحد من الحصانة القانونية الّتي تتمتّع بها منصّات التواصل الاجتماعي، وذلك بسبب تحدّيها للقوانين الدستورية الحافظة لحريّة التعبير، بحسب قوله. بالتالي، يُثار السؤال حول إعلان "تويتر" هذا، فهل يقع ذلك ضمن التوضيحات الروتينية والعاديّة للموقع، أمّ أنّها رسالة "عدم انحياز" لترامب؟ وما تداعيات ذلك على حريّة التعبير الّتي ادّعى أنّ "تويتر" ينتهكها؟

شهد موقع تويتر تغريدات فرحة بإصابة ترامب بالفايروس، وأخرى تتمنّى الموت والأذى له، ممّا على الأرجح دفعه لضبط المُحتوى والرقابة عليه في الأيام الأخيرة، لكن لم يحظى إعلان "تويتر" على ترحيبٍ بين مُستخدميه، وتحديداّ من الشخصيات السياسية والرسمية في الولايات المتّحدة، إذ أثار القرار غضب عضوات مجلس الشيوخ عن الحزب الديمقراطي، أليكساندريا كورتيز، وإلهان عمر، ورشيدة طليب وآينا بريسلي، واتّهمن الموقع بازدواجية المعايير في هذا السياق، إذ قلن أنّهن تلقّين هؤلاء تهديدات مُستمرة لحياتهن وسلامة جسدهن، لكن لم يحرّك تويتر ساكنًا تجاه هذه التعديّات، ويُشار بذلك إلى التهديدات الّتي تلقّتها عضوة مجلس الشيوخ، إلهان عُمر، نتيجة تغريدات ترامب نفسه ضدّها.

 

ومن مُتابعة "مسبار"، لوحظ أنّ العديد ممّن أدانوا قرار "تويتر" هذا، ينتمون لمجموعاتٍ مُستضعفة كالنساء والمُهاجرين والسود، أو المُنتمين للأحزاب الديمقراطية واليسارية، وأثاروا السؤال إذا ما كان "تويتر" مُنحاز، ويروّج للفوقيّة العرقية ولأفضلية مُحتوى الحزب الجمهوري، فقد أشار بعضهم إلى تمنيّات الموت والأذى التي وصلت إليهم عبر تويتر، وعلى العلن، دون أن يُزيلها الموقع أو دون تفعيل سياساته، ونشرت إحدى مُستخدمات "تويتر" أنّه لم يحرك ساكناً تجاه تمنيّات الموت لبيرني ساندرس، مرشّح الحزب الديمقراطي السابق للرئاسة الأميركية، وما يزيد من ذلك الشك أنّ ترامب نفسه، أعاد نشر مقطعاً مصوّراً لرجُلٍ يقول أنّ "الديمُقراطي الجيّد هو الديمقراطي الميّت، وذلك في مايو/أيار الفائت، ولا يزال هذا المنشور على صفحة ترامب الشخصية في موقع تويتر، فلماذا لم يزلها تويتر، على الرغم من نشرها بعد اعتماد هذه السياسية الجديد، قبل شهر من ذلك؟

 

أعلن تويتر، بتارخ 4 أكتوبر/تشرين الثاني الجاري، أنّه يأخذ بعين الاعتبار جميع الانتقادات الموجّعة له بعد هذا الإعلان، من ضمنها الأصوات الّتي تتّهم تويتر بعدم التناسق في تفعيل سياساتها، وقال أنّه على عكس الادّعاءات، استطاع بإزالة تغريدات تنتهك سياساته عن طريق أنظمته الإلكترونية، أي دون تلّقي بلاغات فعليّة عن هذه التغريدات.

مؤخّراً، أعلن كلّ من موقعي فيسبوك وتيكتوك، أنّهم يتبعون بقرار تويتر، إذ سيحذفون أي مُحتوى يتمنّى الموت أو الأذى للرئيس الأميركي، وبالتالي، يُثار السؤال، هل خضعت مواقع التواصل الاجتماعي لتهديدات ترامب وفشلت في إثبات عدم انحيازها؟

المصادر:

Vice

CNN

CNN

The Independent

The Guardian

50 BLACK ENTERPRISE

Twitter

الأكثر قراءة