` `

هل السرطان وراثي؟

صحة
8 يوليو 2020
هل السرطان وراثي؟
التاريخ العائلي يلعب دوراً في الأسباب المحتملة لحدوث السرطان (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

في عام 2018 سجّلت منظمة الصحة العالمية 18.1 مليون حالة إصابة جديدة بمرض السرطان حول العالم. وفي تقرير لها أصدرته في بداية العام الحالي تتوقّع المنظمة أن يرتفع عدد الحالات المصابة بمرض السرطان خلال العقدين القادمين بنسبة 60%، فيما يرتفع العدد في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل بنسبة 81%. ليصل إلى حوالي الـ37 مليون حالة بحلول عام 2040.

في هذه المقالة سنطرح عدة أسئلة ونجيب عليها: ما هو السرطان؟ كيف يظهر وينتشر السرطان في الجسم؟ ما هي طرق الإصابة بالسرطان؟ وهل السرطان وراثي؟ ما هي أساليب العلاج؟ وكيف بإمكاننا وقاية أنفسنا من الإصابة بالسرطان؟ 

 

السرطان

السرطان هو مرض يصيب الخلايا التي تعتبر الوحدة الأساسية في تكوين الجسم وأعضائه. يقوم الجسم بتصنيع الخلايا بشكل مستمر وذلك لاستمرار عملية النمو أو لاستبدال الخلايا التالفة أو الميتة بخلايا جديدة، إذ توجد جينات معينة في الجسم مسؤولة عن هذه العملية. وينتج مرض السرطان في حال حدوث خلل معيّن في هذه الجينات مما يؤدي إلى خلق خلايا جديدة غير صحية وسريعة في الانتشار، وقد تنمو هذه الخلايا وينتج عنها كتلة جديدة يطلق عليها اسم ورم. 

 

كيف يظهر السرطان وينتشر في الجسم؟

تنمو الخلية السرطانية حتى يصبح حجمها بحجم رأس الدبوس، بعد ذلك تقوم بخلق أوعية دموية وليمفاوية خاصة بها، وهذا يؤدي إلى أخذها لحجم أكبر وملاحظ في الجسم، وتسمّى هذه الكتلة الجديدة بالورم. أحيانًا تتحرك بعض أنواع الخلايا السرطانية بعيدًا عن مكان ظهور الورم الذي نشأ أولًا، إما من خلال سوائل الأنسجة المحيطة بالورم أو عن طريق مجرى الدم، ثم تجتاح وتغزو الأعضاء الأخرى. عندما تصل تلك الخلايا إلى موقع جديد، تستمر في النمو وتشكل ورم جديد في هذا المكان، وهذا النوع من الأورام يسمى السرطان الثانوي.

 

الإصابة بالسرطان

تزيد نسبة احتمالية الإصابة بأحد أنواع السرطانات مع التقدّم بالعمر، ويرجع ذلك على الأغلب إلى تراجع قدرة خلايا الجسم على إصلاح الخلل الجيني إذا حصل.

ويمكن حصر الأسباب الأخرى التي من الممكن أن تؤدي إلى الإصابة بالسرطان بالعوامل التالية:

  • التدخين.
  • زيادة الوزن والسمنة المفرطة.
  • الخمول البدني وقلّة الحركة.
  • عدم تناول الخضراوات والفواكه والإكثار من الأكل المصنّع والوجبات السريعة.
  • التاريخ العائلي.
  • الإصابة ببعض الفايروسات مثل فيروس التهاب الكبد الوبائي من نوعي B و C والفايروس الذي يسبب سرطان عنق الرحم.
  • تلوث الهواء في المدن الكبرى والمدن الصناعية.

 

أسباب مرض السرطان

في الحقيقة، تُعتبر كلمة سرطان مصطلحًا طبيًا يُشير إلى مجموعة كبيرة من الأمراض التي يتجاوز عددها المائة نوع وليس مرضًا واحدًا. السِمة المميزة والمُشتركة بين هذه الأنواع هي نمو خلايا غير طبيعية والتي تبدأ بالانقسام والتكاثر بشكلٍ خارجٍ عن السيطرة، وبالتالي فإن هُناك الكثير من أسباب مرض السرطان والتي قد يصعب حصرها. إلا أن هناك مجموعة من الأسباب والعوامل التي ترفع من احتمال الإصابة بأحد أنواع السرطان والتي يُمكن تعدادها كما يلي:

  • المشروبات الكحولية: عملية الهضم والتمثيل الغذائي للكحول تُنتج مادة تُسمى أسيتالدهيد، وهي مادة كيميائية تُلحق الضرر بالحمض النووي الموجود في نواة الخلية، بالشكل الذي يُؤثر على نمو وانقسام الخلية، وبالتالي يجعل الخلايا أكثر عُرضة للانقسام بشكل خاطئ وخارج عن السيطرة، أي أن تتحول إلى خلايا سرطانية. لهذا تُعتبر المشروبات الكحولية من أهم أسباب مرض السرطان وتحديدًا سرطان الفم والحلق والحنجرة والمريء، وكذلك سرطان الكبد وسرطان القولون وسرطان الثدي.
  • السُمنة: تُعتبر السمنة من أهم أسباب مرض السرطان، وذلك لوجود رابط مباشر بين الإصابة بالسمنة وبين 13 نوعًا من السرطان، من بينها سرطان الكبد وسرطان الكلى وسرطان المعدة، وكذلك سرطان البنكرياس وأحد أنواع سرطان الدماغ.
  • التدخين: يُعد التدخين من أخطر أسباب مرض سرطان الرئة، إذ تُشير بعض التقديرات أن 90% من حالات الإصابة بهذا المرض ناتجة عن التدخين. إلاّ أن علاقة التدخين بالسرطان لا تقف عند هذا الحد، فقد اكتشف العلماء أن التدخين يُمكن أن يُسبب نمو الأورام السرطانية في أي عضو من أعضاء الجسم وليس الرئة فقط، على سبيل المثال سرطان الكبد والبنكرياس والمثانة وسرطان المعدة وسرطان الدم. ومن المُهم التأكيد على أن خطورة التدخين تشمل جميع أنواع التدخين بما في ذلك السجائر الإلكترونية وغيرها، كما أن تعاطي التبغ بطريقة أخرى غير التدخين أي المضغ مثلًا، تُعتبر أيضًا من أسباب مرض السرطان.
  • العامل الوراثي: يمكن لبعض أنواع السرطان أن تكون وراثية، وهو الأمر الذي يُمكن أن يُثير شكوك الأطباء بالفعل في حال ظهر نوع مُعين من السرطان لدى أقرباء شخص مُعين، ففي هذه الحالة يُصبح من المفيد جمع المعلومات حول عدد الأقرباء الذين أُصيبوا بالسرطان، وتحديدًا الأب والأم والإخوة والجدان والجدتان والأعمام والعمات والأخوال والخالات وأبنائهم. كما أن بعض الأمراض الوراثية مثل متلازمة فيسكوت آلدريك يُمكن أن تُسبب السرطان.
  • المواد الكيميائية والعوامل البيئية: التعرض المباشر لأنواع مُعينة من المواد الكيميائية مثل المُبيدات الحشرية والأسمدة الكيماوية يُمكن أن يُسبب السرطان، كما أن هُناك اشتباه حول تسبب خطوط الضغط العالي التي تمتد بين أبراج شبكات الكهرباء بالسرطان.

 

هل السرطان وراثي؟

كما ذكرنا في القسم السابق، فإن التاريخ العائلي يلعب دورًا في الأسباب المحتملة لحدوث السرطان، إذ تشير الإحصائيات أن 10% فقط من السرطانات تحدث بسبب عوامل وراثية، حيث أنه إذا كان مرض السرطان منتشرًا في العائلة فمن المحتمل أن تنتقل الطفرات الجينية المسببة للسرطان بالوراثة من الأبوين أو من الأجداد.

ويمكن للأطباء والمختصين إجراء فحوصات معينة قد تكشف عن وجود طفرات جينية معينة من الممكن أن تورّث وتزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان. لكن وجود هذه الطفرات الجينية لا يعني حتمية الإصابة بالسرطان.

 

هل الأورام السرطانية وراثية؟

بشكل عام الإجابة هي لا، لا تُعتبر الأورام السرطانية وراثية بالمطلق، ولكن مع وجود استثناءات. ومن أجل الوصول إلى إجابة دقيقة لهذا السؤال، من المُفيد الإلمام ببعض الحقائق حول الجينات وعلاقتها بالأورام السرطانية. القائمة التالية تُوضح أهم هذه الحقائق:

  • بِحسب بعض التقديرات نسبة الأورام السرطانية الوراثية تتراوح بين 3 إلى 5 % فقط من إجمالي حالات الإصابة بالأورام السرطانية. أما النسبة العُظمى أي 95 إلى 97% من حالات الإصابة ناتجة عن أسباب وعوامل أخرى غير وراثية. تقديرات أخرى تُشير إلى أن النسبة أعلى بقليل وقد تصل إلى 10% من حالات الإصابة، لكن حتى إن كانت هذه النسبة الأعلى هي الأدق، تظل الغالبية أي 90% من الحالات غير وراثية.
  •  تحدث الأورام السرطانية الوراثية نتيجة لوجود طفرة جينية لدى أحد الوالدين. وأبسط تعريف للطفرة الجينية هي نُسخة شاذة أو غير سليمة من أحد الجينات الموجودة في الحمض النووي (DNA)، والذي ينتقل نصفه من الأم والنصف الثاني من الأب إلى أبنائهم.
  • اكتشف العلماء أن هُناك أنواع معينة من الأورام السرطانية وراثية، أي يُمكن أن تحدث بسبب وجود طفرة جينية موروثة لدى الشخص، انتقلت إليه من الأم أو من الأب. وتُقدر أنواع الأورام السرطانية الوراثية بحوالي 50 نوعًا، ومن بين هذه الأنواع سرطان الثدي وسرطان المبيض.
  • حتى في حال وجود الطفرة الجينية المُسببة لأحد أنواع الأورام السرطانية الوراثية، فإن هذا الأمر بحد ذاته لا يعني بالضرورة أن يُصاب ذلك الشخص بهذا النوع من السرطان، وإنما ترتفع احتمالات حدوث الإصابة لهذا الشخص.
  • في الغالب، تحدث الإصابة بالأورام السرطانية نتيجةً لمجموعة من الأسباب وعوامل الخطر وليس لسبب واحد. وفي عدد قليل من الحالات، يكون أحد هذه الأسباب هو العامل الجيني أو الوراثي.

الفحوصات اللازمة لمعرفة إذا ما كان شخص ما يحمل أحد الطفرات الجينية التي تُسبب أحد أنواع الأورام السرطانية الوراثية غالبًا ما تكون مُكلفة، لذا يُنصح بعدم التسرع في إجراء مثل هذه الفحوصات بدافع القلق مثلًا، وقد لا تكون مُتاحة للكثيرين أيضًا. إلاّ أن هُناك بعض الشواهد أو المؤشرات التي ترفع احتمال وجود مثل هذه الطفرات لدى شخصٍ ما، من بين هذه المؤشرات:

  • وجود اثنين أو أكثر من الأقرباء من ناحية الأم، أو اثنين أو أكثر من الأقرباء من ناحية الأب، أُصيبوا بنفس النوع من الأورام السرطانية.
  • أن تكون الإصابة حدثت لأحد الأقرباء في سنٍ مبكرة نسبيًا، أي قبل بلوغه الخمسين من العمر.

 

علاج السرطان

تختلف طرق العلاج بناءً على عدة عوامل، يعتمد علاج السرطان بشكل رئيسي على نوع السرطان، مراحل تطوره، مكانه وعمر المصاب.

ومن أبرز طرق العلاج:

  • العلاج الكيميائي: وهو عبارة عن أدوية كيميائية تعمل قتل الخلايا السرطانية.
  • العلاج الإشعاعي: يتم استخدام أشعة عالية الطاقة للقضاء على السرطان.
  • العلاج الجراحي: يتم من خلاله استئصال الورم من مكانه.
  • زراعة خلايا جذعية: يتم ذلك عن طريق نقل نخاع العظم من المريض نفسه أو من متبرّع.
  • العلاج الهرموني: بعض أنواع السرطانات يتم علاجها بسحب بعض الهرمونات من الجسم.

 

العلاج الجيني للسرطان

العلاج الجيني للسرطان هو طريقة حديثة جدًا للتعامل مع الأورام الخبيثة والتي يمكن القول أنها لا تزال قيد البحث وتخضع للتجارب، لدرجة أن العلماء لم يُحددوا الأعراض الجانبية التي يُمكن أن تحدث بسبب خضوع المريض للعلاج الجيني للسرطان بشكل قاطع بعد. فيما يلي بعض الحقائق المؤكدة حول هذه التقنية العلاجية التي توضح ماهيتها:

  • العلاج الجيني للسرطان هي تقنية علاجية تعتمد بشكل رئيسي على استهداف الخلايا السرطانية أو خلايا الأنسجة القريبة من الورم على المستوى الجيني، بمعنى أن يتم تعديل جينات موجودة في الحمض النووي داخل الخلية.
  • يُمكن تطبيق تقنية العلاج الجيني للسرطان بِطُرق متعددة، أول هذه الطرق أن تتم عملية استبدال الجين المتضرر أو زرع الجين المفقود أي إصلاح الخلل أو الطفرة التي أصابت الحمض النووي والتي أدت إلى الإصابة بالسرطان. على سبيل المثال هناك جين مسؤول عن منع نمو الأورام يُرمز له بالرمز (p53)، في حال أدت الطفرة إلى اختفاء هذا الجين أو وجود نُسخة معطوبة منه يقوم الباحثون بزرعه أو استبداله النسخة المعطوبة.
  • طريقة أخرى لتطبيق العلاج الجيني للسرطان تتمثل في زراعة جينات بداخل الخلايا السرطانية، تؤدي إلى استفزاز الجهاز المناعي إن جاز التعبير، فيقوم عندها الجهاز المناعي بمهاجمة الخلايا السرطانية وتدميرها.
  • يُمكن أيضًا زراعة نوع خاص من الجينات والتي تُسمى بالجينات الانتحارية (Suicide genes) والتي تدفع الخلايا السرطانية إلى تدمير نفسها بنفسها.
  • نوع آخر من الجينات التي يتم توظيفها في إطار تقنية العلاج الجيني للسرطان تقوم بتعطيل قدرة الخلايا السرطانية على مد نفسها بتفرعات جديدة من الأوعية الدموية، وبالتالي تُصبح هذه الخلايا محرومة من التروية الدموية اللازمة لإمدادها بالغذاء اللازم لنموها وتكاثرها، فتكون النتيجة هي موت هذه الخلايا بعد قطع إمدادات الغذاء عنها.
  • في بعض الحالات، يتم زراعة جينات معينة داخل الخلايا السرطانية تجعل استهداف هذه الخلايا من قِبل الأطباء بالعلاج الكيماوي أو العلاج بالإشعاع أكثر سهولة وفاعلية.
  • تعديل الجينات اللازم في إطار تطبيق هذه التقنية العلاجية يتطلب استخدام وسيط ناقل قادر على حمل الجينات المطلوب زراعتها داخل الخلايا، ثم اختراق الخلية وإيصال هذه الجينات إليها.
  • في أغلب الحالات يتم استخدام فايروسات مُعطلة لتؤدي عمل الوسيط الناقل، وفي الغالب يتم استخدام نُسخة معدلة من الفايروس الذي يُسبب الإصابة بنزلات البرد، ويتم تحميله بالجينات المطلوبة.
  • في بعض الحالات الأخرى تتم عملية إيصال الجينات المطلوبة إلى الخلايا في ظروف مخبرية، حيث يتم استخراج خلايا حية من جسم المريض ثم وضعها مع الفايروس الحامل للجينات المطلوبة في ظروف مخبرية تسمح للفايروس باختراقها، ثم تُترك هذه الخلايا لتنمو وتتكاثر إلى حدٍ معين، يتم بعدها مُعاودة حقنها داخل جسم المريض عن طريق الحقن الوريدي.
  • تُعتبر تقنية العلاج الجيني للسرطان تقنية واعدة، وبحسب دراسة تناولت هذه التقنية، هُناك أمل أن تحوّل هذه التقنية مرض السرطان من مرض يصعب علاجه وقاتل في الكثير من الحالات، إلى مرض مزمن يمكن السيطرة عليه ولا يُسبب الوفاة.

 

الوقاية خيرُ من العلاج

هناك مجموعة من الأساليب والخيارات الصحية التي يمكنك القيام بها للتقليل من نسبة احتمالية إصابتك بالسرطان، على رأس هذه الخيارات:

  • الإقلاع عن التدخين.
  • اتباع نظام أكل صحي بعيدًا عن الأطعمة المصنعة.
  • الإكثار من أكل الخضراوات والفواكه.
  • ممارسة الرياضة والحفاظ على وزن صحي.
  • الفحص المبكّر: إذا لاحظت أي تغيّر في جسمك لا تتردد بمراجعة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة.

 

الوقاية من السرطان

كما اتضح في فقرة سابقة، يحدث السرطان نتيجة لمجموعة من الأسباب وعوامل الخطورة، وبالتالي فقد توصل العلماء إلى مجموعة من النصائح التي يُمكن اتباعها من أجل الوقاية من السرطان. وهي نصائح تتمحور حول تجنب أكثر العوامل ارتباطًا بالإصابة بالسرطان. فيما يلي أهم هذه النصائح:

  • تجنب التدخين: يُعتبر التدخين من أكثر العادات غير الصحية المُرتبطة بالإصابة بالسرطان، لذا يُنصح بتجنبه وكذلك الإقلاع عنه، وهي نصيحة تشمل جميع أشكال التدخين وليس تدخين السجائر فقط.

تعرّف/ي على أهم النصائح التي تُساعد على الإقلاع عن التدخين وحقيقة علاقة ترك هذه العادة بزيادة الوزن في مقال مسبار هل الإقلاع عن التدخين يزيد الوزن فعًلا؟.

  • التغذية السليمة: يعتقد العلماء أن تناول الكثير من الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة واللحوم الحمراء أمر مُرتبط ببعض أنواع السرطان مثل سرطان القولون وسرطان البروستاتا. لذا فإن تناول كميات قليلة من هذه الأطعمة، والاعتماد بشكل أكبر على الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة يُمكن أن يُساهم في الوقاية من السرطان.
  • ممارسة الرياضة بانتظام: وهو أمر مرتبط بالوقاية من سرطان القولون وكذلك سرطان الثدي. ويُشدد الأطباء على فوائد ممارسة الرياضة بانتظام حتى لو لم يكن الهدف هو خسارة الوزن الزائد.
  • الحفاظ على الوزن الصحي: تمكن العلماء والباحثون أيضًا من ربط السمنة ببعض أنواع السرطان، مما يجعل خسارة الوزن الزائد أمرًا أكثر أهمية. ومن المعروف أن التغذية السليمة وممارسة الرياضة من أهم العوامل التي تُساعد على خسارة الوزن الزائد، ما يعني ترابط وتداخل هذه النصائح الثلاث ومساهمتها في الوقاية من السرطان.
  • تجنب المشروبات الكحولية: يُعتبر تناول الكحول من الأسباب التي قد تؤدي إلى الإصابة بسرطان الفم والمريء والحنجرة، وكذلك سرطان الكبد. 
  • تجنب الإشعاع: بالرغم من تعدد مصادر الإشعاع من حولنا، والمرتبطة ببعض أنواع السرطان، إلاّ أنه يمكن تجنب الكثير من الإشعاعات الضارة، وذلك من خلال الوقاية من الأشعة فوق البنفسجية القادمة من الشمس، وكذلك عدم الخضوع للتصوير الطبي بالأشعة إلا عند الضرورة.
  • الوقاية من الأمراض المُعدية: والمقصود بالطبع أنواع مُعينة من الأمراض الفايروسية التي قد تتسبب في أنواع من السرطان، مثل الفيروس المُسبب للإيدز، والذي يُمكن التعرف على طرق انتقاله وسُبل الوقاية منه في مقال مسبار هل ينتقل الإيدز عن طريق الإفرازات المهبلية؟، وكذلك فيروس التهاب الكبد وفيروس الورم الحليمي البشري.
  • النوم الجيد: لا زال الرابط المباشر بين الأرق والسرطان بحاجة إلى مزيد من الأدلة لإثباته، إلا أن الأرق وتدني جودة النوم من العوامل التي ترفع خطر الإصابة بالسمنة، والسمنة بدورها من عوامل الخطر الخاصة بالسرطان. أي أن هناك على الأقل رابط غير مباشر بين الأرق والسرطان. وبالتالي فإن علاج الأرق يُمكن أن يساعد على الوقاية من السرطان.
  • فيتامين D: لم يتم تأكيد العلاقة بين الحصول على كمية كافية من فيتامين D وبين الوقاية من السرطان، لكن هُناك ما يدفع بعض العلماء والأطباء إلى الاعتقاد بوجود رابط بين كلا الأمرين. يُشار إلى أن الكمية الموصى بها من فيتامين D تتراوح بين 800 إلى 1000 وحدة دولية.

 

أعراض السرطان على الجلد

تختلف أعراض السرطان على الجلد باختلاف نوع السرطان، إذ أن هناك فئتين رئيسيتين من السرطان على الجلد وهما سرطان الجلد الميلانيني وسرطان الجلد اللامانومي، وتحت كل فئةٍ منهما تندرج عدة أنواع. إلاّ أن فئة سرطان الجلد اللامانومي هي الأكثر شيوعًا، والتي تضم ثلاثة أنواع وهي:

  • سرطان الخلايا القاعدية: أعراض السرطان على الجلد في حال كان من نوع سرطان الخلايا القاعدية هي وجود جرح أو تشقق مُتقيح أو نازف على سطح الجلد، والذي يستمر وجوده لأسابيع متواصلة دون أن يندمل. أو ظهور بقعة حمراء على الجلد لها سُمك أو بُروز واضح عن سطح الجلد، ذات قشرة خارجية جافة. ومن بين الأعراض أيضًا أن تظهر كتلة ذات لون أحمر أو لون وردي لامع، كما يمكن أن تكون شفافة.
  • سرطان الخلية الحرشفية: أعراض هذا النوع من السرطان على الجلد أيضًا ظهور بقعة أو نمو زوائد ذات شكل مُميز، والتي تشمل نمو كتلة تُشبه الثالول على سطح الجلد، أو ظهور بقعة حمراء لها ما يُشبه القشور أو الحراشف على سطحها، تستمر لفترة طويلة وتتشقق وتبدأ بالنزيف بسهولة، أو ظهور ما يُشبه جرح مفتوح ومستمر لفترة طويلة دون أن يندمل، أو أن تنمو على سطح الجلد بقعة بارزة ذات سطح خشن ومقعر، أي أن تكون أطرافها أكثر بروزًا من مركزها.
  • سرطان خلايا ميركل: أعراض السرطان على الجلد من هذا النوع تتلخص في ظهور كُتَل غير مؤلمة ذات طبقة خارجية لامعة ومشدودة على سطح الجلد، والتي يُمكن أن تكون ذات لون أحمر أو وردي أو ذات لون مائل للأزرق.

الفئة الثانية من سرطان الجلد هي الورم الميلانيني (Melanoma) والتي تُعتبر لها عرض واحد رئيسي وهو ظهور شامة جديدة لها مواصفات معينة، أو أن تطرأ تغيرات ملحوظة على شامة قديمة. لذا يمكن اعتبار أن أعراض السرطان على الجلد من هذا النوع هي العلامات التي تُميزه عن الشامات الطبيعية وهي:

  • أن تبدأ شامة موجودة أصلًا بالازدياد في الحجم، أو أن يتغير شكلها أو لونها. وكذلك إذا ظهر على سطحها قشور جافة أو أصبحت ملتهبة ونازفة ويشعر المريض برغبة في حكها.
  • أن تكون الشامة ذات شكل عشوائي غير منتظم.
  • أن تكون الشامة لها لونين أو أكثر وليس لون واحد، والمقصود أن يكون جزء منها له لون في حين أن جزء آخر له لون مختلف.
  • أن تكون الشامة كبيرة نسبيًا في الحجم، أي أن قطرها يزيد عن 6 ملليمتر.

قد تبدو أعراض السرطان على الجلد محيرة بعض الشيء أو حتى مُتشابهة بين نوعين مختلفين، وقد يصعب حتى ملاحظتها أو تمييزها لغير المختصين، لذا ينصح بمراجعة الطبيب في أقرب وقتٍ ممكن في حال وجود أي بقعة أو تكتل غير طبيعي على الجلد، أو عند ملاحظة تغير في شامة موجودة أصلًا على سطح الجلد.

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على