` `

مزاعم إسرائيلية تخص الوضع المعيشي والصحي في قطاع غزة

جميلة الأيوبي جميلة الأيوبي
أخبار
3 مارس 2024
مزاعم إسرائيلية تخص الوضع المعيشي والصحي في قطاع غزة
فلسطينيون يعثرون على خبز بين أنقاض منزل استهدفته غارة إسرائيلية في رفح (Getty)

تطلق إسرائيل بالتزامن مع حربها على قطاع غزة والأزمات الناجمة عنها، روايات مضلّلة كثيرة بشأن الوضع المعيشيّ لسكان القطاع. وتهدف من خلال ذلك لتشويه الحقائق وتشتيت تركيز الرأي العام العالمي على الوضع المأساوي للسكان المحاصرين، الذين يمنع عنهم جيش الاحتلال الحد الأدنى من مقومات الحياة.

وتشارك في نشر الروايات المضلّلة حسابات إسرائيليّة رسميّة، وعدد من الحسابات الناطقة باللغة العربيّة. نستعرض فيما يلي بعض أبرز تلك الروايات.

إسرائيل تروج لمعلومات مضللة عن وضع المخابز في غزة

في التاسع فبراير/شباط 2024، نشر حساب وحدة تنسيق أعمال الاحتلال الإسرائيلي مقطع فيديو على منصة إكس، وأرفقه بادعاء مفاده أنّ 15 مخبزًا سيعمل في قطاع غزة، بدءًا من الثامن من فبراير، لإنتاج مليوني رغيف خبز، يوميًا، من مختلف الأصناف وسدِّ حاجيات أهالي غزة.

وادعى الحساب أنّ منسّق حكومة الاحتلال قدّم تسهيلات، رفعت عدد المخابز الفاعلة في الأسبوعين الأخيرين من 10 إلى 15 مخبزًا.

لكن مسبار تواصل مع الصحفي محمود اللوح، الذي أكّد له أنّ مقطع الفيديو المنشور صُوّر داخل مخبز السفراء، الوحيد الذي يعمل في الشارع العام الرئيس، شارع السوق، في منطقة النصيرات والمخيّم.

وأوضح إسماعيل الثوابتة، مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، لمسبار، حينها، أنّه لا تعمل في القطاع سوى ثمانية مخابز، وأنّ اثنين منها يعملان جزئيًّا، لمدة لا تتعدى ست ساعات يوميًا، بسبب شح الإمكانيات، وليس 15 مخبزًا كما ادّعت الحسابات الإسرائيلية.

وأكّد الثوابتة في حديثه لمسبار أنّ 148 مخبزًا توقف عن العمل منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع، وأنّ الاحتلال قد قصف إلى حينها 19 مخبزًا.

تقرير مسبار عن أوضاع المخابز في غزة

انتقائية وتضليل بشأن إمدادات الكهرباء في قطاع غزّة

في مقابلة مع قناة سكاي نيوز، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دورون سبيلمان، إنّ الجميع شاهدوا المئات من سكان غزة وهم يصوّرون مشاهد تسليم الأسرى خلال فترة الهدنة المؤقتة، وأنّ سكان القطاع لديهم ما يكفي من الطاقة لشحن هواتفهم وتصوير الرهائن، وأنّه يجدر بهم استخدام مصادر الطاقة نفسها للاطلاع على خريطة نشرها الجيش الإسرائيلي للمناطق المعنية بأوامر الإخلاء، وتحميلها على هواتفهم.

تقرير مسبار عن الكهرباء في غزة

وسلّط تقرير مفصّل لمسبار حينها الضوء على تحديات تأمين الكهرباء لشحن الهواتف في غزّة، مذكّرًا بأن امدادات الطاقة توقفت منذ ثالث أيام الحرب.

ويعتمد المواطنون والصحفيون كليًّا على الطاقة الشمسية لشحن هواتفهم، فيما لا تتوفّر هذه الأخيرة إلا في بعض المؤسسات العامة كالمستشفيات التي لم تخرج عن الخدمة بعد.

وبحسب مؤسسة توزيع الكهرباء في غزة، فإن عمل محطة الكهرباء توقّف تمامًا في اليوم الخامس من الحرب، بعد انقطاعات متكررة شهدتها الأيام الأولى.

كما تواصل مسبار مع صحفيين في غزة، أكّدوا له صعوبة شحن الهواتف واضطرار المواطنين، من كافة المناطق، للتنقل يوميًا إلى الأماكن التي تتوفّر فيها الطاقة الشمسية أو مولدات الكهرباء، ومن ثمة الانتظار لساعات قبل شحن هواتفهم، بسبب بطء عملية الشحن من المولّدات.

شحن الهواتف في غزة

وعلى ضوء ذلك، يصبح ما قاله سبيلمان مغالطة مضلّلة، إذ لا ينفي استخدام بعض المواطنين كاميرات هواتفهم لتوثيق الأحداث صعوبة شحن الهواتف بانتظام واستحالة إبقائها مشحونة طوال الوقت بالنسبة للبعض الآخر.

إسرائيل تستخدم صورًا لمعاناة الفلسطينيين في غزة كأدلة براءة

استخدمت حسابات إسرائيلية صورًا لعائلات فلسطينية على شاطئ دير البلح، جنوبي قطاع غزّة، كإثبات على أنّ إسرائيل لا تستهدف إلّا مقاتلي حماس، وأنّها تفعل كل ما بوسعها لحماية أرواح المدنيين في غزة.

بحث مسبار عن أصل الصور ووجد أنّها تعود لفلسطينيين قُطعت عنهم المياه العذبة والكهرباء، فلجؤوا إلى شاطئ دير البلح، للاستحمام وغسل الملابس وأواني الطبخ بمياه البحر.

إسرائيل تستخدم صورًا لمعاناة الفلسطينيين في غزة كأدلة براءة

وتفرض إسرائيل حصارًا شاملًا على أهالي قطاع غزة، منذ التاسع أكتوبر/تشرين الأول 2023. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت حينها "أمرت بفرض حصار شامل على غزّة. لا كهرباء، لا غذاء، لا ماء، لا غاز، أغلقنا كل شيء" واصفًا سكّانها بـ"الحيوانات البشرية". وجاءت تصريحاته تلك بعد عملية طوفان الأقصى، التي اقتحم فيها مقاتلون من حركة حماس مستوطنات غلاف غزة، وألحقوا بإسرائيل خسائر بشرية غير مسبوقة.

وفي سياق متصل، تداولت حسابات إسرائيلية على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة ادّعت أنّها لجنود جيش الاحتلال وهم يساعدون مسنًّا فلسطينيًّا أثناء نزوحه إلى جنوبي القطاع.

وكان من بين الحسابات التي نشرت هذه الصورة، حساب إسرائيل بالعربية، الذي قال تعليقًا عليها، إنّ جنود الجيش الإسرائيلي يتقيدون بفرائض وأخلاق الديانات السماوية ويعملون بموجب هذا المبدأ السامي.

قتل مسن فلسطيني

وبحث مسبار حينها عن مصير الرجل الذي ظهر في الصورة متكئًا على عكّاز، واكتشف أنّ عمره 74 سنة وأنّ إسرائيل قتلته مباشرة بعد التقاط الصورة.

الجنود الإسرائيليون قتلوا مسنًّا بعد التقاط صورة معه

ادعاءات إسرائيلية عن السماح بإدخال المساعدات الطبيّة إلى مستشفى الأمل

في العاشر من فبراير الفائت، نشرأفيخاي أدرعي، متحدث رسمي باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، على حسابه في منصة إكس، صورتين أرفقهما بادعاء مفاده أنّ قوات الاحتلال سمحت بإدخال أزيد من 20 خزان أوكسيجين وأجهزة طبية أخرى إلى مستشفى الأمل، في مدينة خانيونس، جنوبي قطاع غزة.

وحاول الجيش الإسرائيلي من خلال نشر تلك الصورة الظهور بمظهر الداعم لمستشفيات قطاع غزة، عكس المقاومة الفلسطينية التي تختبئ أسفلها، على حد زعم أدرعي.

لكنّ الهلال الأحمر الفلسطيني أوضح في بيان نشره عبر حسابه على منصة إكس، في 11 فبراير، أنّ مركبة إسعاف تابعة للهلال الأحمر أحضرت 25 خزان أوكسيجين من مستشفى ناصر، وأنّ قوات الاحتلال طلبت منها ترك الخزانات عند أقرب نقطة إلى المستشفى، على أن يقوم الجيش الإسرائيلي بتوصليها، لكن المستشفى لم يتسلّم منها في اليوم الموالي سوى 21 خزانًا، أي أنّ جيش الاحتلال صادر أربعة منها.

ينفي ذلك ادعاء إمداد جيش الاحتلال مستشفيات غزة بالمعدات الطبية، كما تجدر الإشارة إلى أنّ قواته اقتحمت المستشفى ودمّرت أجهزة ومعدات داخله واعتدت على الطواقم الطبية بالضرب. كما اعتقلت تسعة من أفراد الطواقم الطبية والإدارية وأربعة جرحى، بالإضافة إلى خمسة من مرافقي المرضى.

ادعاءات إسرائيليّة مضللة بشأن المساعدات الإنسانيّة في غزّة

تضاعف عدد المنشورات الإسرائيلية التي تروّج لروايات مضللة حول أسباب نقص المساعدات الإنسانيّة في غزّة. واتهمت غالبيتها حركة حماس بسرقة المساعدات ومنع وصولها إلى المنكوبين، بعد دخولها إلى قطاع غزة.

رصد مسبار منشورًا للناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، تضمّن مقطع فيديو مرفقًا بتعليق "الاعتداء بالهراوات على المدنيين الذين ينتظرون المساعدات، وسد طريق الأشخاص الذين يحاولون الانتقال من منطقة القتال إلى الغرب، توثيق حياة السكان الخاضعين لسيطرة حماس في خان يونس".

ويتّضح بالتدقيق في الفيديو، أنّ استخدام الهراوات لم يكن بغرض الاعتداء أو الضرب المباشر، إنّما بغرض إفساح المجال للشاحنات للوصول إلى الساحة. وكانت الشاحنات محمّلة بمعدّات طبية متجهة إلى مستشفى الأمل، التابع للهلال الأحمر الفلسطيني والواقع في قلب مدينة خانيونس، ولم تكن تحمل مساعدات غذائيّة.

وظهرت ضمن المقطع لقطة دخيلة، لا صلة لها بفيديو الشاحنات التي تنقل المساعدات الطبية، صوّرت في مكان مختلف وظهر فيه أفراد مسلحون من قوات الأمن.

وفي المقابل، أكّدت تقارير منظمات ومسؤولون دوليون أنّ الاحتلال والمستوطنين أعاقوا إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

إسرائيل تروج أن حماس تمنع المساعدات في غزة

كما شارك أوفير جندلمان، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي للعالم العربي، عبر حسابه على موقع إكس، تقريرًا مصوّرًا نشرته شبكة بي بي سي الناطقة باللغة العربية، حول تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، ويذكر التقرير أنّ أهل غزة لا يجدون الطعام والدواء خلال الحرب الإسرائيلية الجارية. وعلّق جندلمان على المقطع قائلًا  إنّ حركة حماس تسرق المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى القطاع.

وعندما راجع مسبار التقارير الأممية والدولية عن المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى غزة، وتبين التضليل في ادّعاء جندلمان. ففي بيان مشترك بين منظمة الأمم المتحدة و27 وكالة إنسانية أخرى، نُشر يوم الخميس السابع من ديسمبر/كانون الأول 2023، جاء فيه أنّ الوضع في قطاع غزة "كارثي ومن أسوأ ما شهدته على الإطلاق"، محذرة من تدهوره إذا استمرت الحرب الجارية.

كما دعت هذه الوكالات إلى الوقف الفوري للحرب وتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية في غزة. وذكرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إن ظروف توصيل المساعدات الإنسانية معدومة، كما أن منشآتها تحولت إلى أماكن إيواء وهي مكتظة بالنازحين.

وأكدت الأونروا على عدم توفّر مساعدات كافية لتلبية الاحتياجات الهائلة. وشدّد المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني على عدم وجود مكان آمن في غزة، مستنكرًا التجاهل الصارخ لسلامة منشآت الأمم المتحدة التي تأوي النازحين، والتي تعرض 90 منها للقصف الإسرائيلي خلال العدوان الحالي.

صورة متعلقة توضيحية

وفي السياق نفسه ادّعى سامويل وريبرغ، المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية، يوم 24 أكتوبر 2023، في مقابلة على قناة الجزيرة، أنّ حركة حماس تسرق المساعدات الإنسانية المقدمة لسكان القطاع. وردّ على المذيع عندما سأله عن دليل على صحة ادعاءاته، بأن "الصواريخ التي تأتي من حماس كافية لإثبات كلامه".

بيد أنّ وكالة الأونروا أكّدت في بيان لها صدر في اليوم ذاته، أنّها استلمت المساعدات التي دخلت من معبر رفح لقطاع غزة، وهذا ما أكّده أيضًا الهلال الأحمر الفلسطيني.

صورة متعلقة توضيحية

تضليل للتحريض على وقف الدعم عن الأونروا

أعلنت وزارة الخارجية الأميركية وقف التمويل عن وكالة الأنروا، في 26 يناير الفائت، صدر هذا القرار عقب مزاعم إسرائيلية تدّعي مشاركة عدد من موظفي الأونروا في غزة، في عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حركة حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، بالإضافة إلى مزاعم أخرى تدّعي دعم وكالة الأونروا لحماس، مع تصاعد الحملة الدعائية الإسرائيلية ضد الوكالة منذُ بدء الحرب على غزة.

كما أعلنت لاحقًا عشر دول مانحة تعليق تمويل الوكالة، بسبب المزاعم الإسرائيلية نفسها، منها ألمانيا وبريطانيا وفرنسا.

هذه القرارات بإيقاف وتعليق تمويل وكالة الأونروا، تساهم في تضييق الخناق أكثر على أهل غزّة، وتفاقم من أزمات الواقع المعيشي في القطاع.

إذ قال راميش راجاسينغام، رئيس وممثل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في جنيف ومدير شعبة التنسيق، في جلسة عقدها مجلس الأمن بتاريخ 27 فبراير الفائت، إنّ "تعليق التمويل لوكالة الأونروا يشكل تحدّيًا لقدرتنا على القيام باستجابة فعالة". وذكر أنّ الاستجابة بالمستوى المطلوب ستكون مستحيلة إذا لم تتخذ الأطراف المعنيّة ومجلس الأمن والدول الأعضاء الأخرى والمجتمع الدولي الأوسع إجراءات فوريّة ومتضافرة. وحذّر من خشية أن تكون المجاعة واسعة النّطاق في غزة أمرًا لا مفر منه تقريبًا، إذا لم تُتّخذ أيّ إجراءات، وعلى ذلك سيكون هناك المزيد من الضحايا.

وقد فنّد مسبار عددًا من الادعاءات المضللة التي نشرتها حسابات إسرائيلية، تدّعي دعم وكالة الأونروا لحماس.

صورة متعلقة توضيحية

وعند متابعة بعض الحسابات الإسرائيلية وحسابات وسائل إعلام ومنظمات غير حكومية، وجد مسبار أنّها استمرّت في بث مزاعم ضد الأونروا من دون تقديم أدلّة دقيقة، منذُ السابع من أكتوبر2023. وزادت الصفحات الرسمية الإسرائيلية، مثل صفحة الجيش الإسرائيلي وصفحة الخارجية الإسرائيلية، من منشوراتها التي تهاجم فيها مؤسسات الأمم المتحدة، خاصة الأونروا، واتّهمتها بالتورط مع موظفيها في الحرب الجارية على قطاع غزة.

كما كشف مسبار ضلوع منظمتين دوليّتين "يو إن ووتش" و"إن جي أو مونيتور" UN Watch & NGOMonitor  في نشر معلومات غير دقيقة تتقاطع مع الروايات الإسرائيلية التي تهدف إلى قطع الدعم عن الأونروا. وأنّه بحسب تحقيق موسّع لمركز العودة الفلسطيني، تبيّنت مصادر تمويل هاتين المنظمتين، بعد فحص سجلات الضرائب الأميركية والكشف عن تلقيهما تمويلًا من شبكة من المنظمات اليمينية المتطرفة المؤيدة لإسرائيل والمعادية للإسلام.

المنظامت التي تسعى لوقف الدعم عن الأنروا

مسؤولون أمميون يحذرون من مجاعة في غزة 

نشر موقع الأمم المتحدة تقريرًا بعنوان "مسؤولون أمميّون أمام مجلس الأمن: ربع سكان غزة على بعد خطوة واحدة من المجاعة"، إثر جلسة عقدها مجلس الأمن، يوم الثلاثاء 27 فبراير 2024، تحت بند "حماية المدنيين في النزاعات المسلحة"، خصّصها لبحث مسألة انعدام الأمن الغذائي في غزة.

وحذّر مسؤولون أمميون في التقرير من أنّ ما لا يقل عن 576 ألف شخص في غزة، أي ما يعادل ربع عدد سكان القطاع، "على بعد خطوة واحدة من المجاعة"، وأنّ طفلًا واحدًا من بين كلّ 6 أطفال، دون سنّ الثانية، في شمال غزة يعاني من سوء التغذية الحاد والهزال.

مسؤولون أمميون يحذرون من مجاعة في غزة

خلال الجلسة حذر راميش راجاسينغام، رئيس وممثل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في جنيف ومدير شعبة التنسيق، من أنّ احتمالات المزيد من التدهور قائمة، "على الرغم من كآبة الصورة التي نراها اليوم"، وأشار إلى أنّ العمليات العسكرية وانعدام الأمن والقيود على دخول وتسليم السلع الرئيسة أدت إلى تدمير إنتاج الغذاء والزراعة.

كما تطرّق إلى تحذير خبراء الأمن الغذائي من انهيار زراعي كامل في شمال قطاع غزة بحلول شهر أيار/مايو المقبل إذا استمرت الظروف الحالية، بسبب تضرّر الحقول والأصول الإنتاجية أو تدميرها أو تعذّر الوصول إليها، وأشار إلى أنّ الكثيرين اضطّروا إلى التخلّي عن الأراضي الزراعية المنتجة بسبب أوامر الإخلاء والنّزوح المتكرر.

تحذير من مجاعة في غزة

وذكر أنّ إنتاج الغذاء في قطاع غزّة توقّف فعليًّا بسبب الأعمال العدائية ونقص الإمدادات الرئيسة، بما في ذلك الكهرباء والوقود والمياه. ووضّح أن تفاقم "الجوع وخطر المجاعة" هو بسبب عوامل تتجاوز مجرد توفّر الغذاء. وأنّ عدم كفاية خدمات المياه والصرف الصحي والرعاية الصحية "يؤدي إلى خلق حلقة من الضعف"، إذ إنّ الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية، وخاصة بين عشرات الآلاف من المصابين، يصبحون "أكثر عُرضة للأمراض التي تؤدي إلى المزيد من استنزاف الاحتياطيات الغذائية في الجسم".

وأكّد راجاسنغهام على أن الارتفاع الحاد في معدلات سوء التغذية بين الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات في قطاع غزة يشكل مصدر قلق خاص، وعرّج قائلًا "أضاف الاكتظاظ المزمن والتعرض للبرد وغياب المأوى الملائم إلى هذا النقص في التغذية، فتكون بذلك قد خلقت الظروف الملائمة لتفشي الأمراض الوبائية على نطاق واسع".

وأكّد المسؤول في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية على "العقبات الهائلة" التي يواجهها العاملون في المجال الإنساني "لمجرد إيصال الحد الأدنى من الإمدادات إلى غزة، ناهيك عن تصعيد الاستجابة متعددة القطاعات التي ستكون مطلوبة لتجنب المجاعة".

اقرأ/ي أيضًا

رغم اعتمادها من قبل الأمم المتحدة: لماذا تشكك جهات في إحصائيات الصحة الفلسطينية حول ضحايا الحرب؟

مجزرة دوار النابلسي: دلائل ومؤشّرات تدين الاحتلال الإسرائيلي

الأكثر قراءة