تحقيق مسبار
يرغب الكثير من الأشخاص معرفة الإجابة الصحيحة حول سؤال هل ارتفاع كريات الدم البيضاء خطير؛ أم أنّها ترتفع بشكل طبيعيّ؛ نتيجة للإصابة بالأمراض، ثمّ تعود إلى طبيعتها من جديد، ويساعدنا هذا المقال في معرفة مدى خطورة ارتفاع خلايا الدم البيضاء في جسم الإنسان، مع ذكر الأسباب التي ينتج عنها هذا الارتفاع، بالإضافة إلى طريقة تشخيص سبب الإصابة بهذا المرض، وطُرُق العلاج منها أيضًا، فضلًا عن الإجابة حول سؤال هل ارتفاع كريات الدم البيضاء عند الأطفال خطير، وما يرافقها من أعراض ويحتاجه من علاجات.
هل يعتبر ارتفاع كريات الدم البيضاء خطير للحوامل والأطفال؟
ترتفع أعداد كريات الدم البيضاء عند الحوامل والأطفال بشكل طبيعيّ عند الإصابة بأيّ من الأمراض المُعدية؛ ذلك من أجل مقاومة المرض والتخلّص منه، كما ترتفع كريات الدم البيضاء عند المرأة الحامل؛ نتيجة للإجهاد الذي تتعرّض إليه بسبب الحمل أيضًا، وهذا يعني أنّ ارتفاعها لا يعد أمرًا خطيرًا بنفسه إنّما تنبغي مراجعة الطّبييب؛ للتحقّق من عدم وجود مرض آخر يرتبط بزيادة عددها عند الشعور بأيّ من الأعراض المريبة.
ما هي أعراض ارتفاع عدد كريات الدم البيضاء؟
ترتفع أعداد كريات الدم البيضاء دون مصاحبة أيّة أعراض تتعلّق بها؛ إلّا إنّ الأعراض تظهر بشكل أساسيّ نتيجة للمرض الذي يصيب الجسم ويؤدّي إلى ارتفاع عددها، ويقوم الأطبّاء بإجراء العديد من التحاليل والفحوصات للتحقّق من عدد كريات الدم البيضاء، والتأكّد من كونها ضمن النطاق الطبيعيّ، ويتسبّب ارتفاع عدد الكريات بشكلٍ كبيرٍ في جعل الدم ثخينًا مع إعاقة تدفّقه في الأجسام، وتصاحب هذه الحالة عدّة أعراض، وأبرزها الأعراض الآتية:
- السكتات الدماغيّة.
- مشاكل الرؤية.
- مشاكل التنفّس.
- النّزيف المُغطّى بمادّة مخاطيّة.
تشمل الأعراض الأخرى التي قد تصاحب كريات ارتفاع كريات الدم البيضاء بسبب الأمراض الأخرى على الآتي:
- الحُمّى.
- فقد التوازن.
- التعرّق الليلي.
- حكّة في الجلد.
- الطفح الجلديّ.
ما هي أسباب ارتفاع كريات الدم البيضاء؟
توجد العديد من الأسباب التي تؤدّي إلى ارتفاع كريات الدم البيضاء في الجسم؛ كالإجهاد، والتدخين، إضافة إلى الإصابات البكتيريّة والفيروسيّة، وفيما يأتي بعضًا من أبرز الأسباب الأخرى لارتفاعها:
- تناول الأدوية: يُعدّ ارتفاع كريات الدم البيضاء واحدًا من أعراض تناول بعض الأدوية، ومنها: الإبينفرين، والكورتيكوستيرويدات المعروف باسم الستيرويد القشري.
- الإصابة باللوكيميا: تُعدّ اللوكيميا واحدة من أنواع السرطان، الذي تؤدّي إلى ارتفاع عدد كريات الدم البيضاء؛ إذ يقوم الجسم بإنتاج عددٍ كبيرٍ منها؛ إلّا إنّها لا تستطيع القيام بوظيفتها في مقاومة الأمراض على الوجه الصحيح.
- الإجهاد: يتسبّب الإجهاد العاطفي كالقلق، أو التعب الجسديّ كممارسة الرياضة أو إجراء العلميّات الجراحيّة، بارتفاع عدد كريات الدم البيضاء أحيانًا.
- كثرة اللمفاويّات: تكثر اللمفاويّات عند الإصابة ببعض الأمراض؛ ومنها: العدوى الفيروسيّة وردود الفعل التحسّسيّة، كما أنّها تزداد عند الإصابة ببعض أنواع سرطان اللوكيميا.
- الحمل: يتسبّب الحمل في ارتفاع مستويات التوتّر العقليّ والجسديّ عند النساء، وهو ما يؤدّي إلى ارتفاع كريات الدم البيضاء طبيعيًّا، وينبغي على الحامل الاسترخاء والتخلّص من التوتّر لاستعادة العدد الطبيعيّ من كريات الدم البيضاء.
- العدوى: تؤدّي الأنواع المختلفة من العدوى المرضيّة إلى ارتفاع كريات الدم البيضاء، وذلك ليقوم الجسم بمقاومة هذه العدوى والتخلّص منها لاسترجاع صحّته وعافيته.
- أمراض المناعة الذاتيّة: تزداد نسبة كريات الدم البيضاء في الجسم عند الإصابة بأيّ من أمراض المناعة الذاتيّة، ما يؤدي إلى التهاب كريات الدم البيضاء أيضًا، وأبرز هذه الأمراض ما يُعرف باسم الذئبة، إضافة إلى مرض التهاب المفاصل الروماتويديّ.
كيف يتم علاج ارتفاع كريات الدم البيضاء؟
بالرغم من عدم خطورة ارتفاع كريات الدم البيضاء كما سبق في الإجابة عن سؤال هل ارتفاع كريات الدم البيضاء خطير؛ إلّا إنّ هناك العديد من الطرق التي تساعدنا في علاج هذا الارتفاع، ويعتمد تحديد نوع العلاج المناسب لارتفاع كريات الدم البيضاء على السبب الذي يؤدّي إلى ذلك، ومن أهم طرق العلاج الموثوقة يُذكر ما يلي:
- تناول المضادّات الحيويّة المناسبة عند الإصابة بالعدوى المرضيّة؛ مثل الإنفلونزا؛ لمقاومة المرض واستعادة العدد الطبيعيّ لكريات الدم البيضاء.
- تناول مضادات الهيستامين واستخدام أجهزة الاستنشاق عند الإصابة بتفاعلات الحساسيّة.
- البدء بالعلاجات الكيميائيّة أو الإشعاعيّة للمصابين بأمراض السرطان واللوكيميا.
- زرع الخلايا الجذعيّة عند الحاجة إلى ذلك بالنسبة لمصابي الأمراض السرطانيّة.
- تغيير نوع الدواء المُستخدم؛ إذا كان تناوله يؤدّي إلى ارتفاع عدد كريات الدم البيضاء كواحد من الأعراض الجانبيّة.
- السعي للتخلّص من جميع أسباب القلق والتوتّر الجسديّ أو العقليّ إن وُجد أيّ منها.
- التدخّل الطّبّيّ عند الإصابة بمرض فرط لزوجة الدم، وهي حالة مرضيّة خطيرة تستدعي تدخّل الطبيب بسرعة.
كيف يتم تشخيص سبب زيادة عدد كريات الدم البيضاء؟
تُقاس كريات الدم البيضاء بالعدد الموجود في كلّ ميكروليتر واحد من الدم، وتبدأ النسبة الطبيعيّة لكريات الدم البيضاء عند الرجال من 5,000 خليّة/ميكروليتر إلى 10,000 خليّة/ميكروليتر، وكذلك عدد كريات الدم البيضاء الطبيعيّة للنساء الحوامل أيضًا، أمّا النساء غير الحوامل؛ فتبدأ نسبة كريات الدم البيضاء الطبيعيّة لديهنّ من 4,500 خليّة/ميكروليتر وتصل إلى 11,000 خليّة/ميكروليتر، ويستخدم الأطبّاء واحدًا من الاختبارات الآتية لمعرفة السبب عندما تكون كريات الدم البيضاء مرتفعة عن النطاقات المذكورة:
- تحليلات تعداد الدم الكامل: يُجري المريض هذه التحليلات عندما يكون سبب ارتفاع كريات الدم البيضاء غير معروف لدى الطبيب، ويُبيّن التحليل النسبة المئويّة لكلّ واحدة من أنواع كريات الدم البيضاء.
- أخذ مسحة دمويّة: ينبغي على المريض إجراء هذا الاختبار عند ارتفاع عدد العدلات أو كثرة اللمفاويات في الدم لمعرفة سبب ذلك، وتُعدّ العدلات واللمفاويّات من أنواع كريات الدم البيضاء.
- خزعة نخاع العظم: يعتمد إجراء هذا الاختبار على أخذ عيّنة من النخاع العظميّ؛ لمعرفة مدى وجود مشكلة في إنتاج كريات الدم البيضاء؛ إذ يتمّ إنتاجها داخل نخاع العظم، ثمّ تنتقل إلى أعضاء الجسم الأخرى للقيام بوظيفتها.
ما هي أنواع عدد كريات الدم البيضاء؟
هناك خمسة أنواع من كريات الدم البيضاء في جسم الإنسان، وهي كالآتي:
- الخلايا الوحيدة: تُعدّ الخلايا الوحيدة أكبر أنواع كريات الدم البيضاء على الإطلاق، وهي الخلايا التي تعمل على ابتلاع الجزيئات الغريبة عن الجسم، وهي الجزيئات المُتسبّبة بالأمراض.
- الخلايا المتعادلة: تُعرف الخلايا المتعادلة باسم الخلايا الحبيبة المتعادلة أيضًا، وتكمن وظيفتها بالالتصاق بجدران الأوعية الدمويّة؛ لمنع دخول الالتهابات والبكتيريا إلى الجسم من خلال الجروح.
- الخلايا اللمفاويّة: تقوم الخلايا اللمفاويّة بإنتاج الأجسام المضادّة، التي تقاوم الأمراض المختلفة في الجسم، كما أنّها تقوم بتخزين ذاكرة الاستجابة المناعيّة؛ لاستعادة الأجسام المضادّة ذاتها عند الإصابة بالمرض ذاته مرّة أخرى.
- الخلايا القاعديّة: تعمل الخلايا القاعديّة ضمن الاستجابة الأولى للجهاز المناعيّ عند تعرّض الجسم إلى الأمراض المختلفة، وتقوم هذه الخلايا بإنتاج الهيستامين ومضادات التخثر مع إنتاج الأجسام المضادّة أيضًا.
- الخلايا الحمضيّة: تكمن المهمّة الأساسيّة للخلايا الحمضيّة بإنتاج السموم، التي من شأنها القضاء على مسبّبات الأمراض في جسم الإنسان، ويشير زيادة هذه الخلايا إلى وجود ردّ فعل تحسّسيّ غالبًا.
ما هي وظيفة كريات الدم البيضاء في الجسم؟
تقتصر الوظيفة الأساسيّة لكريات الدم البيضاء في جسم الإنسان على مقاومة الأمراض المختلفة كما سبق في الإجابة عن سؤال هل ارتفاع كريات الدم البيضاء خطير؛ فإنّها تجري مع الدم وتُشكّل 1% من الدماء، وتسعى إلى القضاء على الفيروسات والبكتيريا ومختلف الأجسام الغريبة، التي تُهدّد صحّة الجسم، ويقوم نخاع العظام بإنتاج كريات الدم البيضاء يوميًّا على نحوٍ مستمرٍّ دون توقّف، كما أنّها تقوم بحفظ المرض في ذاكرتها؛ لاستعادة الأجسام المضادّة المناسبة مرّة أخرى بسرعة كبيرة عند الإصابة بنفس المرض من جديد.
ما هي أنواع اضطرابات كريات الدم البيضاء؟
تتعرّض كريات الدم البيضاء إلى العديد من أنواع الاضطرابات التي تؤثّر على وظائفها، وتؤدّي إلى ضعف مناعة الجسم في كثير من الأحيان، وفيما يأتي بعضًا من أبرز أنواع اضطرابات كريات الدم البيضاء:
- اضطراب الخلايا الوحيدة: ينخفض عدد الخلايا الوحيدة في جسم الإنسان بسبب السموم أو العلاجات الكيميائيّة، كما يزداد عددها بسبب السرطان أو انتقال العدوى، ويرتفع عدد الخلايا الوحيدة كذلك عند الإصابة بأمراض المناعة الذاتيّة.
- الخلايا المتعادلة: ينتج هذا الاضطراب عن الإصابة بالسرطان أو الالتهابات التي تصيب نخاع العظم وتعمل على إتلافه، كما توجد العديد من الأدوية والأمراض، التي تؤدّي إلى انخفاض عدد الخلايا الوحيدة من كريات الدم البيضاء.
- قلّة الخلايا اللمفاويّة: تنخفض أعداد الخلايا اللمفاويّة عند بعض المصابين بهذا الاضطراب؛ نتيجة لبعض الأسباب الوراثيّة، كما ينشأ هذا الاضطراب في عدد كريات الدم البيضاء عن تناول عدّة أنواع من الأدوية والعلاجات.
- اضطراب الخلايا القاعديّة: ينتج اضطراب الخلايا القاعديّة وانخفاض عددها عن الإصابة بردود الفعل التحسّسيّة أو العدوى المرضيّة، ويزداد عدد هذه الخلايا عند الإصابة ببعض أنواع سرطان الدم عند الإنسان.
- فرط الخلايا الحمضيّة: بالرّغم من وجود العديد من الأسباب التي ينتج عنها ارتفاع عدد الخلايا الحمضيّة؛ إلّا إنّ الإصابة بردود الفعل التحسّسيّة أو العدوى الطفيليّة تؤدّي إلى الإصابة بهذا الاضطراب بشكل أساسيّ.
اقرأ/ي أيضًا:
هل هناك مشروبات ترفع ضغط الدم؟
هل المعدل الطبيعي لضربات القلب يكون حسب العمر؟
