` `

هل إدمان الإباحية مرض؟

صحة
6 مايو 2021
هل إدمان الإباحية مرض؟
يعتبر إدمان الإباحية حالة مرضيةً يجب التعامل معها بشكلٍ حكيم وعقلاني (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

كان إدمان المواقع الإباحية من المشاكل العديدةِ التي ظهرت مع الانتشار الواسع للإنترنت، ولا يمكن الحديث عن إدمانِ المواقع الإباحيةِ من دون الحديث عن إدمان الإنترنت.

يستعرض هذا المقال إدمان الإنترنت وإدمان الإباحية، ويُلقي نظرة على آثار إدمان الإباحية للمتزوجين وبشكل خاص إدمان الزوج المواقع الإباحية.

صورة متعلقة توضيحية

 

هل إدمان الإباحية مرض؟ 

أظهرت العديدُ من الدراسات والأبحاث أن إدمانَ المواقع الإباحية يعد شكلًا من أشكالِ الإدمان السلوكي، والتي تسبب سلوكًا قهريًا معينًا يصعُب التخلص منه بسبب اتباعِ سلوكٍ معينٍ، كما ويعدُّ إدمانَ المواقعِ الإباحية من أخطرِ أنواع الإدمان، وعلى الرغم من أنه لا يمكن تشخيصه بأدوات تشخيصٍ محددة، إلا أنَّ له بعض الآثار الجانبية التي يمكن تحديدها والإستدلال بها على المرض. وفي ورقة بحثية علمية، يوضح العلماء أسباب اعتبارِ أن إدمانَ المواد الإباحية مرض:

  • يُعد الدوبامين، وهو الناقل الرئيسي لما يحصل عليه المدمن إلى الدماغ، ناقلًا أيضًا لما يحصل عليه من متعة ومكافئاتٍ عند مشاهدة المواد الإباحية، حيث يشترك إدمان المواقع الإباحية مع أنواعِ الإدمان السلوكي القهري في واحدٍ من أهم علاماته. 
  • وجد العلماء أيضًا أن الأعراض التي تظهر على من يشاهدون المواد الإباحية، لها تأثيرٌ مشابهٌ لما تُحدثه الأضرار الجانبية الناجمة عن بعض أشكال الإدمان الأخرى مثل إدمان الكحول والمخدرات، كما وقد لاحظوا أيضًا نشاطًا كبيرًا للدماغ عند معالجته للتغذية من مشاهدة هذه الأفلام. 
  • يشتركُ إدمان الإباحية مع أنواع الإدمان الأخرى في الطريقة التي يؤثر بها الدماغ على الدوافع المختلفة للحصول على الرغبة، وعلاوةً على مشاركتهِ أنواع الإدمان في طريقة وصول توابعه إلى الدماغ، يشترك إدمان المواقع الإباحية مع الأنواع الأخرى فيما يحدثه من أثرٍ على الدماغ عند تلقيه التغذية من مشاهدة الأفلام الإباحية، ومن أنواع الإدمان السلوكي الأخرى مثل إدمان القمار وألعاب الكمبيوتر وحتى إدمان الكحول والمخدرات.
  •  

إدمان الإنترنت والمواقع الإباحية

في بحثٍ علمي نشرته المكتبة الوطنية الطبية الأمريكية،  وُجِد أنه وبالرغم من عدم وجود أدوات قياس متعارف عليها لتحديد ما إذا كان الشخص يعاني من إدمانِ الإباحية، إلا أنه قد حدد الكثير من السلوكيات التي ترافقه، كما ويوضح البحث الآثار المترتبة على إدمانِ الإنترنت ومنها إدمان المواقع الإباحية.

  • أدّى توفر التقنيات بهذا الحجم الكبير إلى ظهورِ العديدِ من أشكال الإدمان، مثل إدمان القمار والألعاب والتسوق والجنس السيبراني وغيرها، ومع الإفراط في تعاطي المواد الإباحية عبر الإنترنت، تطوَّر ليصبح إدمانًا يُحدِث سلوكًا قهريًا يؤثر على حياة الفرد الواقعية.
  • يعتبر إدمان المواقع الإباحية من أكثر هذه السلوكيات شيوعًا عبر الإنترنت، حيث خَلق عالمًا افتراضيًا للمدمن يمارس من خلاله سلوكياته بحرية.
  • يصبح إدمان المواقع الإباحية سلوكًا قهريًا عندما تولِّد استمراريته مشاكل مالية أو قانونية أو اجتماعية تؤثر على الشخص المدمن وتعطِّلُ حياته.
  • يبني البحث نموذجًا يحدد فيه بعض الآثار المترتبة على إدمانِ الإنترنت والمواقع الإباحية، والتي منها إدمانُ العادة السرية عند الذكور.

إن إدمانَ الإنترنت والمواقع الإباحية ورُغم أنه من المشاكل الشائعة لدى العديد من الفئات وفي مختلف المجتمعات، تبقى مشكلةً شائكةً بسبب الاعتماد على ملاحظةِ السلوكيات وآثار هذه السلوكيات في تقييمها وتقييم الفرد الذي يقوم بها، وبالرغم من ذلك، يبقى إدمان الإباحية مشكلةً تمس المدمنَ على أصعدةٍ عدة، ويجب إيجادِ كافة الحلول الممكنة لها.

 

إدمان الإباحية

إدمان الإباحية هو أحد أخطر أنواع الإدمان السلوكي التي تسيطر على الشخص المصاب به وتُفقده القدرة على التوقف عن مشاهدة المواد الإباحية المصورة، وينتشر هذا النوع من الإدمان بين الشباب والمراهقين، وقد ازدادت نسب المدمنين على المواد الإباحية مع زيادة انتشار الإنترنت واتساع سوق الإباحية في العالم.
وبالرغم من أنه لا يوجد مقياس معين للحكم على الشخص بأنه مدمنٌ للإباحية أم لا، إلا أنه هناك الكثير من الأعراض والدلائل التي تشير إلى ذلك، منها:

  1. عدم القدرة على التوقف، رغم الكثير من المحاولات، ولا يعني عدم قدرة الشخص على التوقف أنه مُكره على فعل ذلك.
  2. رغبة شديدة في مشاهدة المزيد من المواد الإباحية، يقابله انسحابًا من الحياة الاجتماعية للشخص المدمن.
  3. استنزافِ الوقت في مشاهدة الأفلام الإباحية، مع توقف الشخص عن أداء واجباته اليومية، وعدم قدرته على الإنجاز.
  4. الشعور بألمٍ في الجسد، ويأتي هذا الألم كمضاعفاتٍ لإدمان الإباحية، مثل الإجهاد الناجم عن النظر المُطوّل إلى الشاشة.
  5. التشتيت، إذ يؤدي الإدمان على الإباحية إلى تشتيت الشخص وإلهائه عن الكثير من جوانب حياته اليومية، وعلى علاقاته الاجتماعية أيضًا.

 

عند الوصول إلى حالة شديدة من إدمان الإباحية، يبدأ الشخص بفقد السيطرة على العديد من الأمور، كما ويصبح منساقًا بشكلٍ كبير نحو الإباحية، بالإضافة إلى سعيهِ المستمر  إلى مشاهدة محتوياتٍ إباحية جديدة قد تكلفه الأموال من أجل مشاهدتها، أو قد يضطر أيضًا إلى مخالفة القانون الإلكتروني إذا كان مشاهدة هذا النوع من المحتوى محظورٌ في بلده. ولا تكمن مخاطر الإباحية في فقدان الشخص السيطرة على رغبته فحسب، وإنما ومثل أي شكلٍ آخر من أشكال الإدمان المختلفة، قد يفقد الكثير من دون أن يشعر، وقد يكون عرضةً لمخاطرَ أكبر من مخاطر الإدمان.

صورة متعلقة توضيحية

 

إدمان الأفلام الإباحية للمتزوجين

لا تقتصرُ مشاهدة الإباحية على المراهقين والعازبين فحسب، بل يقوم المتزوجون أيضًا بمشاهدة المواد الإباحية عبر الإنترنت، فمشاهدة المواد الإباحية يُعد أمرًا شائعًا عند كلٍ من الرجال والنساء على حدٍ سواء، إلا أنَّ الرجال يشاهدون هذه المواد أكثر من النساء، وقد لا ينتهي ادمانُ الإباحية بعد الزواج، ولا يؤثر الإدمان على المدمن فقط، وإنما يهدّد كلًا الزوجين معًا. ومن أهم نتائج إدمان المتزوجين على الأفلام الإباحية:

  • ينتُج عن إدمان المواد الإباحية للمتزوجين حالةً من عدم الرضا بين الزوجين، وذلك بسبب إدمانِ أحد الشركاء على حالة معينةٍ أدت إلى ضعف الانجذاب نحو الشريك.
  • نظرًا لعزُوف الزوج المدمن عن زوجته، ستُصاب الزوجة بالحزن نتيجةً لإهمال زوجها لها، بالإضافة إلى ضعف الشعور بالثقة وتعرضها لجرحٍ نفسيٍ نتيجة لذلك، كما وقد تتعدى الآثار إلى إصابتها باضطراباتٍ نفسية.
  • من المخاطر الناجمة عن إدمان الموادِ الإباحية للمتزوجين، نشوء مساحةٍ افتراضية للمدمن يمارس من خلالها رغباته على حساب العلاقة الحقيقية مع الشريك، ممّا يؤدي إلى وقوع حالات الخيانة الزوجية، فإدمانُ الإباحية للمتزوجين يزيد من حالات الخيانة الزوجية بمعدل 300%.
  • نتيجة إدمان المواقع الإباحية للمتزوجين، تتضاعف نسب الطلاق، مما يؤدي إلى تفكك الأسر ومن ثم المجتمع على اعتبار الأسر ة نواةً له، وقد لا يحدث الطلاق نتيجة للخيانة الزوجية، وإنما يحدث نتيجةً للآثار الناجمة عن إدمان الإباحية.

وعلى الرغم من أن حالات إدمان الأفلامِ والمواد الإباحية شائعةً عند الأزواج، إلا أن الزوجات أيضًا يعانين منه، وبالتالي فإن آثاره السلبية على العلاقة الزوجية لا تقل خطورة عن تلك الناجمة عن إدمان الزوج، حيث يؤدي إدمانَ المتزوجين للأفلام الإباحية إلى ضعف إيمانهم بوجوب الإخلاص تجاه شركائهم، وفقدانِ الدوافع في بعض الأحيان لاستمرار هذا الزواج.

صورة متعلقة توضيحية

 

إدمان الزوج المواقع الإباحية

من الأسباب التي تؤدي إلى تفاقم المضاعفات الناجمةِ عن إدمان الزوج للأفلام الإباحية هو عدم معرفة الزوجة بالكيفية الواجب التعامل بها حيالَ هذه المشكلة، بالإضافة إلى عدم قدرتها أيضًا على التعامل المباشر مع زوجها لإيجاد الحلول، نظرًا لحساسية الموضوع، ولكونه صادمًا لها، وماله من تداعياتٍ أيضًا تصاب بها الزوجة، والحديث هنا ليس عن عدم قدرة الزوجة على التعامل مع مشاهدة الزوج للإباحية، وإنما إدمانَ الزوج المواقع الإباحية، أي زيارته لهذه المواقع بشكلٍ مفرط مع فقدانه القدرة على السيطرة على سلوكه الإدماني وتوابعه. تقدم الزوجات اللواتي واجهنَ هذه المشاكل مجموعةً من النصائح لغيرهنّ لمنعِ المزيد من المضاعفات الناجمة عن إدمان الزوج للأفلام الإباحية، منها:

  • لا علاقة للزوجة بسلوكِ زوجها المدمن، ولا تتحمل مسؤولية إدمانه، وإنما هي ضحية لمضاعفاتِ إدمان الزوج المواقع الإباحية.
  • يجب على الزوجة ألا تجعل إدمان الزوج للإباحية يؤثر على سلوكها أو حياتها، إنَّ عدم انسياق الزوجة لإدمان زوجها وتبعاتِه يعد جزءًا من العلاج.
  • التعامل مع الزوج المدمن بقدرٍ من التعاطف والتسامح، يعتبر إدمان الإباحية حالة مرضيةً يجب التعامل معها بشكلٍ حكيم وعقلاني.

إذا كان الزوج مدمنًا للمواقع الإباحية، قد يبدأ بفقد قدرته على إقامة العلاقة الجنسية مع شريكه، فهي تخلق لدى الزوج المدمن للأفلام الإباحية رغباتٍ ومتطلباتٍ جديدة بنيت على ما تلقاه من تغذية من هذه الأفلام، مما ينتج عنه الشعور بالإحباط نتيجة عدم حصوله على متطلباته الجديدة، يليه انسحابًا من علاقاته مع شريكه إلى الاستمرار بمشاهدة هذه المواد. وعلى الرغم من أنّ إدمانِ الزوج للمواقع الإباحية يُعد من أكثر المشاكل الزوجية حساسية، إلا أنه يمكن للزوجة أن تساعد في حل هذه المشكلة إذا ما تعاملت معها بالشكل الصحيح، ويجب على الزوجة أن لا تتردد في طلب المساعدة من ذوي الاختصاص إذا ما احتاجت لذلك.

صورة متعلقة توضيحية


اقرأ/ي أيضًا:

هل يمكن علاج إدمان الإباحية؟

هل المني مفيد للبشرة؟

هل السائل الشفاف يسبب الحمل؟

هل يصاب الرجل بسرطان الثدي؟

هل الفياغرا مضرة بالشباب؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على