` `

دراسة: الكثير من الصور المنتشرة على فيسبوك مضللة وتؤثر على مواقف المستخدمين

إسلام عزيز إسلام عزيز
أخبار
16 يوليو 2023
دراسة: الكثير من الصور المنتشرة على فيسبوك مضللة وتؤثر على مواقف المستخدمين
الصور تشغل نسبة 40 بالمئة من منشورات فيسبوك (Getty)

كشف دراسة حديثة نشرتها شبكة The Conversation المتخصصة في الأبحاث المتعلقة بالإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، أنّ المحتوى المضلل المنشور على موقع فيسبوك هو في غالبيته من الصور وليس لروابط تؤدي إلى أخبار ومعلومات مزيفة.

الصور المضللة في فيسبوك قد تؤدي إلى تغيير المواقف

وقالت الشبكة إن "دراستنا هي أول جهد واسع النطاق، على أي منصة وسائط اجتماعية، لقياس مدى انتشار المعلومات المضللة القائمة على الصور حول السياسة الأميركية"، مضيفة "تعد منشورات الصور مهمة للدراسة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أنها أكثر أنواع المنشورات شيوعًا على فيسبوك بنسبة 40 في المئة تقريبًا من جميع المنشورات".

وتُشير الدراسة إلى أنّ الصور قد تكون فعالة بشكل خاص، لأن إضافتها إلى القصص الإخبارية يمكن أن تؤدي إلى تغيير المواقف، وتزيد من احتمال إعادة مشاركة المنشورات التي تحتوي على صور مضللة. كما توضح أن الصور دائمًا ما تكون عنصرًا مهمًا في حملات التضليل التي ترعاها الدول.

صورة متعلقة توضيحية

ومن الأمثلة على تلك الصور، صورة قديمة انتشرت في أكتوبر/تشرين الأول عام 2020، على أنها للرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، هو يرقد في المستشفى موصولًا بجهاز التنفس الاصطناعي، بعد الإعلان عن إصابته بكوفيد_19، وتحقق منها "مسبار" وكشف أنها قديمة ومفبركة.

المعلومات المضللة متكررة للغاية على فيسبوك

وقالت الدراسة إنه على سبيل المثال، في عشية الانتخابات الأميركية عام 2020، احتوى واحد تقريبًا من كل أربعة منشورات تضم صورًا سياسية على فيسبوك على معلومات مضللة، إذ تضمنت الأكاذيب المشتركة على نطاق واسع نظريات مؤامرة كيو أنون، والتصريحات المضللة حول حركة "حياة السود مهمة" والادعاءات التي لا أساس لها من الصحة حول نجل جو بايدن، هانتر بايدن.

 وتقول الشبكة "لقد حققنا نجاحًا كبيرًا، إذ جمعنا أكثر من 13 مليون منشورًا يضم صورًا على فيسبوك، من أغسطس/آب حتى أكتوبر/تشرين الأول 2020، من بين 25 ألف صفحة ومجموعة عامة"، وتوضح أن "الجمهور على هذه الصفحات والمجموعات يركز بشكل أساسي على مشاركة الصور السياسية".

وتؤكد الشبكة أنها استخدمت تقنية التعرف إلى الوجه، للتعرف على الشخصيات العامة، ثم تتبعت الصور المعاد نشرها وصنّفت عمليات السحب العشوائية الكبيرة للصور في عينتها.

وكشفت أن النتائج التي توصلت إليها الدراسة بشكل عام، أن قرابة 23 في المئة من منشورات الصور تحتوي على معلومات مضللة. كما وجدت أن المعلومات الخاطئة تم توزيعها بشكل غير متساو على أسس حزبية. إذ احتوت خمسة في المئة فقط من المشاركات ذات الميول اليسارية على معلومات مضللة، بينما 39 في المئة من المشاركات ذات الميول اليمينية احتوت على معلومات مضللة.

وكانت المعلومات المضللة التي وجدتها الدراسة متكررة للغاية على فيسبوك وبسيطة في كثير من الأحيان. وإنه على الرغم من وجود الكثير من الصور التي تم نشرها بطريقة مضللة، إلا أن عدد هذه الصور يفوقها عدد الميمات التي تحتوي على نصوص مضللة أيضًا، أو لقطات شاشة لمشاركات مزيفة من منصات أخرى، أو منشورات تلتقط صورًا غير متغيرة وتحرّف أصلها.

صورة متعلقة توضيحية

مثال: صورة انتشرت عام 2020 على أنها للرئيس الأميركي جو بايدن وهو يعتذر لابنة جورج فلويد الذي قُتل على يد الشرطة الأميركية، وأثارت حادثته الجدل وتسببت في خروج احتجاجات ضد ممارسات الشرطة. وكشف "مسبار" أن الفتاة ليست ابنة جورج فلويد.

المعلومات المضللة لا تحقق تفاعل أكبر من المشاركات الحقيقية

وأشارت الشبكة إلى أبحاث سابقة تفيد بأن منشورات الأخبار المضللة تحقق تفاعلًا أكبر من المشاركات الحقيقية، وتؤكد أنها لم تجد ذلك خلال بحثها، قائلة "لم نجد أي علاقة بين التفاعل الأكبر مع المعلومات المضللة، لكنها أيضًا لم تقلل من فرص انتشار المنشور على نطاق واسع"

وأكدت أن بعض منشورات الصور على فيسبوك كانت سامة بطرق تجاوزت المعلومات الخاطئة البسيطة. موضحة "وجدنا عددًا لا يحصى من الصور التي كانت مسيئة أو كارهة للنساء أو عنصرية، واستهدفت نانسي بيلوسي وهيلاري كلينتون وماكسين ووترز وكمالا هاريس وميشيل أوباما".

صورة متعلقة توضيحية

مثال: صورة انتشرت سابقًا، على أنّها تُظهر رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، وهي غير قادرة على التحكم في عضلات وجهها، وتحقق "مسبار" منها وأكد أنها مُفبركة.

دور الأخبار المزيفة في المشهد السياسي الرقمي

وتؤكد الدراسة على أنه لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به في فهم الدور الذي تلعبه الأخبار الزائفة والمضللة في المشهد السياسي الرقمي. وبينما لا يزال فيسبوك أكثر منصات التواصل الاجتماعي استخدامًا، يتم نشر أكثر من مليار صورة يوميًا على المنصة الشقيقة لموقع الصور انستغرام، ومليارات أخرى على سناب شات المنافس. وأنه قد تكون مقاطع الفيديو المنشورة على موقع يوتيوب أو على تطبيق تيك توك أيضًا، ناقلًا مهمًا للمعلومات المضللة السياسية التي لا يزال الباحثون يعرفون القليل عنها.

وربما تكون النتيجة الأكثر إثارة للقلق في الدراسة هي اتساع نطاق الجهل الجماعي بالمعلومات المضللة على مواقع التواصل الاجتماعي. وعلى الرغم من أنه تم نشر مئات الدراسات حول هذا الموضوع، لكن حتى الآن لم يفهم الباحثون المصدر الأكبر للمعلومات المضللة على أكبر منصة للتواصل الاجتماعي، وفقًا للشبكة.

المصادر

The Conversation

GW

مسبار

مسبار

مسبار

اقرأ/ي أيضًا

الأخبار الزائفة على مر العصور: معرض في مدريد يكافح الظاهرة التاريخية

لجنة التجارة الفيدرالية تحقق في مخاطر وعدم دقة شات جي بي تي

الأكثر قراءة