` `

هل يمكن للتبرع بالدم أن ينقذ حياة الأشخاص؟

صحة
4 فبراير 2021
هل يمكن للتبرع بالدم أن ينقذ حياة الأشخاص؟
صحيح

تحقيق مسبار

الدم هو السائل الحيوي الذي يشكل أهمية كبيرة لجسم الإنسان، حيث يقوم بحمل الأوكسجين والعناصر الغذائية إلى كافة أنحاء الجسم، مما يجعل فقدان جزء منه أو اضطراب تصنيعه بشكل صحيح أو أي شكل من أشكال أمراض الدم أمرًا يستدعي الاهتمام. وبفضل البحث العلمي الدقيق عرفت البشرية عمليات نقل الدم، التي باتت من أكثر الإجراءات الطبية شيوعًا في العالم.

في هذا المقال سيتم استعراض عمليات نقل الدم بالإضافة إلى تركيب الدم ومكوناته الرئيسية وأهمية عمليات نقل الدم ودرجة أمانها بشكل عام.

 

ما هي فصائل الدم؟

يتكون الدم من مجموعة من كرات الدم الحمراء، وكرات الدم البيضاء، والصفائح الدموية، والبلازما. ويتم تحديد فصيلة الدم من خلال نوعين أساسيين من البروتينات الموجودة في الدم وهي:

  • الأجسام المضادة (Antibodies): وهي عبارة عن بروتينات موجودة في البلازما، وتعد جزءًا من الجهاز الدفاعي الطبيعي للجسم، حيث تلعب دورًا في التعرف على المواد الغريبة التي تدخل الجسم كالجراثيم والميكروبات وتقوم بتنبيه جهاز المناعة ليبدأ في القضاء عليها.
  • المستضدات (Antigens): وهي أيضًا مجموعة جزيئات بروتينية توجد على سطح كرات الدم الحمراء.

أول من اكتشف فصائل الدم البشرية كان عالم الأحياء الأمريكي كارل لاندشتاينر، المولود في النمسا، وذلك في عام 1901، عندما وجد أن هناك مستضدات وأجسام مضادة في الدم، تحفز تكتل الخلايا الحمراء عند إضافة خلايا حمراء من نوع واحد إلى خلايا الدم من النوع الثاني. وبناءً على ردود أفعال المجموعات تجاه بعضهم البعض تعرف لاندشتاينر على 3 مجموعات هي A، B، O، لذا تم تصنيف فصائل الدم وفق نظام أُطلق عليه ABO، ثم تم اكتشاف مجموعة رابعة هي AB بعد عام من قبل فريق آخر.

وبحسب نظام الـ ABO يوجد أربع فصائل للدم يتم تحديد فصيلة كل شخص من خلال الجينات الوراثية. هذه الفصائل هي:

  1. فصيلة الدم A: وتحتوي على مستضدات A على خلايا الدم الحمراء مع الأجسام المضادة لـ B في البلازما.
  2. فصيلة الدم B: وتحتوي على مستضدات B مع الأجسام المضادة لـ A في البلازما.
  3. فصيلة الدم AB: تحتوي على كلا المستضدات A وB، ولكن لا تحتوي على أجسام مضادة.
  4. فصيلة الدم O: وهي لا يوجد بها مستضدات، ولكن تحتوي على كلا الأجسام المضادة لـ A وB في البلازما.

 

كيف يتم تصنيع الدم؟

جسم الإنسان هو المسؤول الرئيسي عن تصنيع وإنتاج الدم الذي يحتاجه عن طريق تطور الخلايا الجذعية في نخاع العظام، وهي اللبنات الأساسية التي يستخدمها الجسم لصنع خلايا الدم المختلفة: الخلايا الحمراء والخلايا البيضاء والصفائح الدموية. ويبلغ متوسط حجم الدم لدى الشخص البالغ حوالي 8٪ من وزن الجسم.

 

ماذا يقصد بعمليات نقل الدم؟

هي العمليات التي يتم فيها نقل أو إحلال للدم المفقود خلال العمليات الجراحية أو الإصابة على سبيل المثال. كما قد يحتاج الشخص إلى عمليات نقل الدم إذا كان جسمه غير قادر على تصنيعه بشكل صحيح.

ويستخدم التبرع بالدم حوالي نصف لتر، وبعد ذلك يتمتع الجسم بقدرة هائلة على تعويض جميع الخلايا والسوائل التي فقدها.

وفيما يلي بعض الأمثلة للحالات التي قد يحتاج الشخص فيها إلى نقل الدم:

  • فقر الدم أو الأنيميا.
  • مرض الخلايا المنجلية.
  • النزيف في حالات الهيموفيليا أو السرطان.

وهناك أربعة أنواع من منتجات الدم التي يمكن نقلها خلال عمليات نقل الدم، وهي إما الدم بالكامل، أو خلايا الدم الحمراء، أو الصفائح الدموية، أو البلازما. ويأتي معظم الدم المستخدم في عمليات نقل الدم من تبرعات الدم الكاملة التي يقدمها المتطوعون. كما يمكن لأي شخص أيضًا جمع دمه وتخزينه قبل أسابيع قليلة من الجراحة في حالة الحاجة إليها.

 

هل يمكن للتبرع بالدم أن ينقذ حياة الأشخاص؟

صحيح. قد يكون يمكن للتبرع بالدم أن ينقذ حياة الأشخاص، حيث يمكن للدم الذي يتم التبرع به أن يكون شريان الحياة في حالات الطوارئ، بالإضافة إلى الأشخاص الذين يحتاجون إلى علاجات طويلة المدى.

لكن في الوقت نفسه هناك أهمية كبيرة في تطبيق المعرفة بنظام الـ ABO عند نقل الدم، حيث يمكن أن يكون للأخطاء عواقب وخيمة وقد تهدد حياة شخص ما. على سبيل المثال إذا تم إعطاء شخص من فصيلة الدم B دم من المجموعة A، فإن الأجسام المضادة لـ A ستهاجم خلايا المجموعة A. لذلك لا ينبغي أبدًا إعطاء دم المجموعة A لشخص لديه دم من المجموعة B والعكس صحيح.

أما الفصيلة O، فنظرًا لأن خلايا الدم الحمراء بها لا تحتوي على أي مستضدات A أو B، فيمكن إعطاؤها بأمان إلى أي مجموعة أخرى.

 

هل نقل الدم شيء آمن؟

عادةً ما يكون نقل الدم آمنًا، لأن الدم المتبرع به يتم اختباره ومعالجته وتخزينه بعناية. ومع ذلك، يوجد احتمال ضئيل أن يكون هناك رد فعل خفيف إلى شديد للجسم تجاه دم المتبرع. وقد تشمل المضاعفات الأخرى لنقل الدم: الحمى ومضاعفات القلب أو الرئة أو التفاعلات النادرة والخطيرة التي تهاجم فيها خلايا الدم البيضاء المتبرع بها أنسجة الجسم السليمة. كما أن بعض الأشخاص قد يتعرضون إلى مشاكل صحية بسبب زيادة كمية الحديد الناتج عن نقل الدم المتكرر، بالإضافة إلى وجود احتمالية ضئيلة لالتقاط العدوى بالفيروسات مثل: فيروس الكبد الوبائي B وC أو فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) HIV خلال عمليات نقل الدم. لكن بشكل عام يجعل البحث العلمي والضوابط الطبية الدقيقة من عمليات نقل الدم المتبرع به شيئًا آمنًا.

 

من هم الأشخاص الذين يمكنهم التبرع بالدم؟

معظم الأشخاص يمكنهم التبرع بالدم، بشرط توافر مجموعة من الصفات تحددها خدمة الصحة الوطنية بالمملكة المتحدة (NHS) كما يلي:

  • أن يكون الشخص يتمتع بصحة جيدة.
  • أن يكون وزن الشخص 50 كجم على الأقل.
  • أن يكون عمر المتبرع من 17 إلى 66 عامًا.
  • إن كان الشخص أكبر من 70 عامًا بشرط أن يكون قد تبرع بالدم خلال السنتين الماضيتين.

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على