` `

هل بروتين الشعر مضر للحامل؟

صحة
5 أكتوبر 2020
هل بروتين الشعر مضر للحامل؟
قد يكون بروتين الشعر مُضراً بالحامل بحسب مقدار التعرض للمواد الكيميائية لمعالجة الشعر (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

تمليس الشعر هي تقنية لتصفيف الشعر مستخدمة منذ تسعينيات القرن التاسع عشر تتضمن تسطيح وتمليس الشعر لمنحه مظهرًا ناعمًا وانسيابيًا وأملسًا. يتم القيام بها باستخدام مكواة شعر أو مشط ساخن أو مرخيات كيميائية، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تساعد بعض أنواع الشامبو والبلسم وهلام الشعر في جعل الشعر مفروداً بشكل مؤقت.

فهل كل أنواع هذه العلاجات آمنة، وهل يوجد أضرار جانبية لهذه العلاجات؟

في هذا المقال سوف نتحدّث عن علاجات تمليس الشعر وخصوصًا بروتين الشعر، وسوف نرى فيما إذا كان بروتين الشعر مُضرًا بالحامل أم لا.

 

أنواع علاجات تمليس الشعر الكيميائية

يوجد العديد من الأنواع لعلاجات تمليس الشعر الكيميائية، فمنها ما هو يعتمد في تركيبه على مستحضرات كيميائية آمنة، وهناك ما يعتمد على بروتين الشعر الذي قد يحتوي على مواد كيميائية بنسب غير آمنة.

  • علاجات بروتين الشعر (علاج الكيراتين البرازيلي)

يعتبر بروتين الشعر أحد المواد المطورة من مادة الكيراتين، وهو منتج تجميلي يستخدم لفرد أو تمليس الشعر، ومعالجة مشاكل الشعر المختلفة كالتقصّف والجفاف والتجعّد وصعوبة التسريح. ويُسمى أيضًا علاج الكيراتين البرازيلي (BKT).

عادة ما يكون الكيراتين المُستخدم في علاجات التجميل من مصادر طبيعية، إلا أنّه لم يظهر أن مجرد تطبيق الكيراتين بحد ذاته يعمل على فرد الشعر، بل هو بحاجة لأن تحتوي المنتجات عدة مكونات إضافية. إذ تشير الدلائل إلى أن العنصر النشط في الواقع هو مادة كيميائية تسمى الفورمالديهايد (الفورمالين)، والتي يمكن امتصاصها في الجسم عبر الجلد أو عن طريق استنشاقها. وتوجد هذه المادة في العديد من منتجات الاستحمام والتنظيف، ولكن هناك أدلة على أنّ التعرض لها على المدى الطويل يمكن أن يزيد خطر الاصابة بالسرطان وفقاً لجمعية السرطان الأمريكية. 

وتطلق المنتجات التي تحتوي على هذه المادة الكيميائية غاز الفورمالديهايد في الهواء، والذي قد يؤدي أيضًا إلى آثار جانبية صحية أخرى. لهذا السبب، وضعت العديد من الدول حداً لكمية الفورمالديهايد التي يمكن استخدامها في المنتجات. يبلغ الحد المقبول  0.2 بالمئة. ولكن تم العثور على بعض منتجات الكيراتين تحتوي على ما يصل إلى 10 بالمئة.

  • منتجات علاج الشعر بالكيراتين الخالية من الفورمالديهايد

أظهرت الاختبارات نتائج إيجابية لوجود الفورمالديهايد في بعض منتجات تمليس الشعر التي تصنف نفسها خالية منه، هذا يدل على أن الشركات المصنعة قد لا تكون دقيقة في وضع العلامات على المنتجات، كما أن بعض هذه الشركات تقوم بإدراج الفورمالديهايد بأسماء أخرى مثل الألدهيد، الفورمالين، ألدهيد فورميك، ميثانيديول، ميثانال، ميثيل ألدهيد، الميثيلين جليكول، أكسيد الميثيلين، المربسيد، والتي يتحوّل بعضها إلى فورمالديهايد عندما يتم تسخينها بمكاوي التمليس.

  • علاجات التمليس الكيميائية القياسية

يحتمل أن تكون هذه العلاجات آمنة أثناء الحمل. أظهرت إحدى الدراسات أن استخدام منتجات تمليس الشعر لا تزيد خطر الولادة المبكرة أو إنجاب طفل منخفض الوزن عند الولادة. مع ذلك، لم تبحث الدراسة في العيوب الخلقية. ولهذه العلاجات العديد من الأنواع، فمنها ما يحتوي على هيدروكسيد الكالسيوم وكربونات جوانيدين وأخرى تحتوي على أملاح حمض ثيوجليوكوليك.

 

بروتين للحامل

تقوم كثيرٌ من النساء بالعناية بأجسامهنَّ ومظهرهنَّ خصوصًا أثناء الحمل لما لذلك من أهمّيةٍ في حياتهنّ الصحّية والاجتماعية، وكأحد الخيارات المُحتملة للعناية بالشعر يكون البروتين للحامل خيارًا لمعالجة الشعر؛ وخصوصًا إذا كانت من ذوات الشعر الخشن أو المُجعد الذي يتطلّب عنايةً خاصّةً. ولذلك قد تسأل النساء عن مدى سلامة وأمان استخدام علاج البروتين للحامل؛ وهل لعلاج الشعر هذا تأثيراتٌ ضارة على صحّة الحامل أو الجنين. ولكن لا بدَّ أولاً من التطرّق إلى ماهيّة بروتين الشعر وكيفية إنتاج الجسم له طبيعيًّا وكيف يمكن استخدامه تجاريًّا لعلاج الشعر.

  • متطلبات الأحماض الأمينية والبروتين للحامل أثناء الحمل

يُشكّل البروتين مُكونًا أساسيًا في النّظام الغذائي الصّحي للإنسان لِدَعم كلٍّ من عمليتي النّمو والصيانة (مثل عملية نموّ الشعر وصيانته). وأثناء الحمل، يُعدّ البروتين للحامل مكونًا غذائيًا بالغ الأهمية ويجب توفّره بكمياتٍ كافيةٍ لضمان صحّة المرأة الحامل وجنينها. ويزداد ترسب البروتين في أنسجة الأم والجنين طوال فترة الحمل، ويحدث معظم ذلك الترسب خلال الثلث الثالث منه.

وتعتمد توصيات تناول البروتين الغذائي على تقديرات جميع العوامل، لأنَّ الطريقة التقليدية القديمة لتحديد متطلبات البروتين للحامل وتوازن النيتروجين غير مرغوبٍ فيها أثناء الحمل. لذلك يكون متوسط ​​المتطلبات التقديرية الحالية (EAR) وتوصيات الحمية الغذائية المُوصَى بها (RDA) البالغة 0.88 و1.1 جرام لكلّ 1 كيلوجرام من وزن الجسم يوميًّا على التوالي لجميع مراحل الحمل. حيث لا تأخذ التوصية الفردية في الاعتبار الاحتياجات المتغيّرة خلال مراحل الحمل المختلفة، لذلك يجب على كل امرأةٍ مناقشة احتياجاتها الغذائية الفردية مع الطبيب أو مقدّم الرعاية الصحية الخاصّ بها؛ لأنَّ إهمال ذلك سينعكس على صحّة الجنين.

  • بروتين الكيراتين وأهمّيته للشعر

تاريخيًا، كان مصطلح الكيراتين (Keratin) يُشير إلى جميع البروتينات المُستخرجة من جميع تحوّلات الجلد، مثل القرون والمخالب والحوافر. ثَّم لاحقًا تم إدراك أنَّ هذا الكيراتين هو في الواقع مزيجٌ من الكيراتين والبروتينات المُرتبطة بخيوط الكيراتين والبروتينات الأخرى مثل الإنزيمات. ويُعرّف الكيراتين على أنّه بروتينات معيّنةٌ مكوّنةٌ للخيوط ذات الخصائص الفيزيائية والكيميائية المحدّدة؛ ويتم استخلاصه من الطبقة المتقرّنة من البشرة، في حين أنّه تمّ تصنيف البروتينات المكوّنة للخيوط التي تمّ استخلاصها من الطبقات الحيّة للبشرة على أنّها بادئ كيراتين أو سيتوكيراتين. وفي الآونة الأخيرة، تم اكتشاف وظائف جديدةٍ للكيراتين وخيوط الكيراتين في إشارات الخلايا ونقل الحويصلات داخل الخلايا.

يتمّ تصنيع الكيراتين طبيعيًّا في الجسم ويمكن تحفيز زيادة إنتاجه من خلال تناول الغذاء الحاوي على البروتين كالبقوليات والحبوب واللحوم والبيض وغيرها من الأطعمة الغنيّة بالبروتينات، حيث أنَّ الكيراتين هو بروتينٌ هامٌّ يُساعد في الحفاظ على بنية الشعر والأظافر والجلد وبطانة الأعضاء الداخلية.

  • كيفية تحفيز إنتاج بروتين الكيراتين

لأنَّ الحفاظ على نظامٍ غذائيٍ متوازنٍ غنيٍّ بالبروتين للحامل هو أمرٌ ضروريٌّ لجسمها وجسم الجنين وكذلك لنمو الشعر الصحي عندها؛ فإنَّ عدم تناول ما يكفي من البروتين للحامل يمكنه أن يُساهم في تساقط شعرها. ويمكن لبعض العناصر الغذائية أن تدعم إنتاج الكيراتين في الجسم؛ وبالتالي وقد تساعد في تحسين صحة الجلد والشعر والأظافر والأنسجة الأخرى وخصوصًا للحامل. ومن هذه العناصر المُغذّية ما يلي:

  1. البيوتين (Biotin): يلعب البيوتين دورًا مهمًا في إنتاج الكيراتين في الجسم؛ ويمكن أن يدعم النمو الصحي للشعر والأظافر؛ إضافةً إلى أهميّة هذا البروتين للحامل.
  2. ل- سيستين (L-cysteine): وهو حمضٌ أمينيٌّ ومكوّنٌ من ذات مكونات الكيراتين. ويعدّ الحمض الأميني السيستين مهمًّا أيضًا في تكوين الكولاجين وفي الحفاظ على مرونة الجلد، واستقلاب البيوتين حتى يتمكن الجسم من استخدامه.
  3. الزنك (Zinc): الزنك هو عنصر معدنيٌّ غذائيٌّ مهمٌّ في صحة الجلد، ويدعم تكاثر الخلايا الكيراتينية أي الخلايا التي تُنتِج الكيراتين.
  4. فيتامين سي (Vitamin C): يدعم فيتامين سي تكوين الخلايا الكيراتينية؛ ويساعد على حماية البشرة من الإجهاد التأكسدي، كما أنّه يساعد على تكوين الكولاجين في حاجز الجلد. وقد يكون له تأثيرٌ مضادٌّ للشيخوخة في التجاعيد.
  5. فيتامين أ (Vitamin A): يلعب فيتامين أ دورًا هامًّا في تطوير الخلايا الكيراتينية. حيث أنه أساسيٌّ لاستبدال وتجديد خلايا الجلد؛ وللوظيفة الصحية للأذنين والعينين وبطانة الأعضاء الداخلية.

إضافةً إلى ذلك، تُوجد بعض الاغذية التي تعزّز إنتاج الكيراتين في الجسم، كما أنها توفّر الفيتامينات والمعادن الأساسية الأخرى. وأهمّ تلك الأغذية ما يلي: 

  1. البيض: نظرًا لأنَّ الكيراتين هو بروتينٌ؛ فمن المهمّ تناول الأطعمة الغنية بالبروتين لإنتاج الكيراتين. ويعدّ البيض مصدرًا جيدًا للبروتين، حيث تحوي بيضةٌ واحدةٌ كبيرةٌ على ما يُقارب 6.24 جرام بروتين. كما يحتوي البيض أيضًا على كثيرٍ من العناصر الغذائية المهمة الأخرى؛ بما في ذلك الكالسيوم والفيتامينات B12 و A. كما تحتوي بيضةٌ واحدةٌ مطهوّةٌ على 10 ميكروجرام بيوتين.
  2. البصل: يحتوي البصل على مركب ن-أستيل سيستين (N-acetylcysteine)​، وهو أحد مضادات الأكسدة التي يستخدمها الجسم لتكوين الحمض الأميني (L-cysteine). كما يوفر البصل الصغير النيّء أيضًا 5.18 ميليجرام من الفيتامين سي، بالإضافة إلى الزنك والفيتامين ب.
  3. سمك السلمون: يعدّ سمك السلمون مصدرًا جيدًا للبروتين، حيث يحتوي على 7.31 جرام بروتين في 1 أونصة (أوقية) من سمك السلمون المطبوخ. وتحوي نفس تلك الكمية أيضًا على 0.139 ملج من الزنك. ويعدّ السلمون أيضًا مصدرًا جيدًا للبيوتين حيث أنّ 3 أوقيات منه تحتوي على 5 ميكروجرام من البيوتين.
  4. البطاطا الحلوة: تعدّ البطاطا الحلوة غنيةً بفيتامين أ، وتوفر حبةٌ من البطاطا الحلوة متوسطة الحجم تزن 150 جرامًا ما يقارب 1150 ميكروجرام من الفيتامين أ. كما تعدّ البطاطا الحلوة أيضًا مصدرًا جيدًا لفيتامين سي؛ وتوفّر كميةً صغيرةً من الزنك. ويحوي نصف كوبٍ من البطاطا الحلوة المطبوخة أيضًا على 2.4 ميكروجرام من البيوتين.
  5. بذور دوّار الشمس: تعدُّ بذور دوّار الشمس غنيةً بالبيوتين، ويحتوي ربع كوبٍ منها على 2.6 ميكروجرام من البيوتين. كما تحوي 1 أوقية من بذور عباد الشمس المُقشّرة على 1.5 ملج زنك، بالإضافة إلى فيتامينات ب و هـ.
  6. الثوم: يحتوي الثوم على مركب N-acetylcysteine، وهو يساعد في إنتاج الكيراتين. كما يحتوي الثوم أيضًا على الحمض الأميني السيستين، والذي يمكن أن يُساعد في الحفاظ على صحة الجلد؛ ومساعدة الجسم على استقلاب البيوتين.
  7. لحم كبد البقر: يعدّ كبد البقر من أغنى المصادر الغذائية بالبيوتين، حيث توفّر كمّية 3 أوقية من كبد البقر المطبوخ مقدار 30.8 ميكروجرام من البيوتين.
  8. الجَزَر: يحتوي الجزر على نسبةٍ عاليةٍ من فيتامين أ. ويوفر نصف كوبٍ من الجزر النيء 459 ميكروجرام من الفيتامين أ. كما تحوي جزرةٌ متوسطة الحجم أيضًا على 3.6 ملج من الفيتامين سي، بالإضافة إلى الزنك وفيتامينات ب و ك.
  • علاجات البروتين للحامل في المنزل:

يمكن بعيدًا عن استعمال منتجات العناية بالشعر مثل الكيراتين المُصنّع استخدام المكونات الطبيعية لعمل علاج بروتينٍ للحامل في المنزل، ورغم أنَّ هذه العلاجات طبيعيةٌ إلّا أنَّ استخدامها قد لا يُعطي نتائج العلاج المُصنّع المتخصص ذاتها، كما أنّه من المهم استشارة الطبيب قبل تطبيقها خصوصًا عند الحامل. ومن هذه الحلول الطبيعية البديلة للكيراتين المُصنّع ما يلي:

  1. قناع زيت جوز الهند للشعر.
  2. زيت الأفوكادو للشعر.
  3. الزيوت العضوية للشعر.
  4. قناع الموز للشعر.
  5. بياض البيض للشعر.  
  • استعمال علاجات البروتين للحامل ومحاذيرها:

هناك بعض العلامات التي تدلّ على أنَّ المرأة بشكلٍ عام بحاجةٍ إلى علاجٍ للشعر وهي عندما تلاحظ أنَّ شعرها يتقصّف ويتكسّر أو يتعرّج أو يتشابك أو يتجعّد أو يتساقط، أو إذا كان منهكًا بعد المعالجًة بالصبغات الكيميائية، أو أنّه بدأ يفقد المرونة. وهنا يمكن للمرأة وخصوصًا الحامل اتباع إرشادات الطبيب قبل البدء بتطبيق علاجات البروتين الصناعية، فبعض هذه العلاجات قد يكون خطيرًا على صحتها وصحّة الجنين ولا يُنصح بتطبيقها. 

تهدف معظم علاجات البروتين المتخصّصة إلى استخدامها مرّةً كلّ شهرٍ أو نحو ذلك. حيث تأتي كثيرٌ من علاجات البروتين للشعر على هيئة قناعٍ يُوضع بعد الشامبو؛ ويترك لبضع دقائقٍ قبل شطفه بالماء وتطبيق البلسم.

أمّا علاجات البروتين المعروفة بالكيراتين فقد تكون ضارةً للحامل أثناء الحمل فهي تمزج بموادٍّ مصنّفةٍ على أنها غير آمنةٍ للاستخدام للحامل وخصوصًا المُضافات الكيميائية مثل: الفورم-ألدهيد، الكوكاميد DEA، الايزوبروبيل، البارابين، البولي إيثيلين غليكول، السيليكون، والكبريتات. حيث وجَدت دراسةٌ أنَّ الأطفال الذين تعرضوا قبل الولادة لمادة الفورم-ألدهيد، أو الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات، أو البيركلورو إيثيلي ، أو الأسيت-ألدهيد، التي تكثر في منتجات العناية بالشعر، في الثلث الثالث من الحمل لديهم احتمالاتٌ أكبر للإصابة بورم ويلمز. كما وجدت دراسةٌ أُخرى علاقةً بين الحمل من جهةٍ؛ وتعرُّض الأم لصبغات الشعر ومستحضرات التجميل لفرد الشعر مثل الكيراتين من جهةٍ ثانية، مع سرطان الدم المبكر. 

وهناك دراسةٌ عَمِلت على تحليل منتجات تنعيم وتمليس الشعر المصنوعة منزليًا؛ والتي تحتوي على الفورم-ألدهيد، وتم خلالها التحقّق من أن النشاط المضاد للبكتيريا الذي تم اكتشافه في جميع الكريمات لتنعيم الشعر كان مترافقًا مع تحريضٍ إيجابيٍّ للطفرات في الجسم. وقد خَلصَت الدراسة إلى أن كريمات تنعيم الشعر مثل الكيراتين أظهرت استجابةً شديدة السمية الجينية؛ وبالتالي فهي خطيرةٌ على صحّة المرأة عمومًا والحامل بشكلٍ خاص.

في حين أنَّ استخدام علاج الكيراتين الذي يُعرف أيضًا بعلاج البروتين للحامل لم يَجرِ تقييمه بالكامل بعد، إلا أنَّ استخدامه على المدى الطويل سوف يتسبّب بمخاطرٍ صحّيةٍ عند المرأة الحامل والجنين، ولذلك يجب عليها استشارة الطبيب المختصّ قبل استخدام أيٍّ منها.

 

هل البروتين مضر؟

يُعدّ البروتين الطبيعيّ المكون الرئيسي للشعر، حيث لا يكون هذا البروتين مضرًّا للشعر بل على العكس من ذلك؛ فهو يحتاجه الشعر لكي ينمو ويحافظ على بقاءه. لكنَّ النساء تستخدم مُستحضرات عنايةٍ تجاريةً لتنعيم الشعر تُدعى البروتينات والتي يكون أشهرها الكيراتين؛ وتَطرح تساؤلاتٍ عن أمان وسلامة هذه المنتجات؛ وهل البروتين مضرٌّ لشعرها. ورغم استخدام هذا البروتين لعلاج تلف الشعر إلّا أنّه قد يَحمل كثيرًا من المضارّ للشعر؛ وبالتالي يصبح البروتين مضرًّا للشعر حينها وذلك باختلاف أنواع هذا البروتين، حيث يختلف تأثيرها على الشعر.

ويمكن أن يُؤثّر التعرُّض لأشعة الشمس والأدوات الساخنة والنظام الغذائي والعلاجات الكيميائية على الشعر، ويمكن أن يَستفيد الشعر الجاف والتالف من تقليل العناصر الموجودة في المحيط التي تُزيل الرطوبة الطبيعية وتضر ببنية البروتين الداخلية للشعر والتي تسمى الكيراتين. كما يمكن أن تُساعد بعض علاجات البروتين الشعر شديد الجفاف والتالف في استعادة بنيته بشكلٍ عام.

  • ما هو بروتين الشعر وممّ يتكوّن؟

يحتوي الشعر الصحي والمتين والمرن على كثيرٍ من البروتين الطبيعيّ، حيث تمنح هذه البروتينات الشعر الامتلاء واللمعان وسهولة التسريح. ولكن عندما يتعلق الأمر ببروتين الشعر الكيراتين، فمن المُمكن عندما يكون لدى المرأة كثيرٌ منه أن يحدث فرط البروتين؛ فوجود كثيرٍ من البروتين في شعر المرأة قد يجعله يبدو باهتًا وجافًا وهشًا.

ويشكل البروتين مكونًا أساسيًا لنظام غذائي صحي للإنسان لدعم كلٍّ من النمو والصيانة، ولذلك لا يكون البروتين مضرًّا للشعر حيث يلعب البروتين في الجسم أدوارًا هيكلية (مثل الكيراتين والكولاجين) ووظيفيةً (مثل الإنزيمات وبروتينات النقل والهرمونات). في النهاية تتكوَّن معظم بروتينات الثدييات من 20 نوعًا من الأحماض الأمينية المختلفة، وبالتالي هناك حاجةٌ في أجسامنا لكلٍّ من الإمداد الكافي من الأحماض الأمينية والبروتين الكلي (النيتروجين).

ويُمكن تعريف مُتطلّبات البروتين على أنّها "أدنى مستوى من تناول البروتين الغذائي الذي سيوازن فقدان النيتروجين من الجسم، وبالتالي يُحافظ على الكتلة البروتينية للجسم عند الأشخاص الذين يتمتعون بتوازن الطاقة مع مستوياتٍ مقبولةٍ من النشاط البدني. إضافةً إلى الاحتياجات المُرتبطة بترسّب الأنسجة أو إفراز الحليب بمعدلاتٍ تتفق مع الصحة الجيدة عند كلٍّ من الأطفال أو النساء الحوامل أو المرضعات". وبالتالي خلال فترة الحمل، وهي مرحلةٌ استثنائيةٌ من الحياة عند النساء يُحدّدها النمو السريع والتطور والتغيرات الفسيولوجية الكبيرة عند الأم من وقت الحمل وحتى الولادة، يُعدّ البروتين الغذائي الكافي أمرًا بالغ الأهمية لضمان نتيجةٍ صحيةٍ خلال هذه المرحلة للأم والجنين على حدٍّ سواء.

أمّا بروتين الشعر الكيراتين فهو ذلك النوع من البروتين الذي يتكوّن منه الشعر والجلد والأظافر، كما يُمكن أيضًا العثور على الكيراتين في الأعضاء الداخلية والغدد في الجسم. والكيراتين هو بروتينٌ وقائيٌّ وأقل عرضةً للكسر أو التمزق من الأنواع الأخرى من بروتينات الخلايا التي يُنتجها الجسم، ويتكوّن من سلاسلٍ من الأحماض الأمينية، وخاصة الأرجينين والسيستين والسيرين. ويكوَّن الكيراتين الأكثر نعومةً في الطبقات الخارجية من الجلد والشعر والصوف والريش، بينما تشكل الأنواع الأكثر صلابة كالأظافر (والمخالب والحوافر عند الحيوانات). ولذلك يُمكن استخلاص بروتين الكيراتين من ريش وقرون وصوف الحيوانات المختلفة؛ ويُستخدَم كعنصرٍ أساسيٍّ في صناعة مستحضرات العناية بالشعر. ونظرًا لأن الكيراتين هو لبنة البناء الهيكلية للشعر، تعتقد بعض النساء أنَّ مكملات الكيراتين ومنتجاته وعلاجاته يمكن أن تُساعدهنَّ في تقوية الشعر وجعله يبدو أكثر صحةً.

ولكون بروتين الشعر المُصنّع مطوّرٌ من الكيراتين، يتم استخدامه من أجل معالجة مشكلات الشعر المتعدّدة كالجفاف والتقصف وصعوبة التسريح والتجعد، حيث تعمل علاجات الشعر البروتينية هذه على إصلاح الشعر من خلال ربط البروتينات المتحللة إلى بشرة الشعر، ممّا يؤدي إلى تقويته ومنع المزيد من التلف.

ويحتوي هذا البروتين على مجموعةٍ كبيرةٍ من الأحماض الأمينية الضرورية لنمو الشعر والحصول على شعر لامعٍ وناعمٍ وصحيٍّ. حيث يمكن تنعيم الشعر باستخدام هذا البروتين بنسبةٍ كبيرةٍ قد تصل إلى 98 في المئة كما تدّعي الشركات المُصنّعة له، وتلك النسبة تختلف حسب نوع الشعر وطبيعته. كما أنَّ استمرار نتائج هذا العلاج تتراوح ما بين 3 وحتى 6 أشهرٍ. ولكنَّ البروتين من الطرائق المُكلفة من أجل مُعالجة الشعر بشكلٍ متواصلٍ، وذلك مقارنةً بالطرائق الأخرى المختلفة.

  • طرائق واستخدامات بروتين الشعر

تُستخدم علاجات البروتين لتغليف خيوط الشعر بالكيراتين، ممّا يُضيف قوةً إلى الروابط بين جزيئات الشعر. ويُمكن أن يتراكم هذا البروتين في الواقع على بشرة الشعر، ممّا يجعل الشعر أثقل، وذلك يمكن أن يؤدي إلى تآكل خصلة الشعر لأنّه يعمل بشكلٍ إضافيٍّ ضد آثار الجاذبية.

  1. علاجات الكيراتين في صالون الحلاقة

تسمى أحيانًا علاج الكيراتين البرازيلي، وتتضمن هذه الطريقة التي تستغرق وقتًا طويلاً لاستخدام الكيراتين عدة خطواتٍ. فأولاً، يتم وضع كريمٍ يحوي على الفورم-ألدهيد على الشعر قبل تنشيفه وتجفيفه في الصالون. وبمجرد تطبيق العلاج، يُطلب من المرأة الحفاظ على جفاف الشعر لعدةِ أيامٍ. وعند زيارة الصالون لاحقًا لغسل المواد الكيميائية، يتم تطبيق علاجٍ آخر لضبط تأثير التمليس والتنعيم، وتزعم الشركة المصنّعة لهذا العلاج أنه يستمر لمدة 12 أسبوعًا.

  1. سيروم وشامبو وبلسم الكيراتين:

لا يمكن لسيرومات وشامبوهات وبلاسم الكيراتين تقديم نفس ادعاءاتِ علاج الكيراتين في الصالون. لكنَّ النساء اللواتي استخدمن هذه العلاجات يدّعينَ أنّها تَجعل الشعر أكثر مقاومةً للتلف؛ وتُصلِحُ الشعر الجاف من الحرارة وصبغة الشعر.

  1. مُكمّلات بروتين الشعر (الكيراتين):

يمكن العثور على مكملات الكيراتين للبيع في أي متجرٍ للأطعمة الصحية أو صيدليةٍ تقريبًا. وتأتي مكملات الكيراتين في شكل مسحوق أو كبسولات. ومكملات الكيراتين هذه لا تخلو من المخاطر في حالة الإفراط في استخدامها، حيث يُمكن أن يكون البروتين مضرًّا ويتسبّب في تراكم كثيرٍ من البروتين في الجسم.

  • مخاطر وأضرار بروتين الشعر:

من المؤكد أنَّ الشعر الذي يحتوي على كثيرٍ من البروتين سيكون أكثر عُرضَة للتلف، وبالتالي يكون البروتين مضرًّا في هذه الحالة. ورغم ذلك لا تُوجَد دراساتٌ كافيةٌ حول الطرائق التي يمكن أن يتسبب بها فرط أو زيادة البروتين في إتلاف الشعر. ولذلك فهذا التأثير الجانبي لما يسمى "البروتين الزائد" هو في الغالب نظريٌّ حتى الآن. وكذلك الأمر تبدو أنواعٌ معيّنةٌ من الشعر أكثر عرضةً لحدوث ذلك، فالأشخاص الذين لديهم شعرٌ يميل إلى أن يكون جافًا أو خشنًا أو مجعدًا يبدو أنهم أكثر عرضةً لتراكم البروتين وحدوث تلك الزيادة؛ وبالتالي لأن يكون البروتين مضرًّا عندهم.

قد تكون علاجات الكيراتين هذه فوضويةً أو يصعب تطبيقها بشكلٍ صحيحٍ في المنزل، خاصةً إذا لم تشاهد المرأة سابقًا كيفية تطبيق هذه المعالجة عند قيام المتخصّص. وتحتوي علاجات الكيراتين في صالونات التجميل على كمياتٍ كبيرةٍ من مادة الفورم-ألدهيد ولذلك يكون عندها البروتين مضرًّا وخطيرًا على صحّة المرأة وخصوصًا الحامل. حتى إنَّ بعض موظفي صالونات تصفيف الشعر أبلغوا عن نزيفٍ في الأنف ومشكلاتٍ في الجهاز التنفسي عند التعامل مع منتجات علاج الكيراتين؛ واستنشاق أبخرتها بصورةٍ متكررةٍ مع مرور الوقت. حيث تجاوزت هذه المستويات من الفورم-ألدهيد معايير السلامة الوطنية للتعرض للمواد الكيميائية بخمسِ مراتٍ.  لهذا السبب، يجب على النساء الحوامل تجنب الحصول على هذا العلاج.  كما يجب على الأشخاص الذين يعانون من حساسيةٍ تجاه مادة الفورم-ألدهيد أو من مشاكلٍ في الجهاز التنفسي تجنُّب علاجات الكيراتين.

من جهةٍ أُخرى، قد توفّر علاجات البروتين هذه، عند استخدامها باعتدالٍ، المتانة التي يحتاجها الشعر لتقليل الجفاف والتلف. لكن يجب استخدام هذه العلاجات وفقًا للتوجيهات فقط. حيث سيؤدي استخدام علاج البروتين كلّ يومٍ إلى إضافة كثيرٍ من الوزن للشعر؛ وبالتالي سينتهي به الأمر لأن يصبح البروتين مضرًّا في هذه الحالة. تع

  • نصائح للعناية بالشعر عند النساء بعيدًا عن استخدام بروتين الشعر

أفضل طريقة لعلاج الضرر الذي قد يلحق بالشعر هو منع حدوثه تمامًا. وهذا ينطبق أيضًا على تراكم البروتين. ولعلَّ تنظيف الشعر وإعطائه فترة راحةٍ من التصفيف وعلاجات الشعر هو الخطوة الأولى لإصلاح الشعر الذي يحتوي على كثيرٍ من البروتين. ولتجنُّب الشعر الجاف والتالف الناتج عن تراكم البروتين، يمكن للمرأة التقليل من العوامل المسببة للضرر، حيث تتضمن بعض النصائح لمنع تراكم البروتين ما يلي:

  1. غسل الشعر مرة أو مرتين في الأسبوع بشامبو خاص بهذا النوع من الشعر.
  2. تنّب الإفراط في غسل الشعر أو ترطيبه. 
  3. عندما تكون لدى المرأة مخاوفٌ بشأن شعرها، فإنَّ زيارة مصفف شعرٍ مُحترفٍ ليست فكرة سيئة أبدًا.
  4. التأكد من وضع طبقةٍ من بخاخٍ واقي يَمنع الضرر الناتج عن أشعة الشمس والعوامل البيئية الأخرى.
  5. التعامل برويّة وسلاسة مع الشعر عند استخدام أدوات تصفيف الشعر بالحرارة.
  6. محاولة إبقاء فترة ما بين علاجات اللون كالصبغ والبروتين أطول ما يمكن، لكي يتم المحافظة على الشعر.

وممّا يجب أخذه بعين الاعتبار أيضًا هو أنَّ التغيُّر المفاجئ في صحة الشعر يمكن أن يكون علامةً على وجود حالةٍ صحيّةٍ معيّنةٍ، فإذا بدأ الشعر في الظهور بصورة كتلٍ؛ أو ظهرت مناطقٌ صلعاء في الراس، فهذه الأعراض يجب معالجتها من قبل الطبيب المختص. لذلك ينبغي حينها استشارة الطبيب إذا كان الشعر يتغيّر بشكل ملحوظٍ.

 

هل بروتين الشعر مضر بالحامل؟

في النهاية نجد أنه في حين يرجح أن تكون العلاجات الكيميائية الأساسية للشعر آمنة أثناء الحمل، قد لا يكون آمنًا استخدام علاجات تمليس الشعر الكيميائية بالبروتين أو المعروفة بعلاجات الشعر بالكرياتين، حيث أنّ هناك احتمالية لأن يكون بروتين الشعر مضرًا بالحامل، وذلك بحسب المواد الكيميائية الداخلة في تركيبها، لذا في حال رغبت السيدة في فرد أو تمليس شعرها خلال فترة الحمل، فيُنصح بتجنب أي علاجات تحمل اسم "الكيراتين" أو "علاج الشعر البرازيلي"، ولو كانت ستخضع للعلاج في صالون، يجب التأكيد على العاملين في الصالون بضرورة عدم استخدام هذه المنتجات.

 

هل بروتين الشعر مُضر بالحامل التي تعمل في صالون للتجميل؟

بالنسبة لأخصائيي التجميل، قد يكون بروتين الشعر مُضرًا بالحامل بحسب مقدار التعرض للمواد الكيميائية لمعالجة الشعر، والتي تتأثر بعدد ساعات العمل، وكذلك ظروف العمل. تشير إحدى الدراسات إلى وجود خطر أكبر للإجهاض لدى النساء اللواتي يستخدمن كميات كبيرة من مواد التبييض وصبغات الشعر الدائمة، ويعملن أكثر من 40 ساعة في الأسبوع.

لذلك من المستحسن أن ترتدي مصففات الشعر الحوامل قفازات لتقليل تعريض الجلد للمنتجات، والعمل لمدة لا تزيد عن 35 ساعة في الأسبوع، وتجنب الوقوف لفترات طويلة من الزمن، والتأكد من أن الصالونات التي يعملن فيها بها تهوية كافية، وتجنب تناول الطعام أو الشرب في منطقة العمل.

صورة متعلقة توضيحية

 

بدائل أخرى لبروتين الشعر

يمكن أن تساعد العلاجات الطبيعية الأخرى أيضًا في جعل الشعر أكثر نعومة وحريري المظهر، حيث أنّ العلاجات الطبيعية للشعر أكثر أمانًا على الحامل ويخفف من احتمالية أن يكون بروتين الشعر مُضرًا بالحامل.

ومن البدائل التي تُنصح الحامل باستخدامها:

  • استخدام المكواة أو مجفف الشعر

يؤدي استخدام مكواة مسطحة إلى فرد الشعر عن طريق تنعيم الألياف مؤقتًا في الخيوط، ويمكن الحصول على نفس التأثير من خلال تجفيف الشعر باستخدام فرشاة كبيرة ذات شعيرات مستديرة.

  • تجنب الإكثار في الغسيل

عادة ما يكون الشعر المجعد والمموج أكثر جفافًا من أنواع الشعر الأخرى، لذا ينصح بتجنب غسل الشعر أكثر من مرة كل يومين. إذ يمكن أن الإكثار من الشامبو قد يزيل زيوت الشعر الطبيعية.

  • ترطيب الشعر بالزيوت

يمكن ترطيب الشعر بانتظام للمساعدة في جعل الشعر الجاف أكثر نعومة ولمعانًا وقوة. يمكن أن تساعد منتجات الترطيب الطبيعية في الحفاظ على صحة الشعر وفروة الرأس مثل زيت الزيتون، وزيت جوز الهند، زيت عباد الشمس.

صورة متعلقة توضيحية

 

جفاف الشعر في الحمل

يَرتبِطُ جفاف الشعر في الحمل بعدّة عواملٍ قد يكون أبرزها التغيرُّات الهرمونية أثناء الحمل أو المعاملات التي تطبقها الحامل على شعرها؛ كالتّجفيف والتّصفيف المُتكرّر وطريقة التّسريح، أو المواد التي قد تَستخدمها لعلاج الشعر. وتَعتقد بعض النساء أنَّ جفاف الشعر مرتبطٌ بالحمل؛ لذلك لا بدّ أولًا من فَهمِ تركيبة الشعر ولماذا يَحدُث جفاف الشعر في الحمل أكثر من المعتاد.

  • كيفية حدوث جفاف الشعر في الحمل:

تزداد احتمالية حدوث جفاف الشعر في الحمل عند ظهور الأطراف المتقصفة للشعر في الشعر المتأكسد. ولكن تحدث النهايات المتقصفة عند إزالة البشرة (البشرة التالفة) ويعمل معقّد الغشاء الخلوي للشعرة كسبيلٍ لانتشار الانقسامات المحورية في الألياف، ممّا يؤدي إلى تكوين تشققاتٍ ونهاياتٍ متقصّفةٍ.

وتعتمد قوة الشعر على سلامة البشرة فيه وكمية الماء في الألياف، وهي ظروفٌ مرتبطةٌ بالتلف الكيميائي للشعر. حيث يمكن أن يؤدّي التلف الكيميائي عن طريق مواد التبييض والصبغات ومِكواة فَرد الشعر وحتى أشعة الشمس إلى إضعاف الشعر وزيادة الاحتكاك بين الألياف ممّا يؤدي إلى تكسره عند النساء وخصوصًا الحوامل وبالتالي جفاف الشعر في الحمل.

ومن العوامل الأخرى المهمة في تكسّر وجفاف الشعر في الحمل، هو حدوث التشابك الناتج عن قوى التمشيط، فتشكّل الفواصل على طول الألياف الشعرية، يكون متوافقًا مع زيادة شدّة وقوة عملية التمشيط للأعلى. ويَعتمد نوع التكسّر على حالة الشعر وطبيعة التمشيط الجاف أو الرطب بالفرشاة. حيث يرتبط تمشيط الشعر الجاف بحدوث فواصلٍ قصيرةٍ بين مقاطع الشعر، أمّا التمشيط الرطب فيرتبط بفواصلٍ أطول بين المقاطع الطويلة للشعر.

وينتج الشعر المستقيم إلى المتموج الجاف المُمشط، قوى انتقاءٍ أعلى من قوى منتصف الطول، ولكن عندما تكون مبللة، ينتج عنها قوى تمشيط متوسطة الطول أعلى مقارنة بمكان تكسر الشعر ومقدار التكسر. إن عمل تمشيط الشعر شديد الالتفاف يكون رطبًا أقل من الجاف.

وترتبط فواصل المقاطع القصيرة بشكلٍ أكبر بنهايات الانقسام. وينتج الشعر المستقيم إلى المتموج الجاف الممشط، قوى أعلى للتقصّف من قوى الشعر منتصف الطول، ولكن عندما يكون الشعر مبللًا، ينتج عن التمشيط قوى متوسطة الطول بمكان التكسّر ومقداره. كما أنَّ تمشيط الشعر شديد الالتفاف عندما يكون رطبًا يتقصّف بشكلٍ أقل من الجاف.

أيضًا، يكون الشّعر المُعالج بمستحضرات التجميل ذات الجذور الحرّة؛ والمُعرّض لأشعة الشمس أكثر عرضةً للتقصّف والجفاف في الحمل. وربما يكون الشعر أكثر جفافًا من المعتاد أثناء الحمل، حيث يَحرِم الإفراط في التنظيف الشعر الجاف أساسًا من زيوته الأساسية، لذلك لا يجب غسل الشعر كثيرًا إذا كانت الحامل تعاني من جفاف الشعر في الحمل. كما من المهم حينها استخدام البلسم حيث تستفيد الخصلات شديدة الجفاف من البلسم كعامل تطريةٍ غنيٍّ بالرطوبة بعد غسل الشعر بالشامبو.

  • كيفية الحد من جفاف الشعر في الحمل

يمكن لبعض الإجراءات أن تقلل من فرصة جفاف الشعر في الحمل وعند النساء، فاستخدام حرارةٍ أقلّ دائمًا عند تجفيف الشعر من شأنه تقليل جفاف الشعر، وكذلك يجب على المرأة أن تتحلى بالصبر عند تمشيط الشعر فالحرارة المنخفضة تعني عادةً أوقات تجفيف أطول للشعر.

كما أنَّ زيادة حماية الشعر من أشعّة الشمس أيضًا باستخدام بلسمٍ يترك على الشعر بأوكسيد الزنك سيخفف من جفاف الشعر في الحمل.  وقد تلاحظ أيضًا بعض النساء اللواتي يعانين من جفاف شعر في الحمل أنَّ شعرهنَّ أكثر هشاشة وعرضة للتكسر. ويمكن التقليل من هذه الحالة عن طريق وضع بلسم الشعر بصورةٍ منتظمةٍ؛ واستخدام الشامبو بلطفٍ عند الاستحمام (من دون فركٍ شديدٍ للشعر)، والاعتماد على تجفيف الشعر من خلال لفّه بمنشفة ماصّة بدلًا من استخدام مجفّف الشعر الكهربائي من أجل الحدّ من جفاف الشعر في الحمل.

ويمكن استخدام مشطٍ واسع الأسنان على الشعر المُبلّل لفكّ التّشابك بدلًا من الفرشاة التي يمكنها سحب وفصل الخيوط الرقيقة للشعر. كما يمكن للمرأة الحامل أيضًا التفكير في طريقةٍ مختلفةٍ لتصفيف شعرها. كإبقاءُ شعرها بشكلٍ طبيعيٍّ أو تسريحه قليلًا مع وضع ربطة شعرٍ مصنوعة من قماش ناعم بدلاً من ارتداء ربطةٍ كبيرةٍ أو تسريحة مؤذيةٍ للشعر فذلك بإمكانه تخفيف جاف الشعر في الحمل. وبالنسبة للأمهات ذوات الشعر المجعد أو المتموج، يوصى باختيار تسريحة شعرٍ خالية من الشدّ لتخفيف الضغط على ألياف الشعر.

قد يكون الاستخدام الصحيح والمبنيُّ على الاستشارة الطبّية لمنتجات العناية بالشعر ذو أهمّيةٍ في التقليل من تلف وجفاف الشعر في الحمل الناجمين عن استخدام المعالجات الكيميائية. فقد تزيد مستحضرات العناية بالشعر الجيدة من كراهية الشعر للماء وتقوي الطبقة الخارجية له وتقلّل من الشحنات الكهربائية وقوى الاحتكاك فيه، وبالتالي تقلل جفاف الشعر في الحمل.

من جهةٍ أُخرى قد يكون الشعر دهنيًّا أكثر من المعتاد أثناء الحمل، فبالرغم من أن تغيّرات الهرمونات عند الحامل اثناء الحمل تؤدي إلى جفاف الشعر في الحمل لدى بعض النساء، إلا أنَّ بعضهنَّ الآخر تواجه تحديًا معاكسًا فقد يُلاحظن أنَّ شعرهنَّ يُصبح أكثر تزيّتًا، ولهذا يمكن للحامل استخدام الشامبو المقشر والبلسم للاحتفاظ بالرطوبة للتحكم في مستوى الزيت في الشعر؛ دون تجريد الشعر من رطوبته الضرورية. وكذلك من المهم تجنّب المنتجات الحاوية على السيليكون أو الزيوت أو اللانولين التي يمكنها أن تثقل الشعر.

 

تنعيم الشعر أثناء الحمل

يكثر استخدام منتجات تنعيم الشعر بالكيراتين البرازيلي عند النساءِ وخصوصًا كون هذا الإجراء يكونُ متوافقًا مع الشعر الأبيض، ويُعطي الشعر مظهرًا طبيعيًا ناعمًا ولامعًا؛ يستحيل الحصول عليه باستخدام مواد التمليس الكيميائية. وقد تستعمل النساء منتجات تنعيم الشعر أثناء الحمل أيضًا والتي تُعرف بعلاج الكيراتين لتنعيم الشعر البرازيلية ولكن تتساءل النساء عن إمكانية تنعيم الشعر اثناء الحمل باستخدام الكيراتين أم أنَّ لذلك مخاطرٌ يجب الحذر منها.

  • ما هو تمليس أو تنعيم الشعر؟

ازدادت مؤخّرًا شعبية منتجات تنعيم الشعر بالكيراتين، والمعروفة أيضًا باسم منتجات تنعيم الكيراتين أو فرد الشعر بالكيراتين البرازيلي، كعلاجٍ مفضّلٍ للنساء اللائي يرغبن في الحفاظ على شعرٍ مفرودٍ أو سابلٍ لفتراتٍ طويلةٍ من الزمن. وقد ظهر تنعيم الشعر في ريو دي جانيرو عاصمة البرازيل في عام 2003 وتستخدمه النساء حاليًّا في جميع أنحاء العالم مع جميع أنواع الشعر المختلفة.

 تشمل بعض علاجات الكيراتين الأحدث والأكثر شهرة محلول تنعيم الشعر الكيراتين الذي يختلف اسمه التجاري باختلاف الشركات المصنّعة له مثل (Blowout Acai Professional Smoothing Solution،Keratin Complex Smoothing Therapy ،Treatment Global Keratin Complex، La Brasiliana Keratin Hair Treatment). حيث يتمّ الترويج إلى أنَّ هذه المنتجات تعمل على فرد الشعر المتموّج بشكلٍ طبيعيٍ وتنعيمه، وكذلك جعل الشعر المجعد الطبيعي أكثر قابلية للتحكم والتمشيط وخاليًا من التجعّدات، وأيضًا تعزيز لون ولمعان الشعر.

إضافةً لذلك تدعي كثيرٌ من الشركات المصنّعة لهذا المنتج أنَّ مستحضرات تنعيم الشعر بالكيراتين ستكون أقل احتماليةً لإتلاف الشعر مقارنةُ مع المواد الكيميائية الأخرى لفرد الشعر؛ وأجهزة التمليس والتنعيم بالحرارة. بل يدّعي المسوقون لعديدٍ من هذه المنتجات أيضًا أنَّ الاستخدام المتكرّر لعلاجات تنعيم الشعر بالكيراتين يجعل الشعر أكثر صحةً مع الحصول على نتائجٍ تدوم طويلاً.

ويمكن تطبيق علاج تنعيم الشعر بالكيراتين على الشعر المفرود بالفعل أو المصبوغ، وهذا يشكل خلافًا كبيرًا مع المواد المُنعّمة الكيميائية، والتي يمكنها أن تؤدي إلى فرط المعالجة إذا ما أعيد تطبيقها على الشعر المُعالج بالفعل. ويمكن أن تكون علاجات الكيراتين مفيدةً بشكلٍ خاصٍّ في الشعر التالف من الأنسجة أو الضفائر أو غيرها من أشكال معالجة الشعر، وهو أمرٌ شائعٌ عند النساء اللواتي هنَّ من أصولٍ أفريقيةٍ.

وتستمرّ نتائج تنعيم الشعر بالكيراتين، عندما يتمّ تطبيقه بشكل احترافي، لمدّةٍ من الزمن تتراوح بين 6 أسابيع وحتى 5 أشهر حسب نوع المنتج المستخدم، وهي مدّةٌ أطول بكثيرٍ من تلك المستخدم فيها طرائق التمليس الحراري. وعادةً ما يتم تطبيق علاجات تنعيم الشعر بالكيراتين في صالونات التجميل من قبل أخصائيّين معتمدين على الرّغم من وجود منتجاتٍ جديدةٍ للاستخدام المنزلي تم طرحها مؤخرًا في السوق.

تتكوّن عملية تنعيم الشعر من غسل الشعر أولًا، والذي يعمل بدوره على فتح مسام الشعر ممّا يسمح بزيادة التصاق بروتين الكيراتين بجذع الشعر، ثمّ يتبع ذلك وضع سيرومٍ للشعر يحتوي على الكيراتين المنحلّ بالماء ومشتق الفورم-ألدهيد كمكوناتٍ رئيسيةٍ لهذه المعالجة. بعد ذلك يتم تطبيق المحلول على أجزاءٍ صغيرةٍ من الشعر باستخدام مشطٍ ناعمٍ ذو أسنان رفيعةٍ حتى يجري تغطية كامل الشعر بالمحلول. ثمّ لاحقًا يتم تنشيف الشعر وتجفيفه بشكلٍ مسطحٍ من أجل لصق وتثبيت الكيراتين على الشعر. يُفضّل كثيرٌ من الأخصائيين بعد الانتهاء من تلك العملية الانتظار لمدة 48-72 ساعة قبل غسل الشعر من أجل السماح بتثبيت المواد الكيميائية وضمان نتيجة مثالية.

  • كيف يحدث تنعيم الشعر بالكيراتين علميًّا؟

بالرغم من وجود كثيرٍ من العلامات التجارية المختلفة لعلاجات تنعيم الشعر بالكيراتين، إلّا أن جميعها تقريبًا لها نفس التركيب الكيميائي الأساسي للمادة الفعالة والتي هي الكيراتين. حيث يتكون محلول الكيراتين من الكيراتين المنحل، وهو بروتين هيكلي طبيعي في الشعر والأظافر والجلد يعمل على الحماية. وتحتوي عديدٌ من منتجات تنعيم الشعر بالكيراتين على الكيراتين المُستَخرج من الصوف الذي يتم جزّه من الأغنام.

عندما يتمّ وضع الكيراتين على الشعر تنتشر الجزيئات الصغيرة له بسرعةٍ في غلاف الشعرة لتتفاعل مع كيراتين الشعر الطبيعي، حيث ترتبط الأحماض الأمينية التي يتكون منها الكيراتين المنحل بكيراتين الشعر الطبيعي عن طريق عوامل الربط التصالبيّ مثل الفورم-ألدهيد أو مشتقاته أو الفورمالين أو الميثيلين غليكول. وقد وجدت دراسة حلّلت تفاعل الفورم-ألدهيد وكيراتين الصوف أنَّ الفورم-ألدهيد يُشكّل روابطًا تقاطعيّةً ويترابط مع أحماض الكيراتين الأمينية؛ الأرجينين واللايسين والتيروزين والهيستيدين؛ ومع مشتقات الأميد من الأسبارتات والغلوتامات

بعد تطبيق الكيراتين، يتمّ فرد الشعر بالحرارة عن طريق مُجفّف الشعر، ويعمل تسخين الشعر على تعزيز قدرة الفورم-ألدهيد على التفاعل مع الكيراتين؛ ممّا يسمح له بربط الكيراتين المنحل في الماء بالكيراتين الطبيعي في ألياف الشعر. كما يُعزّز استخدام المكواة المُسطَّحة المُسخِّنَة للشعر من الرّبط التقاطعيّ للكيراتين وتعبئة أنسجة الشعر به. ويدّعي بعض المنتجين للكيراتين أنَّ القدرة على الربط التقاطعيّ وتعبئة بروتينات الشعر التي تشكّل غلاف الشعر بالكيراتين تُساهم أيضًا في تحسين لمعان الشعر بعد تطبيق معالجة تنعيم الشعر.

  • هل يوجد منتجاتٌ آمنةٌ لتنعيم الشعر أثناء الحمل؟

لقد تمّ طرح منتجات تنعيم الشعر بالكيراتين غير الحاوية على مادّة الفورم-ألدهيد في السوق مؤخرًا، والتي أصبحت تُعرَف أيضًا باسم علاجات الكيراتين الآمنة (SKT). حيث يدّعي المنتجون أنَّ هذه المنتجاتَ الجديدةَ لا تحوي أبدًا على إضافاتٍ من مادة الفورم-ألدهيد أو غيرها من المواد الكيميائية المُسرطنة وبالتالي على حدّ زعمهم يمكن استخدامها لتنعيم الشعر أثناء الحمل. ويمكن لهذه المنتجات الجديدة أن تكون آمنة الاستخدام فقط في حال التأكّد من خلوّها من المُضافات الكيميائية كالفورم-ألدهيد، وخصوصًا لكون المُنتجين يزعمون أنّ لهذه المنتجات نتائجٌ مُماثلةٌ لعلاجات تنعيم الشعر بالكيراتين البرازيلية الحاوية على الفورم-ألدهيد. ويُقال إنَّ هذا المنتج يُقلّل من تجعدات الشعر بنسبة 50-95٪، ممّا يجعل الشعر يبدو أكثر صحةً ونعومةً ولمعانًا ويَسهُل تمشيطه والتحكم فيه، وأنَّ استخدام العلاجات غير الحاوية على الفورم-ألدهيد كان له نتائجٌ مماثلةٌ لتلك الحاوية عليه من ناحية مدّة بقاء النتيجة حيث تستمرّ النتيجة لمدّةٍ تتراوح من 4 إلى 6 أشهر.

أما المكونات الرئيسية في منتجات تنعيم الشعر بالكيراتين الآمنة (SKT) فهي: الكيراتين المنحلّ بالماء مع مزيج من مواد (glyoxyloyl carbocysteine​) والأحماض الأمينية للكيراتين ومشتقات السيليكون والأحماض الدهنية. وتعمل هذه المواد على تنعيم الشعر عن طريق إضعاف روابط الهيدروجين والملح في الشعر، ممّا يسمح بتحويل روابط السيستئين لألياف الشعر. ثمّ يمكن للكيراتين بعد ذلك أن يتغلغل بعمقٍ في غلاف الشعر. وعندما يتمّ تسخين الشعر يحدث تقويةٌ لروابط السيستئين والتي تحافظ بدورها على أحماض الكيراتين الأمينية في جذع الشعرة.

  • سلامة استخدام الكيراتين في تنعيم الشعر أثناء الحمل

في عام 2004، أعادت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC) تصنيف الفورم-ألدهيد (FA) المُضاف لعلاجات الكيراتين التجارية على أنّه مادةٌ مسرطنةٌ للبشر مستشهدةً بنتائج وفيات سرطان البلعوم الأنفي (NPC) من خلال متابعة الحالات حتى عام 1994 من قبل المعهد الوطني للسرطان. وعلى العكس من ذلك، في عام 2012 عارضت لجنة تقييم المخاطر التابعة للوكالة الأوروبية للمواد الكيميائية الاقتراح الخاص بتصنيف الفورم-ألدهيد كمسرطنٍ معروفٍ للإنسان في مجموعة (Carc. 1A)؛ مُقترحةً فئةً أقل خطورةً ولكنّها لا تزال من فئة المواد الواجب الوقاية منها، وهي بالتّحديد تعدّ كمادةٍ يُفترض أن يكون لها إمكانيةٌ مسرطنةٌ للإنسان (Carc. 1B). لكن رغم ذلك، لا يتفق آخرون مع هذا القرار الأخير ويقترحون أنَّ منشورات المعهد الوطني للسرطان التي تحتوي على بياناتٍ من متابعة الوفيات لعام 1994 لذلك يجب إعادة تحليلها لأنهم يدركون أنَّ هناك بياناتٌ غيرُ كاملةٍ لربط التعرض للفورم-ألدهيد بسرطان البلعوم الأنفي.

من جهةٍ ثانيةٍ، تظهر دراسةٌ أنَّ تعرّض الأطفال في الثلث الثالث من الحمل قبل الولادة لبعض المواد الكيميائية مثل الفورم-ألدهيد، أو الهيدروكربونات العطرية عديدة الحلقات، أو البيركلورو الإيثيلي، أو الأسيت-ألدهيد، التي توجد بكثرةٍ في المنتجات المستخدمة في تنعيم الشعر أثناء الحمل والعناية به، لديهم احتمالاتٌ أكبر للإصابة بورم ويلمز عند زيادة التركيز الربعية. بينما أظهرت دراسةٌ أُخرى وجود علاقةٍ بين الحمل من جهةٍ؛ وتعرُّض الأم للمواد الكيميائية في صبغات الشعر ومستحضرات تنعيم الشعر مثل الكيراتين من جهةٍ ثانية، مع حدوث سرطان الدم المُبكر، لذلك قد يكون تنعيم الشعر اثناء الحمل خطيرًا على صحة الأم وجنينها. 

وتشير الارتباطات المتشابكة للحمض النووي والبروتين المُقاسة في خلايا الدم المحيطية للعاملين بالمستشفى إلى أنَّ الفورم-ألدهيد قد يدخل في الدورة الدموية للناس المعرضين لهذه المادة. كما أُجريت دراسة لوصف التعرض المحتمل لمادة الفورم-ألدهيد عند عمال صالونات التجميل والزبائن أثناء تطبيق معالجات تنعيم الشعر بالكيراتين. تظهر النتائج أنَّ مستحضرات تنعيم الشعر المتخصّصة عبارةٌ عن مستحضراتٍ للتنعيم فقط وحتى تلك التي تحمل علامة "خالية من الفورم-ألدهيد " لديها القدرة على إنتاج تركيزاتٍ من الفورم-ألدهيد التي تصل أو تتجاوز حتّى حدود التعرض المهني الحالية لهذه المادة. ويمكن أن يرتبط التعرض للفور-ألدهيد بالبيئة المهنية لمصففيّ الشعر، حيث يقومون بلمس واستنشاق موادٍ كيميائيةٍ مختلفةٍ بشكلٍ مزمنٍ وبمستوياتٍ قد تتجاوز الحدود الموصى بها؛ وتكون بمثابة خطرٍ حقيقيٍّ على الصحة. لذلك هناك حاجةٌ ماسّةٌ إلى مراقبة صناعة هذه المنتجات لتحسين سلامتها وأمانها وحماية مصففي الشعر والمستهلكين وخصوصًا النساء أثناء الحمل من مخاطرها المحتملة.

 

مساوئ تمليس الشعر

تُولي النساء اهتمامًا بالغًا في مظهرهنَّ وخصوصًا شعرهنَّ؛ حيث تلجأ كثيرٌ منهنَّ إلى تمليس الشعر كنوعٍ من التغيير في المظهر؛ أو لإضفاء طابعٍ جيدٍ على تسريحة الشعر وقوامه، إلّا أنّه قد تكون مساوئ تمليس الشعر أكثر من محاسنه المظهرية لدى النساء وخصوصًا عند الحامل عند الأخذ بعين الاعتبار أنَّ مواد تمليس الشعر قد تحوي على مضافاتٍ كيميائيةٍ خطيرةٍ كالفورم-ألدهيد ممّا يجعل لها عديدًا من المساوئ.

وفيما يخصّ مساوئ تمليس الشعر أثناء الحمل، قد لا تتوفّر كثيرٌ من المعلومات حول سلامة وأمان استخدام هذه المواد الكيميائية لفرد أو تمليس الشعر أثناء الحمل. لكن يُعتقد أنَّ مُعظم علاجات تمليس الشعر التقليدية آمنةٌ عندما تطبّق بشكلٍ صحيحٍ وفق التوصيات؛ لأنّه من المحتمل أن تتسرّب كميةٌ صغيرةٌ فقط من المنتج في فروة رأس المرأة الحامل. ولكن لكي تبقى المرأة الحامل في الجانب الآمن، عليها الالتزام بتوصيات الطبيب الأخصائي لعلاجات الشعر الممكن تطبيقها أثناء الحمل، أو تجنّبها تمامًا.

ورغم كون مستحضرات تمليس الشعر متنوعةٌ ومختلفةٌ، إلّا أنَّها قد تحمل كثيرًا من مساوئ تمليس الشعر للمرأة الحامل عند استخدامها.

  • مستحضرات تمليس الشعر الكيميائية التقليدية

تعمل المُرخيّات أو ما يُعرف بمستحضرات تمليس الشعر الكيميائية التقليدية عن طريق تكسير البروتين في الشعر كيميائيًا. وغالبًا ما تكون مستحضرات تمليس الشعر الكيميائية التقليدية هي الخيار الأفضل للشعر فائق التجعيد والمتعرج. حيث تعمل مستحضرات تمليس الشعر وفرده على فرد تجعّدات الشعر عن طريق كسر روابط ثاني الكبريتيد داخل الشعر. وتعدّ روابط ثاني الكبريتيد إحدى أقوى الروابط الطبيعية التي يتم تكسيرها بواسطة هذه المنتجات.

وتستخدم مستحضرات تمليس الشعر المواد الكيميائية والحرارة العالية لكسر الروابط والحصول على شعرٍ أملس. ومن المحتمل أن تكون بعض هذه العلاجات آمنةً أثناء الحمل، لكنّ الدراسات تتباين في نتائجها بخصوص مساوئ تمليس الشعر باستخدام هذه المواد. فق أظهرت إحدى الدراسات أنَّ استخدام منتجات فرد الشعر لن يزيد من خطر الولادة المبكرة أو إنجاب طفل منخفض الوزن عند الولادة، لكنّها لم تبحث الدراسة في العيوب الخلقية المحتملة للطفل.

وتشمل المستحضرات التقليدية لتمليس الشعر ما يلي:

  1. مرخّيات الشعر القلوية (Lye): تحتوي على هيدروكسيد الصوديوم. وتكون مرخيات الغسول القلوية أقوى وربما أقسى من النوعين الباقيين. ونظرًا لأنّ روابط الشعر تتكسر لإزالة التجعيد عند تمليس الشعر بالمنتجات الكيميائية، فإنَّ هذا يترك الشعر أضعف كثيرًا وقد يتسبب في تهيّج فروة الرأس.
  2. مرخّيات الشعر غير القلوية (no-Lye): تحتوي على هيدروكسيد الكالسيوم وكربونات الجوانيدين.
  3. مرخّيات الشعر المُكبرِتة (Thio): تحتوي على أملاح حمض الثيوجليكوليك. تعمل مستحضرات تمليس الشعر الحاوية على الثيو عن طريق تكسير البروتين الكيميائي في الشعر وفرده ميكانيكيًا بالحرارة. وكلمة "Thio" هي اختصارٌ لمادة ثيوجليكولات الأمونيوم (ammonium thioglycolate ATG)، المادة الكيميائية المستخدمة فيها. وتعمل أدوات تمليس الشعر هذه بشكل أفضل للأشخاص الذين يعانون من تموجاتٍ خفيفةٍ جدًا وحتى الشعر المجعد المعتدل. وتستخدم هذه العلاجات نفس ثيوغليكولات الأمونيوم (ATG) المستخدم في مستحضرات التمويج الدائم والتجعيد الدائم للشعر، ولكن بتركيزٍ أعلى ودرجة حموضةٍ مختلفةٍ. كما تَستَخدم منتجات التمليس الدائمةُ هذه المواد الكيميائية لكسر روابط ثاني الكبريتيد القوية وإضافة تقويمٍ ميكانيكيٍّ للعملية. ومن الأسماء الشائعة لهذه العلاجات هي التمليس الياباني، والفرد الحراري.

ومن مساوئ تمليس الشعر باستخدام المنتجات الحاوية على الثيو هو أنّه بالإمكان فقط تسريح الشعر بشكلٍ مستقيمٍ حتى ينمو من جديد. ولن يعمل التصفيف بالحرارة، بما في ذلك مكواة التجعيد والبكرات الساخنة للفّ الشعر، على الشعّر الذي تمّ معالجته باستخدام مادة الثيو.

  • مستحضرات تمليس الشعر البرازيلية بالكيراتين ومساوئها:

على عكس مستحضرات تمليس الشعر التقليدية والعلاجات القائمة على توفّر مادة الثيو، إنَّ نتيجة مستحضرات تمليس الشعر القائمة على الكيراتين ليست دائمةً. فبدلاً من تحطيم روابط البروتين داخل الشعر، تُضيف مستحضرات الكيراتين لتمليس الشعر البروتين إلى الجزء الخارجي من الشعر وتضيف تطبيق الحرارة لتغيير نسيجه. وبدلاً من تغيير التركيب الكيميائي للجزء الداخلي من الشعر؛ تُعد مستحضرات تمليس الشعر بالكيراتين مواد إضافةً له، وهي تعمل عن طريق إضافة البروتين إلى الجزء الخارجي من الشعر.

وفي حين أنَّ مستحضرات تمليس الشعر التقليدية السابقة من المُرجّح أن تكون آمنةً للمرأة الحامل، فإنَّ مستحضرات تمليس الشعر البرازيلية بالكيراتين قد لا تكون آمنةً وخصوصًا للحامل لاستخدامه لتمليس الشعر أثناء الحمل. حيث غالبًا ما تحوي مستحضرات تمليس الشعر بالكيراتين على مادةٍ مضافةٍ كيميائيةٍ تسمى الفورم-ألدهيد، والتي يمكن امتصاصها في الجسم عن طريق الجلد أو عن طريق استنشاقها. وتوجد مادة الفورم-ألدهيد في كثيرٍ من منتجات الاستحمام والتنظيف ايضًا، ولكن هناك أدلةٌ على أنَّ التعرّض طويل الأمد لهذه المادة يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالسرطان وبالتالي فهي أهم مساوئ تمليس الشعر باستخدام الكيراتين.

ولهذا السّبب، وضعت عديدٌ من البلدان قيودًا على كمية الفورم-ألدهيد التي يمكن استخدامها في منتجات تمليس الشعر والعناية به، فقد تمّ اعتماد الحد المسموح به وهو 0.2 % فقط. لكن وُجد أنَّ بعض منتجات الكيراتين تحوي على ما يصل إلى 10 % من الفورم-ألدهيد وهو ما يجعلها تتصدّر مساوئ تمليس الشعر عند النساء وخصوصًا الحوامل.

كما تتوفّر مستحضراتٌ لتمليس الشعر بالكيراتين خالية من الفورم-ألدهيد، ولكن رغم ادعاء الشركات المصنّعة، وجد أنَّ بعضها لا يزال يحوي على هذه المادة بكمياتٍ ضئيلةٍ. حيث تحتوي مستحضرات تمليس الشعر بالكيراتين الخالية من الفورم-ألدهيد على مادةٍ كيميائيةٍ أُخرى تسمى ميثيلين غليكول والتي تتحوّل عند تسخينها بمكواة فرد الشعر إلى مادة الفورم-ألدهيد.

ويمكن أن يؤدّي التعرض لصبغات الشعر ومستحضرات تمليس الشعر أثناء الحمل إلى الإصابة بابيضاض الدم في مرحلة الطفولة المبكرة.

بعد معرفة مساوئ تمليس الشعر السابقة والمخاطر المحتملة، يُفضّل عدم استخدام منتجات فرد الشعر الحاوية على الفورم-ألدهيد لعلاج الشعر عند الحامل أثناء الحمل. وفي حال الرغبة في الحصول على علاجٍ للشعر، على الحامل تجنّب أي مستحضرٍ يُدعى "الكيراتين" أو "علاج الشعر البرازيلي".

 

الاحتياطات التي يجب أن تتخذها الحامل عند تمليس الشعر بالعلاجات القياسية

  • الانتظار حتى الثلث الثاني من الحمل لعلاج الشعر.
  • التأكد من أن العلاج يتم في منطقة جيدة التهوية.
  • تجنب ترك المواد الكيميائية على الشعر لفترة أطول مما هو محدد في التعليمات.
  • شطف فروة الرأس جيداً بالماء بعد العلاج.
  • ارتداء القفازات عند تطبيق العلاج.
  • اتباع التعليمات الموجودة على العبوة بعناية.
  • القيام باختبار على رقعة محددة لتجربة ردود الفعل التحسسية قبل إتمام العملية.
  • عدم صبغ أو تفتيح الحواجب أو الرموش، فقد يتسبب ذلك في حدوث تورم في منطقة العين.
صورة متعلقة توضيحية

شيء آخر يجب أخذه في الاعتبار هو حقيقة أن الحمل في حد ذاته يمكن أن يُغيّر نسيج الشعر بشكل طبيعي. قد يتسبب الحمل أيضاً في أن يتفاعل الشعر بشكل مختلف مع التجعيد أو التلوين. إذا كان الوضع كذلك، يمكن للسيدة الانتظار حتى نهاية الحمل لعلاج شعرها.

 

هل زيوت الشعر تضر الحامل؟

تَهتمّ النّساء بِصحتهِنَّ وأجسادِهنَّ بشكلٍ كبيرٍ وخصوصًا الشعر، ولذلك تلجأُ مُعظم النساء إلى استخدام منتجات ومستحضرات العناية بالشعر مثل زيوت الشعر والمُرطّبات والسيرومات المغذية؛ التي تعمل على تحسين قوام الشعر وتغذيته، ولكن لا تعي النساء هل زيوت الشعر تضر الحامل، فقد يحمل استخدام هذه الزيوت أثرًا ضارًّا في صحة الحامل أو قد تكون زيوت الشعر آمنة الاستخدام عند الحامل. لهذا سيتم استعراض آخر الدراسات في هذا المجال لتوضيح مدى سلامة وأمان استخدام زيوت الشعر، وهل زيوت الشعر تضر الحامل حقًّا.

  • استخدام زيوت الشعر وفوائدها:

تستخدم زيوت الشعر منذ القدم عادةً عند النساء لمعالجة تلف الشعر وتقصّفه وزيادة تغذية بصيلات الشعر وبالتّالي إعطاء الشعر مظهرًا أكثر إشراقةً ونضارةً. حيث تلعب الزيوت دورًا مهمًا في حماية الشعر من التلف، ويُمكن لبعض الزيوت أن تخترق الشعر وتُقلّل من كمية الماء التي يمتصها الشعر؛ ممّا يؤدي إلى تقليل التورُّم. وهذا بدوره يمكن أن يؤدّي إلى انخفاض إجهاد التورّم (التورم المتكرر والجفاف) الذي يُعدّ عاملًا خطيرًا يُمكنه أن يُتلف الشعر. 

ويُمكن لزيت الشعر أن يَملأ الفجوة بين خلايا البشرة؛ ويَمنع تغلغُل المواد المُهيّجة القاسية مثل المواد الخافِضَة للتوتر السطحيّ في الجُريب. وبالتالي يُمكن أن يؤدّي استخدام الزيوت بشكلٍ مُنتظمٍ إلى تعزيز تزييت جَذع الشعر ومنع تكسُّر الشعر وتقصّفه. ولكن ما تزال كثيرٌ من الزيوت قيدَ التّجارب العلمية لمعرفة خصائصها الدوائية والعلاجية وهل زيوت الشعر تضر الحامل أو تؤثر على صحة النساء؛ أم أنها آمنة الاستخدام.

وفي هذا الخصوص أظهرت نتائج دراسةٍ علميّةٍ حول تأثير الزيوت المعدنية وزيت عباد الشمس وزيت جوز الهند في الوقاية من تلف الشعر أنَّ علاجات زيت جوز الهند في المختبر وفي الجسم الحيّ حالت دون تلف تمشيط أنواع الشعر المختلفة.

وباستخدام نفس المنهجية، جرت محاولةٌ لدراسة خصائص الزيوت المعدنية وزيت عباد الشمس على الشعر. ولذلك تم اختيار الزيوت المعدنية لأنها تُستَخدم بكثرةٍ في تركيبات زيت الشعر، كونها غير دهنيةٍ بطبيعتها، وكذلك لأنّها أرخص ثمنًا من الزيوت النباتية مثل زيوت جوز الهند وعباد الشمس. وقد طالت الدراسة لتشمل زيت عباد الشمس لأنَّه ثاني أكثر الزيوت الأساسية استخدامًا في صناعة زيت الشعر؛ بسبب خصائصه غير المتجمدة وعديمة الرائحة في درجة الحرارة الاعتياديّة للجوّ المُحيط. وتُشير النتائج بوضوحٍ إلى التأثير القوي لتطبيق زيت جوز الهند على الشعر مقارنةً باستخدام زيت عباد الشمس والزيوت المعدنية. حيث أنّه من بين ثلاثة زيوت، وُجِدَ زيت جوز الهند أنّه الزيت الوحيد الذي يُقلّل من فقدان البروتين بشكلٍ ملحوظٍ لكلٍّ من الشعر غير التالف والتالف عند استخدامه كمُنتجٍ قبل الغسيل وبعد الغسيل؛ كونه من الدهون الثلاثية لحمض اللوريك (أحد الأحماض الدهنية الأساسية)، ولديه تقاربٌ كبيرٌ مع بروتينات الشعر، وبسبب وزنه الجزيئي المنخفض وبنيته ذات السلسلة الخطية المستقيمة، فهو قادرٌ على اختراق جذع الشعرة والبصلة.

من ناحيةٍ أُخرى، أُجرَيت دراسةٌ عام 2005 لاختبار تأثير زيت جوز الهند وزيت الزيتون وزيت عباد الشمس والزيوت المعدنية على الشعر. وفي نتيجة هذه الدراسة ساهمت جميع الزيوت المطبّقة، باستثناء الزيت المعدني، بالحدّ من الالتصاق الشعري؛ وذلك ناتجٌ عن اختراق تلك الزيوت لألياف الشعر عن طريق الانتشار، تاركةً طبقةً رقيقةً على السطح فقط. ولذلك تقلل العلاجات باستخدام الزيوت من تكوين الأطراف المتقصفة في الشعر، لكن لا تساعد زيوت عباد الشمس والزيوت المعدنية على الإطلاق في تقليل فقدان البروتين من الشعر.

أمّا بالنسبة لزيت الأرغان المغربي فقد شاع استخدامه منذ القدم وكذلك أصبح شائعًا جدًا كمكون رئيسي لمستحضرات العناية بالشعر، ويشار إليه على أنه قادر على الحفاظ على ترطيب الشعر وتنعيمه. ويعدّ زيت الأرغان المغربي الآن أغلى زيت صالح للأكل في العالم، فهو يُستخرج من الثمار المجففة شجرة الأركان (Argania spinosa L. Skeels) وهي شجرة مستوطنة في المغرب. ويتميّز زيت الأرغان بغناه بالتوكوفيرول والبوليفينول، ومضادات الأكسدة القوية.

وهناك كثيرٌ من الزيوت الطبيعية التي يمكنك للحامل تجربتها على الشعر بأمانٍ مثل زيت اللوز والأرجان والأملا وبرينجراج وزيت شجرة الشاي وجوز الهند وزيوت القهوة وغيرها. ولكلٍّ من هذه الزيوت فائدةٌ محدّدةٌ للشعر لكن يجب اختيار زيت شعرٍ طبيعيٍّ مصنوعٍ من دون إضافة زيتٍ معدنيٍّ لتقليل قشرة الرأس والحكة وتقوية الشعر وتعزيز نمو الشعر تجنّب مضار المواد الكيميائية المُسببة للأكسدة وخصوصًا الفثالات والبارابين.

  • أضرار زيوت الشعر للحامل

في دراسةٍ جديدةٍ رائدةٍ عن اضطراب الغدد الصماء المرتبطة باستخدام منتجات الشعر الحاوية على المواد الكيميائية أثناء الحمل وعمر الحمل عند الولادة للنساء السود ذات العرق اللاتيني، تم التوصّل إلى أنَّ الاستخدام المتكرر لزيوت الشعر أثناء الحمل المتأخر قد يترافق مع مدة حمل أقصر وبالتالي معدّلات ولادةٍ أبكر. ونظرًا لأنَّ زيوت الشعر تستخدم بشكلٍ أكثر شيوعًا من قبل النساء السود غير اللاتينيين لكون شعرهنَّ أكثر خشونةً؛ فبالتالي تمثل هؤلاء النسوة مصادرًا للتعرُّض للمركبات الكيميائية الضارة، لهذا فقد يكون لذلك آثارٌ مهمّةٌ على التباين العرقي المعروف في الولادة المبكرة، وبالتالي فزيوت الشعر تضر الحامل بشكلٍ مباشرٍ.

بالإضافة إلى ذلك، وجد الباحثون في الدراسة من خلال اختبارات الحساسية أنَّ الارتباط بين الاستخدام اليومي لزيت الشعر ومتوسط عمر الحمل عند الولادة كان أقوى قليلاً عندما اقتصر على المشاركات البيض اللواتِ لسنَ من العرق اللاتيني وغيرهنَّ من باقي الأعراق. وكانت النتائج بالنسبة للمنتجات الأخرى متشابهة، حيث أبلغت المشاركات في الدراسة عن استخدامهنَّ اليومي لمستحضرات ترطيب الشعر أو المُنعّمات التي تُترَك على الشعر. حيث ظل الاستخدام اليومي لزيوت الشعر مرتبطًا بمتوسط عمر حملٍ أقل عند الولادة مقارنةً بغير المستخدمات ولهذا يمكن القول أنَّ زيوت الشعر تضر الحامل.

وهناك قائمةٌ تطول من زيوت الشعر التجاريّة التي تضر الحامل وعليها تجنبها، والسبب هو أن هذه الزيوت ما تزال تفتقر إلى الاختبارات العلمية والأبحاث الكافية لإثبات أنها آمنة للاستخدام أثناء الحمل، حتى عند استخدامها وفقًا للتوصيات المحددة وبالكميات المناسبة. لذلك أثناء الحمل، يجب أن تولي المرأة الحامل اهتمامًا إضافيًا ليس فقط لما تشربه وتأكله ولكن أيضًا بما تستخدمه على جسمها لحماية صحة الجنين وسلامته. ولهذا السبب على المرأة التوجّه إلى المنتجات الطبيعية والخالية من السموم والإضافات الكيميائية للعناية بالشعر والتي تكون مُثبتةً أنها آمنةٌ لها وللجنين.

ويُمكن القول أنَّ مستحضرات العناية بالشعر مثل الزيوت هي أداةٌ مساعدةٌ للنساء على الاهتمام بظهرهنَّ وصحة شعرهنّ، ولكنَّ اختلاف تركيبات وطريقة عمل هذه المستحضرات يتطلّب الحذر في استخدامها؛ خصوصًا فيما يتعلق بأمانها وسلامة استخدامها للمرأة الحامل. ويمكن أن تستشير المرأة الحامل الطبيب المختصّ قبل استخدامها، لمعرفة آثارها الجانبية المحتملة وفقًا لتنوع أنواع الشعر والعرق.

 

الحناء للحامل في الشهر التاسع

تَستعمل كثيرٌ من النساء حول العالم الحناء لصبغ الشّعر أو رسم الوشوم على البطن كنوعٍ من العادات والتقاليد، وقد لا يكون لاستخدام الحناء للحامل في الشهر التاسع مضارًّا لكونها مادةً طبيعيّةً ولكن حتى يتمّ الحصول على جوابٍ دقيقٍ لذلك لا بدّ من معرفة كيفية تصنيع هذه المادة وما هي جوانب استخداماتها الأُخرى، وما هي محاذير الحناء للحامل في الشهر التاسع.

  • ما هي الحناء (Henna):

الحناء، شُجيرةٌ استوائيةٌ أو شجرةٌ صغيرةٌ اسمها العلمي (Lawsonia inermis) من عائلة فضفاضةٍ أهمها العائلة (Lythraceae)، وموطنها شمال إفريقيا وآسيا وأستراليا، والصبغة ذات اللون البني المُحمرّ التي تم الحصول عليها من أوراقها تستخدم كصبغةٍ للشعر والجلد. ويحمل النبات أوراقًا متقابلة صغيرة وأزهارًا صغيرة معطرة من الأبيض إلى الأحمر. وإضافةً إلى كونها تُزرَع من أجل صبغتها، فإنَّها ايضًا تُستَخدم كزينةٍ. وصبغة الحناء أو الحنة أو الماهندي هي صبغةٌ نباتيّةٌ طبيعيةٌ والتي غالبًا ما يتم مزجها بمكوناتٍ إضافيّةٍ مثل الزيوت الأساسية وعصير الليمون والكركم والمكونات الطبيعية الأخرى.

  • استخدامات الحناء وأنواعها

للحناء استخداماتٌ عديدةٌ تختلف باختلاف البلدان حول العالم؛ فلكلّ بلدٍ عاداته وتقاليده. ومنذ قدم التاريخ تمّ استخدام الحناء لعدة قرونٍ لصبغ الجلد والشعر والأظافر والأقمشة في مصر القديمة وأجزاء من أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا (بما في ذلك الهند وباكستان) وأوروبا (مثل الإمبراطورية الرومانية)، حيث كانت تَستخدم الحناء لأغراضٍ تجميليّةٍ. ويُقال إنَّ كليوباترا كانت تستخدم الحناء لكنّ ذلك غيرُ مؤكّدٍ في المراجع التاريخية.

كما تمّ استخدام الحناء للحامل في الشهر التاسع أو للنساءِ عمومًا لتزيين الأجسام خصوصًا في الهند حيث كانت الحناء، ولا تزال، تُستخدم في كثيرٍ من الأحيان في الطقوس مثل الأعياد، وفي صنع الدواء أو كصبغةٍ للشعر أو لتزيين الجلد بالنقوش. وقد كانت إحدى الطقوس الأكثر شعبية، ولا تزال، "ليلة الحناء" عندما تجتمع العروس وعائلتها وأصدقائها للاحتفال بالزواج القادم. حيث تضع العروس نقوش حناءٍ واسعةٍ على جسدها. غالبًا ما يتلقّى الضيوف تصميمات أصغر أيضًا.

ويعدُّ استخدام الحناء الطبيعية غير الحاويةِ على إضافاتٍ كيميائيّةٍ آمنًا على البشرة والشعر للمرأة الحامل بشكلٍ عام؛ وكذلك تكون الحناء للحامل في الشهر التاسع أو المُرضِع آمنةً، لكنَّ ذلك يعتمد بشكلٍ كبيرٍ على نوع الحناء الذي سيتم استخدامها، حيث من الضروريّ قبل الاستخدام التأكُّد من أن المنتج الذي تم اختياره طبيعيٌّ وآمنٌ وخالٍ من المواد الكيميائيّة المُضافة، وخاصةً إذا كانت الحامل ستستخدم الحناء كصبغةٍ للجلد؛ أو عمل نقوش البطن (Henna Belly) للحامل في الشهر التاسع.

الحنة الطبيعية، المشتقة من النبات فقط، ومن دون المواد الكيميائية المضافة، آمنة للاستخدام على الشعر للحامل في الشهر التاسع أو على بشرتها. هذا النوع من الحناءُ البنيُّ اللون غير ضارٍ. وغالبًا ما يُقترح كبديلٍ عن صبغات الشعر الكيميائية خلال الحمل؛ وللحامل في الشهر التاسع، حيث يَمنح الشعر لونًا شبه دائمٍ، وتكون متوفرةً بعدة تدرُّجاتٍ لونيّةٍ .حيث أنَّ أكثر أنواع الحناء شيوعًا والمستخدمة في تزيين الأيدي وصبغ الشعر تسمى "الحنة الحمراء أو البنية" و "الحناء السوداء".

وعند استخدام الحناء كصبغةٍ للبشرة غالبًا ما يتمّ خلطها مع عصير الليمون والزيوت الأساسية، ويستغرق عمل العجينة هذه أكثر من عدة ساعاتٍ، وستَترك بقعةً برتقاليّةً تتحوّل إلى اللون البني وتستمر ما بين أسبوعٍ وثلاثة أسابيع.

لكن ومع ذلك، تحوي الحناء السوداء على صبغةٍ تسمى بارا فينيلين ديامين (PPD)، وهذه الصبغة غيرُ آمنًةٍ للاستخدام للحامل في الشهر التاسع، لأنّها يُمكن أن تُسبّب التهاب الجلد وردود الفعل التحسسية الشديدة. وتستخدم صبغة الـ PPD بأمانٍ كعنصرٍ في صبغات الشعر. لكن في دولٍ أُخرى مثل دول الاتحاد الأوربي والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية يعدّ إضافتها إلى المنتجات التي تُستَخدم مباشرةً على الجلد غير قانونيٍّ.

وقد تتسبّب الحنة السوداء بالألم على المدى القصير، وتضرّ البشرة على المدى الطويل. وفي حالِ كان لدى المرأة الحامل تحسّسٌ لمادة PPD التي قد تكون مضافةً للحناء السوداء؛ فهذا يعني أيضًا أنه سيكون لديها خطرٌ أكبر للإصابة برد فعلٍ تحسسيٍّ تجاه صبغات الشعر هذه في المستقبل. وفي حال قامت المرأة الحامل بإجراءِ وشمٍ أسودٍ بالحناء وأصبحت تشعر بحكّةٍ أو ألمٍ في بشرتها فعليها استشارة الطبيب على الفور. ومن أهم النصائح لتجنّب ذلك قراءة عبوة أيٍّ من منتجات الحناء أو الأصباغ دائمًا قبل الاستخدام، لمعرفة ما تحوي عليه من موادٍ بشكلٍ دقيقٍ، والتحقّق من المنتج بعنايةٍ للتأكد من أنّه حناءٌ طبيعيةٌ، خاصةً إذا كانت ستُستَخدم في صبغ الجلد وإجراء نقوش البطن للحامل في الشهر التاسع.

ولتمييز الحناء الطبيعية عن غيرها يمكن ملاحظة اللون أولًا؛ فالحناء الطبيعية لونها بنيٌّ خالصٌ، وتستغرق ساعات عديدة لتعمل بشكلٍ صحيحٍ، وتستمر لبضعة أسابيع. أمّا الحناء السوداء فتكون نفّاثةً، وتعمل بسرعةٍ، وتستمر حوالي أسبوعٍ فقط، وهي غير آمنةٍ للاستخدام للمرأة عمومًا وللحامل في الشهر التاسع بشكلٍ خاص. وفي حال لم تستطع المرأة التأكّد بشكلٍ جازمٍ ممّا إذا كانت الحناء طبيعيةً، فينبغي عليها ألا تستخدمها. 

  • الآثار الجانبية والمحاذير لاستخدام الحناء للحامل في الشهر التاسع:

يبدو أن الحناء الطبيعية آمنةٌ لمعظم البالغين وكذلك عند المرأة الحامل عند استخدامها على الجلد أو الشعر. لكن يمكن أن تسبّب بعض الآثار الجانبية مثل التهاب وتهيُّج الجلد بما في ذلك الاحمرار، والحكة، والحرقان، والتورم، والتقشر، والجلد المنسلخ، والبثور، وتندب الجلد. وفي حالاتٍ نادرةٍ يمكن أن تحدث تفاعلات الحساسية وسيلان الأنف والصفير والربو.

بالنسبةِ للمرأة الحامل أو المُرضِع، من غير الآمن تناول الحناء للحامل في الشهر التاسع عن طريق الفم، فهناك بعض الأدلة على أنه قد يُسبب الإجهاض.  حيث تعدُّ الحناء خطيرةً للحامل في الشهر التاسع عندما تؤخَذ عن طريق الفم. ويتطلب ابتلاع الحناء عن طريق الخطأ عنايةً طبيةً فوريةً، فيمكن أن تُسبّب اضطرابًا في المعدة وآثارًا جانبيةً أخرى. كما أنّه من غير الآمن تناول الحناء للمرأة المُرضِعة.

أمّا بالنسبة للأطفال، فتعدُّ الحناء غير آمنةٍ أيضًا للاستخدام عند الأطفال وخاصةً عند الرُّضع منهم، حيث كانت هناك حالاتٌ من الآثار الجانبية الخطيرة عند تطبيق الحناء على جلد الأطفال. ويكون الأطفال الرُّضع الذين يعانون من حالةٍ تُسمى نقص الغلوكوز-6-فوسفات ديهيدروجيناز (G6PD) مُعرَّضون بشكلٍ خاصٍّ لخطرٍ كبيرٍ، حيث يمكن أن يُؤدي وضع الحناء على جلد هؤلاء الأطفال إلى انفجار خلايا الدم الحمراء لديهم.

وبناءً على ما سبق لا بدّ من الانتباه عند استخدام الحناء للحامل في الشهر التاسع فقد يكون استخدامها خطيرًا في حال لم تكن طبيعيّةً؛ أو كانت حاويةً على موادٍ كيميائيّةٍ، كما يجب الانتباه للجرعة المستخدمة من الحناء فهي تعتمد على عدة عوامل مثل عمر المستخدم وصحته وعدة شروط أخرى. وحتّى هذا الوقت لا توجد معلوماتٌ علميةٌ دقيقةٌ كافيةٌ لتحديد مجموعةٍ مُناسبة من جرعات الحناء. لذلك يجب التأكّد من اتباع الإرشادات ذات الصلة على ملصقات المُنتج واستشارة الصيدلاني أو الطبيب أو غيره من أخصائي الرعاية الصحية قبل الاستخدام.

 

الصمغ العربي للحمل

تتساءل عديدٌ من النساء عن إمكانيّة استخدام الصمغ العربي للحمل كمادةٍ طبيعيةٍ وما إذا كان الصمغ العربي ضارًّا لها، لكنَّ الصمغ العربيّ كغيره من المواد الطبيعية لها محاذيرٌ للاستخدام ولذلك لا بدّ من التعرّف على أهم مزايا هذه المادة وفوائدها وأضرارها خصوصًا استخدامات الصمغ العربي للحمل.

  • ما هو الصمغ العربي؟

يُعرَف الصمغ العربيُّ بعدّة اسماءٍ أُخرى مثل: الأكاسيا، صمغ الأكاسيا، السنط، أكاسيا السنغال، وغيرها وهو مادةٌ راتنجيّةٌ صمغيّةٌ تخرج من بعض أشجار الأكاسيا وهي (AcaciaSenegal وVachellia seyal) وهي مادّةٌ مجففةٌ وعبارةٌ عن مركبٍ من عديدات السكريات الحمضية عالية الوزن الجزيئي ويمكن أن يذوب في الماء.

يُستخدم الصمغ العربي شعبيًّا لعلاج ارتفاع نسبة الكوليسترول والسكري ومتلازمة القولون العصبي وحالات أخرى، ولكن لا يوجد دليلٌ علميٌّ قويُّ يدعم هذه الاستخدامات. وفي التصنيع، يُستخدم الصمغ العربي كمكونٍ دوائيٍّ في المستحضرات الصيدلانية في أدوية التهاب الحلق أو المعدة؛ وكعاملٍ لتشكيل الغشاء في أقنعة تقشير الجلد، وأيضًا كمُستحلبٍ. والصمغ العربي مصدرٌ للألياف الغذائية، وعند تناوله يجعل الناس يشعرون بالشبع، لذلك قد يتوقفون عن تناول الطعام في وقتٍ أبكرَ من العادة. وذلك قد يؤدي إلى فقدانهم الوزن وخفض مستويات الكوليسترول.

  • استخدامات الصمغ العربي وفعاليّته:

لا يوجد أدلّةٌ علميّةٌ كافيةٌ تدعم استخدامات الصمغ العربي ولكن يوجد عدة استخداماتٍ شعبيّةٍ له ومنها:

  1. ترسّبات الأسنان: أظهرت دراسةٌ أنَّ مضغ علكة الصمغ العربيّ لمدة 7 أيامٍ يُقلل من ترسّبات الأسنان بمعدلٍ أكبر منه عند مضغ العلكة الخالية من السكر. 
  2. داء السكري: تظهر بعض الأبحاث أنَّ تناول مسحوق الصمغ العربي قد يساعد في خفض نسبة السكر في الدم لدى الأشخاص المصابين بداء السكري من النمط الثاني؛ والذين يتناولون أيضًا أدوية السكري.
  3. ارتفاع الكولسترول: يزعم بعض الناس بفوائد استخدام الصمغ العربي لخفض الكولسترول، لكن تظهر الأبحاث أنَّ تناول الصمغ العربي عن طريق الفم لم يكن له دورٌ واضحٌ في تخفيض مستويات الكوليسترول لدى الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع الكوليسترول.
  4. مجموعة من الأعراض التي تزيد من خطر الإصابة بالسكري وأمراض القلب والسكتة الدماغية (متلازمة التمثيل الغذائي): من غير الواضح ما إذا كان الصمغ العربي المتناول فمويًّا يُساعد في منع متلازمة التمثيل الغذائي، حيث يكون له دورٌ في إنقاص الوزن ولكن ليس له تأثيرٌ على مستويات الكولسترول أو ضغط الدم الانبساطي.
  5. البدانة: تظهر ابحاثٌ أنَّ تناول الصمغ العربيّ أدّى إلى خفض مؤشر كتلة الجسم BMI ومؤشر السمنة الحشوية VAI بشكلٍ ملحوظٍ بنسبة 2 % و23.7٪ على التوالي. فقد انخفض مؤشر السمنة في الجسم بشكلٍ ملحوظ بنسبة 3.9٪ عند تناول الصمغ العربي، بينما لم تكن هناك تغييراتٌ كبيرةٌ في محيط الخصر أو نسبة الخصر إلى الورك (WHR) ولكن ما يزال الموضوع بحاجةٍ لمزيدٍ من البحث وخصوصًا تناول الصمغ العربي للحمل وتأثيراته. 
  6. انفصال الجلد حول الثغرة (الآفات التمعّجية) عند الأطفال: تُظهِر دراسةٌ أنَّ وضع طبقةٍ سميكةٍ من جلّ الصمغ العربي على الجلد حول موقع فَغر القولون يُمكن أن يقلل من التهاب الجلد بشكلٍ أفضل منه عند تطبيق مرهم كبريتات الزنك.

وهناك حاجةٌ إلى مزيدٍ من الأدلة لتقييم فعاليّة الصمغ العربي لهذه الاستخدامات.

  • الآثار الجانبية والسلامة لتناول الصمغ العربي للحمل:

عندما يؤخذ الصمغ العربي عن طريق الفم من المحتمل أن يكون آمنًا بالنسبة لمعظم البالغين بكمياتٍ شائعةٍ في الطعام. وقد تم استخدام ما يصل إلى 30 غرامًا يوميًا بأمانٍ لمدة 6 أسابيع. ومع ذلك، يمكن أن يُسبّب تناول النساء الصمغ العربي للحمل آثارًا ضارةً طفيفة عند تناوله بالكميات المعتدلة، بما في ذلك الغازات والانتفاخ والغثيان والبراز الرخو وغيرها. أمّا عند وضعه على الجلد، فلا توجد معلوماتٌ موثوقةٌ كافيةٌ لمعرفة ما إذا كان الصمغ العربي آمنًا عند وضعه على الجلد أم لا، وما هي الآثار الجانبية التي قد تكون حينها.

يمكن أن يُعيق الصمغ العربي الجسم من امتصاص المضاد الحيوي أموكسيسيلين، لذلك يُنصح لتجنّب هذا التفاعل الدوائي، تناول الصمغ العربي قبل أو بعد تناول الأموكسيسيلين بأربع ساعاتٍ على الأقل.

أما بالنسبة لتناول الصمغ العربي للحمل والرضاعة، لا توجد معلوماتٌ موثوقةٌ كافيةٌ لمعرفة ما إذا كان آمنًا للاستخدام أثناء الحمل أو الرضاعة، ولكن على الحامل أن تبقى على الجانب الآمن ولا تتناول الصمغ العربي للحمل مالم تستشر الطبيب، فقد يكون لتناول كمياتٍ كبيرةٍ من الصمغ العربي للحمل آثارًا ضارّةً وخطيرةً، فقد حفّزت معظم المستخلصات الإيثانولية من أشجار الأكاسيا فارنسيانا بما فيها الصمغ تقلصات عضلات الرحم عند الفئران المختبرة أثناء الدورة الشبقية والحمل. ومع ذلك، كان لبعض المستخلصات تأثيرٌ تحفيزيٌّ على تقلص الرحم، متبوعًا بالتثبيط.

بينما لم يكن لإعطاء الصمغ العربي للفئران الحوامل بجرعاتٍ تصل إلى 1600 ملج/ كج أيّ تأثيرٍ واضحٍ على الحمل أو بقاء الأم أو الجنين. ولم يختلف عدد التشوهات التي لوحظت في الأنسجة الرخوة أو الهيكلية للأجنة من مجموعات الاختبار عن العدد الذي يحدث تلقائيًا في مجموعات الشاهد ذات المُعالجة الزائفة. وعندما تمّ حقن إناث الفئران عن طريق الفم بجرعة 4٪ من الصمغ العربي في الأيام من 10 إلى 16 وتحديد عدد الجراء التي تم ولادتها، تمّ ملاحظة نزيفٍ مهبليٍ عند الفئران، ممّا يدل على النشاط المُجهِض لمادّة الصمغ العربي للحمل.

وعليه، يُعدّ تناول الصمغ العربي للحمل غير آمنٍ، وبشكلٍ عام عند تناوله أو أيّ نوعٍ من المكملات الغذائية الغنية بالألياف سواءً كانتِ المرأة حاملًا أم لا، فإنّها ستُعاني من بعض الآثار الجانبية مثل: الغازات، الإمساك، التشنُّجات، غثيان الصباح الباكر، الإسهال الخفيف، انتفاخ البطن، وخاصةً خلال الأسبوع الأول من تناول الصمغ العربي للحمل. 

وحتّى الآن لم يتم اختبار المكملات المصنّعة من الصمغ العربي للحمل للتأكد من سلامتها، وبسبب حقيقة أن المكملات الغذائية بشكلٍ عام غيرُ منظمةٍ إلى حدٍّ كبير؛ فقد يختلف محتوى هذه المكملات عمّا هو محدُّد في ملصق المنتج. شيءٌ آخر لابدّ من أخذه بعين الاعتبار أيضًا وهو أنه لم يتم التأكد من سلامة استخدام الصمغ العربي للحمل في النساء الحوامل والمرضعات وكذلك عند الأطفال وذوي الحالات الطبية أو الذين يتناولون الأدوية، لذلك يُنصح بتجنب تناول الصمغ العربي للحمل.

 

اقرأي ايضًا:

هل الفيلر مُضر بالحامل؟

هل الحناء تضر الحامل في الشهور الأولى؟

هل القهوة مضرة بالحامل؟

هل المشروبات الغازية مضرة للحامل؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على