نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي والمتحدث باسمه، أفيخاي أدرعي، أمس الثلاثاء 14 مايو/أيار، مشاهد قال إنها تُظهر "مخربين إلى جانب سيارات تابعة للأمم المتحدة، وهم يطلقون النار داخل مجمع تابع للأونروا في شرقي رفح"، حسب وصفه.
وذكر جيش الاحتلال أنّ الواقعة جاءت خلال "نشاط قوات لواء غفعاتي تحت قيادة الفرقة 162 في يوم السبت الفائت، وأنه تم رصد خلية مخربين في المجمع اللوجستي الرئيسي لوكالة الأونروا إلى جانب سيارات تابعة للأمم المتحدة شرقي رفح".
وقال أدرعي إن التوثيق يُظهر "عددًا من الإرهابيين بالقرب من مركبات الأمم المتحدة وفي منطقة مجمع المستودعات اللوجستية التابع للمنظمة، والذي يشكل محورًا مركزيًّا لتوزيع المساعدات لصالحها في قطاع غزة"، ومؤكدًا أن المشاهد أظهرت العناصر المسلحة وهم يقومون بإطلاق النار على مجمع المنظمة شرقي رفح.
عناصر أمنية تعمل على تأمين المساعدات في غزة
تحقق "مسبار" من المشاهد التي نشرها الجيش الإسرائيلي وأفيخاي أدرعي، وتبين أن المزاعم المذكورة حولها مضللة. إذ إن المسلحين الذين يظهرون في المشاهد ليسوا عناصر من المقاومة يستغلون سيارات الأمم المتحدة، بل هم من عناصر الأمن الذين يعملون على تأمين وحماية المساعدات الإنسانية التي تقدمها الأونروا من السرقة.
وظهرت العناصر المسلحة في العديد من المشاهد السابقة وهم يؤمّنون المساعدات التي تدخل قطاع غزة، في الشوارع وعلى متن الحافلات التي تحمل هذه المساعدات.
ويقول شهود عيان لمسبار، إن هذه العناصر تقوم دائمًا بمساعدة الأونروا، وأحيانًا ما يظهرون بزي مدني وليس الزي الرسمي للشرطة حتى لا يتم استهدافهم من القوات الإسرائيلية، التي تشارك في العدوان الجاري على غزة.
لجان محلية تفرض النظام خلال الحرب الجارية على غزة
تعمل هذه العناصر المسلحة أيضًا مع "لجان الحماية الشعبية"، وتنفّذ دوريات في شوارع مدينة رفح جنوبي قطاع غزة مؤخرًا. وقالت وسائل إعلامية من بينها مصادر إسرائيلية أيضًا، إن المسلحين ينتمون إلى مجموعة من المجتمع المدني والعشائر والفصائل وبدؤوا في توفير الأمن لقوافل المساعدات في غزة، ولمنع حدوث فوضى عند عمليات التوزيع.
وتحاول هذه العناصر أيضًا السيطرة على أسعار السوق وفرض الأمن، بسبب فراغ السلطة المحلية في غزة الناتج عن الحرب المدمرة على القطاع.
مزاعم أدرعي بشأن إطلاق العناصر النار على مجمع الأونروا
ادعى أفيخاي أدرعي أن المشاهد تُظهر إطلاق العناصر المسلحة النار على مجمع منظمة الأونروا شرقي رفح. وبالتدقيق في المشاهد جيدًا لم يظهر أي عمليات لإطلاق النار على المجمع، بل ظهر عنصر وهو يحاول تفريق بعض الناس، مطالبًا إيّاهم الابتعاد عن المجمع فقط لا غير.
الاحتلال يستهدف عمال تأمين الإغاثة في غزة
وقتلت القوات الإسرائيلية العديد من عمال الإغاثة الذين عملوا على تأمين المساعدات خلال الحرب الجارية على قطاع غزة.
وسبق أن أوقفت اللجان الشعبية والعشائر الفلسطينية في مارس الفائت، تأمين المساعدات إلى مناطق شمالي قطاع غزة، بسبب استهداف الجيش الإسرائيلي لها، ما أسفر عن مقتل وإصابة العديد منهم.
وأوضحت اللجان الشعبية في بيان سابق لها، أنّ "مبادرة العائلات جاءت لتأمين وصول المساعدات لمستحقيها في ظل عدم وجود مؤسسات الأمم المتحدة وخاصة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) وبرنامج الغذاء العالمي حصريًّا"، وبناءً على لقاءات مع مؤسسات الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية، ونداءات الشعب.
وشددت اللجان والعشائر في بيانها على أن إسرائيل تسببت في "فوضى ومجاعة"، بسبب رفضها السماح للمؤسسات الدولية وخاصة الصليب الأحمر والأونروا وبرنامج الغذاء العالمي، بالعمل في محافظتي غزة والشمال.
وعملت قوات الاحتلال على اغتيال المسؤولين عن تأمين وصول شحنات المساعدات، وأبرزهم العميد فائق المبحوح، الذي كان يشغل عملية التنسيق مع العشائر والأونروا لإدخال وتأمين المساعدات الإنسانية إلى شمالي غزة.
أميركا تطلب من إسرائيل التوقف عن استهداف أفراد الأمن
وسبق وطلبت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن من إسرائيل التوقف عن استهداف أفراد قوة الشرطة المدنية، والذين يرافقون شاحنات المساعدات في غزة، محذرة من أن "الانهيار التام للقانون والنظام" يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع بشكل كبير، وفقًا لتقرير لموقع أكسيوس.
ويقول التقرير إنّ هذا الطلب جاء بعد استهداف إسرائيل للقوات المدنية في غزة، ويشير إلى أنّ الاحتلال رفض الطلب الأميركي، قائلة إن "الهدف الواضح للحرب هو إنهاء سيطرة حماس على غزة، وأن إسرائيل تعمل على خطط بديلة لضمان القانون والنظام".
مزاعم إسرائيلية مستمرة حول منظمة الأونروا
وتأتي المزاعم الإسرائيلية في ظل اتهامات الاحتلال المستمرة بشأن تورط وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، بالعمل مع منظمات مسلحة في غزة.
ووفقًا لتقرير لجنة المراجعة المستقلة حول وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فإن السلطات الإسرائيلية لم تقدم بعد دليلًا على ادعاءاتها بأن موظفي الأمم المتحدة متورطون مع منظمات مسلحة.
وأكدت اللجنة أنّ إسرائيل اتهمت عددًا كبيرًا من موظفي الأونروا بأنهم أعضاء في منظمات إرهابية. ومع ذلك، "لم تقدم بعد أدلة داعمة لذلك". وأضاف التقرير أنّ وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين "لا يمكن الاستغناء عنها ولا غنى عنها للتنمية البشرية والاقتصادية للفلسطينيين".
اقرأ/ي أيضًا
تدعم قطع الدعم عن الأونروا: منظمات دولية تنشر تقارير غير دقيقة تتقاطع مع الرواية الإسرائيلية
حسابات إسرائيلية تشارك معلومات مضللة مدّعية دعم وكالة الأونروا لحماس