` `

هل الكركم يرفع الضغط؟

صحة
12 أكتوبر 2020
هل الكركم يرفع الضغط؟
هناك الكثير من الدراسات التي تؤكد فوائد الكركم لعلاج ارتفاع ضغط الدم (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

يعتَبر الكُركُم أحد التوابل الأكثر استخدامًا في المطابخ العالمية، إلى جانب كونه أيضًا غنيًا بمضادات الأكسدة. وبينما يزيد عدد المُصابين بارتفاع ضغط الدم في العالم على واحد من بين كل 5 بالغين، وهو ما يتسبّب في نحو نصف جميع الوفيات الناجمة عن السكتات الدماغية وأمراض القلب، تزداد الحاجة لإجابات دقيقة حول تأثير النظام الغذائي ومكوناته على ضغط الدم، فهل الكركم يرفع الضغط؟ وما هي أبرز فوائد الكُركُم؟

 

ما هو الكُركُم؟

نظرًا لكونه كالعديد من التوابل، فإن للكُركُم تاريخٌ طويلٌ من الاستخدام في الطب التقليدي، حيث يُستخرج الكُركُم بشكل أساسي من جذور نبات مُزهر، ينتشر في الهند وإندونيسيا ويعرف علميًا باسم كركوما لونجا (Curcuma longa). يتكون الكُركُم بشكل أساسي من الكربوهيدرات، ومعظمها من النشا والألياف. وبالإضافة إلى ذلك، مثله مثل جميع التوابل، يحتوي الكُركُم على العديد من المركبات النباتية والعناصر الغذائية، وهذه المساحيق غنية بالكُركُمينويدات (Curcuminoids)، وهي المركبات المسؤولة عن اللون البرتقالي المائل للأصفر المميز للكركم.

الكركم عنصر أساسي في الكاري الهندي، ويُوصف طعمه بالحار والمُر بعض الشيء. ومن أكثر أنواع الكركمينويد التي تمت دراستها على نطاق واسع هو الكُركُمين، والذي قد يشكل حوالي 3٪ من الكُركُم، بالإضافة إلى ذلك، تحتوي مساحيق الكركم أو الكركمين التجارية عادةً على مواد مضافة، وتشمل هذه المواد ثاني أكسيد السيليكون، وهو عامل مضاد للتكتل يمنع تكتّل حبيبات الكركم مع بعضها.

 

ما هو الكُركُمين (Curcumin)؟

يعتبر الكُركُمين المُكوّن النّشط الأساسي في الكُركُم، والذي يُعطي التوابل لونها الأصفر أو البرتقالي المميز. وفي الواقع، يمكنك الاعتماد على الكُركُمين كمُركب مسؤول عن معظم الفوائد الصحية المُحتملة للكُركُم، فالكُركُمين هو أحد مضادات الأكسدة الطبيعية التي لها فوائد مضادة للالتهابات، بالإضافة إلى الفوائد المحتملة المتعلقة بإبطاء عملية الشيخوخة والوقاية من مرض الزهايمر واحتمال الإصابة بالاكتئاب.

 

هل الكركم يرفع الضغط؟

يرتبط ارتفاع ضغط الدم ارتباطًا وثيقًا بوظيفة البطانة التي تتحكم في انقباض واسترخاء الأوعية الدموية والقلب، وقد أظهرت الدراسات أن مضادات الأكسدة كالكركمين قادرة على استعادة التوازن البطاني. على سبيل المثال، ذكرت دراسة على مرض السكري أنّ الذين تناولوا 150 ملغم من الكركمين مرتين يوميًا لمدة 8 أسابيع، اكتشفوا أن الكُركمين يقلل من وجود السيتوكينات الالتهابية ويقلل من الإجهاد التأكسدي، ووجدت دراسة أخرى أن الكركم قد يحسن تدهور الجهاز البطاني الناجم عن الشيخوخة، ويثبّت ضغط الدم لدى النساء بعد انقطاع الطمث، وحتى أنّ البالغين الأصحاء أظهروا تحسناً في وظيفة البطانة عند تناول 200 ملغ من الكركمين يوميًا. كما أنّ هناك الكثير من الدراسات التي تؤكد فوائد الكركم لعلاج ارتفاع ضغط الدم، حيث تتراوح الجُرعات المستخدمة في الدراسات من 66 ملغم من الكركمين يوميًا إلى 2000 ملغم يوميًا، وكانت جميعها مفيدة. لكن الجرعة الجيدة من حبوب الكُركُم هي من حبة إلى 3 حبات يوميًا، حيث تقدم معظم حبوب الكركم من 200 ملغم إلى 500 ملغم من الكركمين، والتي يبدو أنها جرعة جيدة من الكركمين لعلاج ارتفاع ضغط الدم.

 

فوائد الكُركُم

على الرغم من أنّ الكُركُم يستخدم كصبغة توابل وطعام، مما يضيف نكهةً ولونًا للطعام والتوابل، لكن تم استهلاكه أيضًا لفوائده الصحية، وكلها تُعزى إلى الكُركمين، ذلك المكون النشط الرئيسي، فمُكمّلات الكركمين التي يمكن اعتبارها فوائد الكركم تتلخص بالتالي:

  1. انخفاض الالتهاب

الكركمين مضاد قوي للالتهابات، وفي الواقع، إنه قوي جدًا لدرجة أنه يُضاهي فعالية بعض الأدوية المضادة للالتهابات دون آثار جانبية تُذكر، حيث إنه يحجب NF-kB، وهو جزيء ينتقل إلى نوى الخلايا ويقوم بالاتحاد مع الجينات المرتبطة بالالتهاب، ويُعتقد أن NF-kB يلعب دورًا رئيسيًا في العديد من الأمراض. ودون الخوض في التفاصيل، فإن الأبحاث أثبتت أنّ الكركمين مادة نشطة بيولوجيًا تحارب الالتهاب على المستوى الجزيئي.

  1. مضادات الأكسدة المحسنة

يُعتقد أن الضرر التأكسدي هو أحد الآليات الكامنة وراء الشيخوخة والعديد من الأمراض، ويعود السبب الرئيسي لفائدة مضادات الأكسدة هو أنها تحمي جسمك من الجذور الحرة، والكركمين هو أحد مضادات الأكسدة القوية التي يمكن أن تحيّد الجذور الحرة بسبب تركيبتها الكيميائية. بالإضافة إلى ذلك، يعزز الكركمين نشاط إنزيمات الجسم المضادة للأكسدة، وبهذه الطريقة، يقدم الكركمين لكمة واحدة أو اثنتين ضد الجذور الحرة، حيث إنه يمنعها مباشرة، ثم يحفز دفاعات الجسم المضادة للأكسدة.

  1. تحسين وظيفة الأوعية الدموية

تشير الدراسات إلى أن مكملات الكركمين قد تعزز تمدد الأوعية الدموية، وتزيد من تدفق الدم وتقلل من ضغطه.

  1. تقليل مخاطر النوبات القلبية

قد تقلل الكركمينويدات أيضًا من خطر الإصابة بالنوبات القلبية، ربما من خلال آثارها المضادة للالتهابات.

 

أعراض فرط استعمال الكُركُم

بالرغم من الفوائد الصحية الجمّة للكُركُم، إلا أنّه بفرط استخدامه بكميات كبيرة، قد تعاني نسبة صغيرة من الأشخاص من بعض الآثار الجانبية الخفيفة، وقد تشمل هذه الآثار:

  1. مشاكل في الجهاز الهضمي

 قد يعاني الناس من مشاكل هضمية خفيفة مثل الانتفاخ وارتجاع الحمض وانتفاخ البطن والإسهال إذا تم استهلاك الكركم بجرعات يومية تزيد عن 1000 ملغم.

  1. الصداع والغثيان

قد تسبب الجرعات التي تبلغ 450 ملغم  من الكركم أو أكثر صداعًا وغثيانًا لدى عدد قليل من الأشخاص.

  1. الطفح الجلدي

فقد أبلغ العديد من الأشخاص عن ظهور طفح جلدي بعد تناول جرعة 8000 ملغم من الكركمين أو أكثر، ولكن يبدو أن هذا الأثر هو أحد الآثار النادرة جدًا.

 

ما الكمية المناسبة لتناول الكُركُم؟

لا توجد توصيات رسمية لتناول الكركم، ولم يتم تحديد الحد الأقصى المسموح به منه. ومع ذلك، كقاعدة عامة، يجب ألا تتجاوز توصيات الجرعة التي تجدها على ملصقات التوابل. ومن ناحية أخرى، هناك بعض الإرشادات الرسمية لتناول الكركمين، فقد حددت لجنة الخبراء المشتركة بين منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية بشأن المضافات الغذائية (JECFA)، المدخول الغذائي المقبول من الكركم على أنه 3 ملغم لكل كيلوغرام من وزن الجسم يوميًا، فبالنسبة لرجل يبلغ وزنه 80 كغم، فإن هذا يُترجم إلى 240 ملغم من الكركم يوميًا.

 

هل الكركم يخفض السكر؟

هذا صحيح، الكركم يخفض السكر بالفعل. فقد توصل علماء وباحثون إلى عدد كبير من فوائد الكركم، من بينها أن الكركم يخفض السكر في الدم. ويعتبر ارتفاع السكر في الدم أحد النتائج المباشرة المترتبة على الإصابة بمرض السكر بأنواعه المختلفة. هذا بالإضافة إلى عدد من المضاعفات الأخرى طويلة المدى. 

يُعتبر الكركم من النباتات الواعدة من الناحية الطبية، ولا يُعتبر استخدام الكركم للأغراض الطبية أمرًا محصورًا بالطب التقليدي فقط. فقد تم إجراء العديد من الدراسات العلمية التي تهدف إلى اكتشاف أهمية وفوائد الكركم الطبية، من أجل الاستفادة منه في نطاق الطب الحديث، وقد اتضح أن للكركم مجموعة من التأثيرات الإيجابية فيما يخص مرض السكر، من بينها أن الكركم يخفض السكر في الدم، لكنها ليست الفائدة الوحيدة التي يُمكن أن يقدمها الكركم لمرضى السكر.

قام العلماء بإجراء مراجعة لمجموعة من الدراسات التي تناولت الكركم والنتائج التي توصلت إليها تلك الدراسات، بهدف الربط بينها، وإيضاح تأثير الكركم على مرض السكر تحديدًا. فيما يلي تلخيص لأهم النتائج التي توصل إليها العلماء من خلال تلك المراجعة:

  • الكركم يخفض السكر: ارتفاع السكر في الدم هو النتيجة الرئيسية لمرض السكر في حال لم يَكُن المرض تحت السيطرة. وبشكل رئيسي، يحدث ارتفاع السكر إذا كان إنتاج الجسم من الأنسولين غير كافٍ، أو إذا كان هُناك كمية كافية من الأنسولين إلا أن الجسم غير قادر على توظيفها بالشكل المطلوب. وتُشير نتائج الدراسة المذكورة أعلاه إلى أن الكركم يخفض السكر، بالرغم من أنه لا زال هُناك حاجة لإجراء المزيد من الدراسات والأبحاث في هذا المجال.
  • الكركم يخفض الدهون: ارتفاع الدهون في الدم هو أحد الحالات الطبية المُرتبطة بمرض السكر، حيث يُعتبر الأشخاص المُصابون بالسكر أكثر عُرضةً للإصابة بارتفاع الدهون في الدم. ومن المعروف أن ارتفاع الدهون في الدم بدوره مُرتبط بعدد من الأمراض الخطيرة مثل أمراض القلب والشرايين والجلطات. وقد تبين أن الكركم يُمكن أن يعمل على خفض الدهون في الدم.
  • الكركم يُكافح مقاومة الأنسولين: يُشير مُصطلح مقاومة الأنسولين إلى حالة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بمرض السكري وكذلك بارتفاع السكر في الدم. والذي يحدث عند الإصابة بمقاومة الأنسولين هو أن البنكرياس يقوم بمهمته فعلًا وهي إنتاج الأنسولين، إلاّ أن الخلايا تكون غير قادرة على استخدام ذلك الأنسولين من أجل تحويل الجلوكوز الموجود في الدم إلى طاقة. وقد اتضح أن الكركم يخفض السكر كما أنه يكافح مقاومة الأنسولين، مما يعني أن الكركم يمكن استخدامه للسيطرة على مرض السكر والمضاعفات الناتجة عنه.

إضافةً إلى ما سبق، يُمكن للكركم أن يُعطي نتائج إيجابية للسيطرة على عدد من المُضاعفات الأخرى لمرض السكر والتي يُمكن أن تحدث على المدى البعيد، مثل اعتلال الكلية (Nephropathy) وكذلك اعتلال الشبكية السكري، وهو أحد أمراض شبكية العين الذي ينتج عن الإصابة بمرض السكري.
 

هل السكر يخفض الضغط؟

قد يظن البعض أن السكر يخفض الضغط، وذلك على الأرجح بسبب ارتباط الملح بارتفاع ضغط الدم. إلاّ أن الإجابة هي لا، لا يُمكن القول أن السكر يخفض الضغط، بل على العكس تمامًا، يُمكن أن يؤدي تناول السكر إلى ارتفاع الضغط، وذلك بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر.

فيما يخص التأثير المباشر لتناول السكر على ضغط الدم، تُشير دراسة حديثة نسبيًا إلى أن تناول السكر المُضاف، أي السكر الأبيض بالإضافة إلى الأطعمة المُصنعة التي تحتوي على السكر، يؤدي إلى ارتفاع فوري في ضغط الدم. وذلك لأن تناول السكر يُجبر الجسم على إفراز الأنسولين كرد فعل طبيعي لإتمام عملية التمثيل الغذائي للسكر وتحويله إلى جلوكوز. وإفراز الأنسولين بدوره يُؤدي إلى استثارة الجهاز العصبي الودي (Sympathetic nervous system)، وتظهر هذه الاستثارة على الجسم من خلال أمرين اثنين هُما ارتفاع معدل ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم.

يُشير القائمون على تلك الدراسة أيضًا إلى أن تناول السكر يؤدي إلى تراجع حساسية المُستقبلات العصبية المسؤولة عن عملية تنظيم ضغط الدم، وهي حقائق تنفي بشكلٍ قاطع الاعتقاد القائل بأن السكر يخفض الضغط.

أما بالنسبة للتأثير غير المباشر، فقد ثَبت علميًا أن تناول الأطعمة الغنية بالسكر المُضاف يُعد من أهم العوامل التي تُؤدي إلى مجموعة من الأمراض والمشاكل الصحية ومنها:

  • مقاومة الأنسولين، والتي تم توضيحها باختصار سابقًا.
  • الإصابة بالسمنة.
  • ارتفاع الدهون الثلاثية في الدم.
  • ارتفاع الكوليسترول في الدم.
  • ارتفاع ضغط الدم. 

ولعل من أهم الملاحظات التي حَرِص القائمون على تلك الدراسة على تسجيلها، هو أن تأثير السكر على ضغط الدم، والمقصود بالطبع ارتفاع ضغط الدم، قد يكون أسوأ من تأثير الملح على الضغط. كما طالبوا بتعديل الدليل الغذائي الخاص بتناول السكر والسكر المُضاف بما يتوافق مع نتائج تلك الدراسة، وأشاروا أيضًا إلى أنه يُمكن اعتبار النظر إلى الملح على أنه عامل الخطر الأول لارتفاع الضغط كمعلومات خاطئة يجب تعديلها في المستقبل.

يُشار إلى أنه من الناحية العلمية والطبية، يُمكن للسكر أن يخفض الضغط ولكن المقصود هُنا ليس الاعتقاد الخاطئ الذي تم توضيحه في هذه الفقرة من المقال، وإنما المقصود أنه في بعض حالات الإصابة بمرض السكر، قد يحدث انخفاض ضغط الدم كأحد مُضاعفات الإصابة. أي بعبارة أخرى، يمكن لمرض السكر أن يتسبب في انخفاض الضغط بشكل مرضي (Hypotension) وليس خفض ضغط الدم المرتفع.

تعرف/ي أكثر على مرض ضغط الدم وبعض الطرق الطبيعية التي تٌساعد في خفض الضغط في مقال مسبار هل الزنجبيل يرفع الضغط؟

مما سبق يتضح أن الاعتقاد بأن السكر يخفض الضغط ليس اعتقادًا خاطئًا تمامًا فحسب، بل وخطير أيضًا، وذلك في حال أقدم أحد المرضى المصابون بارتفاع الضغط على تناول السكر الأبيض بكثرة، أو الأطعمة والمشروبات الغنية بالسكر المُضاف، ظنًا منه أن السكر يخفض الضغط ويساعد على علاج مرضه.

 

هل الفول السوداني يرفع الضغط؟

في الحقيقة لا يُمكن القول أن الفول السوداني يرفع الضغط بالمطلق. ويكاد يكون الاعتقاد بأن الفول السوداني يرفع الضغط مُخالف تمامًا للواقع. وفي نفس الوقت، قد يتسبب الفول السوداني برفع الضغط ولكن بشكل غير مُباشر. ولعلّ تأثير الفول السوداني على الضغط يُعد من بين الحقائق المُحيرة بعض الشيء حول الفول السوداني، لكنه ليس الالتباس الوحيد حول الفول السوداني. فمثلًا، يُنظر للفول السوداني على أنه أحد أنواع المُكسرات، بينما يُصنف الفول السوداني من الناحية العلمية ضمت فصيلة البقوليات. 

لكن هل حقًا الفول السوداني يرفع الضغط؟ بشكلٍ عام يمكن القول أن الإجابة هي لا. وذلك استنادًا إلى عدد من الأبحاث التي تم إجراؤها حول الفول السوداني، وما يحتويه من عناصر غذائية. فيما يلي بعض الحقائق الغذائية والمُحتوى الغذائي في 100 غرام من الفول السوداني:

  • السعرات الحرارية: 567 سعر حراري.
  • البروتين: 25.8 غرام.
  • الدهون: 49.2 غرام.
  • الألياف الغذائية: 8.5 غرام.
  • الكربوهيدرات: 16.1 غرام.
  • السُكريات: 4.7 غرام.

بالإضافة إلى عدد من المعادن والفيتامينات مثل والنحاس والمنجنيز والفسفور والمغنيسيوم، وكذلك فيتامين B1 وفيتامين B3 وفيتامين E. 

المُحتوى العالي من البروتينات، وكذلك الدهون الصحية في الفول السوداني، والمُغذيات الصغرى أي الفيتامينات والمعادن، تجعل الفول السوداني من الأطعمة الصحية فيما يخص صحة القلب. كما أنه يحتوي على الحمض الأميني الأرجينين، الذي يُساعد في الحفاظ على مُرونة الأوعية الدموية، مما يعني أنه يُمكن أن يُساهم في الوقاية من أمراض القلب والشرايين بما في ذلك الوقاية من الضغط.

كما يُشير مقال نُشر على الموقع الرسمي لمنشورات هارفرد الطبية إلى أن الفول السوداني يُمكن أن يُقدم للجسم نفس الفوائد الصحية التي تُقدمها المكسرات الأغلى سعرًا مثل اللوز والجوز، وذلك استنادًا إلى دراسة وجد القائمون عليها أن الذين يتناولون الفول السوداني أقل عُرضة للوفاة بسبب أمراض القلب.

 

لماذا قد يعتقد البعض أن الفول السوداني يرفع الضغط؟

يُمكن القول أن السبب وراء الاعتقاد القائل بأن الفول السوداني يرفع الضغط يرجع إلى التأثير غير المُباشر للفول السوداني على ضغط الدم. الفول السوداني يحتوي على كمية كبيرة من السعرات الحرارية، مما يعني أن تناول كميات كبيرة من الفول السوداني قد يؤدي إلى زيادة الوزن. ومن المعروف أن الإصابة بالسمنة ترفع احتمال الإصابة بأمراض القلب والشرايين ومن بينها ارتفاع ضغط الدم، لذا يُنصح بتناول كمية محدودة من الفول السوداني يوميًا، حوالي أربعين غرام فقط، وهي كمية كافية للحصول على فوائد الفول السوداني دون التعرض لأضرار الإفراط في تناوله. أمر آخر قد يجعل الفول السوداني يرفع الضغط هو أنه عادةً ما يتم إضافة الملح للفول السوداني، لذا يُنصح أيضًا بتناول الفول السوداني غير المُملح لتفادي أي كمية إضافية من الملح والتي قد يحملها الفول السوداني إلى داخل الجسم.

 

هل التوابل ترفع الضغط؟

القول بأن التوابل ترفع الضغط بالمطلق يُعتبر أمرًا غير دقيق، كما أن القول بأن التوابل لا ترفع الضغط بالمطلق أيضًا إجابة غير دقيقة عند السؤال عمّا إذا كانت التوابل ترفع الضغط. فكلمة توابل كلمة عامة واسعة الدلالة، تشمل الكثير من أنواع البهارات والأعشاب المُجففة التي تُستخدم لإضفاء نكهة مميزة للطعام. والحقيقة أن تأثير التوابل والبهارات على الضغط يختلف من نوع لآخر. لذا يُمكن إجابة هذا السؤال بشكل علمي دقيق على النحو التالي:

نعم بعض أنواع التوابل ترفع الضغط، بينما يوجد أنواع أخرى من التوابل لا ترفع الضغط. كما أن هُناك أنواع من التوابل والبهارات يُمكن أن تُساهم في خفض الضغط. أغلب أنواع التوابل والبهارات ذات أصل نباتي، أي أنها يتم تصنيعها من أجزاء مختلفة من مجموعة متنوعة من النباتات. على سبيل المثال لا الحصر، يتم تجفيف الثوم وطحنه ليتم استخدامه في صورة مسحوق ناعم كأحد أنواع التوابل. وينطبق هذا الأمر أيضًا على الزنجبيل وغيرهما من النباتات التي يتم استخدامها في صورة توابل أو بهارات وليس فقط في صورتها الأصلية. القائمة التالية تُوضح التأثير المختلف لعدد من التوابل والبهارات على ضغط الدم:

  • الملح: يُعتبر الملح ضمن أحد أنواع البهارات، كما أنه أحد المكونات الرئيسية للكثير من خلطات التوابل والصلصات. ومن المعروف أن تناول الملح وخاصةً بكميات كبيرة يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، كما أنه يؤدي إلى احتباس السوائل في الجسم. 
  • الفلفل الحار: تم إجراء دراسة في الصين حول تأثير تناول الفلفل الحار على ضغط الدم. وقد تبين أن تناول الفلفل الحار بشكل يومي، يمكن أن يؤدي إلى خفض ضغط الدم، وبالتالي المساعدة على السيطرة على مرض الضغط لدى الأشخاص المُصابين به. حيث يحتوي الفلفل الحار على مُركب كيميائي يُسمى الكابسيسين، وهو المُركب المسؤول عن الطعم الحار للفلفل، كما أنه يُؤدى إلى ارتخاء أو انبساط الأوعية الدموية، مما يعني المساهمة في خفض الضغط. يُشار إلى أن هذه الدراسة تم إجراؤها على فئران مُصابة بضغط الدم الوراثي، ولا تزال نتائجها بحاجة لدراسات مكثفة على البشر من أجل تعميمها، لكنها تظل نتائج مُهمة ومبشرة لمرضى الضغط.
  • الثوم: يُعتبر خفض الضغط من بين الخصائص العلاجية الهامة للثوم، والذي يُمكن تناوله في صورته الأصلية أو إضافته للطعام كأحد أنواع التوابل، كما أنه يتم تصنيعه في صورة مُمكلات غذائية. ولعلّ أهم ما يُميز الثوم في هذا السياق هو أن تأثيره الإيجابي على ارتفاع الضغط تم تأكيده من خلال تجربته على البشر وليس فقط التجارب على الحيوانات

قد تبدو الإجابة على سؤال هل التوابل ترفع الضغط معقدة إلى حدٍ ما. إلا أنه يمكن تلخيصها في النصيحة العامة التي يُسديها الأطباء لمرضى الضغط، وهي تقليل كمية الملح، واستخدام التوابل والبهارات لتحسين نكهة الطعام، وتحديدًا يُنصح باستخدام البصل والثوم والزنجبيل، بالإضافة إلى الفلفل الحار والقرفة.

 

الكركم والضغط

هُناك رابط قوي بين الكركم والضغط تم إثباته من خلال عدد من الأبحاث والدراسات التي تناولت الكركم، من أجل اكتشاف خصائصه العلاجية، وكذلك إثبات صحة الفوائد الطبية للكركم، والتي جعلت منه أحد النباتات الهامة في الطب الشعبي أو الطب البديل. والحقيقة أنه يجب التفكير جيدًا في الرابط بين الكركم والضغط. إذ أن اعتبار الكركم مُجرد نبات يُمكن أن يؤدي إلى خفض ضغط الدم وبالتالي الإفراط في تناوله، يُمكن أن ينطوي على عدد من الآثار الجانبية التي تتفاوت في خطورتها، وخصوصًا بالنسبة للأشخاص المُصابون بمرض ارتفاع ضغط الدم.

العلاقة بين الكركم والضغط يُمكن تلخيصها في حقيقة أن الكركم يُمكن أن يعمل على خفض ضغط الدم، وتحديدًا ضغط الدم الانقباضي (Systolic blood pressure). وهو الرقم العُلوي عند كتابة ضغط الدم في صورة بسط ومقام، والذي يبلغ متوسط قيمته الطبيعية 120 mm Hg. هذه حقيقة علمية توصلت إليها مجموعة من الأبحاث، وقد تم إجراء مراجعة علمية وتحليلية لنتائج أحد عشر دراسة حول الكركم والضغط، وتوصل القائمون على تلك المراجعة إلى أن الكركم يُمكن أن يخفض ضغط الدم الانقباضي بالفعل. إلاّ أن هُناك بعض المُلاحظات حول إمكانية وكيفية استخدام الكركم للضغط العالي. 

 

كيف يُمكن استخدام الكركم للضغط العالي؟

من أهم الملاحظات التي تم تسجيلها حول إمكانية استخدام الكركم للضغط العالي هي حقيقة أن مؤشر التوافر الحيوي للكركم يُعتبر مُتدنيًا نسبيًا. والتوافر الحيوي (Oral bioavailability) هو مصطلح في علم الصيدلة والتصنيع الدوائي يُعبر عن الكمية الفعلية من جُرعة الدواء التي تصل إلى العضو المُستهدف بالعلاج، وبالتالي يستفيد المريض فعليًا منها. بعبارة أخرى، الكمية التي يستفيد الجسم منها فعليًا عند تناول الكركم للضغط العالي، تُمثل جُزءًا بسيطًا من كمية الكركم التي تم تناولها. وهو الأمر الذي يُشكل أحد العقبات أمام شركات الأدوية، فيما يخص تصنيع الكركم كدواء للضغط العالي.

بالإضافة إلى ما سبق، هناك بعض التحذيرات حول استخدام الكركم للضغط العالي سواء في صورته الطبيعية، أو في صورة مسحوق يُضاف للطعام كأحد أنواع البهارات، أو حتى في صورة مُمكلات غذائية. من بين هذه التحذيرات:

  • يُمكن للكركم أن يؤدي إلى خفض ضغط الدم، كما يُمكن أن يُؤدي إلى خفض السكر في الدم، مما يعني أن المرضى الذين يتناولون أدوية ضغط أو أدوية سكر، يجب عليهم التعامل بحذر مع الكركم، واستشارة الطبيب قبل استخدام الكركم للضغط العالي. وذلك لتفادي التداخل بين تأثير الكركم وتأثير الأدوية التي تم وصفها لهم من قبل الطبيب.
  • يُمكن للكركم أن يؤثر على عملية تجلط الدم، لذا يُنصح أيضًا باستشارة الطبيب قبل استخدام الكركم للضغط العالي في حال كان المريض سيخضع لعملية جراحية في وقتٍ قريب.
  • يُمكن للكركم أن يؤثر على طريقة عمل بعض الأدوية في الجسم، وعلى رأسها أدوية الضغط بطبيعة الحال، وقد يؤدي هذا التأثير إلى زيادة تركيز المواد الفعالة في أدوية الضغط في الدم، مما يرفع احتمال التعرض للأعراض الجانبية التي يُسببها الدواء.

بالرغم من الفوائد الطبية للكركم وخصوصًا للضغط العالي، والنتائج الإيجابية للدراسات التي تناولته، إلا أنه يجب استشارة الطبيب قبل استخدام الكركم للضغط العالي والالتزام بما يوصي به، سواء كان استخدامه بكمية قليلة أو الامتناع عن استخدامه تمامًا والاكتفاء بالأدوية الموصوفة.

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على