` `

هل أصوات البطن تستدعي استشارة طبيب؟

صحة
1 فبراير 2021
هل أصوات البطن تستدعي استشارة طبيب؟
معظم أصوات البطن طبيعية ولا تستدعي استشارة الطبيب (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

يسمع الشخص أصوات البطن، وقد تثير تساؤلاته عن ماهيتها وما هي أسبابها، وما إن كانت تستدعي القلق أم لا. المقال التالي يوضح ما هي أصوات البطن ولماذا تحدث، كما ويجيب إن كانت أصوات البطن تستدعي استشارة طبية أم لا، بالإضافة إلى كيفية التخلص من أصوات البطن.

https://images-prod.misbar.com/articlebody/investigation_9vbgx0koc.jpg

 

أصوات في البطن

يختبر جميع الأشخاص صدور أصوات البطن، ولا يكاد يخلو يوم طبيعي دون ملاحظة أصوات في البطن. وتصدر الأصوات في البطن من الجهاز الهضمي، والذي يمتد من الفم انتهاءً بفتحة الشرج، ويطلق البعض على الأصوات في البطن تسمية قرقرة البطن أيضًا، ولكن تصدر الأصوات في البطن تحديدًا من المعدة أو من الأمعاء الغليظة، وفي العادة ترتبط بأحد الأسباب التالية: 

  1. مرور الطعام عبر الأمعاء: إذ تقوم طبقات العضلات الملساء للأمعاء بدفع الطعام والسوائل عبر المسار الهضمي، ونتيجة لتلك الحركة والدفع يستطيع الشخص أحيانًا سماعها. 
  2. الإصابة بالإسهال: يلاحظ الأشخاص المصابين بالإسهال صدور أصوات عالية، نظرًا لوجود كمية متزايدة من السوائل والغازات في الأمعاء. 
  3. الإصابة بالغازات: تعتبر الغازات حالة طبيعية، إذ تحدث نتيجة لمعالجة البكتيريا المعوية للأطعمة التي تعتبر صعبة الهضم، والتي تختلف باختلاف الأشخاص، فقد يعاني البعض من الغازات عند تناول الكربوهيدرات، بينما يصاب الآخرون بالغازات عند تناول الألبان ومنتجات القمح.
  4. الإصابة بحالات مرضية في الأمعاء: تزيد الإصابة ببعض الحالات المرضية من ظاهرة الأصوات في البطن، لذلك يتمكن الأشخاص المصابون بانسداد الأمعاء من سماع الأصوات بصورة جلية، إذ يترافق مرور الأطعمة الصلبة والسوائل عبر الأجزاء الضيقة أو المسدودة من الأمعاء بصدورها.

ويتضح مما سبق إن الأصوات في البطن تعتبر ظاهرة طبيعية للغاية، إنما قد تكون محرجة في بعض الأحيان، وهنا تجدر الإشارة إلى العوامل التي تزيدها، تاليًا أبرزها: 

  • تناول الأطعمة والمشروبات الغازية.
  • تناول بعض أصناف الأطعمة والتي تعتبر مفيدة وصحية للغاية، كونها تحتوي على الكثير من العناصر الغذائية الهامة، ولكن قد يحفز تناول هذه الأطعمة حدوث الأصوات في البطن، ومنها البروكلي والزهرة والملفوف وصنف الملفوف الصغير جدًا، كذلك الفاصوليا والبقوليات. 
  • السكريات الموجودة في بعض الفواكه بالإضافة إلى المحليات الاصطناعية.
  • قد يحفز تناول الأطعمة والمشروبات الحمضية من الأصوات في البطن، كذلك تنجم الأصوات في البطن من شرب القهوة.

وللتقليل من الأصوات في البطن يُنصح الأشخاص باتباع بعض الخطوات البسيطة للغاية:

  1. تجنب تناول الأصناف الغذائية المذكورة أعلاه كالسكريات والمشروبات الغازية وغيرها.
  2. تناول الطعام بصورة متأنية من أجل تحسين الهضم.
  3. تنظيم عدد الوجبات اليومية والاحتفاظ ببعض الوجبات الصغيرة الصحية لإبقاء الجهاز الهضمي منتظمًا في العمل، كذلك عدم الإفراط في الأكل.
  4. شرب كميات كافية من الماء والسوائل أثناء اليوم، إذ يعمل الماء على تحسين الهضم وتحسين مرور الطعام والشراب عبر الجهاز الهضمي.

وكما سبق الإشارة فإن وجود الأصوات في البطن يدل على عمل الجهاز الهضمي بالطريقة المعتادة، لذلك فإن عدم صدور تلك الأصوات قد يدل على الإصابة بحالات مرضية معينة، أو قد يكون بسبب التعرض للتخدير الكامل قبل العمليات الجراحية، وفي حال كان غياب الأصوات في البطن مصحوبًا ببعض العلامات، عندها ينبغي على الشخص تلقي المعاينة الطبية العاجلة، تاليًا أبرز تلك الأعراض: 

  • عدم صدور أي أصوات من البطن.
  • ألم في منطقة البطن.
  • نزيف من المستقيم.

 

لماذا تحدث أصوات البطن؟

تحدث أصوات البطن نتيجة حركة الأمعاء أثناء عبور الطعام من خلالها، وتصدر أصوات البطن التي تشبه خرير المياه داخل الأنابيب بسبب تجويف هذه الأمعاء، ورغم أنها تحدث بشكل منخفض، إلا أنه يمكن سماعها أحيانًا، وقد تسبب إحراجًا للشخص، ولكي يصدر البطن هذه الأصوات يجب أن يتوفر شرطان أساسيان:

  1. انقباض العضلات الموجودة في جدار الأمعاء.
  2. وجود سوائل وغازات داخل هذه الأمعاء.

ويمكن سماع أصوات البطن قبل الأكل أو بعده، فسماعها قبل الأكل يحدث نتيجة تفاعل في الدماغ كإشعار في الرغبة بالأكل، ويرسله الدماغ إلى الجهاز الهضمي، ونتيجة لذلك تنقبض عضلات الأمعاء مما ينتج عنه أصوات البطن. وأثناء عملية هضم الطعام، تعمل الأمعاء التي تتكون غالبية جدرانها من العضلات في عملية تسمى بالتمعُّج، حيث تتقلص جدران الأمعاء وتنقبض كي تهضم الطعام أثناء مروره مما ينتج عنه هذه الأصوات.

وأصوات البطن التي يتم سماعها قسمها الأطباء إلى قسمين لكل منهما أسبابه ودلالاته:

  • أصوات البطن المنخفضة: تعد أصوات البطن المنخفضة مؤشرًا على انخفاض نشاط الأمعاء، وتحدث في الغالب أثناء النوم أو بعد تناول بعض أنواع الأدوية، أو بعد إجراء جراحة للبطن، وتشير القرقرة المنخفضة غالبًا إلى الإمساك.
  • أصوات البطن المتزايدة: تشير إلى وجود نشاط مفرط في حركة الأمعاء، وتصدر في أغلب الأحيان بعد الأكل أثناء عملية هضم الطعام، وقد تكون أصوات البطن النشطة مؤشرًا على الإسهال، وهنا بعض الوسائل للتخلص منه.
https://images-prod.misbar.com/articlebody/investigation_85v8d9rb4.jpg

 

هل أصوات البطن تستدعي استشارة طبيب؟

معظم أصوات البطن طبيعية ولا تستدعي استشارة الطبيب، وسواء كانت هذه الأصوات مسموعة أم غير مسموعة تبقى بشكل عام غير ضارة بالإنسان ولا تدل على وجود مشكلة صحية، ومع ذلك فإنه في بعض الحالات قد تكون أصوات البطن الصادرة تدل على وجود بعض المشاكل الصحية:

  • قد تكون أصوات البطن ناجمة عن انسداد الأوعية الدموية داخل الأمعاء مما يمنع الدم من التدفق، فتتوقف الأمعاء عن العمل.
  • وجود انسداد في الأمعاء بسبب الأورام أو الفتق أو حتى وجود التصاقات في جدار الأمعاء.
  • عندما يتناول الشخص بعض الأدوية التي تحتوي على مواد أفيونية، أو في حالة التخدير العام وعند إجراء جراحة للبطن.
  • إذا كان الشخص يعاني من بعض الأمراض مثل التهابات الأمعاء أو التهاب القولون أو نزيف الجهاز الهضمي.

وعند زيارة الطبيب للحصول على استشارة طبية، فإنه يتم معاينة الأصوات الصادرة من البطن إلى جانب أعراض أخرى، حيث إن الأصوات وحدها لا تعتبر مشكلة ولا تشير بالضرورة إلى وجود مشكلة صحية، إلا إذا رافقها بعض المضاعفات الأخرى مثل خروج الغازات بشكل مستمر، أو إن كان الشخص يعاني من تقيؤ وغثيان بشكل دائم، أو إن كانت هذه الأصوات لا تصدر نتيجة لوجود حركة في الأمعاء، فقد تشير أصوات البطن أحيانًا إلى تغلف الأمعاء أو الانسداد الميكانيكي لها، مما يمنع من مرور الطعام خلالها، وتحدث في أغلب الأحيان في الاثني عشر داخل الأمعاء الدقيقة، وينصح بشدة بزيارة الطبيب في الحالات التالية:

  1. الإمساك أو الإسهال الشديد.
  2. وجود نزيف في المستقيم.
  3. في حالة الغثيان والتقيؤ.
https://images-prod.misbar.com/articlebody/investigation_a7gbhegin.jpg

 

الاختبارات اللازمة لفحص أصوات البطن

في حالة سماع أصوات البطن مع أعراض أخرى، يجب الذهاب إلى الطبيب، وسيقوم بإجراء الاختبارات اللازمة لتشخيص أسباب هذه الأصوات، ويتم التشخيص بعد مراجعة السجل الطبي للمريض، فعلى اعتبار أن أصوات البطن حالة طبيعية، فلا داعي من تشخيصها ما لم تكن هناك إشارات على وجود مشكلة أو حالة غير طبيعية في المعدة تسبب هذه الأعراض، ويتم التشخيص بناء على التالي:

  • معرفة الأعراض التي يعاني منها المريض.
  • معرفة إذا كان الشخص يعاني من أمراض في البطن.

ويجب عند الذهاب إلى الطبيب، ذكر أية أعراض يعاني منها المريض بجانب أصوات المعدة، كالإمساك أو الإسهال أو إذا كان هناك نزيف في المستقيم. وكإجراء أولي يقوم الطبيب بالاستماع إلى هذه الأصوات باستخدام السماعة الطبية، وقد يطلب من الشخص إجراء بعض الفحوصات الأخرى للمعدة مثل:

  • قد يطلب من المريض أخذ صورة مقطعية بالأشعة السينية لمنطقة البطن.
  • تصوير الأمعاء، ويتم ذلك باستخدام كاميرا مثبتة على طرف أنبوب صغير، يتم إدخاله إلى المعدة من خلال الفم من أجل التقاط صورة حية.
  • إجراء فحوصات للدم من أجل التأكد من عدم وجود عدوى أو أي تلف عضوي أو التهابات.

وفي حالة ظهور علامات تدل على وجود حالة طبية طارئة سببها البطن، مثل وجود نزيف في المستقيم أو تلف الأمعاء وانسدادها، يتم اتخاذ بعض الإجراءات المتبعة مثل تفريغ المعدة باستخدام أنبوب طبي، أو تعويض ما يحتاجه الجسم من غذاء باستخدام سائل يتم حقنه في الوريد من أجل إعطاء المعدة الراحة اللازمة، وفي حالة انسداد الأمعاء قد يتطلب الأمر إجراء جراحة للبطن من أجل معالجة المشكلة

https://images-prod.misbar.com/articlebody/investigation_vj0l26jnp.jpg

 

كيفية التخلص من أصوات البطن

رغم أن الأصوات التي تصدرها حركة الأمعاء طبيعية ولا تعتبر مشكلة صحية بشكل عام، إلا أنها تبدو محرجة للبعض، خصوصًا إذا حدثت بشكل مستمر أو صاحبها بعض الغازات، ولا يمكن التخلص من أصوات المعدة بشكل مستمر نظرًا لارتباطها بحركة الأمعاء، إلا أنه هناك بعض النصائح الطبية لتنظيم حركة الأمعاء مما ينجم عنه اعتدال في الأصوات الصادرة:

  • شرب الماء: يجب شرب الماء بشكل منتظم على مدار اليوم، يساعد ذلك في التقليل من الأصوات التي يصدرها البطن بسبب ملئ المعدة بالماء.
  • مضغ الطعام ببطء: تبدأ عملية الهضم من المضغ، ويمكن منع أصوات المعدة الناتجة عن عُسر الهضم من خلال مضغ الطعام بشكل أطول ومنتظم.
  • ممارسة نشاطات خفيفة بعد الأكل: يعتبر المشي بعد تناول الطعام مفيدًا للأصوات التي تصدرها المعدة لمساعدته في تسريع عملية هضم الطعام.
  • تجنب شرب الكحول: تعمل الكحول على تهييج المعدة وزيادة إنتاج الحمض، بالإضافة إلى تأخيرها لعملية الهضم مما ينتج عنه أصوات في البطن.

ويجب أيضًا الانتباه إلى أنواع الأطعمة والمشروبات التي يتناولها الفرد، فبعضها ينتج الغازات أكثر من غيرها، مثل القهوة والسكريات والحمضيات بالإضافة إلى بعض أنواع البقوليات، كما ويعتبر القلق عاملًا مهمًا في زيادة نشاط القناة الهضمية، في بعض الحالات قد تكون أصوات البطن إشارة لوجود مضاعفات خطيرة، فقد تسبب العوائق المعوية على وجه الخصوص تلف الأنسجة الدموية داخل الأمعاء، وقد يحدث تمزق لجدار المعدة أو الأمعاء مما يسبب الوفاة أحيانًا.

 

أسباب ألم الأمعاء

قد يكون ألم الأمعاء أو الجهاز الهضمي بالعموم من أبرز أسباب ألم البطن، ومن الممكن أن يعاني بعض الأشخاص من مشاكل في الأعضاء الأخرى كالكليتين مثلًا وينسب الوجع خطأً إلى الأمعاء، ولكن إذا ما استبعدت الحالات غير المرتبطة بالجهاز الهضمي فإن أسباب ألم الأمعاء هي على النحو الآتي:

  1. عسر الهضم: تعتبر الإصابة بعسر الهضم أحد أبرز أسباب ألم الأمعاء الذي يعاني منه البعض، كذلك هو الحال بالنسبة للإمساك أو الإسهال، واللذان يعتبران من أسباب ألم الأمعاء ومنطقة البطن بصورة عامة.
  2. التهابات الجهاز الهضمي: ترتبط الإصابة بالتهابات الجهاز الهضمي الفايروسية والبكتيرية بأسباب ألم الأمعاء دائمًا، إذ يشتكي المريض بألم حاد في البطن عند الإصابة بالتهاب الأمعاء.
  3. الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي: من الممكن أن تتسبب الإصابة بمرض كرون أو متلازمة القولون العصبي ألمًا في الأمعاء، والذي يظهر على شكل مغص في البطن وتشنجات في بعض الأحيان.
  4. حساسية الطعام: يعد التحسس لبعض أنواع الأطعمة من أسباب ألم الأمعاء عند البعض، إذ ينجم الألم كردة فعل لعدم قدرة الجهاز الهضمي على هضم أصناف الأطعمة تلك، ومن تلك الحالات الإصابة بعدم تحمل اللاكتوز الموجود في الحليب البقري. 
  5. اعتلالات الجهاز الهضمي الوظيفية: يصاب الشخص بألم الأمعاء عند تشخيصه بتمدد الأوعية الدموية، أي ما يعرف بتورم الشريان الرئيسي للبطن، كذلك الإصابة بانسداد الأمعاء، أو الإصابة بحصى المرارة، أو انخفاض تدفق الدم إلى الأمعاء بسبب انسداد الأوعية الدموية
  6. الإصابة ببعض الأورام: على سبيل المثال الإصابة بسرطان المعدة أو البنكرياس أو الكبد، كذلك أورام القناة الصفراوية أو المرارة أو الخلايا المناعية.
  7. الإصابة بتسمم الطعام.
  8. الإصابة بالتهاب البنكرياس.

ولتشخيص الإصابة بإحدى الحالات المذكورة أعلاه، والتي تعتبر من أسباب ألم الأمعاء، فإن الطبيب المعالج يقوم بإجراء الخطوات التالية:

  • فحص المستقيم للتأكد من وجود نزيف دموي مخفي أو ما شابه.
  • فحص القضيب وكيس الصفن بالنسبة للرجال، كما يقوم الطبيب بفحص الرحم وقناتي فالوب والمبيضين وإجراء فحص الحمل، من أجل استبعاد الأسباب الأخرى لألم الأمعاء التي قد تتعلق بالجهاز التناسلي لكل من الرجل والمرأة.
  • فحص الدم للبحث عن وجود أثر للالتهابات في الدم التي تسبب ارتفاع عدد خلايا الدم البيضاء، كذلك البحث عن أثر للنزيف الذي يسبب انخفاض تعداد الدم أو الهيموجلوبين.
  • اختبارات الدم التي تبحث في إنزيمات الكبد والبنكرياس للتعرف على مصدر الألم.
  • فحص البول للبحث عن عدوى بالبول أو الدم.
  • فحص الأشعة السينية أو الموجات فوق الصوتية أو الأشعة المقطعية.
  • التنظير الداخلي، والذي يتم فيه استخدام أنبوب مرن به ضوء وآلة تصوير فيديو في طرفه لفحص بعض الأعضاء الداخلية دون الحاجة إلى جراحة.

وتتراوح أعراض ألم الأمعاء ما بين الخفيفة والشديدة، وهناك بعض الأعراض التي تستوجب التوجه للطوارئ، تاليًا أبرزها:

  • ألم حاد قد يستمر لساعات طويلة.
  • قيء قد يكون مصحوبًا بدم وضيق في التنفس.
  • انتشار الألم إلى الصدر والرقبة أو الكتفين.
  • الإصابة بالحمى والتعرق في الوقت ذاته.
  • عدم القدرة على التبول أو التبرز أو حتى إطلاق الغاز.

 

أسباب انقباض المعدة

يعبر الناس عن ألم المعدة بمصطلح انقباض المعدة في بعض الأحيان، وقد يستخدم تعبير انقباض المعدة للتعبير عن نوع الألم الذي قد يشبه انقباض العضلات. تُعرّف هذه الفقرة بمفهوم انقباض المعدة، كذلك أكثر أسباب انقباض المعدة شيوعًا، كما تطرح الأعراض المصاحبة لها، وأخيرًا تشرح طرق التخفيف منها. 

يعبر مصطلح انقباض المعدة عن ألم البطن الذي يشعر به الشخص في المنطقة الواقعة بين أسفل الضلوع والحوض، وتختلف درجات الشعور بانقباضات المعدة ما بين المعتدلة إلى الطفيفة والحادة، فقد يعاني البعض من انقباض المعدة لفترة تزيد عن ثلاثة أشهر في بعض الأحيان، بينما قد يزول ألم انقباض المعدة عند البعض تلقائيًا دون اللجوء إلى أخذ أي علاج. وينسحب هذا التباين في فترة الألم إلى شدة الألم أيضًا، فقد يكون انقباض المعدة عند البعض حادًا ومفاجئًا وقويًا، بينما يصفه البعض الآخر بالمزعج وغير المؤلم فقط. وتجدر الإشارة إلى أن فترة الشعور بانقباضات المعدة وحدّة الألم تتباين بحسب اختلاف السبب، ولكن على الأغلب فإن معظم أسباب انقباضات البطن مرتبطة بوجود مشكلة في الجهاز الهضمي، إذ يحدث أن يشعر المريض بالألم نتيجة وجود مشاكل في أعضاء أخرى في البطن مثل الكليتين، أو بسبب مشاكل في الأوعية الدموية الكبرى الموجودة في البطن، والتي تتمثل بالشريان الأورطي، كذلك قد يحفز تناول بعض الأدوية من الشعور بانقباضات المعدة. تاليًا أبرز أسباب انقباض المعدة المرتبطة بالجهاز الهضمي: 

  • الإصابة بعسر الهضم أو احتباس الغازات.
  • الإصابة بالإسهال أو الإمساك.
  • يعتبر التهاب المعدة والأمعاء والتسمم الغذائي من أسباب انقباض المعدة الأكثر شيوعًا. 
  • الإصابة برد فعل تحسسي تجاه اللاكتوز الموجود في الحليب بعد شرب الحليب أو تناول إحدى مشتقاته.
  • الإصابة بفتق.
  • القرحة. 
  • يعاني الأشخاص المصابين بمتلازمة القولون العصبي من انقباضات المعدة المتكررة، كذلك الأشخاص الذين يعانون مرض التهاب الأمعاء.
  • الأشخاص المصابون بالتهاب الرتج أو مشاكل في المرارة والكبد، كذلك الأشخاص الذين يعانون من التهاب الزائدة الدودية أو التهاب البنكرياس أو الالتهابات المعوية

وبالإضافة إلى الشعور بالألم في منطقة البطن قد تترافق انقباضات المعدة مع مجموعة من الأعراض الأخرى، تاليًا أبرزها:

  1. الشعور بألم في البطن على شكل طعن أو حرق أو التواء وتشنج.
  2. التجشؤ.
  3. الغثيان المصحوب بالقيء في بعض الأحيان.
  4. الإصابة بالحمى.
  5. فقدان الشهية.
  6. الجفاف.

في العادة يختلف علاج انقباضات المعدة باختلاف السبب الكامن وراءها، ولكن بصورة عامة فإن حالات انقباض البطن الخفيفة تزول في غضون ساعات أو أيام قليلة، ولكن هناك بعض الخطوات البسيطة التي من شأنها التخفيف منها تاليًا أبرزها: 

  • عدم أخذ الأسبرين أو الأدوية المضادة للالتهابات مثل الإيبوبروفين، إذ قد تسبب هذه الأدوية تهيجًا في المعدة أو الأمعاء.
  • شرب كميات كافية من الماء أو المشروبات الصافية التي تقوم بالحفاظ على ترطيب الجسم.
  • تقييد استهلاك الشاي والقهوة والكحول.
  • أخذ قسط كاف من الراحة.
  • قد يساعد استخدام قربة الماء الساخنة في التخفيف من الألم المصاحب لانقباض المعدة. 
  • تناول الأطعمة الخفيفة قبل العودة إلى تناول الطعام بشكل طبيعي، ولكن ينبغي على الشخص استشارة الطبيب أولًا قبل القيام بتلك الخطوة.

وفي حال استدعت انقباضات المعدة التوجه إلى الطبيب للاستشارة الطبية، عندها يقوم الطبيب بوصف مجموعة من الأدوية للمريض منها مضادات التشنج أو مضادات الإسهال أو المسهلات، كذلك بعض الأدوية المضادة للغثيان أو الأدوية المضادة لانتفاخ البطن، بالإضافة إلى مضادات الحموضة والمضادات الحيوية.

 

أسباب فتق البطن

يحدث فتق البطن عند بروز عضو داخل البطن من خلال جدار العضلات المحيطة به، وهناك عدة أنواع من فتق البطن: 

  1. الفتق الشرسوفي (Epigastric Hernia): يحدث هذا النوع عند سماح منطقة ضعيفة في جدار البطن بدخول جزء من الدهون، وفي العادة يبدأ فتق البطن السري صغيرًا في منتصف البطن وتحديدًا في المنطقة الواقعة بين السرة وعظم الصدر، وعادة ما يكون علاج هذا النوع من أنواع فتق البطن عن طريق الجراحة.
  2. فتق البطن الجراحي (Incisional Hernia): يحدث هذا النوع عند ضعف جدار البطن بعد الخضوع لعملية جراحية، ويعتبر من الأنواع الشائعة، نظرًا لأن تكرار العمليات الجراحية يُضعف منطقة البطن، وهو ما يجعل جزء من الأمعاء والأنسجة يبرز إلى الخارج. هذا ويعتبر فتق البطن الجراحي من أنواع فتق البطن المؤلمة والتي تتطلب إجراء عملية جراحية.
  3. الفتق الشبيغلي (Spigelian Hernia): يبرز هذا النوع من أسفل طبقات الدهون في وسط عضلات البطن.
  4. الفتق السري (Umbilical Hernia): ينشأ الفتق السري عندما تسمح بقعة ضعيفة في البطن بدفع القليل من الدهون أو السوائل أو الأمعاء، مما ينتج عنه ظهور كتلة أو انتفاخ بالقرب من السرة، وكما هو الحال مع أنواع فتق البطن السابقة، تعتبر الجراحة الحل الأنسب في أغلب الحالات.

أما عن أسباب فتق البطن فهي متعددة، منها ما هو بسبب بعض الممارسات التي يقوم بها الشخص أو لأسباب خارجة عن سيطرة المريض. هذا وتشير المصادر إلى التباين في أعمار المصابين، إذ يُصيب الفتق الأشخاص في أي عمر، ولكن التقدم في العمر يزيد من الضعف في جدار البطن، والذي يعتبر بدوره من أسباب فتق البطن البارزة، بالإضافة إلى جملة من العوامل والأسباب الأخرى:

  • الإصابة بالسعال المزمن.
  • مرض الكولاجين الوعائي.
  • رفع الأشياء الثقيلة.
  • وجود بعض أنواع العيوب الوراثية التي تحفز من الإصابة بفتق البطن.
  • الإصابة ببعض أنواع الالتهابات بعد الخضوع للجراحة.
  • التعرض لإصابات في منطقة البطن.
  • البدانة والوزن الزائد أو الحمل بالنسبة للنساء. 
  • ممارسة الضغط عند التبرز أو التبول. 

ولتشخيص الفتق في البطن يقوم الطبيب بالقيام ببعض الخطوات: 

  1. في العادة يتمكن الطبيب من تحديد الأنواع المختلفة من أنواع فتق البطن بمجرد النظر إلى فتق البطن بالعين المجردة، أو بملامسة المنطقة المصابة.
  2. إجراء الموجات فوق الصوتية للبطن أو الأشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي، إذ يمكن أن تساعد اختبارات التصوير هذه في إظهار الثقب الموجود في جدار العضلات، جنبًا إلى جنب مع الأنسجة البارزة منه.

هذا ويشعر المصابون بالأنواع السابقة من أنواع فتق البطن بجملة من الأعراض، التي يشترك بها أغلب المصابين على اختلاف الأنواع: 

  • بشكل عام يتمكن المصاب بفتق البطن من رؤية فتق في جدار البطن، قد يصاحبه ظهور احمرار على سطح الجلد.
  • ظهور نتوء أو انتفاخ تحت الجلد.
  • الشعور بالألم أو الانزعاج الخفيف، وفي العادة يزداد الشعور بالألم عند التعرض للإجهاد أو رفع أشياء ثقيلة.
  • الشعور بالغثيان أو الاستفراغ في بعض الأحيان.

 

الماء في البطن

يُطلق على ظاهرة الماء في البطن تسمية الاستسقاء، وتحدث عند تراكم الكثير من السوائل في المنطقة الواقعة بين طبقات الصفاق، والصفاق عبارة عن غطاء من الأنسجة مكونة من طبقتين يقوم بحماية أعضاء البطن، كالكبد والمعدة والكلى والأمعاء. وفي الغالب يعاني الأشخاص المصابين بتليف الكبد من الاستسقاء، إذ يعجز الكبد المتضرر عن أداء وظائفه بطريقة طبيعية، وغالبًا ما يواجه الأشخاص المصابين بتليف الكبد خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم البابي أيضًا، وهو ارتفاع الضغط في الوريد البابي الذي ينقل الدم إلى الكبد، عندها يتسبب الضغط المرتفع في تسرب السوائل من الأوردة إلى البطن محدثًا حالة الماء في البطن. وبالانتقال إلى الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى حدوث الاستسقاء (الماء في البطن) فهي متنوعة، منها ما يتعلق بالأعضاء التي يغطيها الصفاق ومنها ما يتعلق بحالات مرضية أخرى. تاليًا أبرز أسباب الماء في البطن:

  1. الإصابة بتليف الكبد، إذ يعتبر هو السبب الأبرز لحصول الماء في البطن.
  2. الفشل الكلوي أو العجز في القلب.
  3. الإصابة ببعض أنواع الالتهابات والعدوى البكتيرية.
  4. من الممكن أن تؤدي الإصابة ببعض أنواع السرطان إلى حدوث الماء في البطن.

كما إن هناك مجموعة من عوامل الخطر التي قد ترفع من فرص حصول الماء في البطن، ولا يعني ذلك إن جميع المرضى الذين يعانون من تلك الحالات سوف يواجهون مشكلة الماء في البطن: 

  • مرض الكبد الدهني غير المرتبط بالكحول، إذ يُنسب النوع الأبرز من أنواع تليف الكبد إلى استهلاك الكحول بكثرة.
  • التشخيص بالإصابة بالتهاب الكبد من النوع باء والتهاب الكبد جيم.
  • الأشخاص المدمنين على تعاطي الكحول بكميات كبيرة.
  • الإصابة بالتهاب الكبد المناعي.
  • التهاب الكبد المناعي الذاتي.
  • أمراض الكبد الوراثية مثل داء ترسب الأصبغة الدموية ومرض ويلسون ونقص ألفا -1 أنتي تريبسين.
  • فشل القلب الاحتقاني.
  • سرطانات البطن والحوض.

ويترافق مع تجمع الماء في البطن وتضاعف حجم البطن بعض الأعراض الأخرى، التي يستطيع الطبيب من خلالها تشخيص الإصابة بالاستسقاء، تاليًا أبرزها: 

  • زيادة سريعة وغير مبررة في الوزن بشكل عام يترافق مع كبر حجم البطن.
  • تورم في الكاحل.
  • انقطاع للنفس.
  • ظهور مشاكل تتعلق بالجهاز الهضمي كالإصابة بالإسهال أو الإمساك دون سبب واضح، كما قد يعاني البعض من الانتفاخ والألم الشديد في منطقة البطن.
  • تترافق معظم حالات الاستسقاء مع ألم في الظهر.
  • صعوبة في الجلوس.
  • الإصابة بالتعب.

وفي العادة يلجأ الطبيب المعالج إلى بعض الطرق لتحديد سبب حصول الماء في البطن، من أجل إعطاء العلاج المناسب، تاليًا التسلسل المتبع في التشخيص:

  • إخضاع المريض للفحص البدني للتعرف على الأعراض التي يعاني منها.
  • فحص الموجات فوق الصوتية أو الأشعة المقطعية.
  • إجراء البزل الذي يسحب خلاله الماء من البطن باستخدام إبرة رفيعة، ومن ثم تحليل السائل بحثًا عن علامات السرطان والعدوى وارتفاع ضغط الدم البابي وغيرها.

 

حركة الجنين أسفل البطن

في العادة تبدأ المرأة بالإحساس بحركة الجنين أسفل البطن بين الأسبوعين السادس عشر والرابع والعشرين من الحمل، وقد يتأخر الإحساس بالشعور بحركة الجنين عند بعض النساء اللواتي يختبرن الحمل لأول مرة، فقد تشعر هؤلاء النساء بحركة الجنين في الأسبوع العشرين، عند ذلك يجب على المرأة الحامل إخبار الطبيب أو الممرضة بذلك، إذ يقوم الطاقم الطبي المشرف بفحص ضربات القلب للطفل وحركته. ولكن بشكل عام فإن الاختلاف في توقيت الشعور بحركة الجنين أسفل البطن لا يستدعي القلق، فهو أمر نسبي ويختلف حتمًا بين النساء، ولا يقتصر على الاختلاف في توقيت الإحساس بحركة الجنين، إنما يتعدى إلى اختلاف نوعية الحركة، فهناك من الأجنة ما يركل بصورة واضحة وقوية على عكس البعض الآخر الذي يتميز بحركة طفيفة جدًا. ولا تحتاج المرأة الحامل إلى حساب عدد الحركات والركلات خلال اليوم، إنما يتوجب عليها فقط أن تلاحظ نمط الحركة فقط. وتجدر الإشارة هنا إلى أن حركة الجنين أسفل البطن ستتغير بتغير مراحل الحمل.

  1. الحركة خلال الأسابيع 16-19: في تلك المرحلة المبكرة تبدو حركة الجنين على أنها فقاعة، كما قد تصفه بعض النساء بأنه إحساس أشبه بغازات البطن.
  2. الحركة خلال الأسابيع 20-23: خلال تلك الأسابيع تشعر المرأة بحركة الجنين أسفل البطن بطريقة أوضح، إذ تكون الركلات أشد، وفي حال عدم وجود حركة أو عدم انتظام النمط، عندها تُنصح المرأة بإخطار الطاقم الطبي المشرف على حالتها الصحية.
  3. الحركة خلال الأسابيع 24-28: يحوي الرحم على ما يعادل 26 أوقية من السائل الأمنيوسي خلال تلك الأسابيع، مما يعطي الجنين المساحة الكافية لإظهار الحركة بشكل أوضح، ومع أن الحركة تبدو أسلس خلال تلك الأسابيع، إلا إن الجنين قد يبدي ردة فعل مفاجئة تجاه الأصوات، وقد تتمكن الأم من الإحساس ببعض الحركات الطفيفة التي يبديها الجنين، ومنها التجشؤ مثلًا.
  4. الحركة خلال الأسابيع 29-31: خلال تلك الأسابيع تبدو حركة الجنين أكثر حدة، وقد تشعر الأم بحركة الطفل أسفل الضلوع أو على جوانب البطن، أو حتى في مناطق قد تبدو أبعد من أسفل البطن.
  5. الحركة خلال الأسابيع 32- 35: خلال تلك الأسابيع يمتلك الطفل مساحة أصغر للحركة، لذلك تصبح الحركة أبطأ ولكن تشعر المرأة بها لفترة أطول.
  6. حركة الجنين من 36 إلى 40 أسبوعًا: مع اقتراب موعد الولادة يتجه رأس الطفل إلى الأسفل، وينتقل الإحساس بحركة الجنين من الأسفل إلى الأعلى خلال تلك المرحلة، وتشعر المرأة بالألم خلال المراحل الأخيرة من الحمل جراء قوة حركة الجنين، خصوصًا في المنطقة الواقعة أسفل الأضلاع.

وتعتبر حركة الجنين مهمة نظرًا للاعتبارات التالية: 

  1. تعكس حركة الجنين أسفل البطن الصحة العامة للجنين.
  2. يعكس تباطؤ حركة الجنين أو انعدام حركته إصابة الجنين أو السائل الأمنيوسي بنوع من أنواع الاختلالات أو الالتهابات.

أما عن الدلالات الخطيرة المتعلقة بحركة الجنين أسفل البطن فهي على النحو الآتي:

  • على الأم الحامل التوجه إلى الطوارئ في حال اختلفت حركة الجنين أسفل البطن عن المعتاد. 
  • انعدام الإحساس بحركة الجنين.
  • تباطؤ حركة الجنين عن النمط المعتاد.

وفي حال ظهور العلامات السابقة ينبغي على الأم التوجه إلى الطوارئ، فقد يعكس ذلك الإصابة بحالة مرضية أو توقف القلب، لذلك يعتبر التوجه إلى الطوارئ ضروري من أجل أخذ الإجراء اللازم لإنقاذ الجنين.
 

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على