` `

مروجو نظرية المؤامرة يستغلون الاحتجاجات في كندا بغرض الاحتيال

محمد العتر محمد العتر
تكنولوجيا
22 فبراير 2022
مروجو نظرية المؤامرة يستغلون الاحتجاجات في كندا بغرض الاحتيال
ينظم سائقو شاحنات في كندا احتجاجات ضد تدابير مواجهة كورونا (Getty)

تحوّلت المعلومات المضللة والأخبار الكاذبة إلى صناعة تدرّ أرباحًا بالملايين، بما لا يخلو من الاحتيال، ليس فقط الاحتيال عبر نشر التضليل والتزييف، بل أيضًا بالاحتيال عبر اختراق قضايا سياسية كما حدث مع مجموعات "قافلة الحرية" الكندية على موقع فيسبوك.

تشهد كندا، تحديدًا مدينة أوتاوا، احتجاجات مستمرة منذ يناير/كانون الثاني الفائت، ينظمها مئات من سائقي الشاحنات اعتراضًا على تدابير مواجهة وباء كورونا بما في ذلك التطعيم الإجباري. 

الاحتجاجات التي رفعت شعار "قافلة الحرية"، أجبرت عددًا من الشركات على الإغلاق، كما تسببت في شل حركة المرور عدة مرات في طريق رئيسية في المدينة.

وجنبًا إلى جنب مع الاحتجاج في الشارع، تأسست مجموعات على موقع فيسبوك، خاصة بتلك الاحتجاجات، قبل أن يحذف "فيسبوك" عشرات من تلك المجموعات، ليس فقط بسبب نظريات المؤامرة التي تُروّج عليها، بل أيضًا لأنها تُدار من قبل محتالين بحسابات غير كندية.

استغلّ إذًا محتالون من فيتنام ورومانيا وبنغلادش وغيرها، الاحتجاج الحاصل في كندا، بهدف التربح من خلال الدخول إلى جمهور "قافلة الحرية" أو بالأحرى المناهضين للتدابير الصحية لمكافحة كورونا.

كيف حدث الاحتيال؟

بدأ الأمر عندما لاحظ باحثون في جامعة هارفارد بأنّ مجموعات على "فيسبوك" لتأييد دونالد ترامب، غيّرت أسماءها لتصبح مجموعات خاصة باحتجاجات "قافلة الحرية". وانتبهوا إلى أنّ حسابات من بنغلادش تدير بعضها. 

بتتبع مجموعات أخرى خاصة باحتجاجات سائقي الشاحنات في كندا، تبيّن أنها كانت في الأساس مجموعات مناهضة للقاحات كورونا، أو داعمة للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، قبل أن تُغيّر أسماءها. والعديد أيضًا من تلك المجموعات تبيّن أن من تديرها هي حسابات من بنغلادش وفيتنام ورومانيا.

وبحسب موقع Grid News فإنّ شركة تسويق رقمي في بنغلادش، هي التي أسست وأدارت اثنتين من أكبر مجموعات فيسبوك الخاصة بـ"قافلة الحرية"، قبل أن تحذفهما شركة ميتا.

وما أثار الشكوك في كونها مجموعات للاحتيال بشكل أساسي، هو أنّ العملية برمتها قائمة على التضليل، بدايةً من تغيير أسماء المجموعات، وإدارتها من قبل مزارع محتوى أجنبية معظمها من بنغلادش ورومانيا وفيتنام. إضافةً إلى أنّ تلك المجموعات وجّهت المستخدمين في الكثير من الأحيان إلى مواقع خارجية تنشر محتوى قائم على نظريات المؤامرة والتضليل، يضع إعلانات لدرّ الأرباح. بتعبير إيغور بونيفاسيك، المحرر في موقع Engadget "هذا موقف يُحاول فيه أجانب تحويل أفرادٍ متطرفين إلى نقود"، خصوصًا أنّ معظم المتفاعلين في هذه المجموعات من متبني نظريات المؤامرة ومروجي المعلومات المضللة حول قضايا سياسية وصحية.

وبحسب ما صرّح به متحدث باسم شركة ميتا لشبكة NBC News فإنّ إزالة تلك المجموعات بسبب انتهاكها المتكرر لسياسات "فيسبوك" التي تحظر تداول المحتوى الذي تتبناه حركة كيو أنون (QAnon)، وهي حركة تتبنى نظرية مؤامرة تبلورت في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.

تجارة المعلومات المضللة منذ عام 2016

في التوقيت نفسه الذي بدأ فيه الاهتمام ينصب على خطر التضليل والأخبار الكاذبة، أي خلال انتخابات الرئاسة الأميركية في 2016، بدأ أيضًا رواج التضليل التزييف كصناعة وتجارة مُدرّة للربح.

وكشف تحقيق نشره موقع آرس تكنيكا (ars technica)، عن تأسيس شبكة منظمة من المواقع الإلكترونية تستهدف تحقيق الربح من خلال نشر معلومات مضللة ونظريات مؤامرة داعمة لدونالد ترامب في انتخابات 2016.

إذ عملت الشبكة التي بدأ تأسيسها في 2015 بالتزامن مع بدء الحملة الانتخابية لترامب، على تدشين عدد من المواقع الإلكترونية المرتبطة ببعضها البعض، تنشر محتوى متنوع، من بينه محتوى سياسي موجه ضد المنافسة الرئيسية لترامب آنذاك، هيلاري كلينتون. وكان المحتوى قائم على التضليل بشكل أساسي، وذلك من خلال نسب تصريحات لكلينتون لم تُصرّح بها، أو الادعاء بأنّ برنامجها الانتخابي يتضمن مشاريع لم يتضمنها في الحقيقة. إضافةً إلى ذلك، نشرت تلك المواقع محتوى علمي كاذب حول التغذية والأمراض، ونظريات مؤامرة مثل نظرية الكيمترل.

حققت تلك الشبكة أرباحًا بملايين الدولارات من خلال الإعلانات التي كانت تعرضها على صفحات الموقع، فإعلان واحد صغير على الصفحة الرئيسية لأحد المواقع، كان يدر دخلًا شهريًا يصل لـ30 ألف دولار.

يُذكر أنّ تقريرًا نشره موقع NewsGuard، قال إنّ تحليل البيانات وجد أنّ مواقع نشر المعلومات المضللة والأخبار الزائفة، تحقق أرباحًا من الإعلانات تتجاوز 2.5 مليار دولار سنويًا.

 

المصادر:

الحرة

NBC News

Engadget

BBC

TheGuardian

Grid News

اقرأ/ي أيضًا

تحقيق يكشف شبكة لنشر المعلومات المضللة لدعم ترامب في انتخابات 2016

الإعلانات سبب في ازدهار سوق الأخبار الكاذبة على الإنترنت

الأكثر قراءة