صباح الأول من يناير/كانون الثاني الجاري، تعرض الساحل الغربي وسط اليابان، لزلزال بلغت شدته 7.6 درجات على مقياس ريختر، متسبّبًا في أمواج بلغ ارتفاعها نحو متر واحد على طول أجزاء من ساحل بحر اليابان.
أبلغت السلطات اليابانية عن انقطاع الكهرباء عن أكثر من 36 ألف منزل في مقاطعتي إيشيكاوا وتوياما، فيما أصدرت إنذارات بإجلاء السكان من المنطقة، خاصة وأنها حذرت من ارتقاع موجات المياه إلى خمسة أمتار.
تزامنت هذه الأنباء مع انتشار ادّعاءات مضلّلة حول الزلزال، وكان من بينها مشاهد قديمة نُشرت على أنّها من الزلزال الأخير، لكن تبيّن أنها تعود إلى الزلزال الذي ضرب اليابان عام 2011.
الحكومة اليابانية تحذر من نشر المعلومات المضللة
ونقلت الصحف اليابانية تصريحات عن رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، يوم أمس الثاني من يناير، قال فيها "إن انتشار المعلومات الكاذبة حول الزلزال أمر غير مقبول". كما نقلت تحذيرات عن وزارة الاتصالات حثت فيها الناس على "التأني قبل نشر المنشورات على الإنترنت، والتأكد ممّا إذا كانت صحيحة".
وقد جاءت هذه التصريحات الرسمية، في ظل انتشار ادعاءات في الفضاء الرقمي المحلي عن كون الزلزال الأخير مصطنع، إلى جانب مشاركة مشاهد مفبركة وأخرى قديمة تعود إلى حوادث سابقة.
المعلومات المضللة والكوارث الطبيعية في 2023
تزداد نسبة انتشار المعلومات المضللة زمن وقوع الكوارث الطبيعية، وقد رصد مسبار عددًا كبيرًا من الادعاءات المضللة التي تزامنت مع أنباء عن زلازل وفياضانات ضربت مناطق مختلفة حول العالم، خلال العام الفائت.
ففي شهر فبراير/شباط عام 2023، تعرضت مناطق جنوبي تركيا وشمالي سوريا لزلزال بلغت قوته 7.8 درجات على مقياس ريختر، أسفر عن مقتل الآلاف في البلدين إلى جانب دمار واسع في البنية التحتية. وقد انتشرت حينها العديد من الأخبار الزائفة التي ادّعت تسبب مشروع هارب بوقوع الزلزال، فضلًا عن 50 ادعاءً مضللًا، انتشر في شكل مقاطع فيديو وصور قديمة غير مرتبطة بالحادثة.
وفي الثامن من سبتمبر/أيلول الفائت، مثل زلزال المغرب الحدث الأبرز في التغطية الإعلامية والأكثر تداولًا على مواقع التواصل الاجتماعي. الزلزال الذي بلغت قوته 7 درجات على مقياس ريختر، تسبب في وفاة حوالي ثلاثة آلاف مواطن وإصابة آلاف آخرين، وفقًا للإحصائيات التي نشرتها الجهات الرسمية المغربية.
وعقب وقوعه انتشرت ادّعاءات مضللة، رصد مسبار العديد منها، وكشف حقيقتها.
وتكرر الأمر نفسه، في العاشر من سبتمبر الفائت، حين تعرّضت مدن ومناطق في شمالي وشرقي ليبيا، لإعصار أطلق عليه اسم "دانيال"، مصحوبًا بأمطار غزيرة، إذ انتشرت العديد من الادعاءات حوله، منها مشاهد قديمة تعود في حقيقتها إلى كوارث طبيعية وقعت في الصين ومصر واليابان وتركيا، ولاعلاقة لها بالإعصار في ليبيا.
مخاطر انتشار المعلومات المضللة وقت الكوارث الطبيعية
تؤثر المعلومات المضللة المرتبطة بالكوارث الطبيعيية، تأثيرًا مباشرًا على حياة الأشخاص المقيمين في المناطق المنكوبة، إذ كشف تحليل علمي نُشر في مطلع ديسمبر/كانون الأول الفائت، في مجلة فرونتيرز، أن مؤشرات نوعية حياة السكان في المنطقة الجغرافية المتأثرة بموجة الحركات الزلزالية، تأثرت سلبًا بسبب نشر معلومات مضللة في الفضاء العام، ما أدى إلى ضعف مباشر في الصحة البدنية والنفسية للأشخاص المعنيين.
من جهة أخرى، ناقشت تقارير إخبارية الدور الذي تلعبه المعلومات المضللة وقت وقوع الكوارث في تشتيت جهود المسعفين والسلطات الصحية عن عملية إنقاذ المتضررين، إذ تنتشر العديد من مقاطع الفيديو والصور التي تنسب إلى مدن أو مواقع جغرافية محددة في البلد المنكوبة بينما تعود في حقيقتها إلى مناطق أخرى غير مرتبطة بالواقعة.
فضلًا عن النوع الآخر من المعلومات المضللة الذي يستغل وقوع الكوارث الطبيعية لادعاء جمع التبرعات، الأمر الذي يعيق وصول أموال مساعدات إلى المتضررين من الكارثة الطبيعية.
اقرأ/ي أيضًا
خطورة الأخبار الكاذبة خلال الكوارث الطبيعية.. زلزال تركيا وسوريا مثالًا
