` `

هل مصر مذكورة في القرآن؟

روحانيات ودين
4 نوفمبر 2020
هل مصر مذكورة في القرآن؟
خمس مرات منها ذُكرت مصر في القرآن باللفظ الصريح، أما باقي المرات بالإيماء والتعريض (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

تُعتبر مصر إحدى الدول العربية التي تحتل مكانة عريقة منذ القدم، قدّمت للعالم العربي حضارةً مميزة، وقصصاً محفوفةً بالذاكرة وثقافةً أصيلة نشأت وتطورت ومازالت تصنع مجدها حتى هذه اللحظة.

في هذا المقال، سيتم التحدث عن دولة مصر، وعن أصل تسميتها، والإجابة على سؤال: هل مصر مذكورة في القرآن؟ كما سيتم ذكر مواضع ذكر كلمة مصر باللفظ الصريح في القرآن الكريم. والتحدث عن مصر في القرآن الكريم. بالإضافة إلى المكانة الدينية لدولة مصر.

مصر

هي دولة عربية تقع شمال شرق قارة أفريقيا، كما يوجد لديها امتداد في قارة آسيا. وهي دولة عابرة للقارات، إذ تشترك حدودها مع سبع دول. كما تُعتبر أحد الدول ذات الكثافة السكّانية العالية، إذ يبلُغ عدد سكّانها 102,828,135 نسمة بحسب بيانات الأمم المتحدة للتعداد السكاني لعام 2020، ويتركّزون في 8% فقط من مساحتها الشاسعة، معظمهم على مناطق دلتا والنيل لأسباب تتعلّق بخصوبة التربة ووفرة المياه، كما يعيش جزء آخر في المدن المعروفة كالقاهرة والإسكندرية والجيزة. وتنخفض الكثافة السكّانية في المناطق الصحراوية التي تندر فيها امكانيات العيش.

 

أصل تسمية مصر

اختلف العلماء في تحديد أصل تسمية مصر، فمنهم من قال بأنّها كلمة ذات أصول عربية بمعنى قُطر، وجمعها أمصار. وجزء قال بأنّ أصل كلمة مصر من اللغة المصرية القديمة من كلمتي (مجر) أو (مشر) مع استبدال حرفي الجيم والشين بحرف الصاد لتكون أسهل بالنطق، وهي كلمة بمعنى الحصن وذلك كون مصر دولة ذات حدود منيعة وحصينة.

وقيل بأن كلمة مصر جاءت على تسمية ثلاثة أشخاص، وهم:

  • مصريم بن مركائيل بن دواييل بن غرياب بن آدم، مصر الأول.
  • مصرام بن نقراوش الجبار بن مصريم، مصر الثاني.
  • مصر بن بيصر بن حام بن نوح، مصر الثالث.

 

هل مصر مذكورة في القرآن؟

صحيح، لقد تم ذكر كلمة مصر أكثر من ثلاثين مرة في القرآن الكريم، خمس مرات منها ذُكرت مصر في القرآن باللفظ الصريح، أما باقي المرات بالإيماء والتعريض. هذا وإن دلَّ على شيء، فهو يدل على مكانة هذه الدولة التي خصصها الله عز وجل من بين جموع البلدان لتكون بين سطور وكلمات كتاب الله الموقر (القرآن الكريم).

 

مواضع ذكر مصر باللفظ الصريح في القرآن الكريم

لقد تم ذكر مصر في القرآن الكريم بوضوح تام وفي أكثر من آية. وإنّ مواضع ذكر كلمة مصر باللفظ الصريح في القرآن الكريم هي:

سورة البقرة الآية (61): "اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُم".

سورة يونس الآية (87): "وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا".

سورة يوسف الآية (21) : "وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ".

سورة يوسف الآية (99) : "ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ".

سورة الزخرف الآية (51) : "وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي".

في الآية الأولى، هناك تفسيران لكلمة مصر، فقد قال بعض المُفسّرين بأنّ المقصود بكلمة مصر هنا هي دولة مصر، وقال آخرون بأن كلمة مصر لا تعني دولة مصر لأنّها جاءت غير ممنوعة من الصرف أي مُنوَّنة، وهذا يُدلّل بأنّ المقصود بها مدينة ما، بمعنى ادخلوا أي مدينة وستجدوا ما تشتهون.

 

مصر في القرآن الكريم

لقد تم ذكر كلمة مصر في القرآن الكريم كما ذُكر سابقاً، فبالإضافة إلى الخمس مواضع الواضحة والصريحة في ذكر مصر في القرآن، هُناك عدّة مواضع تم التحدّث عنها بالإيماء، وكان المعنى المقصود بها هي دولة مصر.

تعددت الآيات التي ذكرت مصر في القرآن بالإيماء والتعريض، فجاءت على سبيل المثال تحت مُسمّى مدينة في آية 30 من سورة يوسف: "وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ".

كما جاءت مصر في القرآن تحت مُسمّى أرض في آية 55 من سورة يوسف: "قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ" حيث خاطب يوسف عليه السلام العزيز ملك مصر.

 

مكانة مصر الدينية

لدولة مصر مكانةٌ دينيةٌ رفيعة من بين عدد من البلدان الإسلامية، وفيما يلي ما يُدلل على وجود هذه المكانة:

  • تحتلَّ دولة مصر مكانة دينية كبيرة لتاريخها القديم والزاخر بقصص الأنبياء الذين دخلوها وقدّموا للبشرية أروع القصص والعبر التي وصلت ومازالت تصل للإنسان حتى هذه الحقبة من الزمن. فقد وُلد في مصر كل من موسى وهارون عليهما السلام، ودخلها النبي يوسف عليه السلام وأمضى حياته فيها، ومن ثم والده النبي يعقوب عليه السلام، وأولاده الأحد عشر. بالإضافة إلى إبراهيم عليه السلام الذي عاش على أرضها وتزوج منها السيدة هاجر. كما جاء إليها النبي عيسى ابن مريم عليه السلام، إلى جانب وصاية النبي بمصر ومكانتها العظيمة.
  • لقد وصف الله دولة مصر في القرآن بأجمل الأوصاف، وذلك في قوله تعالى: "كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ 25 وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ 26 وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ 27 كَذَٰلِكَ ۖ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ 28 فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ 29". كما وُصفت بأنها خزائن الأرض لكثرة ما فيها من خيرات ونعم.
  • النهر الوحيد الذي تم ذكره في القرآن الكريم هو نهر النيل، وهو اليم الذي أُوحي به إلى أم موسى عليه السلام لتُلقيه فيه كما فَّسر المفسرون.
  • كرَّم الله مصر وأهلها من خلال استضافتها لعدد من صحابة الرسول محمد عليه السلام، وعاش فيها عدد من التابعين وأولياء الله الصالحين والفقهاء والعلماء.
  • يوجد في دولة مصر الأزهر الشريف الذي يُعتبر قِبلة للعلم والنور والذي صدَّر للعالم عدد من العلماء والباحثين، بالإضافة إلى استقباله عدد من الدارسين والوافدين حول العالم.

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على