` `

هل يصاب الرجال بسرطان الثدي؟

صحة
4 أغسطس 2020
هل يصاب الرجال بسرطان الثدي؟
يبدأ سرطان الثدي عندما تبدأ خلايا الثدي في النمو بطريقة غير صحيحة وخارج نطاق السيطرة (getty)
صحيح

تحقيق مسبار

يواجه الرجال العديد من المشاكل الصحية في الثدي مثل النساء، كما أنهم عرضة للعديد من الأمراض الخطيرة مثل سرطان الثدي، فبحسب منظمة الصحة العالمية فإن 1% من حالات الإصابة بسرطان الثدي تكون لدى الرجال، ويتم تشخيص واحد من كل ألف رجل بسرطان الثدي. بالإضافة إلى العديد من المشاكل الصحية الأخرى التي تصيب الثدي، يستعرض هذا المقال أكثر أمراض الثدي شيوعًا، كما ويجيب عن ما إذا كان الرجال يصابون بسرطان الثدي أم لا.

 

الثدي لدى الرجال

على الرغم من أنّ الرجال لا يملكون ثديين كبيرين ومنتجين للحليب كالنساء، إلّا أنّ جميع الأشخاص سواء كانوا ذكورًا أم إناثًا يولدون وهم يملكون خلايا وأنسجة الثدي. ويشبه ثدي الرجل ثدي الفتاة قبل البلوغ، حيث يملك كل منهما كمية صغيرة من أنسجة الثدي، في الفتيات تنمو هذه الأنسجة الصغيرة وتكبر، أمّا في الرجال فلا تنمو ولا تكبر، إلّا أنّ خلايا الثدي وأنسجته لدى الرجل قد تطوّر سرطانًا.

 

سرطان الثدي عند الرجال

صحيح أنّ سرطان الثدي يصيب النساء بشكل رئيسي، والكثير من الأشخاص لا يدركون أنّ الرجال لديهم أنسجة ثدي كتلك الموجودة لدى النساء، ولذلك يمكن للرجال أن يصابوا بسرطان الثدي كالنساء، حيث أنّ السرطانات لا تقتصر على جنس دون غيره، ويمكن لأي أنسجة من أنسجة الجسم تقريبًا أن تصاب بأحد أنواع السرطانات بما فيها سرطان الثدي.

يبدأ سرطان الثدي عندما تبدأ خلايا الثدي في النمو بطريقة غير صحيحة وخارج نطاق السيطرة، عادة ما تشكل هذه الخلايا ورمًا يمكن الشعور به ككتلة يابسة كما يمكن رؤيته في صور الأشعة السينية، ويكون هذا الورم خبيثًا (سرطان) إذا كانت الخلايا السرطانية يمكن أن تنمو وتغزو الأنسجة المحيطة أو تنتشر إلى مناطق أخرى في الجسم.

 

أسباب سرطان الثدي عند الرجال

لم تصل الأبحاث الطبية حتى الآن إلى سبب واضح ودقيق لسرطان الثدي عند الرجال، لكن هناك عدة عوامل قد تزيد من خطر إصابة الرجل بسرطان الثدي، وتشمل هذه العوامل:

  • الوراثة والتاريخ العائلي

قد يرث الرجل بعض نسخ الجينات الخاطئة مثل جين (BRCA1) وجين (BRCA2) من أحد أبويه أو جدوده، وقد تزيد هذه الجينات من خطر الإصابة بسرطان الثدي.

  • زيادة مستوى هرمون الإستروجين

قد يرتفع معدل مستوى هرمون الإستروجين في جسم الرجل مما قد يزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الثدي. وقد يرتفع مستوى الإستروجين لعدة أسباب منها السمنة أو تليف الكبد أو متلازمة كلاينفلتر، وهي حالة وراثية تنتج عندما يولد ذكر بنسخة إضافية من كروموسوم إكس.

  • التعرّض لإشعاعات في منطقة الصدر

 

أعراض سرطان الثدي لدى الرجال

يمكن أن يظهر سرطان الثدي لدى الذكور بنفس الأعراض التي يظهر بها سرطان الثدي لدى النساء، تشمل أعراض سرطان الثدي لدى الرجال ما يلي:

  • نتوء أو بروز في الثدي، عادة يكون غير مؤلم ولا يتحرّك.
  • تغرق حلمة الرجل إلى الداخل.
  • إفرازات سائلة من الحلمة وقد يرافقها نزيف دم.
  • تقرّحات أو طفح جلدي حول الحلمة لا يزول بالأدوية والكريمات.
  • تورّم في الحلمة.
  • احمرار الحلمة والجلد المحيط بها.
  • نتوءات صغيرة تحت الإبط.

لذلك يجب على أي شخص يلاحظ أي شيء من الأعراض السابقة أو أي شيء غير معتاد في ثدييه وما حولهما، سواء كان ذكرًا أم أنثى، مراجعة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة.

 

علاج سرطان الثدي لدى الرجال

تختلف طرق العلاج بناءً على عدة عوامل، إذ يعتمد علاج السرطان بشكل رئيسي على نوع السرطان، مكانه، مراحل تطوّره وعمر المصاب. حيث يزيد الاكتشاف المبكر لسرطان الثدي من خيارات العلاج وغالبًا ما يقلل الاكتشاف المبكّر للسرطان من خطر الوفاة. وتتشابه نتائج علاج سرطان الثدي لدى الرجال إلى حد كبير مع نتائج علاج سرطان الثدي لدى المرأة في حال تم اكتشاف السرطان في نفس المرحلة. كما أنّ معدلات البقاء على قيد الحياة لدى الرجال المصابين بسرطان الثدي مشابه جدًا لتلك التي عند النساء.

يمكنكم الاطلاع على أكثر طرق علاج السرطان استخدامًا في علاج السرطان في مقالة مسبار السابقة: هل السرطان وراثي؟

 

الاختبارات الجينية

يجب على الرجل الذي يتم تشخيصه بسرطان الثدي أن يفكر في رؤية طبيب مختص في علم الوراثة لعمل الفحوصات الجينية، إذا كان الرجل إيجابيًا في اختبار الجين الخطأ (BRCA1) أو (BRCA2) سيكون لدى أطفاله فرصة 50٪ لحمل هذا الجين.

 

الوقاية من سرطان الثدي لدى الرجال

ليس هناك طرق مؤكدة للوقاية من سرطان الثدي لدى الرجال أو التقليل من مخاطر الإصابة، ولكن فقدان الوزن للأشخاص الذين يعانون من السمنة والالتزام بنظام غذائي متوازن وعدم شرب الكثير من الكحول قد يقلل من احتمالات الإصابة بسرطان الثدي لدى الرجال.

بالنهاية، إنّ الوعي بين الرجال أقل بكثير مما هو لدى النساء، ويقلل الرجال من احتمال وجود كتلة في ثدييه قد يكون سببها سرطان الثدي، مما قد يؤدي إلى تأخير في طلب العلاج.

 

الوقاية من سرطان الثدي الوراثي

تعد العوامل الوراثية أكثر أسباب الإصابة بسرطان الثدي، حيثُ يرتبط سرطان الثدي الوراثي بخللٍ جيني، فإذا كان أحدُ أفراد الأسرة مصابًا بالخلل الجيني (BRCA1) و(BRCA2) فإنَّ خطر الإصابة بسرطان الثدي الوراثي يزيد. وعلى الرغم من أنَّ غالبية المصابين بسرطان الثدي الوراثي من النساء، إلاَّ أنَّ الرجال معرضون للإصابة به أيضًا ولكن بنسبةٍ ضئيلة. وبالرغم من أنَّ الإصابة بسرطان الثدي الوراثي يحدث لأسبابٍ وراثية في المقام الأول، تظلُّ الوقاية من سرطان الثدي الوراثي أمرٌ ممكن، وهناك العديدُ من طرق الوقاية من سرطان الثدي الوراثي:

  • يعد استئصالَ الثدي من أكثرِ طرق الوقاية من سرطان الثدي الوراثي شيوعًا وفعاليةً أيضًا، حيث أظهرت العديد من الدراسات انخفاض خطرِ الإصابة بسرطان الثدي الوراثي بنسبةٍ كبيرة بعد عملية استئصال الثدي، خصوصًا مع التقدم التقني الكبير في مجال الجراحة، والذي أسهم في نجاحِ عملية استئصال الثدي دون التعرض لأعراضٍ جانبية.
  • في حين أنَّ الطفرات الجينية المسببة لسرطان الثدي الوراثي مرتبطةٌ بعوامل هرمونية، فإنَّ عملية استئصال المبيض يساعدُ في الوقاية من سرطان الثدي الوراثي بشكلٍ كبير، حيث أظهرت الأبحاث أنَّ استئصال المبايض يقي من سرطان الثدي بنسبةٍ لا تقل عن 50% عند النساء فوق سن الـ40، وترتفع هذه النسبةُ عند النساء اللواتي استئصلن المبيض قبل انقطاع الطمث.
  • أظهرت بعض الأدوية فعاليةً عالية في الوقاية من سرطان الثدي الوراثي، مثل دواء "تاموكسيفين" الذي أثبت قدرته على منع نمو الأورام السرطانية والقضاء عليها، إلا أنَّ التاموكسيفين يساعدُ على الوقاية من سرطان الثدي الوراثي المحفز هرمونيًا، ولا يستطيع محاربة كافة أنواع سرطان الثدي.
  • إضافةً إلى التاموكسيفين، تساعدُ بعض المكملات الغذائية مثل السيلينيوم على الوقايةِ من سرطان الثدي الوراثي، حيث يساعد السيلينيوم على تقليلِ معدل تكسر الكروموسوم في الحمض النووي، بالإضافةِ إلى قدرته على محاربة الجذور الحرة في الجسم، وهي المسببةُ لأورامِ السرطان الخبيثة.

وقد تساعدُ الرضاعة الطبيعية على الوقاية من سرطان الثدي الوراثي خصوصًا عند الذين يحملون الجين (BRCA1)، لذا يُنصح دائمًا بإرضاع الطفل طبيعيًا لأكثر من عام. كما أنَّ لتغيير بعض أنماط الحياة فوائدَ صحية كثيرة خصوصًا في الوقاية من سرطان الثدي الوراثي وتشكلِ الأورام السرطانية عمومًا.

  • يجب القضاء على السمنة واتباع نظامٍ غذائي صحي، ذلك أنَّ السمنة تزيد من فرص الإصابة بسرطان الثدي الوراثي لمن يحملون الجينات المسببة له.
  • ثبت أنَّ للنشاطات البدنية قدرةً على الوقاية من سرطان الثدي الوراثي، حيثُ أظهرت الأبحاث انخفاض خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة من 20-30% عند النساء اللواتي يقمن بنشاطات بدنيةٍ متوسطة أو مرتفعة.
  • يمكن الوقاية من سرطان الثدي الوراثي بالتوقف عن شرب الكحول، حيث يزيد خطر الإصابة بنسبة 5% مع كل 10 جرام إيثانول يتم استهلاكها يوميًا، وقد ترتفعُ النسبة لخطر الإصابة عند النساء اللواتي يتناولن الكحول بعد سن اليأس إلى 9%.

وعلى الرغمِ من أن السرطان يحدث لعوامل وراثية، إلا أنه قد يحدث أيضًا لأسبابٍ عدة غيرها، وبالتالي، يمكن الوقاية من سرطان الثدي الوراثي عبر القضاء على العوامل العديدة المسببة لها معًا، إذ لا يمكن الوقاية منه عبر القضاءِ على بعضها وتجاهل البعض الآخر، كما ينصح الأطباء بإجراءِ الفحوصات اللازمة للكشف المبكر عن السرطان، حيثُ يساعد الكشف المبكر على استخدام العديد من الخيارات العلاجية في حال لم يمكن الوقاية من سرطان الثدي الوراثي.

 

أمراض الثدي غير السرطان

يثيرُ سرطان الثدي مخاوف الكثيرِ من النساء، ولكن هناك الكثير من الأمراض والمشاكل الصحية التي قد تصيبُ الثدي. وفي حين أنَّ هناك الكثير من الأعراض التي قد تشابه أعراض سرطان الثدي، إلا أنَّ أمراض الثدي غير السرطان نادرًا ما تكون من أعراضِ سرطان الثدي. وعلى الرغم من ذلك، يوصي الأطباء جميع النساء بإجراءِ فحصِ الكشف المبكر عن سرطان الثدي، حيث أنَّ بعض هذه الأمراض قد تتطور مع الوقت لتصبح سرطانًا. وقائمة أمراض الثدي غير السرطان طويلة، ولكن هناك بعض الأمراض أكثر شيوعًا من غيرها:

  • ألم الثدي: من أكثرِ أمراض الثدي غير السرطان شيوعًا، وهو شائعٌ أكثر عند النساء اللواتي لم يصلنَ إلى سن اليأس بعد. ويحدثُ ألم الثدي بسبب التغيرات الهرمونية عند المرأة، حيث تمر النساءُ بتقلباتٍ هرمونية مع دورتها الشهرية، ممَّا يسبب ألمًا وأورامًا في الثدي. وألمُ الثدي الناجم عن التغيرات الهرمونية من أمراضِ الثدي غير السرطان ولا تعد من أعراضه أيضًا، وإنما هي حالةٌ طبيعية تحدث لها، وتزولُ من تلقاء نفسها مع عودة الهرمونات إلى مستوياتها الطبيعية.
  • تكيس الثدي: هي حالةٌ صحية شائعة عند النساء ما بين سن 35 و50 عامًا، وعند اللواتي يخضعنَ للعلاجات الهرمونية البديلة، وهو عبارةٌ عن كيسٍ مليء بالخراج. وفي حين أنَّه من أمراض الثدي غير السرطانية، إلا أنَّه في حالات قليلة قد ينمو داخل كيس الخراج أورامًا حميدة. وفي كثيرٍ من الأحيان لا يحتاج كيس الخراج إلى علاج، ويستطيع الطبيب التخلص منه باستخدامِ إبرةٍ دقيقة يدخلها فيه ويسحب منه الخراج.
  • فأر الثدي: من الأمراضِ التي تصيب الثدي، وهي عبارة عن كتلةٍ تنمو داخل الثدي نتيجة تورم الغدد. وتورم الغدد من أمراضِ الثدي غير السرطان، حيث أنه لا يعد ورمًا سرطانيًا، كما أنَّه لا يعد من المشاكل الصحية الخطيرة. وقد تصبح هذه الأورام طرية مع اقترابِ الدورة الشهرية أو أثناء الحمل. ولا ينصح الأطباء بإزالتها إذا كانت صغيرة، لكن إذا ما كبرت أورام الغُدة الليفية فيمكنُ للطبيب إزالتها بسهولةٍ دون وجود أعراض جانبية.
  • الندبات الشعاعية: يُعتقد أن الندوب تحدثُ في الثدي نتيجةً للتقدم في العمر، وتصيبُ هذه الندوب أنسجة الثدي ويمكن اكتشاف وجودها فقط من خلالِ الفحص المجهري لأنسجةِ الثدي. وفي حين أنَّها من أمراض الثدي غير السرطان، إلا أنَّ بعضها قد يكون مقدمةً لأورامٍ سرطانية.
  • التكلسات الدقيقة: هي عبارةٌ عن تجمع أملاح الكالسيوم على شكل بُقعٍ بيضاء تنتشر في جميع أنسجةِ الثدي أو من الممكن أن تتجمع معًا لتشكل بقعة بيضاء كبيرة يمكن اكتشافها من خلالِ الفحص بالأشعة السينية. ولا تعد هذه التكلسات بالمشكلةِ الصحية الخطيرة، ومن أبرز عوامل تشكلها التقدمُ في العمر.
  • تضخم قنوات الحليب: تنمو الخلايا المبطنة لقنواتِ الحليب في الثدي مع نمو الأنثى، لكن بسبب خللٍ هرموني، قد تنمو هذه الخلايا على نحوٍ غير عادي. وفي حين أنَّ هذا النمو غير العادي لا يعد ورمًا سرطانيًا، إلا أنه قد يعني أن الثدي عرضةً للإصابة بالسرطان في المستقبل. لذا ينصح الأطباء بإجراءِ الفحص المبكر للكشفِ عن سرطان الثدي بشكلٍ دوري.
  • سرطانُ الفصيصات الموضعي: على الرغمِ من تسميته إلا أنَّه من أمراضِ الثدي غير السرطان، حيث أنَّه يعد من الأمراض الحميدة، وهو تغيرٌ في نمو الخلايا في نهاياتِ الفصيصات في قنواتِ الحليب. ويُكتشف هذا المرض صدفةً في أغلبِ الأحيان، عندما يتم فحصُ الأنسجة، فالأشعة السينية لا تكتشفُ وجود هذا المرض. وبالرغم من أنَّ هذا المرض لا يُعد سرطانًا، إلا أنَّ الإصابة به تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي مستقبلًا.

 

بروز الثديين

في حين أنَّ الغدد الثديية موجودةٌ عند كلا الجنسين، يتضخم الثديين عند النساء فقط، وليس من الطبيعيِ أن يتضخم عند الرجال. وعلى الرغم من ذلك، هناك حالةٌ تعرف بالتثدَّي، وتحدث عند بروز الثديين أو أحدهما عند الرجال، ممَّا يسببُ حرجًا كبيرًا للرجل، وقد تسبب آلامًا جسدية ونفسية.

ولا يوجد سنٌ محدد لبروز الثديين، فقد يحدث عند الصغار والكبار وحتى الطاعنين في السن منهم. وفي أغلبِ الأحيان، يبرز الثديين عند الرجل نتيجة لانخفاض هرمون التستوستيرون مع زيادة هرمون الإستروجين، ممَّا يؤدي إلى زيادة أنسجة الغدة الثدية. وهناك الكثير من العوامل والأسباب التي تسبب التغيرات الهرمونية التي تؤدي بدورها إلى بروز الثديين:

  • يمرُّ الذكر بالعديدِ من التغيرات الهرمونية عند بلوغه، ففي حين أنَّ الجسم ينتج هرمونات الذكورة، إلا أنَّه قد ينتج هرمون الإستروجين الأنثوي أيضًا. وقد تُسبب هذه التغيرات الهرمونية بروز الثديين، لكن من المحتمل أن يكون بروز الثديين عند الرجل حالةٌ مؤقتة وتنتهي عندما تتوازن الهرمونات في الجسم.
  • قد يؤدي بلوغُ الرجل سن اليأس إلى بروز الثديين، حيث ينخفض إنتاج هرمونات الذكورة عند الرجل بشكلٍ مستمر على عدة سنوات، خصوصًا هرمون التستوستيرون. وإلى جانبِ التغيرات الهرمونية التي تسبب بروز الثديين عند الرجل، قد يعاني أيضًا من تساقطٍ كثيف للشعر وتقلباتٍ نفسية حادة عند بلوغه سن اليأس.
  • قد تؤدي الرضاعةُ الطبيعية إلى بروز الثديين عند الذكور في بعض الأحيان، فحليب الأم يحتوي على الإستروجين، لذا فإنَّ الرضاعة الطبيعية قد تسبب زيادة في مستويات الهرمون الأنثوي ممَّا يؤدي إلى بروز الثديين.
  • من أسبابِ بروز الثديين عند الرجل تناول بعض أنواع المنشطات والأمفيتامينات، حيث أنَّ تناولها يسبب زيادةً في مستوى الإستروجين، بالإضافةِ إلى تناول المخدرات والمشاريب الكحولية، وبعضُ أنواع علاجات الضغط وبعض الأدوية المستخدمة في علاجِ فايروس نقص المناعة (الإيدز).
  • تلعب السمنة دورًا هامًا في بروز الثديين عند الرجل، حيث تسبب السمنةُ تراكم الأنسجة الدهنية حول الصدر، وهي العاملُ الرئيسي في تحويل هرمون التستوستيرون إلى هرمونِ الإستروجين بواسطة إنزيم الأروماتيز، وهو الإنزيم المسؤول عن 85% من الإستروجين عند الذكور.

تعد التغيرات الهرمونية أهمَّ أسباب بروز الثديين عند الذكور، حيث أنَّ نشاط الغدة الثديية يرتبط بمستوياتِ الهرمونات. إلا أنَّ ذلك ليس السبب الوحيد، فهناك بعضُ الأمراض والحالات الصحية التي قد تسبب بدورها بروز الثديين، مثل فشل الكلى وفشل الكبد، بالإضافة إلى بعض أمراضِ الخصية، وفرط نشاط الغدة الدرقية.

ورغم ذلك، لا يعد بروز الثديين عند الرجال مشكلةً صحية خطيرة، إلا أنَّ ذلك يسبب إحراجًا شديدًا للرجل، وقد يسبب بروز الثديين مشاكل نفسية أيضًا. وإلى جانب اللجوء إلى الطبيب من أجلِ العلاج، هناك العديدُ من الطرق التي قد تجنب الشعور بالحرج بسبب بروز الثديين:

  • تلعب الملابس دورًا هامًا في علاج مشكلة الاحراج، فبينما يمكن ملاحظة بروز الثديين عند ارتداء ملابس ضيقة أو ملابس بألوان معينة، يمكن تجنب ذلك عند ارتداءِ ملابس فضفاضة ولا تظهر تفاصيل الجسم.
  • يجب التخلص من بعضِ العادات السيئة، خصوصًا تلك التي قد تسبب تغيرًا هرمونيًا عند الجسم، منها شرب الكحول وتناول المخدرات، كما يجب تجنب الضغطُ النفسي والنوم يوميًا لما لا يقل عن 7 ساعات.
  • يجب أيضًا التخلص من الدهون في الجسم، وذلك من خلالِ التمارين الرياضية، واتباع نظام غذائي صحي، حيث يساعد ذلك على خفض مستويات هرمون الإستروجين في الجسم، كما توفر الأطعمة الصحية العناصر الغذائية اللازمة لزيادة مستويات هرمون الذكورة.

 

بروز حلمة الصدر

إلى جانب بروز الثديين، قد يعاني بعض الرجال من بروز حلمة الصدر، حيث تكون الحلمة بارزة ومنتفخة إلى حد كبير، وقد يسبب بروز حلمة الصدر إحراجًا للرجل. ورغم ما تسببه من إحراج للرجل، إلا أن بروز حلمة الصدر نادرًا ما تشير إلى حالة صحية خطيرة. وهناك الكثير من الأسباب والعوامل الصحية التي تؤدي إلى بروز حلمة الصدر:

  • يمتلك الرجال هرمون الإستروجين، لكن بنسبة أقل بكثير مما عند النساء، وفي بعض الأحيان، قد تتقلب مستويات الهرمونات عند الرجل، فيرتفع مستوى الإستروجين عن معدله الطبيعي مما يؤدي إلى بروز حلمة الصدر. وغالبًا ما تعود الحلمة إلى حجمها الطبيعي عند اعتدال مستويات الإستروجين في الدم.
  • قد يؤدي استخدام بعض الأدوية التي تحتوي على الستيرويد إلى بروز حلمة الصدر. والستيرويد عبارة عن مركبات كيميائية أو عضوية تشبه الهرمونات، يؤدي تناولها إلى حدوث خلل في مستويات الهرمونات في الجسم، مما ينتج عن ذلك حالات صحية عدة منها بروز الثديين وبروز حلمة الصدر.
  • قد تسبب السمنة في بروز حلمة الصدر،خصوصًا إذا كان عند الرجل أنسجة دهنية في الصدر. بالإضافة إلى أن السمنة تسبب خللًا هرمونيًا عند الرجال، فقد أظهرت الدراسات انخفاضًا ملحوظًا في مستويات التستوستيرون وارتفاع الإستروجين عند الرجال الذين يعانون من السمنة.

كما قد تؤدي بعض النشاطات الرياضية إلى بروز حلمة الصدر، مثل الركض لفترات طويلة. لكن في أغلب الأحيان يكون بروز حلمة الصدر بسبب التغيرات الهرمونية في الجسم، وغالبًا ما تعود إلى حجمها الطبيعي عند عودة مستويات الهرمونات إلى مستوياتها الطبيعية في الجسم. ومع ذلك، هناك الكثير من الطرق لعلاج بروز حلمة الصدر والتخلص من الإحراج الذي تسببه هذه المشكلة:

  • قد تساعد بعض التمارين الرياضية على حل مشكلة بروز حلمة الصدر، مثل تمارين الصدر المختلفة التي تهدف إلى إعادة تشكيل عضلات الصدر، بالإضافة إلى رفع الأثقال وممارسة تمارين القلب والتمارين الهوائية المختلفة.
  • في حين أن السمنة من أسباب بروز حلمة الصدر، فإن اتباع حمية غذائية وتناول الأطعمة الصحية يساعد على حل المشكلة، وينصح الأطباء بتناول الفاكهة والخضروات النيئة مثل البندورة والخيار، بالإضافة إلى الأطعمة الغنية بالألياف

وفي حين أن بروز حلمة الصدر لا تتطلب العلاجات، يزخر الطب الشعبي بالكثير من الأعشاب التي قد تساعد على حل المشكلة دون اللجوء إلى الطبيب، مثل الزنجبيل الذي يعمل كمضاد طبيعي للأكسدة، والكركم الغني بمادة الكركمين، وهي مادة تساعد على رفع مستويات هرمون التستوستيرون، بالإضافة إلى الحلبة التي يؤدي تناولها إلى زيادة مستويات هرمون التستوستيرون أيضًا.

وفي حالة لم ترجع حلمة الصدر إلى وضعها الطبيعة، ولم تنجح العلاجات المنزلية في حل المشكلة، يمكن الذهاب إلى الطبيب، حيث تتوفر هناك العديد من الخيارات العلاجية ومن ضمنها الجراحية، وهناك العديد من الخيارات الجراحية التي قد يلجأ لها الطبيب:

  • شفط الدهون: يقوم الطبيب بشفط الدهون المتراكمة في الصدر باستخدام ضغط الهواء وأنبوب يمسى"كانيولا"، يخفف هذا الإجراء من انتفاخ وبروز حلمة الصدر.
  • استئصال الأنسجة: قد يلجأ الطبيب لإزالة الأنسجة الغدية والجلد الزائد من أجل التخلص من بروز حلمة الصدر.

 

إفرازات سائلة

قد تلاحظُ بعض النساء نزول إفرازات سائلة من حلمة الصدر، وهي حالةٌ طبيعية وشائعة بين النساءِ بنسبة تصل إلى 70%. وكجزءٍ من الوظيفة الطبيعية للثدي أثناء الحمل أو الرضاعة، تتفتح قنوات الحليب، ممَّا يؤدي لخروج إفرازات سائلة يكون لونها أصفر أو أبيض أو أخضر، ونادرًا ما تكون هذه الإفرازات مؤشرًا لحالةٍ صحية خطيرة. وقد تخرجُ هذه الإفرازات من تلقاءِ نفسها أو عند الضغطِ على حلمة الثدي. وفي حينِ أنَّه من الطبيعي أن تخرج إفرازات سائلة من كلا الثديين، فإنَّه ليس من الطبيعي أن تخرج هذه الإفرازات من ثديٍ واحد دون الآخر، أو أن تخرج إفرازات سائلة مغطاةٌ بالدم، وليس من الطبيعي أيضًا أن يصاحب خروج إفرازات سائلة من حلمة الصدر أي ألمٍ أو تورم. وهناك عدةُ حالات يكون فيها خروج إفرازات سائلة ليست بالأمر الطبيعي:

  • توسع قنوات الحليب: غالبًا ما تتوسع قنوات الحليب عند النساء بعد سن اليأس، حيثُ تتضخم القنوات وتلتهب جدرانها، وينتج عن ذلك خروج إفرازات سائلة لونها أصفر أو أخضر أو بني. كما تخرج الإفرازاتُ من كلا الثديين وليس من ثدي واحد، بالإضافةِ إلى خروجها من أكثر من قناة حليب، وهذه الحالة ليست بالمشكلة الخطيرة، ولا تستلزم العلاج، ولكن إذا صاحب خروج الإفرازات أي ألم، فيمكن إزالة القنوات الموجودة أسفلِ الحلمة جراحيًا.
  • ورم القناة الحليمية: قد يسبب ورم القناة الحليمية خروج إفرازات سائلة من حلمة الثدي، وفي حينِ أنَّه لا يسبب أي أعراض صحية، إلا أنَّ الإفرازات السائلة التي تخرج بسبب الورم الحليمي قد تكون ملطخةٌ بالدم، وغالبًا ما تخرج من ثدي واحد وليس من كلى الثديين. وفي بعضِ الحالات النادرة، قد يكون ورمُ القناة الحليمية من أعراضِ السرطان، إلا أنَّه يصعب تشخيصها من خلالِ أخذ الخزعة، لذا يتم استئصالها جراحيًا.
  • الإكزيما: نتيجةً للعدوى، قد تلتهب حلمة الصدر وتصاب بالإكزيما، ممَّا يؤدي إلى خروج إفرازات سائلة من الحلمة، ويمكنُ منع خروج هذه الإفرازات عند علاج الإكزيما، وتعد الكريمات التي تحتوي على الكورتيزون من العلاجات الفعالة.
  • سرطان الثدي: بالرغمِ من أنَّها حالة غير شائعة، إلاَّ أن سرطان الثدي قد يسببُ خروج إفرازات سائلة من حلمة الثدي، ويصاحب هذه الإفرازات بعض الأعراض الصحية الأخرى مثل تكتُّل حلمة الصدر أو انقلابها.
  • مرض باجيت: مرض باجيت أحد أنواع سرطان الثدي التي تصيب الحلمة، ويسببُ مرض باجيت عدة أعراضٍ منها تآكل الجلد حول الحلمة وخروج إفرازات سائلة ملطخة بالدماء.
  • التقلبات الهرمونية: في حين أنَّ خروج إفرازات سائلة من حلمة الثدي شائعٌ أثناء الحمل والرضاعة، إلا أنَّه قد يحدث أيضًا نتيجة للإنتاج غير الطبيعي لهرمون البرولاكتين، وقد يكون ذلك بسببِ أمراض الغدد المسؤولة عن إفراز الهرمونات في الجسمِ مثل الغدة النخامية والغدة الدرقية.
  • الأدوية: قد يؤدي تناولُ بعض الأدوية إلى ارتفاعِ هرمون البرولاكتين إلى مستوياتٍ غير طبيعية، من هذه الأدوية حبوب منع الحمل والعلاجات الهرمونية ومضادات الاكتئاب وعلاجات الغثيان وغيرها. كما قد يؤدي تناول المخدراتِ مثل الكوكائين والمنبهات إلى ارتفاعِ معدل البرولاكتين، ممَّا ينتج عن ذلك خروج إفرازاتٍ سائلة من حلمة الصدر.

وفي كثيرٍ من الأحيان، يتم تشخيص الإفرازات السائلة التي تخرج من حلمة الثدي على أنَّها إفرازات فسيولوجية ولا تتطلب أي علاج ما دامت تحدث بشكلٍ طبيعي، لذا من المستحسن عدم الضغط على الثدي كي لا تخرج إفرازات سائلةٌ منه. أمَّا إن كانت تخرج بصورة غير طبيعية، مثل أن تكون ملطخةٌ بالدماء مثلًا، فهنا يُنصح بمراجعة الطبيب، حيث سيقوم الطبيب بفحصها والتأكد من سلامة الثدي.

  • يقوم الطبيب بإجراءِ فحص بالأشعة السينية أو الموجات فوق الصوتية للإطلاع على القنوات داخل الثدي.
  • قد يلجأ الطبيب لفحصِ الإفرازات السائلة مجهريًا للتأكد من عدم وجودِ خلايا سرطانية.

وإذا وجد الطبيب أنَّ هذه الإفرازات غير طبيعية قد يُجري بعض الفحوصات الأخرى، لكن في كثير من الأحوال، تكونُ هذه الإفرازات غير خطيرة ولا تشيرُ إلى مشكلةٍ صحية تستدعي القلق.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل السرطان وراثي؟

هل الرنين المغناطيسي يكشف السرطان؟

هل السرطان معدي؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على