` `

هل أعراض ارتجاع المريء النفسية تؤثر فعليًا على المريض؟

صحة
1 أغسطس 2021
هل أعراض ارتجاع المريء النفسية تؤثر فعليًا على المريض؟
القلق هو أحد أعراض ارتجاع المريء النفسية المباشرة (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

الارتجاع المعدي المريئي هو أحد الأمراض المزمنة، التي تحدث بسبب ارتداد حمض المعدة إلى المريء مرتين أو أكثر أسبوعيًا، ولا يمكن اعتبار أعراض ارتجاع المريء النفسية أقل شدةً أو خطورةً من الأعراض الجسدية المصاحبة للمرض، التي تستمر مع المريض لمدة طويلة مسببةً حالةً تسمى اضطراب القلق، وهي حالة آخذة في الازدياد بشكلٍ يوازي الزيادة في حالات الارتجاع المريئي؛ بحسب الإحصائيات التي تم إجراؤها في الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأخرى.

ما هي أسباب الارتجاع المريئي؟

الارتجاع المريئي مرض ناتج عند تدفق الطعام وحمض المعدة العكسي من المعدة إلى المريء، مسببًا تهيجًا في بطانة المريء والأنسجة الأخرى، إضافة إلى مجموعةٍ من الالتهابات التي تزيد شدة  أعراض ارتجاع المريء النفسية والجسدية على حد سواء، لكن هذه المخاطر تزداد تبعًا للعوامل التالية:

  1. البدانة.
  2. فتق الحجاب الحاجز، وهذا يُسبب سهولة ارتداد الطعام والأحماض من المعدة إلى المريء.
  3. تأخّر إفراغ المعدة بسبب مشاكل في الجهاز الهضمي.
  4. الحمل.
  5. بعض العادات السيئة؛ مثل: الاستلقاء بعد الأكل مباشرة، إضافةً إلى تناول الأطعمة الدهنية والمقلية.
  6. الإجهاد والقلق؛ إذ يعتبر الإجهاد المؤدي إلى القلق مرتبطًا بشكلٍ كبير بزيادة الارتجاع المريئي بالرغم من كونه أحد أعراضه أيضًا.
  7. القلق والتوتر.
  8. متلازمة القولون المتهيج.
  9. شرب الكحول.

ما هي أعراض ارتجاع المريء النفسية؟

  • الشعور بالثقل وعدم الراحة: يسبب الارتجاع المريئي شعورًا غير مريح؛ يتمثل بحموضة في الصدر، يُفسر عادةً بارتفاع الأحماض المعدية إلى الصدر.
  • تغيّر المذاق: الاحساس بطعم مرّ أو حامض في آخر الحلق؛ بسبب وصول الحمض إلى أقصى الحلق.
  • صعوبة في البلع: عدم الراحة والشعور بكتلة في الحلق، مما يُسبب صعوبة البلع وبعض أعراض السعال المزمن، التي قد تصل إلى الربو.

أعراض مشتركة بين القلق والارتجاع المريئي

يربط معظم المرضى بين الارتجاع المريئي وحموضة المعدة باعتبارهم نفس المرض، لكن الحقيقة أن حموضة المعدة هي أحد أعراض الارتجاع المريئي، التي تحصل نتيجة ارتجاع الطعام إلى المريء. لكل من القلق والارتجاع المريئي أعراضًا مختلفة، لكن في بعض الحالات توجد أعراض مشتركة بين هاتين الحالتين؛ نذكر منها:

  • مشاكل الجهاز الهضمي: من الأعراض المشتركة بين الحالتين حرقة المعدة، والغثيان، والشعور بوجود كتلة في الحلق تسبّب الاختناق و السعال وبحة في الصوت في معظم الأحيان.
  • القلق والنوم المتقطع: هذا أيضًا من الأعراض والأسباب على حد سواء؛ لأن ارتداد الحمض يزداد أثناء الاستلقاء مسببًا الأرق وقلة النوم، وهذا يزيد من الاضطرابات النفسية والقلق كثيرًا.

هل يوجد صلة وثيقة بين الارتجاع المريئي والقلق؟

بالرغم من عدم ارتباط المرضين للوهلة الأولى؛ إلّا إنّ العديد من الباحثين يعتقدون أن هنالك صلة وثيقة بينهما، بل أن القلق هو أحد أعراض ارتجاع المريء النفسية المباشرة، كما أنّه أحد أهم أسباب الارتجاع المريئي، وهذا يُؤكّد حسب مجموعة من الدراسات أن الحالتين مرتبطتين معًا بشكل وثيق، وكلاهما يعتبر سبب وعرض للحالة الأخرى، وفيما يلي تفصيل لبعض هذه النتائج والدراسات:

زيادة شدة أعراض الارتجاع المريئي

أكّدت العديد من الدراسات  أن القلق يزيد من شدة أعراض ارتجاع المريء الأخرى؛ مثل الألم في الجزء العلوي من البطن وحرقة المعدة وغيرها من الأعراض؛ لأن يزيد من الحساسية تجاه الألم والأعراض الأخرى هذا من ناحية، كما أن القلق والحالة النفسية للمريض تؤثران بشكل كبير على حركة المريء، وعمل عضلات المريء العاصرة، التي تسمح بمرور الطعام باتجاهٍ واحدٍ فتُحرّك الطعام من المريء نحو المعدة فقط، أما في حالة الارتجاع المريئي؛ فإن العضلة ترتخي بطريقة تسمح بارتجاع الطعام والحمض من المعدة إلى المريء.

تشير العديد من الدراسات أيضًا إلى وجود ارتباط وثيق بين أعراض الارتجاع المريئي والحالة النفسية والعاطفية للمريض، وأن العوامل النفسية؛ مثل القلق والاكتئاب تلعب دورًا اساسيًا في تطوّر الارتجاع المريئي أكثر من العوامل الأخرى؛ مثل التدخين، التي تعتبر ذات تأثير أقل، وهذا يُفسر تفاقم الأعراض في حالات الاكتئاب والقلق؛ لذلك فإن العلاجات المضادة للالتهاب تساهم في التقليل من الأعراض بشكل كبير.

انخفاض الهرمونات بسبب القلق

بعض الدراسات تشير إلى انخفاض بعض الهرمونات المعروفة باسم البروستاجلاندين، التي تساعد في تغطية بطانة المعدة وحمايتها من الأحماض؛ بفعل التوتر، لهذا يزيد الإجهاد والقلق والضغوطات أعراض الارتجاع المريئي النفسية وحموضة المعدة عمومًا، ناهيك عن مشاكل الجهاز الهضمي.

زيادة القلق نتيجة الارتجاع المريئي

من ناحية أخرى أشارت بعض الدراسات إلى أن مستوى القلق والاكتئاب كان أكثر عند مرضى الارتجاع المريئي مقارنةً بالمرضى الأصحاء، وتمّ ربط هذا الأمر بزيادة هرمون التوتر، إلى جانب زيادة كتلة الجسم، التي كان لها أثرًا كبيرًا في زيادة الاستجابة لتثبيط مضخة البروتون؛ لذلك يُنصح المرضى بتخفيف أوزانهم، وتخفيف القلق والتوتر بالتزامن مع تناول علاجات الحموضة المتنوعة.

في تجربة أخرى لإيجاد العلاقة بين التوتر وتطوّر الارتجاع المريئي تمّ مقارنة نتائج الأس الهيدروجيني في المريء، وهو المؤشر الرئيسي على الارتجاع المريئي وكمية الحمض في المريء، ووُجد أن النسب لا تختلف عند الأشخاص الذين يعانون من القلق، بل إنّ زيادة الأعراض ناتج عن فرط الحساسية واليقظة، وزيادة الاحساس بالألم الناتج عن القلق والتوتر؛ إذ يتحوّل الألم إلى إشارات كهربائية تنتقل إلى الدماغ، من شأنها أن تجعل الاحساس بالألم أكبر، وهذا يؤثر سلبًا على رضا المريض عن علاجات الارتجاع المريئي المختلفة.

ما هي أسباب زيادة القلق عند مرضى الارتجاع المريئي؟

لا يوجد سبب علمي معروف لزيادة أعراض الارتجاع المريئي النفسية إلا أن معظم الدراسات أشارت إلى زيادة شدة الأعراض في المرضى الذين يعانون من ألم في الصدر بسبب الارتجاع المريئي أكثر من المرضى الذين لا يعانون من هذا العرض؛ لأنهم يشعرون بالخطر متوقعين اضرارًاا على القلب والرئة، والحقيقة أن ألم الصدر مرتبط بشكل كبير في ارتداد حمض المعدة إلى الجهاز التنفسي العلوي أو انتشار الغازات الناتجة عن مشاكل الجهاز الهضمي.

كما أن العلماء حاولوا ربط العلاقة بين الدماغ والجهاز الهضمي لتفسير تغيير التوتر والحالة النفسية على أمراض الجهاز الهضمي بشكل عام و مرض الارتجاع المريئي بشكل خاص.

هل هنالك رابط بين علاج ارتجاع المريء والقلق؟

تعتبر جميع العلاجات المتوفرة للارتجاع المريئي علاجات للأعراض وليس الأسباب؛ باستثناء العمليات الجراحية، التي تركّز على تضييق العضلة العاصرة لتحسين أدائها، أو تضييق فتحة الحجاب الحاجز في حال كانت أحد الأسباب، لكن علاجات الارتجاع المريئي تكون أقل فعالية في تقليل أعراض ارتجاع المريء النفسية والقلق؛ إلّا إنّها تساهم بشكلٍ كبيرٍ في تقليل الأعراض الأخرى؛ لذلك يمكن الاستعانة ببعض العلاجات النفسية، وفيما يلي أهم طرق العلاج:

  1. استخدام مضادات الحموضة؛ مثل: Tums، وRolaids، أو حاصرات مستقبلات H2؛ مثل: فاموتيدين، وهذه العلاجات يمكن تناولها بدون وصفة طبية.
  2. استخدام مثبطات مضخة البروتون؛ مثل النيكسيوم.
  3. استخدام مثبطات امتصاص السيروتونين؛ مثل: فينلافاكسين، ودولو كستين.
  4. الاستعانة ببعض العلاجات النفسية.
  5. ممارسة التمارين الرياضة؛ ومنها رياضة المشي.
  6. ممارسة تمارين الاسترخاء، التي من شأنها أن تقلّل التوتر والقلق.
  7. جراحة الارتجاع المريئي، التي يتم اللجوء لها عند فقدان السيطرة على أعراض الارتجاع المريئي النفسية، وعدم القدرة على تقليلها باستخدام العلاجات التقليدية.

العلاجات المنزلية للارتجاع المريئي والقلق

بعض العلاجات المنزلية قد تكون ذات فائدة في علاج أعراض الارتجاع المريئي النفسية والجسدية؛ إذ يمكن تجربتها قبل التوجّه للعلاجات الطبية أو بالتزامن معها، ومن هذه العلاجات:

  1. تناول الطعام الصحي الذي لا يسبب ارتجاع المريء أو زيادة أحماض المعدة.
  2. ممارسة بعضًا من التمارين الرياضة.
  3. تقليل تناول الكافيين والكحول.
  4. إنقاص الوزن.

ما هي طرق تشخيص الارتجاع المريئي؟

يستخدم الأطباء عدة طرق لتشخيص الارتجاع المرئي في حال ظهور الأعراض المختلفة على المريض، فيما يلي أهم هذه الطرق:

  • التصوير بالأشعة السينية: يتم فحص الجهاز الهضمي العلوي للتأكّد من سلامة المريء، وعدم تعرضه للتلف والالتهاب الناتج عن أحماض المعدة؛ إذ يُستخدم في هذه الطريقة محلول الباريوم.
  • التنظير العلوي: إذ يتم فحص المريء والجهاز الهضمي العلوي بواسطة إدخال كاميرا صغيرة مرتبطة بأنبوب مرن؛ لفحص المريء وأخذ عينة من الأنسجة في بعض الحالات.
  • قياس قوة عضلات المريء: حيث يتم إدخال أنبوب مرن إلى المريء؛ لفحص ضغط المريء.
  • قياس درجة حموضة المريء: ويتم بواسطة إدخال جهاز يفحص نسبة الـ H2 أو الحموضة في المريء.

هل يوجد علاقة بين القولون العصبي والارتجاع المريئي؟

لا شك أن الجهاز الهضمي مرتبط بشكلٍ كبيرٍ مع بعضه البعض؛ لذلك فإن الاختلال في أي جزء يُؤثر بالضرورة على الأجزاء الأخرى منه، من هنا نجد؛ وفقًا للعديد من الدراسات الطبية، أن أعراض الارتجاع المريئي النفسية المتنوعة تزداد بشكلٍ ملحوظ لدى مرضى القولون العصبي؛ لأن التوتر والعوامل النفسية تُؤثر بشكل كبير على المرضين.

اقرأ/ي أيضًا:

هل أعراض القلق النفسي عند الرجال خطيرة؟

هل يمكن تمييز أعراض نشاط الغدة الدرقية النفسية؟

هل يمكن التخلص من الاكتئاب بسهولة؟

هل أسباب الأمراض النفسية دائمًا معروفة؟

هل يمكن تمييز أنواع الأمراض النفسية والعقلية من غير طبيب؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على