تتداول حسابات وصفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حديثًا، ادّعاءات مفادها أن العالم الهولندي المتخصص في علم الزلازل، فرانك هوغربيتس، توقّع قبل أيام حدوث الزلزال في المغرب، تحديدًا.
وبالتحقق، وجد "مسبار" أنّ الادعاء المتداول غير دقيق، إذ لم يُحدد العالم الهولندي دولة المغرب في توقعاته حول وقوع الزلزال، بل نشر تغريدة عبر حسابه في موقع إكس في الرابع من سبتمبر/أيلول الجاري، توقع فيها حدوث هزات قوية بين 5 و7 سبتمبر، نتيجة تقارب بين عطارد والزهرة واقترانين قمريين مع المشتري وأورانوس، دون أن يسمّي المنطقة التي سيحدث فيها الزلزال.
وكتب العالم الهولندي في تغريدته "يتقارب اقترانان كوكبيّان مع عطارد والزهرة مع اقترانين قمريين مع المشتري وأورانوس، وفي السادس من سبتمبر، سيحدث تقارب آخر مع عطارد والزهرة، أتوقع مجموعة من الهزات القوية قريبًا"، مشيرًا إلى أن الزلزال القوي قد يحدث خلال الفترة ما بين 5 و7 سبتمبر الجاري.
ومنذ نحو الأسبوعين، حذّر العالم الهولندي من زلزال قد تتخطى قوته الثماني درجات على مقياس ريختر، وذلك بسبب الاصطفاف بين الأرض وكلٍّ من كوكبي المريخ ونبتون، وكذلك الهندسة القمرية مع نفس الكوكبين.
وحذر هوغربيتس من أن الأرض تتحرك ببطء بين المريخ ونبتون، مؤكدًا أنه كان قد أشار إلى هذه الهندسة منذ نوفمبر الفائت. كما توقع نشاطًا زلزاليًّا ضخمًا وفرصة لحدوث هزة أرضية عنيفة قد تتخطى الثماني درجات، بحسب مستويات الضغط التكتوني.
وعقب زلزال المغرب، أعاد العالم الهولندي نشر تغريدة اقتبسها عن زميل آخر نشرها قبل ساعة و48 دقيقة من وقوع زلزال المغرب، وقال فيها "لسوء الحظ، أدى هذا الرد الزلزالي إلى مقتل مئات الأشخاص في المغرب.. لقد ناقشت هندسة الكواكب هذه في الثالث من سبتمبر".
زلزال المغرب
جاء تداول الادّعاء، عقب زلزال ضرب المغرب، يوم أمس الجمعة الثامن من سبتمبر، بلغت قوته 7 درجات على مقياس ريختر. وتسبب الزلزال حتى كتابة هذه السطور في وفاة 1037 شخص وإصابة 1204، بينهم 721 في حالة خطيرة، وذلك وفقًا لحصيلة نشرتها وزارة الداخلية المغربية.
ونقلت وكالة الأنباء المغربية، عن الكاتب العام بالمديرية العامة للشؤون الداخلية، أنه تم تسجيل 542 وفاة بإقليم الحوز (مركز الزلزال)، و321 وفاة بإقليم تارودانت، و103 وفاة بإقليم شيشاوة، و38 وفاة بإقليم ورزازات، و13 وفاة بعمالة مراكش، و11 وفاة بإقليم أزيلال، و5 وفيات بعمالة أكادير إداوتنان، و3 وفيات بالدار البيضاء الكبرى، وحالة وفاة واحدة بإقليم اليوسفية.
وأوضحت الوكالة أن القوات المسلحة الملكية والسلطات المحلية والمصالح الأمنية والوقاية المدنية بكافة العمالات والأقاليم المعنية، تواصل تجنُّدها وتسخيرها لجميع الوسائل والإمكانيات، من أجل التدخل وتقديم المساعدات اللازمة، وتقييم الأضرار.
من هو فرانك هوغربيتس؟
فرانك هوغربيتس هو باحث يعمل في معهد لرصد الهندسة بين الأجرام السماوية المتعلقة بالنشاط الزلزالي " SSGEOS" في هولندا. وكان هوغربيتس قد توقّع حدوث زلزال في جنوبي تركيا وفي الأردن وسوريا ولبنان، عبر منشور له في موقع إكس (تويتر سابقًا)، قبل ثلاثة أيّام من وقوعه.
وجاء في منشوره “سيحدث في وقت لاحق زلزال بقوة تقريبية تصل إلى 7.5 درجات على مقياس ريختر في هذه المنطقة (جنوب وسط تركيا، الأردن، سوريا، لبنان)”.
علميًّا: لا يمكن التنبؤ بالزلازل
يذكر أنّه علميًّا لا يمكن التنبؤ بموعد ومكان وقوع الزلازل، رغم أنّ الخبراء الجيولوجيين يقومون بحساب احتمالية حدوث الزلازل في مناطق مختلفة.
ووفق إدارة المسح الجيولوجي الأميركية (USGS)، لا يمكن إلى حد الآن التنبؤ بحدوث زلزال "نحن لا نعرف كيفية ذلك، ولا نتوقع أن نعرف كيفية ذلك في المستقبل القريب".
وأضافت الإدارة أنّه يمكن للعلماء حساب احتمال حدوث زلزال (كما يتم عرضه على خرائط الخطر) في منطقة معينة خلال عدد معين من السنوات، فقط.
وأوضحت أنّ التنبؤ بحدوث زلزال يجب أن يتضمن ثلاثة عناصر، أولها التاريخ والوقت المحدد، والموقع، وقوة الزلزال، والتي لم تتوفر إلى حد الآن.