` `

حول الأخبار الزائفة والصور النمطية في مجال الصحة النفسية

محمد طلعت القيسي محمد طلعت القيسي
صحة
3 يوليو 2022
حول الأخبار الزائفة والصور النمطية في مجال الصحة النفسية
مشاكل الصحة النفسية باتت أكثر انتشارًا بسبب ضغوطات الحياة الحديثة (Getty)

هذه المدوّنة ترجمة لمقال من النسخة الإنجليزية لموقع مسبار، والآراء الواردة فيه تعبّر عن الكاتب ولا نعبّر عن "مسبار" بالضرورة.

تُعتبر الصحة النفسيّة ضرورة للإنسان، وعندما تكون في حالة توازن يزدهر الأفراد والمجتمعات. لكن مشاكل الصحة النفسية باتت أكثر انتشارًا بسبب كثرة ضغوطات وصعوبات الحياة الحديثة.

تُصدر منظمة الصحة العالميّة (WHO) تقارير دورية بغرض توجيه الحكومات وصُناع القرار إلى وضع استراتيجيات وخطط واضحة لتعزيز الصحة النفسية وتوفير العلاج اللازم للمرضى. إلا أنّ انتشار الأخبار الزائفة حول الصحة النفسيّة قد يُسبب مشاكل وأضرارًا جسيمة للأفراد.

إحصاءات قديمة حول الصحة النفسيّة في العالم

في الآونة الأخيرة، تداولت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي معلومات مفادها أنّ ربع سكان العالم يُعانون من اضطراباتٍ عقليّة، ونسبت المعلومات إلى منظمة الصحة العالميّة. لكن عندما تحقق فريق “مسبار” من تلك الادعاءات وجد أنّها قديمة، إذ أشار تقرير نُشر من قِبل “الصحة العالميّة” في عام 2001، إلى أنّ ربع سكان العالم سيعانون من اضطرابات عقليّة، وقد ركزّت المعلومات حينها على منطقة جغرافيّة معيّنة، وهي منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط.

أمّا بخصوص البيانات الحديثة عن منظمة الصحّة العالمية، فقد ذكرت في 17 يونيو/حزيران الفائت، أنّ قرابة مليار شخص من كافّة أنحاء العالم، بينهم 14% من المراهقين، يُعانون على الأقل من اضطراب عقلي واحد، وفقًا لبيانات تعود إلى 2019.

تؤثر الاضطرابات العقليّة على واحد من كل أربعة أشخاص حول العالم

وفقًا لمنظمة الصحة العالميّة "سيعاني واحد من كل أربعة أشخاص في العالم من اضطرابات عقليّة أو عصبيّة في مرحلة مُعينة من حياتهم"، إلا أنّ المنظمة أشارت في تقارير أخرى إلى أنّ الأشخاص المصابين بأمراض عقليّة بإمكانهم أن يعيشوا حياة طبيعيّة ومُنتجة وينخرطون في مجتمعاتهم. 

كما يُمكن لأكثر من 80% من المُصابين بالفصام تجنب الانتكاسات في غضون عام من بدء العلاج. في المقابل، يساهم العلاج النفسي ومضادات الاكتئاب 60% من الناس على التعافي من الاكتئاب.

هذه المعلومات تنفي الشائعات التي تدور حول عدم جاهزية الأشخاص المصابين باضطرابات عقلية للحياة، إضافة إلى مساهمتها بكسر الصورة النمطية عن هؤلاء الأشخاص بأنّ أغلبهم غير قادرين على المشاركة في أنشطة الحياة البسيطة.

رُبع سكان شرق البحر الأبيض المتوسط سيعانون من مرض عقلي

وفقًا لتقرير منظمة الصحة العالميّة لعام 2019، سيعاني حوالي ربع سكان منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط من نوبة صحيّة عقليّة خلال حياتهم، لكن واحدًا فقط من كل 27 مريض سيتمكن من الحصول على العلاج.

عام 2020، تتبعت تقارير منظمة الصحة العالميّة أداء تعزيز الصحة النفسيّة في البلدان، وتوصلت إلى أنّ الجهود المبذولة لم تكن كافية مقارنةً بالأهداف المُتفق عليها. وعلى الرغم من أنّ 90% من دول العالم تُوفر برامج علاجيّة للصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي ضمن خطط الاستجابة لجائحة كوفيد19، إلّا أنّ المخاوف من آثار الوباء ما تزال موجودة، إذ يفتقر بعض الأشخاص إلى إمكانيّة الحصول على برامج رعاية الصحة النفسيّة والدعم النفسي خاصةً بعد وباء كورونا.

مصادر

منظمة الصحة العالمية

منظمة الصحة العالمية

منظمة الصحة العالمية

منظمة الصحة العالمية

منظمة الأمم المتحدة

الأكثر قراءة