` `

وسائل إعلام هندية في تل أبيب: تحيز وإثارة لصالح إسرائيل

فريق تحرير مسبار فريق تحرير مسبار
سياسة
1 نوفمبر 2023
وسائل إعلام هندية في تل أبيب: تحيز وإثارة لصالح إسرائيل
اتسمت تغطية مراسلي إعلام غودي في تل أبيب بالدعاية لإسرائيل (إكس)

ظهر مراسل شبكة تايمز الهندية، وهو يركض ويحاول الاختباء من قصف مزعوم لكتائب القسام، في حي شابيرا في منطقة غلاف غزة، خلال الأسبوع الأول من العدوان الإسرائيلي على القطاع. 

يعمل المراسل براديب بوتا في قناة "تايمز ناو نافبهارات" الهندية التابعة لشبكة تايمز، ومنذ عملية طوفان الأقصى، يعمل على تغطية الأحداث من الجانب الإسرائيلي.

كان مع مجموعة من الصحافيين الذين سارعوا للاحتماء بجدار، يوم 13 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، حين دوت صفارات الإنذار. رمى المراسل بنفسه على الأرض، وواصل نقل ما يدور حوله بأسلوب مبالغ فيه إلى حد أخذ بالصراخ، ما أثار استغراب بقية المراسلين، حتى أنّ جنديًّا إسرائيليًّا أشار إليه ليخفض من صوته ويهدأ.

صورة متعلقة توضيحية
صورة متعلقة توضيحية

ونشرت قناة تايمز ناو الفيديو مع عنوان "شاهد كيف هرب مراسل شبكة تايمز من هجوم حماس". وجاء في متن الخبر أنّ مراسلها “نجا بأعجوبة من هجوم حماس”.
ويالعودة إلى كامل الفيديو، لم يعثر مسبار على ما يدل عن وجود خطر مادي واضح أو انفجار أو قصف بجانبه، يوجد دوي صفارات الإنذار في المكان فقط، ما دفع الموجودين للاختباء.
أثار المشهد سخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، بين من يرى أنّ المراسل لا يملك الكفاءة والتدريب والخبرة ليغطي مناطق الحروب، ومن يعتبرون أنّه يعتمد أسلوب الإثارة ليجذب المتابعين لزيادة نسب المشاهدة، أو بين من يرى أنه مكلّف بمهمة.

بوتا الذي يقدم نفسه في حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي بأنّه مؤثر وصحافي متحمس، ظهر في مقاطع فيديو عدة وهو يصرخ ويركض في محاولة للهرب من قصف مفترض، بعد سماع صفارات الإنذار، في المكان الذي يغطي منه.

وقد بدا في مواضع مختلفة خلال مراسلاته، منها وهو منبطح أرضًا، وأخرى وهو يركض في السلالم، أو يحاور جنود إسرائيليين وهم يرقصون.
وفي كل مرة يغطي المراسل الهندي فيها الأحداث، يبدو متحمسًا بشكل مبالغ فيه، حتى أن المستوطنين من حوله يستغربون الطريقة التي يتصرف بها، ويبدون أكثر هدوءًا منه.

صورة متعلقة توضيحية

تمحورت تقاريره بداية، على منطقة غلاف غزة، والسيارات المحترقة والمنازل المتضررة في الكيبوتسات، التي يقول إن المقاومة الفلسطينية تسببت فيها. ويحاور المستوطنين مُظهرًا تعاطفًا مبالغًا فيه. كما يشارك مواقف مساندة لإسرائيل بشكل علني.

صورة متعلقة توضيحية
لقطة شاشة لبعض تغطيات مراسل شبكة تايمز الهندية

القناة التي يعمل فيها بوتا هي واحدة من 13 وسيلة إعلام تتبع مجموعة تايمز، إحدى أكبر شبكات وسائل الإعلام في الهند، التي تحظى، وفق موقعها الرسمي، بدعم أكثر من 25 ألف معلن بإيرادات تتجاوز مليار دولار، و لديها 11 ألف موظف. وتعرف بتوجهها المساند للحكومة الهندية.

ويعد مراسل شبكة تايمز، واحدًا من مجموعة من المراسلين الهنود الذين تنقلوا لتغطية الصراع من جانب واحد، وهو الجانب الإسرائيلي. وقد رصد مسبار حوالي 9 مراسلين تلفزيونيّين منهم، في تل أبيب.

مراسلون هنود في تل أبيب: قنوات مختلفة وخلفية واحدة

منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تابع “مسبار” تقارير إخبارية هندية في قنوات مختلفة، تعتمد على مراسلين ميدانيين، بل إن بعض هذه القنوات أوفدت أكثر من مراسل.
ورصد من خلال حساباتهم على موقع إكس، طبيعة منشوراتهم والتغطيات التي يشاركونها مع جمهورهم.

إنديا تو داي

أرسلت قناة إنديا توداي، الصحافي غوراف سي ساوانت، الذي يشارك يوميًّا تقارير من الجانب الإسرائيلي، ولا يتوانى عن نشر مواقفه الداعمة لإسرائيل خلال الحرب، مرفقة بصور له مع الجنود.

صورة متعلقة توضيحية
صورة متعلقة توضيحية

وإنديا تو داي هي واحدة من القنوات التي تمتلكها شبكة TV Today، المعروفة أيضًا باسم مجموعة ذا إنديا تو داي، إلى جانب ثلاثة أخرى وهي: AajTak وAajTak HD وGood News Today.

كما تضم 18 منصة رقمية، وتسع مجلات. ويصل عدد مشاهداتها، وفق موقعها الرسمي إلى ما يقدر بـ 500 مليون مشاهدة شهريًا.

قناة NDTV

وغطت كادامبيني شارما المحررة الأولى للشؤون الخارجية في قناة NDTV، (شبكة تلفزيون نيودلهي) إلى جانب أوماشانكار سينغ كبير محرري الشؤون السياسية والخارجية في القناة، العدوان الأخير على غزة من تل أبيب.

صورة متعلقة توضيحية

وشبكة تلفزيون نيودلهي هي إحدى المؤسسات التابعة لشركة شبكات AMG الإعلامية، التابعة لمجموعة أداني المقربة من الحكومة، والتي حازت نسبة 30 في المئة من ملكية المؤسسة عام 2022.

قناة TV9 Bharatvarsh

سوميت تشودري، مراسل قناة TV9 Bharatvarsh، ظهر في تقارير مصوّرة مع الجنود، ويشارك مواقفه الداعمة لإسرائيل حتى أنّه قال في تصريح صحفي نقلته وسائل إعلام إسرائيلية "رأيت طالبان والقاعدة، ولكن مثل هذا الرعب لم أره".

صورة متعلقة توضيحية
صورة متعلقة توضيحية

وTV9 Bharatvarsh، هي قناة إخبارية باللغة الهندية تملكها شبكة TV9، التي تدير خمس قنوات جهوية أخرى تشمل تلفزيون TV9 Telugu، وتلفزيون TV9 Kannada، وتلفزيون TV9 Marathi، وتلفزيون TV9 Gujarati، بالإضافة إلى تلفزيونTV9 Bangla. توظف الشبكة 700 شخص، ووفق موقعها الرسمي وصلت إلى 100 مليون زائر شهريًا في وقت قياسي. 
في عام 2018، انتقلت ملكية المؤسسة إلى مجموعة جديدة، عرفت بتقربها من الحزب الحاكم.

قناة Republic

جورسمران سينغ وأليشا ناير، كانا مراسلا قناة Republic الهندية، وشاركا تغطيتهما بشكل دوري، في توجه واضح نحو تبني الرواية الرسمية الإسرائيلية.

صورة متعلقة توضيحية

كما نشر جورسمران سينغ مقطع فيديو في حسابه على موقع إكس، يتبادل فيه التحية مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، الذي أشاد بدعم الهند لإسرائيل.

صورة متعلقة توضيحية

تعرض شبكة Republic الإعلامية، محتواها للجمهور في الهند عبر 4 لغات، ويعرف أرناب غوسوامي مؤسس الشبكة ورئيس تحريرها، بتحيزه إلى الحزب الحاكم.

تصل الشبكة إلى أكثر من 438 مليون شخص في جميع أنحاء الهند في عام 2023، وفق موقعها الإلكتروني. وتُسجل وفق المصدر ذاته على موقع يوتيوب وحده، 6 مليار مشاهدة شهريًا، وتصل إلى أكثر من 130 مليون شخص على منصة ميتا.

قناة News18 India 

وكان نيراج كومار، مراسل قناة News18 India في إسرائيل، خلال العدوان الأخير على غزة. وهي واحدة من القنوات المحسوبة على إعلام غودي.

تعود ملكية القناة إلى مجموعة شركة Network18 Media Limited & Investments (Network18 Group)، التي يشمل نطاقها التلفزيون والمحتوى الرقمي والترفيه المصور والتجارة الإلكترونية والصحافة والأعمال المرتبطة. ومن أبرز القنوات التي تضمها المجموعة، CNBC-TV18 وCNN News18. 

صورة متعلقة توضيحية

قناة Bharat 24 

وراسلت روبيكا ليكوات، لصالح قناة Bharat 24 - Vision Of New India، من تل أبيب. وتعد روبيكا من أشهر الصحفيين المحسوبين على إعلام غودي، وهي محل انتقاد بسبب انحيازها لأجندة الحكومة. شاركت خلال تغطيتها توجها مساندًا لإسرائيل، وتعبر عن ذلك في منشوراتها عبر حسابها في موقع إكس. 

صورة متعلقة توضيحية
صورة متعلقة توضيحية

ومع اختلاف وسائل الإعلام التي يعملون لصالحها، فإنّها محسوبة جميعها على مجموعة "غودي ميديا"، وهو مصطلح شائع صاغه الصحافي الهندي رافيش كومار بعد أن استقال من قناة NDTV الهندية، في أعقاب استحواذ مجموعة مقربة من النظام الحالي، حينها، على نسبة 30 في المئة منها.

ويشير مصطلح "غودي ميديا" إلى القنوات التابعة لحكومة حزب بهاراتيا جاناتا، التي تعمل كذراع علاقات عامة لمودي، والمتحيزة لحزبه. ويوصفون بكونهم "كلاب للأجندة القومية الهندوسية"، (Lapdog).

فلماذا يهتم الإعلاميون الموالون للسلطة في الهند بالحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة عقب عملية طوفان الأقصى؟

مراسلون في مواجهة القيم والمعايير الإخبارية

الدعاية لإسرائيل

إنّ أغلب ما يشترك فيه معظم هؤلاء المراسلون هو المساندة العلنية لإسرائيل، التقاط صور مع مسؤولين في تل أبيب أو جنود عند خط المواجهة، أو محاولة كسب تعاطف بمنشورات تتضمن مقاطع فيديو حول مستوطنين في حالة تأثر أو محاولة اختباء.

لقطة شاشة لمواقف بعض مراسلي القنوات الهندية المساندة لإسرائيل (إكس)
لقطة شاشة لمواقف بعض مراسلي القنوات الهندية المساندة لإسرائيل (إكس)

وكانت المراسلات التي يقومون بها على حدود غزة، دعائية، أو كما يعبر عنها الصحافي والمؤرخ ماكس هاستينغز أشبه بـ"امتداد للمجهود الحربي" الإسرائيلي.

عدم التوازن في التغطية

في ميدان الحرب، يقف الصحفي على مسافة بينه وبين الجيوش، لأن أي تماس بينهما قد يولد إما صراعًا ونفورًا أو عقد صفقة دعائية. في هذا السياق، الذي اصطف فيه الإعلام الهندي إلى جانب الجيش الإسرائيلي على مستوى التغطية والقصص التي يتم التركيز عليها، كانت هناك أجندة حاضرة في أغلب التقارير والمراسلات (ترتيب الأجندة). تتمثل في أنّ “حركة حماس إرهابية تعاني إسرائيل من وجودها”، وأن “تل أبيب مكان آمن تحاول حماس تخريبه”، مع تركيز كبير على المستوطنين الذين أسرت القسام من أقاربهم، أو الذين تضررت منازلهم أو ممتلكاتهم خلال عملية طوفان الأقصى.

صورة متعلقة توضيحية
لقطة شاشة من منشورات لمراسلين هنود في تل أبيب للوضع في إسرائيل مساء

وقد كانت تغطيتهم للجانب الفلسطيني، ضعيفة على مستوى القيمة الإخبارية والقصة، ومختزلة في شكل إخباري. أما المصادر الأساسية للأخبار التي ينشرونها، فهي عسكرية إسرائيلية. حتى أنّ بعض التقارير الإخبارية بدت متطابقة إلى حد كبير.

الإثارة والمبالغة في وصف آثار قصف المقاومة

وركزت بعض التقارير على الأضرار التي لحقت ببعض الآليات والمنازل، في ذروة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي أوقع إلى حد الآن آلاف المدنيين، أغلبهم من النساء والأطفال.
واتسمت التقارير بالمبالغة في وصف آثار قصف المقاومة للجانب الإسرائيلي، بينما كان حجم الأضرار البشرية والمادية في غزة جراء العدوان الإسرائيلي أكثر دموية ودمارًا.

صورة متعلقة توضيحية
صورة متعلقة توضيحية
لقطة شاشة لتغطية أربعة مراسلين من الهند في منطقة غلاف غزة

تبني رواية الجيش الإسرائيلي

شارك بعض المراسلين رواية جيش الاحتلال خلال العدوان الأخير على غزة، منها مزاعم أنّ حماس تمنع المدنيين من التوجه إلى جنوب غزة، المنطقة التي يفترض أنها آمنة ولا يشملها القصف الإسرائيلي، وفق توجيهات دولة الاحتلال.

صورة متعلقة توضيحية
لقطة شاشة لمراسلين من الهند يتبنيان رواية دولة الاحتلال بأنّ المقاومة منعت مرور سكان شمال غزة إلى جنوبها

ونقلت بعض التقارير والمراسلات التي تناولت قصف مستشفى المعمداني، على سبيل المثال، الرواية الاسرائيلية بشكل أساسي أو قدمتها على الرواية الفلسطينية.

تقول الصحفية الهندية عرفة خانوم شيرواني، في منشور لها على موقع إكس "الصحفيون الهنود على الأرض يدعون أنهم يغطون الحرب في غرب آسيا من خلال تقديم تقارير من الجانب الإسرائيلي فقط". وأوضحت "إسرائيل وفلسطين هما جانبان في هذه الحرب. كيف يمكن لشخص يدّعي أنه يغطي الحرب لا يقدم تقارير من غزة؟ هذه ليس صحافة بل دعاية مخزية للمعتدي".

وأشارت عرفة وهي من أشد منتقدي غودي ميديا، وتعمل محررة أولى في موقع ويرد المستقل، إلى أن التغطية الصحفية الهندية في إسرائيل لم تراعي جانب التوازن.

كما قالت في تصريح إعلامي نشر بتاريخ 17 أكتوبر الجاري، إنّ "وسائل الإعلام المحسوبة على حكومة مودي لم تذهب إلى إسرائيل لتغطية الحرب، بل ذهبت لتمرير الأجندة". وأضافت "من غير المعقول أن تغطي وسائل الإعلام الهندية الحرب وهي جالسة في فندق؟ أصبحت وسائل الإعلام الهندية موضوع سخرية".

بين إسرائيل ومنيبور: مستخدمون يصفون الإعلام الهندي بازدواجية معايير

سخر مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي في الهند من التغطية الإخبارية لمراسلي القنوات التلفزيونية الهندية في تل أبيب، متهمين الإعلام بازدواجية المعايير. وقارنوها بالتغطيات المحلية على غرار أزمة منيبور، حيث تشهد هذه المقاطعة اشتباكات إثنية عنيفة تسببت منذ بداية العام في مقتل ما لا يقل عن 120 مواطنًا. 

صورة متعلقة توضيحية
لقطة شاشة من سخرية مستخدمين في الهند من توجه مراسلين من بلادهم إلى إسرائيل عوض تغطية أزمة منيبور
لقطة شاشة من سخرية مستخدمين في الهند من توجه مراسلين من بلادهم إلى إسرائيل عوض تغطية أزمة منيبور

وليست المرة الأولى التي يعرف فيها "إعلام غودي" انتقادات من هذا النوع، فقد مُنع سابقًا من قبل مواطنين ومحتجين من تغطية أحداث تتعلق بهم، بسبب ما اعتبروه تضليلًا إعلاميًّا لقضاياهم وتوجيها للرأي العام ضدهم.

محبوبة مفتي رئيسة الحزب الديمقراطي الشعبي لجامو وكشمير، قالت في منشور لها على موقع إكس إنّ وسائل الإعلام المحسوبة على حكومة مودي "لم تهدر الوقت في التوجه إلى إسرائيل، ولكنها بقيت متجاهلة لمأساة منيبور التي تتأجج منذ أشهر" وأضافت، "لا شيء يبدو أنه يستحضر القلق والاهتمام نفسه حين شاهدوا قتل الأبرياء وتعرض النساء للتعذيب في باحتهم الخلفية".

كان زعماء تحالف الهند، المعارضون لسياسات مودي قد نشروا، في سبتمبر الفائت، قائمة لعدد من الصحفيين وعددهم 14 اعتبروا أنّهم متحيزون للحكومة، من أبرزهم نافيكا كومار رئيس تحرير تلفزيون تايمز ناو التي يعمل فيها بوتا والصحفية ريبيكا ليكوات. وقرر التحالف مقاطعتهم، إضافة إلى عدد من القنوات الإخبارية الأخرى.

صورة متعلقة توضيحية
نافيكا كومار (شبكة تايمز الهندية)

غودي ميديا: الصحافة في خدمة الأجندة 

لا يتمتع الصحفيون في الهند باستقلالية لممارسة عملهم، فهم يعانون من تضييقات وتهديدات من قبل الحزب الحاكم، ما يجعل عملهم صعبًا، وفق منظمة العفو الدولية.

ووفق مراسلون بلا حدود، تعرف الصحافة في الهند أزمة حقيقية بسبب استحواذ رجال الأعمال التابعين للحكومة على أهم القنوات والصحف في البلاد. كما يتعرض الصحفيون الهنود الذين ينتقدون السلطة، وفقها، إلى حملات عنيفة تتخللها هجمات ومضايقات من قبل البهاكات، أتباع الرئيس مودي.

ربّما يفسر ذلك، طبيعة التغطية الإخبارية لمراسلي القنوات الهندية التي رصدها مسبار، والتي لم تكن منفصلة عن خيارات السلطة السياسية في البلاد، بل كانت امتدادًا لها، من خلال أجندة الأخبار التي اعتمد عليها، بتحديد طبيعة المواد التي يتم التركيز عليها، وشكلها.

فبعد عملية طوفان الأقصى، عبر رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، عن تضامنه مع إسرائيل.

منشور رلئيس وزراء الهند يساند فيه إسرائيل عقب عملية طوفان الأقصى
منشور لرئيس وزراء الهند يساند فيه إسرائيل عقب عملية طوفان الأقصى 

وشارك مودي أيضًا في العاشر من أكتوبر الجاري، منشورًا شكر فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مكالمته الهاتفية وتقديمه تحديثًا حول الوضع الجاري. وقال إنّ "شعب الهند يقف بقوة مع إسرائيل في هذه اللحظة الصعبة. تدين الهند بقوة وبدون حجب الإرهاب بجميع أشكاله وتجلياته".

هذا الموقف الرسمي يعززه وجود حوالي 18 ألف مواطن هندي في إسرائيل، معظمهم من مقدمي الرعاية لكبار السن، وتجار الماس، ومتخصصي تكنولوجيا المعلومات والطلاب.

الجالية الهندية في إسرائيل (سفارة الهند في تل أبيب)
الجالية الهندية في إسرائيل (سفارة الهند في تل أبيب)

كما يوجد في إسرائيل قرابة 85 ألف يهودي من أصل هندي. ووفق سفارة الهند في تل أبيب حدثت الموجات الرئيسية للهجرة إلى إسرائيل من الهند في الخمسينيات والستينيات من القرن الفائت. 

ويعد مودي أول رئيس حكومة هندي يزور تل أبيب، على الإطلاق، وكان ذلك في عام 2017. وعلى المستوى العسكري تعد الهند الوجهة الأولى في العالم لصادرات الأسلحة الإسرائيلية، بما قيمته 247 مليون دولار، عام 2022.

وفي سبتمبر 2023، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، أنّ موقع "I2U2" بات نشطًا وأنّه سيمثل منصة للتعاون بين الهند وإسرائيل والإمارات والولايات المتحدة.

ويختص الموقع باستقبال المشاريع الجديدة في مجالات المياه والطاقة والنقل والفضاء والصحة والأمن الغذائي والتكنولوجيا، بين الدول الأربع.
وفي أغسطس/آب 2023، أظهر استطلاع رأي أجراه مركز بيو، أنّ إسرائيل تنظر إلى الهند بشكل أكثر إيجابية من أي دولة أخرى في العالم. وبيّن الاستطلاع أنّ 71% من الإسرائيليين يحملون آراء إيجابية عن الهند بينما يحمل 20% آراء سلبية و9% لم يشاركوا آراءهم.

ويُشار إلى أنّ الهند تحفظّت بصوتها خلال تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة على مشروع القرار العربي الذي يطالب بـ"هدنة إنسانية فورية" في قطاع غزة.

لقطة شاشة تظهر تحفظ الهند ضد قرار وقف إطلاق النار خلال تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة
لقطة شاشة تظهر تحفظ الهند ضد قرار وقف إطلاق النار خلال تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة

ورغم أن مودي اتصل برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عقب حادثة مستشفى المعمداني، ليعزيه في ضحايا القصف، فإنه لم يدعُ لوقف إطلاق النار أو هدنة إنسانية في غزة.
وقال حينها "إن الخسائر في صفوف المدنيين في الصراع الدائر تشكل مصدر قلق بالغ ومستمر. ويجب محاسبة المتورطين".
أرسلت الهند، مساعدات إنسانية إلى مطار العريش الدولي في مصر، تضم 6.5 طنًّا من المساعدات الطبية و32 طن من مواد الإغاثة في حالات الكوارث وفق بيان التمثيلية الرسمية للهند في رام الله، لكنّها على المستوى الإعلامي تساند بشكل واضح الجانب الإسرائيلي، دون أخذ في الاعتبار للمسؤولية الاجتماعية ومبدأ التوازن في التغطية.

اقرأ/ي أيضًا

اتهامات لشبكة سي إن إن بإعداد تقارير مفبركة خلال عملية طوفان الأقصى

قناة i24 نيوز تضلّل وسائل الإعلام وتزعم مقتل 40 رضيعًا إسرائيليًا في اقتحام المستوطنات

اقرأ أيضاً

الأكثر قراءة