هل السّعرات الحرارية في السمك المقلي مرتفعة؟

11 نوفمبر 2020

صحيح

تحقيق مسبار

دوماً في حياتنا اليومية نسمع نصائح تخص صحتنا، وكثيراً ما يتحدث المختصون عن "السّعرات الحرارية" في طعامنا وما هي حدود الإفادة منها، فجسم الإنسان يحتاج إلى هذه السّعرات لكي تستطيع الخلايا والأعضاء تنفيذ العمليات الحيوية الأساسية اللازمة للبقاء على قيد الحياة.

هناك كمية من السّعرات الحرارية التي يحتاج إليها الإنسان يوميّاً، إذا استهلك ما يحتاجه، فإن ذلك يساعده على عيش حياة صحية، أما الاستهلاك المنخفض أو المرتفع للسّعرات الحرارية فيؤدي إلى مشاكل صحية عديدة.

سيعرض هذا المقال أهمية تناول الأسماك وكمية هذه السّعرات الحرارية في السمك ويبحث فيما إذا كانت كميتها مرتفعة في السمك المقلي وما الأضرار الناتجة عن ذلك؟

فوائد السمك الصحية:

توجد العشرات من أصناف الأسماك ذات النكهات المتنوعة، وعلى اختلاف أنواعها فإن الأسماك تعتبر مصدراً غذائياً مهماً لكثير من الناس، وينصح دوماً بتناول السمك على الأقل حصة واحدة في الأسبوع، فهو يوفر مجموعة واسعة من الفوائد الصحية.

تحتوي الأسماك على الفيتامينات والمعادن والأحماض الدهنية "أوميغا 3" ذات الفوائد الصحية الكبيرة، وهي غنية بالبروتين وقليلة الدهون المشبعة، كما أنها مصدر جيد للعناصر الغذائية مثل: "فيتامين د"، "فيتامين ب 12"، "الحديد"، "الفسفور"، "النياسين والسيلينيوم".

لفيتامين ب 12 الموجود في الأسماك أمر بالغ الأهمية في نمو خلايا الدم الحمراء بشكل سليم، واستنساخ الحمض النووي، ويلعب دوراً مهماً في وظيفة العصب، بالإضافة إلى تخفيض خطر الإصابة بالخرف وأمراض القلب.
الأسماك تُساهم في الحفاظ على صحة الدماغ، فانخفاض مستوى أحماض "أوميغا 3" الدهنية في الدم يؤدي إلى تسريع شيخوخة الدماغ، وظهور أعراض مثل فقدان الذاكرة والضعف الإدراكي.
الأسماك تُقلل خطر الإصابة بأمراض القلب، فأحماض أوميغا الدهنية تعمل على تقليل الترسبات في الشريان التاجي، وخفض مستويات الدهون الثلاثية، ويمكن أن تُساعد أيضاً في تقليل ضغط الدم.

تقليل خطر الإصابة بالاكتئاب، إذ يمكن أن تعود أحماض "أوميغا" الدهنية بفوائد على الصحة العقلية أيضاً، وترتبط ارتباطاً وثيقاً بالحد من أعراض الاكتئاب، كما ارتبطت أيضاً بزيادة فعالية بعض الأدوية المضادة للاكتئاب.

تُعتبر الأسماك مصدراً كبيراً للبروتين، وهو أمر بالغ الأهمية للحفاظ على صحة العضلات والأعضاء والأوعية الدموية، إذ يساعد البروتين في دعم انقسام الخلايا ونمو الشعر وحتى العلامات الهرمونية، وبطريقة أو بأخرى يتم استخدامه من قبل كل أجهزة الجسم.

الأسماك غنية باليود، وهو معدن مهم لوظائف الغدة الدرقية.

السّعرات الحرارية في السمك

يُمكن أن يحتوي كل نوع من السمك على مستويات مُختلفة من العناصر الغذائية، حيث يكمن الاختلاف الأكثر أهمية في محتوى الدهون، فمثلاً أنواع سمك "السلمون" و"التونة" تُعتبر دهنية، في حين أنّ سمك القد وسمك السلور تُعتبر خالية من الدهون، وهذا يؤدي إلى تباين السّعرات الحرارية في السمك.

فمثلاً كل حصة غذائية (ما يقارب 87 غرام) من السمك المقلي تحتوي على 199 من السّعرات الحرارية، 104 سعرة حرارية مصدرها من الدهون الموجودة في السمك. كما تحتوي 12 غ من الدهون، 62 ملغ كولسترول، 244 ملغ صوديوم، 296 ملغ بوتاسيوم، 7 غرام كربوهيدرات. 16 غرام من البروتين.

بينما كل حصة غذائية (أي ما يقارب 87 غرام) من السمك العادي تحتوي على 109 من السّعرات الحرارية، تأتي 20 سعرة حرارية منها من الدهون الموجودة في السمك. كما تحتوي 2.25 غ من الدهون، 48.5 ملغ كولسترول، 47.5 ملغ صوديوم، 343 ملغ بوتاسيوم، (صفر) غرام كربوهيدرات. 44 غرام من البروتين.

هل السّعرات الحرارية في السمك المقلي مرتفعة؟

بالفعل تعد السّعرات الحرارية في السمك المقلي عالية، ويعود ذلك إلى طريقة تحضيره التي تعتمد على كميات كبيرة من الزيت، مما يزيد محتواه من الدهون والسّعرات الحرارية، وخاصة إذا ما قُدِّم مع أنواع من المُقبلات تكون هي أيضاً ذات محتوى عالٍ من الدهون والسّعرات الحرارية مثل المايونيز والجبن والبطاطس المقلية.

لذلك يُنصح عند تناول السمك بشكل عام أو عند اتباع نظام غذائي يحتوي على السمك لإنقاص الوزن، بتجنب طريقة السمك المقلي لاحتوائه على سعرات حرارية مُرتفعة، حيث أنّ القلي يزيد من محتوى الدهون والسّعرات الحرارية بشكل كبير، وبالتالي يجب الاعتماد على طُرق الطهي أو الشوي حتى لا ترتفع نسبة السعرات الحرارية في السمك، وإدخال الخضروات معها، فهي خيارات أكثر صحة، وأقل في نسبة الدهون والكولسترول والسّعرات الحرارية.

الأضرار المحتملة من قلي الطعام:

إن عملية القلي تُضيف الكثير من السّعرات الحرارية إلى السمك بالمُقارنة مع طرق الطهي الأخرى، إذ عندما يتم قلي السمك أو الأطعمة الأخرى بالزيت، تفقد الأطعمة الماء وتمتص الدهون، ممّا يزيد من محتواها من السّعرات الحرارية وبالتالي زيادة استهلاك الجسم للسّعرات الحرارية.

ونظراً لأن الأطعمة المقلية يتم طهيها بالزيت في درجات حرارة عالية جداَ، فمن المحتمل أن تحتوي على دهون متحولة، حتى أن الزيوت النباتية أو زيوت البذور المستخدمة عادة في القلي قد تحتوي على دهون متحولة قبل التسخين، إضافة إلى أنه في كل مرة يتم فيها إعادة استخدام الزيت للقلي، يزيد محتواه منها، ممّا قد يؤدّي في النهاية إلى آثار صحية سلبية و زيادة مخاطر الإصابة بالعديد من الأمراض.

أمراض القلب:

كلما زاد تناول الأشخاص للأطعمة المقلية، زاد خطر الإصابة بأمراض القلب، فقد يُساهم تناول الأطعمة المقلية في ارتفاع ضغط الدم وانخفاض نسبة الكولسترول الحميد "الجيد"، كما أنّ تناول الأطعمة المقلية يزيد من خطر السمنة، وكلها عوامل خطر للإصابة بأمراض القلب.

فقد وجدت إحدى الدراسات أنّ النساء اللواتي يتناولن حصة واحدة أو أكثر من السمك المقلي في الأسبوع معرضات لخطر الإصابة بفشل القلب بنسبة 48٪، مقارنةً بالنساء اللائي تناولن 1-3 حصص شهرياً، بينما ارتبطت زيادة تناول الأسماك المطبوخة أو المشوية بانخفاض مخاطر الإصابة.

مرض السكري:

وجدت العديد من الدراسات أن تناول الأطعمة المقلية يُعرّضك لخطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

البدانة:

نظراً لأن الأطعمة المقلية تحوي على سّعرات حرارية أكثر من نظيراتها غير المقلية، لذا فإن تناول الكثير منها يمكن أن يزيد بشكل كبير من تناول السّعرات الحرارية، إذ تشير الدراسات إلى أن الدهون المُتحوّلة في الأطعمة المقلية قد تلعب دوراً مهماً في زيادة الوزن، حيث يُمكن أن تؤثر على الهرمونات التي تُنظم الشهية وتخزين الدهون.

مرض السرطان:

الأطعمة المقلية قد تحتوي على مادة "الأكريلاميد" الضارة، وهي مادة سامة يُمكن أن تتكوّن في الأطعمة أثناء الطهي بدرجة حرارة عالية، مثل القلي أو التحميص أو الخبز، حيث تتكون من تفاعل كيميائي بين السكريات وحمض أميني يسمى "الأسباراجين"، وقد وجدت الدراسات التي أجريت على الحيوانات أنها تشكل خطراً للإصابة بعدة أنواع من السرطان، لكن لا توجد دراسات كافية أجريت على البشر بهذا الخصوص وهناك حاجة لاجراء المزيد من هذه الدراسات.