تحقيق مسبار
لطالما اشتهرت المملكة العربية السعودية بوضع محاذير وشروط متشددة فيما يخص قبول الأجانب والسياح بالنظر إلى احتضانها للحرم المكي والمدني، والقداسة التي تُميّز أراضيها. وعلى الرُغم من أنّها بلد يحتضن ملايين المُهاجرين والعمّال الوافدين على الخصوص من الأقطار الآسيوية، إلّا أنها لا تزال وجهة غير معروفة في بعض المجالات السياحية والتعليمية على الخصوص. ومع أنّها كانت دائماً قِبلة لطلبة العلم الشرعي، إلّا أنّ استقبال الجامعات السعودية للطلبة الأجانب لا يزال محدوداً.
تُعرّفك هذه المقالة على إمكانية الدراسة الجامعية بالنسبة للطلبة الأجانب في السعودية، وتعرض أمامك مختلف ظروف التعليم العالي وشروط الالتحاق به والاستفادة من مِنحه.
عدد مؤسسات التعليم العالي السعودية
تتوفر المملكة العربية السعودية على منظومة تعليمية جامعية واسعة. وتكشف إحصائيات وزارة التعليم عن عدد كبير من مؤسسات التعليم العالي التي تضم:
- 29 جامعة حكومية
- 38 جامعة وكلية أهلية.
- 4 أكاديميات حكومية.
- 4 كليات تقنية حكومية.
- 87 كليات تقنية متوسطة للطلاب والطالبات.
- 106 مؤسسات ومراكز أبحاث تقنية وعلمية.
نظام التعليم الجامعي السعودي
تعتمد جامعات وكليات المملكة العربية السعودية الحكومية والأهلية غالباً على النظام الفصلي في التعليم، بواقع فصلين دراسيين في السنة الأكاديمية، تبدأ غالباً في نهاية أغسطس/آب أو بداية سبتمبر/أيلول من كل عام، وتنتهي في يونيو/حزيران من العام الذي يليه. وقد تُوفّر بعض الجامعات والكليات فرصة الدراسة في الفصل الدراسي الصيفي حسب توافر الإمكانيات وأعداد الطلب الكافية.
امتيازات الطالب الجامعي في السعودية
يستفيد الطالب الجامعي في المملكة العربية السعودية من العديد من الامتيازات وأشكال الدعم المادي والمعنوي التي تُساعده على استكمال دراسته العليا بتفوّق. وتُعد السعودية من أكثر البلدان العربية توفيراً للمنح لطلبتها ولمبتَعثيها في الدراسة بالخارج. ويستفيد الطالب السعودي من منحة دراسية إضافة إلى تمتّعه بالتأمين الصحي الشامل. كما تُوفّر المؤسسات الجامعية لطلبتها الوجبات الغذائية بأسعار مُخفّضة، علاوةً على السكن الجامعي للطلبة الراغبين في ذلك. كما تصرف الجامعات السعودية مكافآت امتياز لطلبتها المتفوقين، وتتيح لهم أيضا الاستفادة من تجهيزاتها الرياضية والترفيهية إلى جانب توفير مختلف الكوادر والأُطر المؤهلة لتكوين الطالب، والموارد الرقمية والمكتوبة التي يحتاجها لإنجاز بحوثه.
هل تقبل السعودية الطلبة الأجانب؟
تُعتبر السعودية منذ عقود قبلة لطلبة العلم الشرعي الوافدين من مختلف الأقطار العربية والإسلامية، للالتحاق بالكراسي العلمية القائمة في المدينة المنورة ومكة المكرمة. وفي مارس/آذار 2010 وافق مجلس الوزراء على ضوابط قبول طلاب المنح الدراسية للأجانب في مؤسسات التعليم العالي في المملكة العربية السعودية ورعايتهم. ولكن القرار اشترط أن لا تتجاوز نسبة الطلبة الأجانب في الجامعات السعودية 5 في المائة.
وفي سياق الانفتاح الذي تشهده السعودية في السنوات الأخيرة، تتجه السعودية إلى استقبال أعداد أكبر من الطلبة الأجانب الوافدين من الخارج، علماً أنّ الجامعات السعودية تقبل أصلاً الطلبة الأجانب المُقيمين على أراضيها. لكن دخول الطالب الأجنبي الأراضي السعودية والحصول على فرصة للدراسة في جامعاتها لا يتم إلا باحترام قائمة طويلة من الشروط.
شروط عامة لقبول الطلبة الأجانب في السعودية
نظراً لسعي العديد من الجامعات السعودية لدخول قوائم التصنيف العالمي التي تُرتّب الجامعات من حيث جودة التعليم ومستوى البحث العلمي فيها، فتحت هذه المؤسسات فُرص الحصول على منح دراسية بالنسبة للطلبة الأجانب، لأنّ ضم هذه الفئة من الطلبة يُحسّن ترتيب الجامعات في التصنيفات والتقارير الدولية. وقد شرعت جامعات عديد مثل شقراء والمجمعة والجوف وحائل وغيرها في توفير منح دراسية كاملة للطلبة الأجانب، سواء للمقيمين في السعودية، أو للطلبة الوافدين من خارج البلاد. وعلى الطالب الأجنبي الراغب في الحصول على هذه المنح الالتزام بالشروط وتوفير الوثائق الآتية:
- تقديم شهادة تُؤكّد إجادة اللغة العربية، خصوصاً للراغبين في التسجيل في تخصصات شرعية.
- جواز سفر ساري المفعول.
- الحصول على الشهادة الثانوية بتقدير جيد جداً.
- تقديم كشف الدرجات للمرحلة الثانوية.
- شهادة حسن السيرة والسلوك.
- الإدلاء بتقرير طبي يُثبت سلامة كل الأعضاء والحواس وعدم وجود أمراض معدية.
- أن لا يتجاوز سن طالب المنحة عند بدء الدراسة 25 سنة.
- ألّا يكون قد مر على حصوله على الشهادة الثانوية العامة أكثر من 5 سنوات.
شروط قبول الطلبة الأجانب في السعودية
تُعتبر المنحة الدراسية من الشروط الأساسية لقبول الطلبة الأجانب، هذا يعني أنّ تسجيل الطالب الأجنبي في الجامعات السعودية لا يتم إلا بعد الحصول على هذه المنحة. وتُعتبر الشروط السابقة شروطاً عامة تنطبق على الأجانب المُقيمين أو الوافدين. لكنّ الطلبة الوافدين من الخارج يتعيّن عليهم الخضوع لشروط إضافية تخوّل لهم الاستفادة من المنحة وبالتالي الالتحاق بالجامعات السعودية. ومن أهم هذه الشروط الإضافية نجد:
- تقديم تعريف بالطالب ويكون من إحدى المؤسسات الإسلامية في البلد الذي يُقيم فيه الطالب أو من مُدرّسين ممن درس عندهم ويكون مُتضمّن حال الطالب على أنّه من المحافظين على الفرائض وكذلك من المُتمسكين بالآداب الإسلامية، خصوصاً بالنسبة للطلبة المًقبلين على الجامعات المًختصة في العلوم الشرعية.
- إذا كان الطالب الأجنبي غير مسلم، فإنّ عليه أن يُقدّم شهادة الدخول في الإسلام.
- أن يتعهد بلن يلتزم بجميع لوائح وأنظمة الجامعة.
- أن يجتاز بنجاح أي مُقابلة شخصية أو اختبارات تُجريها الجهة ذات العلاقة.
- أن يتعهد بالالتزام بالتفرغ الكامل للدراسة.
- أن يكون حافظ للقرآن الكريم كاملاً إذا كان مُتقدماً لكلية القرآن الكريم.
محاذير على الطلبة الأجانب في السعودية
في الآونة الأخيرة أصبحت الجامعات السعودية تحرص على تنبيه الطلبة الأجانب الوافدين والمُقيمين إلى بعض القيود والأنظمة الأساسية التي ينبغي عليهم احترامها طوال فترة إقامتهم على الأراضي السعودية ومن أهم هذه التنبيهات والمحاذير:
- أنّ الإرهاب والتطرّف منبوذ بجميع الأنظمة الموجودة بالمملكة.
- أنظمة الإقامة بالمملكة تُطبّق على الطالب الحاصل على المنحة الخارجية.
- الجامعة تكون مسؤولة عن الطالب أثناء إقامته وكذلك كفالته.
- إذا قام باستقبال أُسرته فيكون ذلك طِبقاً للتعليمات والأنظمة المعمول بها.
- لا يجوز للطالب أن ينتقل إلى جامعة أخرى.
- لا يجوز أن يعمل الطالب لدى الأفراد أو الشركات أو المؤسسات.
اقرأ أيضاً:
