` `

باليوود: حملة إسرائيلية للتشكيك في مشاهد إصابة الفلسطينيين خلال الحرب على غزة

إسلام عزيز إسلام عزيز
أخبار
22 ديسمبر 2023
باليوود: حملة إسرائيلية للتشكيك في مشاهد إصابة الفلسطينيين خلال الحرب على غزة
انتشرت المزاعم الإسرائيلية المضللة تحت وسم باليوود (Getty)

منذ بدء العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الفائت، والذي أعقب تنفيذ المقاومة الفلسطينية لعملية طوفان الأقصى، شاركت حسابات مؤيدة لإسرائيل على مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو تحت وسم "باليوود" (Pallywood)، وزعمت أنّ المواطنين في القطاع يفبركون مشاهد إصاباتهم، وأن قصص المعاناة التي تظهر مفتعلة أو جاءت ضمن حملات دعائية. 

وكانت هذه الادّعاءات مرفقة بمشاهد تمثيلية قديمة أو معدلة، وأخرى مجتزأة من سياقها الأصلي.

وسم باليوود: تشكيك متعمد في معاناة الفلسطينيين

“باليوود”، هو مصطلح يتكون من لفظين هما بالستاين "Palestine" (فلسطين) وهوليوود، ويزعم مستخدموه أنّ الفلسطينيين يقومون بتمثيل إصابتهم وآلامهم ويكذبون بشأن القتلى والمصابين والضحايا.

وهذه ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها الحسابات التابعة لإسرائيل، وسم "باليوود" للتشكيك في معاناة الفلسطينيين، فهو متداول منذ سنوات وانتشر أيضًا خلال العدوان الإسرائيلي على غزة في مايو/أيار 2021. إذ قامت الحسابات الإسرائيلية بالترويج لادّعاءات مضللة مشابهة، ونشرتها على مواقع فيسبوك وانستغرام وتويتر. وكان "مسبار" قد فند العديد منها، حينها.

وسم باليوود وترويجه لادعاءات مضللة عن الفلسطينين
وسم باليوود وترويجه لادعاءات مضللة عن الفلسطينين

فيديو مُجتزأ من فيلم لبناني 

ومن ضمن الادّعاءات التي أطلقتها الحسابات المؤيدة لإسرائيل، مقطع فيديو قالت إنه من مشاهد مفبركة لإصابات خلال الحرب الجارية على قطاع غزة، وأنها مجرد "أكاذيب" يحاول الفلسطينيون من خلالها تضليل الرأي العام العالمي.

وكشف "مسبار" أن الفيديو في الحقيقة مُجتزأ من فيلم لبناني قصير صدر في 28 أكتوبر الفائت، صوّر للعالم ما يعيشه أطفال غزة جراء العدوان الإسرائيلي على القطاع.

فيلم لبناني قصير عن ما يعيشه أطفال غزة
فيلم لبناني قصير عن ما يعيشه أطفال غزة

مشهد يصوّر إصابة شاب بجراح مختلفة في غزة

واستغلت هذه الحسابات مشهد جريح فلسطيني، يحاول أشخاص من حوله طمأنة والدته بأنّ إصابته ليست خطيرة ولا تستدعي قلقها وخوفها عليه، عبر إزاحة الضماد عن رأسه لتتأكد من ذلك، لتروّج أنّ المشهد تمثيلي.

وبالتحقق منه، وجد مسبار أنّه يصوّر إصابة الشاب بجراح مختلفة، خلال الحرب الأخيرة، عكس ما ذهب إليه الادّعاء.

صورة متعلقة توضيحية
إصابة شاب بجراح مختلفة في خلال الحرب على غزة

كواليس قديمة لتصوير عمل فني في غزة

قامت الحسابات التابعة لإسرائيل، أيضًا، بتداول مقطع فيديو ادّعت أنّه يُوثق استخدام بعض الفلسطينيين لمساحيق التجميل والمواد الكيميائية، لإظهار أنفسهم كضحايا لاعتداءات إسرائيلية. وبالبحث تبين أن الفيديو الأصلي من كواليس تصوير عمل فني، وأن المشاهد نُشرت في مارس/آذار عام 2017، ضمن تقرير لقناة TRT World التركية، عن أعمال للخبيرة في فن المكياج السينمائي، الفلسطينية مريم صلاح، خلال تصوير فيلم سينمائي في غزة، عن المخاطر التي يواجهها سكان القطاع.

صورة ساخرة وليست لفلسطيني يدّعي أنّه مصاب

وأعادت الحسابات الإسرائيلية نشر صورة قديمة مأخوذة من عمل درامي كوميدي ماليزي، عُرض عبر قنوات تلفزيونية ماليزية كوميدية سابقًا، وادّعت أنها تُظهر فلسطينيًّا داخل مستشفى في غزة ووجهه مغطى ببعض المعدات الطبية، ويزعم أنه مصاب في الحرب الجارية على القطاع.

صورة مأخوذة من عمل درامي كوميدي ماليزي
صورة مأخوذة من عمل درامي كوميدي ماليزي

فيديو لشبان يطمئنون أمًّا على ابنها الجريح 

وانتشر بشكل واسع، مقطع فيديو ادّعى ناشرون أنّه لمشهد تمثيلي لفلسطينيين يزيفّون من خلاله تعرضهم لقصف، مع تكرار كلمة "باليوود"، لكن بالتحقق وجد مسبار أنّ الادّعاء مضلّل، إذ نشر المصور الصحفي الفلسطيني هاني أبو رزق، الفيديو للمرة الأولى عبر حسابه على إنستغرام في الثالث من ديسمبر/كانون الأول الجاري، وكتب أنه لسيدة تصرخ "أنا عملتله تنفُّس" بعد رؤيتها لأولادها وأقاربها بين الضحايا والمصابين.

وأكّد أبو رزق في حديث لمسبار أن المقطع صُوّر في مستشفى شهداء الأقصى وسط منطقة دير البلح، التي شهدت غاراتٍ إسرائيلية عنيفة، وبيّن أنّ سبب وجود عدد من الكاميرات هو "توافد الصحافيين إلى المستشفى رفقة عشرات الشهداء والمصابين الذين وصلوا مع ذويهم لتغطية المجزرة".

صورة لطفلة أُصيبت خلال القصف على غزة

كما روجت الحسابات الإسرائيلية لمقطع فيديو يُظهر طفلة فلسطينية مُصابة في غزة، وقالت إنها تدعي إصابتها خلال العدوان الإسرائيلي الجاري، وأنّه تم وضع مكياج على وجهها لتبدو وكأنها مصابة، إلا أنّه يعود للمصور الفلسطيني في غزة، أحمد أبو الروس، الذي نشره عبر حسابه على موقع إنستغرام يوم السادس من ديسمبر الجاري، قائلًا إن الطفلة زينة هي من طلبت تصويره لتوصل رسالتها.

وتواصل "مسبار" مع المصور أحمد أبو الروس، الذي أكد أن الطفلة الموجودة في الفيديو اسمها زينة فروانة، من غزة، كانت نازحة إلى المحافظة الوسطى خلال عمليات النزوح الأخيرة، وأُصيبت أثناء وجودها بجوار منزل قصفته قوات الاحتلال. وأوضح أبو الروس، أن الفيديو التُقط داخل مستشفى شهداء الأقصى، في مدينة دير البلح، خلال محاولة علاج الطفلة. كما أرسل صورة خاصة لـ"مسبار" توضح إصابة زينة جراء القصف الإسرائيلي.

صورة متعلقة توضيحية
طفلة مصابة داخل مستشفى شهداء الأقصى

الادّعاءات الإسرائيلية الزائفة حول الأسير المحرر محمد نزال

واجه الطفل الفلسطيني المحرر محمد نزال، الذي خرج في صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل خلال الهدنة الإنسانية الأخيرة، حملة للتشكيك في إصابته بعد خروجه من السجن الإسرائيلي. إذ ظهر النزال وعلى يديه جبيرة طبية بعد نزوله من حافلة الصليب الأحمر، التي كانت تقله من السجن. وقال في تصريحات صحافية إنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي هي من اعتدت عليه.

وبعد انتشار قصة محمد نزال، نشرت حسابات إسرائيلية مقطع فيديو لمحمد نزال وهو يخرج من السجن بعد الإفراج عنه ويصعد إلى حافلة الصليب الأحمر، ولم تكن على يديه الجبيرة. وادعت أن ذلك "يكشف كذب نزال لأنه ظهر في المقطع بعد خروجه من السجن ويداه سليمتان".

وتحقق مسبار من الادعاءات الإسرائيلية ليتبين أن منظمة الصليب الأحمر هي من عالجت محمد نزال في الحافلة التي كانت تقله وبقية الأسرى من السجن، وأن "أصابعه كانت مكسورة ولم يقدر على تحريكها بشكل جيد".

وتواصل مسبار مع عائلة محمد التي أكّدت أن الفحوصات التي أجريت له بعد خروجه من السجن، كشفت وجود كسور في الأصابع وتحديدًا في السبابة والإبهام في كلتا اليدين، أما باقي الأصابع فلم تصب بكسور. وحصل مسبار على نسخ من التقرير الطبي والأشعة لفحوصات محمد والتي أكدت وجود كسور في بعض الأصابع. كما حصل مسبار على صورة خاصة من عائلة محمد تُظهر بوضوح وجود آثار تعذيب على ظهره.

الفيديو للأسير محمد شطارة ولا يعود لمحمد نزال

كما نشرت الحسابات الإسرائيلية صورة لمحمد نزال وهو مُصاب في يده وعليها جبيرة، مع مقطع فيديو آخر قالوا إنّه يوثق لقاءه مع أقاربه ويداه سليمتان، مشيرة إلى أنّه ادعى إصابته، لاحقًا.

وكشف مسبار أن مقطع الفيديو لا يُظهر محمد نزال، بل يعود إلى الأسير المحرر محمد شطارة عندما التقى عائلته في مستشفى في بلدة العيسوية في القدس المحتلة، بعد إطلاق سراحه، أيضًا، ضمن صفقة تبادل الأسرى.

صورة متعلقة توضيحية
مزاعم إسرائيلية مضللة عن الطفل محمد نزال

حملة إسرائيلية تروج بأنّ الفلسطينيين يفبركون موتهم

جاءت هذه الادّعاءات، ضمن حملة تضليل إسرائيلية، تنشر ادعاءات مضلّلة، تُشكّك من خلالها في صدقية مشاهد موت الفلسطينيين وجثث الضحايا، وتتهم الفلسطينيين بتزييف مشاهد القتلى. وكان مسبار قد تحقق من هذه الادّعاءات وفندها في تقارير سابقة.

صورة متعلقة توضيحية
ادعاءات إسرائيلية بأن الفلسطينيين يفبركون موتهم

أيضًا عملت هذه الحسابات على نشر ادعاءات تُشكك في قصص قتل الأطفال الفلسطينيين في العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة. من بينها ادّعاءات أنّ حركة حماس استوردت العديد من دمى الأطفال إلى غزة للتلاعب بالرأي العام وعواطف الناس، بهدف المبالغة في عدد القتلى دون ذكر الأسماء. وتتبع "مسبار" أيضًا هذه الادعاءات وفندها.

صورة متعلقة توضيحية
ادعاءات حول تزييف موت الأطفال في غزة

اقرأ/ي أيضًا

تصريحات إسرائيلية تُناقض ادعاء كوهين بألاّ نيّة في إسرائيل لتبادل الأسرى مع حماس

استهداف الصحافيين في غزة: حرب إسرائيل على الرواية الفلسطينية

اقرأ أيضاً

الأكثر قراءة