` `

هل السعرات الحرارية في الفشار مرتفعة؟

تغذية
27 ديسمبر 2020
هل السعرات الحرارية في الفشار مرتفعة؟
السعرات الحرارية في الفشار منخفضة نسبياً، بالإضافة إلى اعتباره وجبة خفيفة صحية أيضاً (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

يُعد الفشار من المأكولات الخفيفة ذات الشعبية العالية، ولعل ذلك يعزى لارتباطه بنشاطات وأماكن الترفيه، كدور السينما ومُدن الألعاب والملاهي، ففي الولايات المتحدة الأمريكية مثلاً يُستهلك حوالي 500 مليون كيلوغرام من الفشار سنوياً، إلا أنّه اكتسب أيضاً سمعة سيئة إلى حدٍ ما عند الحديث عن مدى مطابقته لمواصفات الأغذية الصحية، وقد يضعه الكثير من الناس في قفص الاتهام فيما يخص زيادة الوزن، فهل يستحق الفشار فعلاً هذه السمعة؟ وهل السعرات الحرارية في الفوشار مرتفعة؟

 

ما هو الفشار؟

الفشار منتج غذائي يتم تحضيره من خلال تسخين حبوب نوع معين من أنواع الذرة، والتي تنفجر لدى تعرضها للحرارة نتيجة لوجود كمية من الماء في قلب كل حبة، ويًعتقد أن تناول الفشار يعود لخمسة آلاف عام مضت، إلّا أن شعبيته الهائلة بدأت بالتزامن مع فترة الركود الإقتصادي الكبير في ثلاثينيات القرن العشرين في الولايات المتحدة الأمريكية، نظراً لرخص ثمنه.

 

القيمة الغذائية والسعرات الحرارية في الفشار:

يعتبر الفشار من الحبوب الكاملة، لذا فإن له كل ما للحبوب الكاملة من فوائد.

فيما يلي تفاصيل القيمة الغذائية لمائة غرام من الفشار:

  • فيتامين ب1 (ثيامين): 7% من الاحتياج اليومي
  • فيتامين ب3 (نياسين): 12% من الاحتياج اليومي
  • فيتامين ب6 (بيريودوكسين) 8% من الاحتياج اليومي
  • الحديد: 18% من الاحتياج اليومي
  • المغنيسيوم: 36% من الاحتياج اليومي
  • الفوسفور: 36% من الاحتياج اليومي
  • البوتاسيوم: 9% من الاحتياج اليومي
  • الزنك: 9% من الاحتياج اليومي
  • النحاس: 13% من الاحتياج اليومي
  • المنجنيز: 56% من الاحتياج اليومي

كما أنّ نفس الكمية من الفشار تزود الجسم بالكميات التالية من المغذيات الكبرى:

13 غرام من البروتين، 78 غرام من الكربوهيدرات، 5 غرام من الدهون و 15 غرام من الألياف الغذائية، مما يجعل الفشار من أفضل الأطعمة كمصدر للألياف، هذا كله بإجمالي سعرات حرارية يقدر بـ 387 سعر حراري فقط.

فيما يخص ما يحتويه الفشار من مغذيات ومواد حيوكيميائية، يجدر بنا أن نذكر النتيجة التي توصل إليها فريق من الباحثين من جامعة سكرانتون في بنسلفانيا، فقد اكتشف فريق البحث أن الفشار يحتوي على كميات كبيرة من مضادات الأكسدة المعروفة بـ بوليفينول، وهي مواد تحمي خلايا الجسم من الضرر الذي تسببه الجذور الحُرة، وقد تم إثبات فوائد أخرى للبوليفينول من بينها تحسين الدورة الدموية، ورفع كفاءة الجهاز الهضمي والحد من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، كسرطان الثدي والبروستات.

 

ماذا عن حساسية الجلوتين؟

على عكس أفراد عائلة الحبوب الأكثر شهرة، أي القمح والشعير، تخلو الذرة  وبالتالي الفشار من الجلوتين، لذا فهو خيار آمن لمن يعانون من داء السيلياك (أحد أمراض المناعة الذاتية) ولمن يعانون من حساسية الجلوتين.

 

أين تكمن خطورة الفشار؟

أو اذا أردنا أن نعيد صياغة السؤال، ما السبب وراء السمعة السيئة التي وُصم بها الفشار؟ والإجابة تكمن في عبارتين "سوء المعاملة" و "رفقاء السوء" إن جاز التعبير، ولنبدأ أولا بسوء المعاملة.

إن الطريقة التي يتم تحضير الفشار بها تلعب دوراً حاسماً في تحديد إذا ما كنت ستتناول وجبة خفيفة صحية ومفيدة أم ستتناول وجبة تتصف بنقيض كل تلك الصفات، أما طرق التحضير التي يجب أن تتجنبها فهي وبشكل رئيسي طريقتين، الأولى تناول الفشار مُسبق التحضير المخصص لأفران المايكرويف وذلك لعدة أسباب:

أولا: مُعظم إن لم يكن كُل أكياس الميكرويف مبطنة بمادة تُسمى حمض بيرفلورو أوكتانويك perfluorooctanoic acid (PFOA) وهي المادة التي ارتبط اسمها بعدد من الأضرار الصحية مثل مشاكل الغدة الدرقية وولادة أطفال منخفضي الوزن.

ثانيا: العديد من أنواع فشار الميكرويف سريع التحضير تحتوي على الزيوت المهدرجة والتي تحتوي بدورها على الدهون المتحولة المرتبطة بأمراض القلب.

الطريقة الثانية التي يُنصح بتجنبها هي تحضير الفشار بالزيت، وهي الطريقة التي وإن كانت لا تنطوي على مخاطر صحية حقيقية، إلا أنها تضاعف السعرات حرارية في الفشار، عوضاً عن ذلك ينصح بتحضير الفشار باستخدام جهاز الهواء الساخن المخصص لهذا الغرض.

 

أما فيما يخص "رفقاء السوء"، الفشار بطبيعته يكاد يكون بلا نكهة مميزة، لذا فإن الإضافات المصاحبة له لن تحدد طعمه فحسب، بل ستحدد أيضاً إن كان سيظل خياراً صحياً أو هل ستظل السعرات الحرارية في الفشار قليلة نسبياً أم العكس تماماً. بطبيعة الحال إضافة كمية قليلة من الملح أمر وإضافة صوص الكراميل مثلاً أمر مختلف تماماً،  لذا من المهم تجنب شراء الفشار الجاهز في دور السينما مثلاً، ويفضل دائما تحضيره في المنزل والاكتفاء بقليل من الملح أو غيره من البهارات للحفاظ على مميزات الفشار الصحية.

 

هل السعرات الحرارية في الفشار مرتفعة؟

مما سبق نستنتج أن السعرات الحرارية في الفشار منخفضة نسبياً، بالإضافة إلى اعتباره وجبة خفيفة صحية أيضاً، خاصة اذا أخذنا في الاعتبار أمرين مهمين، أولاً مقارنته بأطعمة أخرى من نفس الفئة، أي فئة الوجبات الخفيفة كرقائق البطاطا المقلية التي لا تعد خياراً صحياً أبداً لأساب متعددة، أو حتى المكسرات التي وإن ثبت علمياً فوائدها الصحية، إلا أنها بلا شك تخسر المقارنة لصالح الفشار فيما يخص السعرات الحرارية، على سبيل المثال لا الحصر تحتوي 100 غرام من الفول السوداني على حوالي 590 سعراً حرارياً، أما الأمر الثاني هو أننا عادة لا نتناول كمية كبيرة من الفشار، إن حصة غذائية من الفشار تعادل ملئ 3 أكواب ناتجة في حقيقة الأمر عن فرقعة 30 غرام من حبوب الذرة، أي ما يعادل 92 سعراً حرارياً فقط، هذا بالطبع اذا تم تحضيره وفقا للتوصيات سابقة الذكر.

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على