` `

هل القرفة مدرة للبول؟

صحة
14 أكتوبر 2020
هل القرفة مدرة للبول؟
القرفة مدر طبيعي للبول وتساعد في إفرازه وتصريفه (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

يكثر استخدام القرفة في الوطن العربي، وعلى الرغم من أن معظم الناس يستخدمونها كبهار في الطهي لرائحته الزكية ومذاقه الخاص، إلا أنّ البعض يبحث عن استخدامات القرفة طبيًا أو بتعبيرٍ أخص، كيف يمكن الاستفادة منها لبعض المشاكل الصحية. ومن هنا يعتقد البعض أن القرفة مدرّة للبول فهل هذا صحيح؟

صورة متعلقة توضيحية

 

ما هي القرفة؟

القرفة شجرة معمرة دائمة الخضرة، نمت في المناطق الاستوائية وسعت العديد من الشعوب الأصلية المختلفة إلى البحث عن استخدامات لحائها. وكما أنّ بهار القرفة من التوابل التي يتم رشها على الخبز المحمص والحليب واستخدامها في الطهي. لكن المستخلصات من اللحاء وكذلك الأوراق والزهور والفواكه وجذور شجرة القرفة قد استُخدمت أيضًا في الطب التقليدي في جميع أنحاء العالم لآلاف السنين. ويعود تاريخ القرفة إلى مصر القديمة. وكانت نادرة وقيّمة وتعتبر هدية مناسبة للملوك. وفي هذه الأيام، تُعد القرفة رخيصة الثمن ومتوفرة في كل سوبر ماركت لكونها عنصر في الأطعمة والوصفات المختلفة.

تعود رائحة ونكهة القرفة المميزة إلى الجزء الدهني الذي يحتوي على نسبة عالية جدًا من مركب سينمالدهيد

 

أنواع القرفة

تُقدر أنواع القرفة في الطبيعة بحوالي 250 نوع من النباتات التي تندرج جميعها تحت جنس القرفة، والتي تنمو في العديد من دول قارة آسيا وقارة أفريقيا، بالإضافة إلى البرازيل وأستراليا. إلا أنه من الناحية التجارية، هناك أربعة أنواع من القرفة التي يتم زراعتها لإنتاج القرفة في صورة بهار مسحوق، أو في صورة أعواد القرفة. هذه الأنواع الأربعة يُمكن تقسيمها إلى فئتين بحسب فصيلة نبتة القرفة التي تم إنتاجها منها، الفئة الأولى هي السيلون، وتمثل أحد أنواع القرفة الأربعة، في حين يتم إنتاج الأنواع التجارية الثلاثة المتبقية من فئة الكاسيا. القائمة التالية تُوضح أنواع القرفة الأربعة وأهم ما يُميز كل منها:

  • قرفة السيلون: الموطن الأصلي لهذا النوع هو سريلانكا، ويتميز بلون بُني فاتح، وعند النظر إلى أعواد قرفة السيلون يُلاحظ أنها ذات تلافيف كثيرة من الداخل، كما لو أنها رقاقة تمّ لفها على نفسها عدة مرات. وبالرغم من ضعف نكهة ورائحة هذا النوع مُقارنة بغيره من أنواع القرفة، إلاّ أنه الأغلى ثمنًا، وذلك بسبب جودة الزيوت العطرية التي تُستخرج منها، وتدني مستوى مُركب الكومارين فيه، والكومارين هو مركب يتواجد بصورة طبيعية في جميع أنواع القرفة بنسب متفاوتة من نوع لآخر، ويُمكن أن يُؤدي إلى مخاطر صحية في حال استهلاكه بكثرة، خصوًصا بالنسبة للأشخاص الذين يُعانون من مشاكل في الكبد.
  • قرفة بورماني: وتُسمى أيضًا بالقرفة الإندونيسية وهي من فئة الكاسيا، تتميز بلون بُني غامق يميل إلى اللون الأحمر، أعواد القرفة من هذا النوع أسطوانية الشكل تكاد تخلو من التلافيف في قلب كل عود، ولهذا النوع نكهة أقوى ورائحة عطرية أشد، إلاّ أن الزيت العطري المستخرج منه ذو جودة متدنية، كما يُعتبر هذا النوع أكثر انتشارًا ويتميز برخص ثمنه. لكن يجب التنبيه على أن هذا النوع من أنواع القرفة يحتوي على مستويات أعلى من مركب الكومارين.
  • القرفة الفيتنامية: تُسمى أيًضا قرفة سايجون نسبة إلى مدينة سايجون في فيتنام. تُشبه أعواد هذا النوع من القرفة أعواد القرفة الإندونيسية من ناحية الشكل واللون، إلاّ أنها من ناحية الجودة أقرب إلى قرفة السيلون، إذ تتميز القرفة الفيتنامية بتدني مستوى مُركب الكومارين، كما أن الزيت العطري المُستخرج منها يُعتبر ذو جودة متوسطة.
  • القرفة الصينية: والتي قد يُشار إليها باسم الفئة التي تتبع لها فيُقال عنها قرفة كاسيا، وهي ذات لون بُني غامق يُشبه لون القرفة الإندونيسية والفيتنامية، كما تتشابه معهم أيضًا في شكل الأعواد التي تأخذ شكلًا أسطوانيًا ذو عدد قليل من التلافيف في القلب. تُعتبر القرفة الصينية أرخص أنواع القرفة ثمنًا، وذلك لكونها أقل الأنواع جودة إذ تحتوي على مستوى عالٍ من مُركب الكومارين، و زيتها العطري هو الأقل جودة مما يجعلها غير صالحة لهذا الغرض أي كمصدر لزيت القرفة العطري.

 

هل القرفة مدرّة للبول؟

القرفة مدر طبيعي للبول وتساعد في إفرازه وتصريفه. فالقرفة مصدر غني بالألياف والكالسيوم وكذلك المنجنيز المعدني. ويمكن لمزيج الكالسيوم والألياف أن يعزز وظائف القولون. ويرتبط كل من الكالسيوم والألياف بالأملاح الصفراوية ويساعدان على التخلص منها من الجسم. كما تساعد الألياف في منع الضرر الذي قد تسببه أملاح صفراوية معينة لخلايا القولون، وبالتالي تقليل فرصة الإصابة بسرطان القولون. الألياف الغذائية مفيدة جدًا أيضًا في تخفيف أعراض متلازمة القولون العصبي والتي تشمل الإسهال والإمساك.

صورة متعلقة توضيحية

مع ذلك يجب الحذر من القرفة، ففي حين أن تناول كميات صغيرة إلى معتدلة يعد آمنًا، إلا أن تناول الكثير من الطعام الذي يحتوي على القرفة قد يسبب آثارًا جانبية. هذا ينطبق في الغالب على كاسيا أو القرفة "العادية" لأنها تحتوي على كميات عالية من الكومارين، والتي تم ربطها بحالات مثل تلف الكبد والسرطان. من ناحية أخرى، تحتوي القرفة السيلانية أو القرفة "الحقيقية" فقط على كميات ضئيلة من الكومارين.

 

فوائد صحية أخرى للقرفة

  • القرفة مليئة بمضادات الأكسدة:

تحتوي القرفة على كميات كبيرة من مضادات الأكسدة شديدة الفاعلية من مادة البوليفينول.

  • مضادة للالتهابات

مضادات الأكسدة الموجودة في القرفة لها تأثيرات مضادة للالتهابات، مما قد يساعد في تقليل خطر الإصابة بالأمراض

  • القرفة تخفض مستويات السكر في الدم

لقد ثبت أن القرفة تقلل من مستويات السكر في الدم أثناء الصيام أو الحمية، ولها تأثير قوي مضاد لمرض السكري عند 1-6 جرام أو 0.5-2 ملاعق صغيرة يوميًا.

  • القرفة قد تقي من السرطان

تمت دراسة القرفة على نطاق واسع لاستخدامها والذي يحتمل أنها تقي من السرطان. لكن الدليل يقتصر على دراسات أجريت في أنابيب الاختبار وعلى الحيوانات. تعمل القرفة عن طريق الحد من نمو الخلايا السرطانية وتكوين الأوعية الدموية في الأورام،  ويبدو أنها سامة للخلايا السرطانية، مما يتسبب في موت الخلايا.

كما كشفت دراسة أجريت على الفئران المصابة بسرطان القولون أن القرفة منشط فعال لإنزيمات إزالة السموم من القولون، مما يحمي من نمو السرطان بشكل أكبر.

  • الفرقة للمساج

للاستفادة الكبيرة والمركزة من القرفة وفوائدها للجهاز المناعي والجهاز الهضمي والجهاز التنفسي والجهاز البولي التناسلي، ينصح دائمًا بتخفيف الزيت العطري بزيت نباتي قبل وضعه أو تدليكه على البطن (اضطرابات الجهاز الهضمي)، أو على العمود الفقري والقدم أو قوس القدم. يمكن أيضًا معالجة الثآليل أيضًا عن طريق وضع زيت عطري نقي مباشرة على الثؤلول دون لمس الجلد السليم المحيط به.

صورة متعلقة توضيحية

ينصح باستخدام القرفة السيلانية

ليست كل أنواع القرفة متساوية، يحتوي صنف كاسيا على كميات كبيرة من مركب يسمى الكومارين، والذي يعتقد أنه ضار بجرعات كبيرة. تحتوي جميع أنواع القرفة على فوائد صحية، ولكن قد تسبب كاسيا مشاكل في الجرعات الكبيرة بسبب محتوى الكومارين.

ومن جهة أخرى تعتبر قرفة سيلان (الحقيقية) أفضل بكثير في هذا الصدد، وتظهر الدراسات أنها تحتوي الكومارين بدرجات أقل بكثير من صنف كاسيا. وقد تكون هذه مشكلة لأن أغلب المحلات تبيع أنواع رخيصة من القرفة لعدم قدرة المشترين على التفريق.

 

هل الزنجبيل مدر للبول؟

في الحقيقة هُناك مقدار من التضارب في المعلومات حول إذا ما كان الزنجبيل مدر للبول أم لا. فمن ناحية، هُناك مصادر تذكر أن الزنجبيل مُدر للبول ضمن قائمة تشمل أنواع أخرى من النباتات والأعشاب التي يُمكن اعتبارها مُدرات طبيعية للبول، ومن ناحية أخرى هُناك مصادر أخرى لا تذكر أن الزنجبيل مدر طبيعي للبول، أو أن إدرار البول من بين فوائد الزنجبيل. القائمة التالية توضح مجموعة من المعلومات المُتعلقة بهذا الأمر، والتي يُمكن من خلالها التوصل لإجابة صحيحة لهذا السؤال:

  • في قائمة شملت الليمون والثوم والبصل، تذكر الطبيبة جوليا زومبانو وهي أخصائية تغذية أن الزنجبيل مدر للبول، وتنصح بإدخاله ضمن نظام غذائي صحي ومتوازن، لكنها تعود وتؤكد أهمية تجنب تناول أي حبوب تدر البول أو مكملات غذائية مركزة مدرة للبول دون استشارة الطبيب. وتُشير أيضًا إلى حقيقة أن المُمكلات الغذائية لا تخضع للدراسة والرقابة كالأدوية الحقيقية، وبالتالي يصعب تحديد الجرعة المناسبة منها، ويصعب أيضًا التأكد من فوائدها، بالإضافة إلى احتمال حدوث تداخل دوائي بينها وبين أدوية أخرى يتناولها المريض.
  • في أحد الكتب الطبية الخاصة بالتداوي بالأعشاب، يتناول الفصل السابع والذي يحمل عنوان "الزنجبيل المُذهل العظيم" فوائد الزنجبيل الطبية وإمكانية استغلاله في علاج عدد من الأمراض، من بين تلك الفوائد كفاءة الزنجبيل كمضاد للأكسدة ومضاد للالتهاب وغيرها، لكن لم يذكر مؤلفو ذلك الكتاب أن الزنجبيل مدر للبول.
  • تم إجراء دراسة أخرى تحمل عنوان "الأدوية العشبية كمُدرات للبول: مراجعة للأدلة العلمية" وفي هذه الدراسة قام العلماء بمراجعة العديد من الدراسات الأخرى بهدف التحقق من كفاءة عمل العديد من النباتات والأعشاب في حال استخدامها كمدر للبول، وتوصلوا إلى نتيجة مفادها أن الأعشاب والنباتات التي يُمكن فعلًا أن تُستخدم لإدرار البول تشمل الشومر والكركديه والبقدونس وغيرها، دون أن تشمل تلك القائمة الزنجبيل.

يُمكن الاطلاع على فوائد الزنجبيل وتفاصيل أكثر حولها من خلال مقال مسبار هل الزنجبيل مضر بالحامل؟

مما سبق يُمكن القول أن الإجابة هي لا، لا يُمكن اعتبار الزنجبيل مُدر للبول. وحتى إذا كان إدرار البول هو أحد الفوائد الطبية للزنجبيل بالفعل، فمن الواضح أنها ليست الفائدة الرئيسية أو أنها ليست من بين أهم فوائد الزنجبيل الطبية. ويُمكن القول أيضًا استنادًا إلى نتائج الدراسة المُشار إليها أعلاه، أن هُناك نباتات وأعشاب أخرى أقوى وتعمل بكفاءة أكبر كمُدر للبول.

ختامًا من الضروري التذكير بأن أدوية إدرار البول تُستخدم في الكثير من الحالات، كجزء من خطة علاجية لأمراض خطيرة، مثل أمراض القلب والكلى والكبد وكذلك ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع ضغط العين الناتج عن الجلوكوما، مما يعني ضرورة مراجعة الطبيب وتلقي العلاج الملائم، وعدم محاولة علاج مثل هذه الحالات منزليًا بوصفات الطب البديل.

 

أغذية أخرى مدرّة للبول

  • البطيخ: يحتوي على 92٪ من الماء ونسبة عالية من البوتاسيوم، لذلك له خصائص مدرة للبول. فهو يحتوي على الحمض الأميني سيترولين، الذي يريح الأوعية الدموية ويمنع السوائل من التسرب إلى الأنسجة المجاورة، وبالتالي يقلل من احتباس الماء.
  • البقدونس: يقلل البقدونس من إعادة امتصاص أملاح الصوديوم والبوتاسيوم في الكلى. ويؤدي هذا إلى زيادة البول، مما يساعد على تقليل الانتفاخ.
  • الثوم: يساعد الثوم على درّ البول، كما أنه يعمل كمضاد أكسدة قوي ويساهم في تكسير الدهون.
  • الخيار: يحتوي الخيار على الكبريت والسليكون، مما يزيد من التبول عن طريق تحفيز الكلى على إزالة حمض البوليك بشكل أفضل فهو يحتوي الخيار على الماء والبوتاسيوم ويحتوي على نسبة منخفضة من الصوديوم.
  • التوت البري: التوت البري مفيد بشكل خاص لإزالة السوائل دون القضاء على البوتاسيوم.

 

حبوب تدر البول

هناك العديد من أنواع الحبوب التي تدر البول والتي يُمكن تقسيمها إلى فئتين رئيسيتين، وهما فئة الأدوية الموصوفة التي لا يُمكن الحصول عليها دون وصفة طبية، وفئة المُكملات، أي أنها حبوب تُدر البول لكنها تُصنف كمكملات غذائية وبالتالي يُمكن شراؤها دون وصفة. يتم تقسيم فئة الأدوية الموصوفة إلى عدة أنواع بناءً على طريقة عمل كل نوع وتأثيره على الكلى، هذه الأنواع هي:

  • مُدرات البول العروية (Loop diuretics): يعمل هذا النوع من خلال التأثير على جزء من أجزاء الكلى الداخلية يُسمى التواء هينلي، بالشكل الذي يؤدي إلى تقليل أو منع عملية إعادة امتصاص أملاح الصوديوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم، مما يؤدي إلى طرد كمية أكبر من هذه الأملاح مع كمية أكبر من الماء خارج الجسم عن طريق التبول. وتُستخدم هذه الحبوب لِتدر البول بشكل أكبر والتخلص من كميات الماء الفائضة في الجسم في حالات الإصابة بالوذمة أو الاستسقاء، أي احتباس الماء في الجسم، والذي يحدث عادةً كأحد أعراض فشل القلب وتليف الكبد والفشل الكلوي. كما يُمكن أن تُوصف من قبل الطبيب لعلاج ارتفاع ضغط الدم.
  • الثيازايد (Thiazide diuretics): يعمل هذا النوع من خلال التأثير على جزء مختلف من أجزاء الكلى، كما أنه يؤدي بشكل رئيسي إلى منع إعادة امتصاص الصوديوم دون غيره من الأملاح، مما يؤدي إلى طرد كمية أكبر من الماء عن طريق البول. وكنتيجة لذلك يتمكن الجسم من التخلص من الكميات الفائضة من السائل الخارج خلوي، وكذلك التقليل من كمية بلازما الدم. لذا تُعتبر أدوية الثيازيد النوع المُفضل لعلاج ارتفاع ضغط الدم.
  • مدرات البول المستبقية للبوتاسيوم: يُسمى هذا النوع من الحبوب المُدرة للبول نسبةً إلى قدرته على تحفيز التخلص من الصوديوم والماء، وفي نفس الوقت المحافظة على أملاح البوتاسيوم دون طردها من الجسم مع البول. إلا أن مفعول الأدوية من هذا النوع  كحبوب تدر البول ضعيف نسبيًا، لذا يُمكن أن يقوم الطبيب بوصفه إلى جانب نوع آخر من مُدرات البول.
  • مُثبطات الكربو انهيدراز: الكربو انهيدراز هو إنزيم يُحفز سلسلة من التفاعلات تنتهي بإنتاج أملاح البيكربونات، ومن خلال تثبيط عمل هذا الإنزيم تتمكن الكليتين من التخلص من كمية أكبر من أملاح البيكربونات وأملاح الصوديوم وأملاح البوتاسيوم. تأثير هذا النوع كحبوب تدر البول أيضًا ضعيف، لذا يُستخدم كعلاج لارتفاع ضغط العين المُصاحب للجلوكوما أو أي مرض آخر يُصيب العين ويؤدي لارتفاع ضغط العين.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل القرفة ترفع الضغط؟

هل الزنجبيل يرفع الضغط؟

هل الكركم يرفع الضغط؟

هل الليمون يرفع الضغط؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على