` `

هل تجسست القوات المسلحة الأميركية على مستخدمي تطبيق Muslim Pro؟

بيان حمدان بيان حمدان
سياسة
23 نوفمبر 2020
هل تجسست القوات المسلحة الأميركية على مستخدمي تطبيق Muslim Pro؟
اشترت القوات المسلحة الأميركية بيانات مستخدمي تطبيق MuslimPro (Getty)

في تحقيق أجرته صحيفة Motherboard، التابعة لشبكة Vice الإعلامية الأميركية، توصلت إلى أن القوات المسلحة الأميركية قد اشترت بيانات الموقع الجغرافي لمستخدمي مجموعة من التطبيقات "العادية" أو "غير المؤذية" - بحسب وصف الصحيفة-، وأبرزها كان تطبيق Muslim Pro.

وفقاً للموقع الرسمي للتطبيق، فإن أكثر من 95 مليون مستخدم قام بتنزيله، إذ يستخدمه المسلمون للتذكير بمواقيت الصلاة، ولتحديد اتجاه القبلة بالاعتماد على مواقعهم الجغرافية الآنية، كما يحتوي نصوصاَ مكتوبة ومقروءة من القرآن. إحدى الطرق التي يجني منها التطبيق الربح هي بيع بيانات الموقع الجغرافي الخاصة بمستخدميه، دون الكشف عن هويتهم، لأطراف ثالثة مهتمة بجمع البيانات وتحليلها وتطويرها. شركة X-Mode، المختصة بتطوير تكنولوجيا الموقع الجغرافي، كانت تشتري هذه البيانات من التطبيق، وقد كشف تحقيق "Motherboard" بيع الشركة البيانات لشركات متعاقدة مع الجيش الأميركي. 

بحسب بعض الدراسات، فإن الكشف عن هوية المستخدمين أمرٌ ليس صعباً، ومن خلال تحليل تقني أجرته "Motherboard" تبين أن البيانات المرسلة إلى "X-Mode" من التطبيق لم تقتصر على موقع مستخدم التطبيق فحسب، بل تضمنت أيضاً اسم شبكة الإنترنت اللاسلكية (Wifi) والطابع الزمني للهاتف المحمول ومعلومات عن طرازه.

وتلعب بيانات الموقع الجغرافي دوراً هاماً ومحورياً في تنفيذ القوات المسلحة الأميركية لعمليات عسكرية، فوفقاً لـتقرير نشر في صحيفة The Intercept بعنوان "الدور السري لوكالة الأمن القومي في برنامج الاغتيال الأميركي" فإن الجيش الأميركي استفاد من بيانات الموقع الجغرافي في تنفيذ عمليات عسكرية، متمثلة بتوجيه غارات باستخدام الطائرات المسيّرة (درون) في العراق وأفغانستان وباكستان. كما أوضح التحقيق أن العديد من مستخدمي التطبيقات الذين اشترت القوات المسلحة الأميركية بياناتهم مؤخراً هم مسلمون، وأنه أمر جدير بالملاحظة بالنظر إلى تاريخ الولايات المتحدة في محاربة الجماعات ذات الأغلبية المسلمة في الشرق الأوسط، في ذات الوقت، أكدت أنها ليست على علم بأي عملية عسكرية محددة استخدم فيها الجيش الأميركي البيانات المسندة إلى التطبيق.

في دفاعها عن موقفها، وضحت شركة X-Mode من خلال بريد إلكتروني ردت فيه على "Motherboard"، أنّها تمنح رُخص الوصول لقواعد بياناتها لعدد صغير من شركات التكنولوجيا التي تتعامل مع الخدمات العسكرية. وأنّ هذا الشكل من التعاون يكون دولياً وينحصر في ثلاث حالات من استخدام البيانات: مكافحة الإرهاب، الأمن السيبراني، التنبؤ بحالات كوفيد-19 في المستقبل.

في المقابل، صرّح زاهريا جوباري، رئيس مجتمع Muslim Pro، لصحيفة Business Insider، أنه في أعقاب تحقيق "Motherboard"، "يُنهي التطبيق على الفور" عقده مع "X-Mode" وشركاء البيانات الآخرين، مضيفاً أن بيانات الموقع المقدمة لشركاء البيانات كانت مخفية الهوية.

أثار التحقيق حفيظة دعاة حماية بيانات المستخدم، كما دعا بعض المشرّعين إلى تغليظ عقوبة هذه الممارسة، ومن جهة أخرى، أدان مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية، CAIR، في بيان له صدر يوم 16 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، استخدام الحكومة  "للبيانات الشخصية من التطبيقات الدينية الإسلامية الشعبية لاستهداف المسلمين في جميع أنحاء العالم"، ودعا إلى تحقيق في الكونجرس في المراقبة المحتملة بدون إذن، كما دعا المسلمين الأميركيين إلى التوقف عن استخدام التطبيقات المستهدفة.

هذه النوعية من التحقيقات، تكشف لنا هشاشة الأنظمة والقوانين التي تدعي حماية بيانات المستخدمين، وتسلط الضوء على ثغرات سياسات حماية الخصوصية التي تتبعها التطبيقات والمواقع المختلفة، والتي يتبين في كل مرة أنها وضعت لحماية مصالح الشركات، وأنها بعيدة كل البعد عن الاهتمام بحماية خصوصية المستخدمين وبياناتهم. وفي ظل التحول الرقمي الذي يشهده العالم الآن، يبقى السؤال ملحّاً، كيف يمكن حماية بيانات المستخدم وخصوصيته؟!

 

المصادر

Motherboard 

BUSINESS INSIDER

CAIR

The Intercept

The New York Times

Muslim Pro

اقرأ أيضاً

الأكثر قراءة