` `

هل البرد يرفع ضغط الدم وحرارة الجسم؟

صحة
8 أغسطس 2021
هل البرد يرفع ضغط الدم وحرارة الجسم؟
أثبتت العديد من الدراسات أن الإنفلونزا تؤثّر على ارتفاع الضغط (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

هل البرد يرفع ضغط الدم أم يقلّل من مستواه؟… يتساءل الكثير حول ذلك، خاصة مرضى ارتفاع ضغط الدم؛ إذ إنّه من المعروف أن مستوى الضغط يختلف بشكل كبير باختلاف المناخ المحيط، في حين يُعرف ارتفاع ضغط الدم على أنّه حالة مرضية تُعرف بالتوتر في الشرايين التي تحمل الدم من القلب إلى باقي أعضاء الجسم. الكثير من التساؤلات ذات الصلة بهذا الموضوع سنحاول الإجابة عليها بحسب دراسات وأبحاث مؤكدة في هذا المقال.

هل البرد يرفع ضغط الدم؟

تُشير العديد من الدراسات إلى وجود تأثير مباشر لانخفاض درجة الحرارة على ارتفاع ضغط الدم؛ إذ شملت الأبحاث مجموعةً من الأفراد المصابين بارتفاع ضغط الدم، وتمّ مقارنة قياساتهم في الصيف والشتاء، وكانت النتائج بأن القياسات ترتفع في فصل الشتاء بشكلٍ ملحوظٍ؛ ما يعني أن الجوّ البارد يرفع ضغط الدم بصورةٍ مؤكدةٍ، وينقل الأفراد من القياسات الطبيعية إلى المرتفعة بشكلٍ ملحوظٍ، كما أثبتت بعض الدراسات أن انخفاض درجة الحرارة بمقدار درجة واحدة ترفع ضغط الدم بمقدار 1.3 ملم زئبقي في غرفة المعيشة، وبمقدار 0.43 ملم زئبقي في الهواء الطلق؛ أيّ أنّ ضغط الدم يرتفع بمقدار 20\30 مم، وهذا بشكلٍ مباشرٍ يُخفّض معدل ضربات القلب.

هل الجو البارد يرفع ضغط الدم، وما هي الأسباب؟

حاول العلماء تفسير ارتفاع ضغط الدم بسبب البرد أو بسبب التغيرات الموسمية في الطقس؛ إذ لاحظوا أن البرد يرفع ضغط الدم وينخفض في فصل الصيف، كما لاحظوا تغيّر القياسات بسبب تفاعل الجسم مع التغيرات المفاجئة في أنماط الطقس؛ مثل: العواصف والرطوبة والرياح والضغط الجوي أيضًا، كما لوحظ أن هذه الاختلافات تزداد عند الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 65 عامًا، وتستدعي هذه التغيرات المفاجئة في بعض الأحيان استبدال العلاج الحالي بآخر، أو زيادة الجرعة اليومية.

ذكر العلماء خلال بحوثهم في إثبات هل البرد يرفع ضغط الدم مجموعةً من الأسباب والعوامل المرتبطة بالبرد؛ منها نتائج أجراها البروفيسور بيتر سيفر، أستاذ الصيدلة السريرية والعلاجات في إمبريال كوليدج لندن، إضافةً إلى أبحاث أُخرى أُجريت في عدة دولٍ أخرى، وقد جاءت نتائج الدراسات والبحوث كما يلي:

  • تنشيط الجهاز العصبي: البرد يرفع ضغط الدم؛ لأنه يعتبر محفزًا للجهاز العصبي اللاإرادي، الذي يُسبّب إفراز الكاتيكولامين؛ نتيجةً لدرجات الحرارة المنخفضة، وهذا يُسبّب زيادةً في معدل ضربات القلب، ومقاومة الأوعية الدموية الطرفية، التي ينتج عنها زيادةً في ضغط الدم.
  • التأثير على وظيفة الأوعية الدموية: وظائف الأوعية الدموية  تتأثر بالبرد، خصوصًا وظائف موسعات الأوعية البطانية، التي منها؛ أكسيد النيتريك وسينثيز أكسيد النيتريك البطاني، كما أن البرد يُسبّب تضيّقًا في الأوعية الدموية، بالتالي صعوبة تدفق الدم، كما تزداد مقاومة الأوعية الدموية؛ نتيجة تنشيط عامل النسخ المُسبّب للالتهابات، وتغيير الطبيعة البطانية للأوعية الدموية.
  • نقص فيتامين د: تُشير العديد من الدراسات إلى علاقة ارتفاع ضغط الدم بنقص مستوى فيتامين د، الذي يقلّ بشكلٍ طبيعيٍّ في فصلي الشتاء والخريف عن فصلي الربيع والصيف، وهذا بسبب قلّة التعرض لأشعة الشمس الفوق بنفسجية، التي تُعتبر المصدر الأساسي لفيتامين د، لكن العلاقة بين نقص فيتامين "د" وارتفاع ضغط الدم تعتبر علاقة غير واضحة؛ بالرغم من تبنّي بعض الدراسات فكرة أن فيتامين د مثبطًا قويًا للغدد الصماء؛ لتقليل إنتاج الرينين أنجيوتنسين 2، وهي عناصر تسبّب تضخمًا في القلب وارتفاع ضغط الدم وزيادةً في شرب السوائل.
  • الهرمونات: يرتبط ارتفاع ضغط الدم في الشتاء مع التغيّر في مستوى الهرمونات الفعالة في الأوعية الدموية؛ مثل: ​​النورأدرينالين والكاتيكولامينات والصوديوم، التي ترتفع في فصل الشتاء، وتقليل مستويات الفازوبريسين، وهذه الهرمونات تُؤثر بشكلٍ كبيرٍ على تدفق الدم في الأوعية الدموية ووظيفتها؛ لذلك فإن اختلاف نسبها يؤثر بشكلٍ ملحوظٍ على ارتفاع ضغط الدم.
  • مستوى الكوليسترول في الدم: ترتفع مستويات الكوليسترول في الدم في الجو البارد؛ بسبب تأثيره المباشر على انخفاض توافر أكسيد النيتريك مسببًا تصلّب الشرايين الوظيفي، وزيادة الإجهاد التأكسدي، وهذا يُسبّب زيادةً في احتباس الصوديوم، بالتالي ارتفاع ضغط الدم.
  • النشاط البدني: لا شك أن النشاط البدني يكون في الشتاء أقل بكثيرٍ منه في الصيف، وهذا يُسبب ارتفاعًا في ضغط الدم؛ لأن ممارسة الرياضة وزيادة النشاط البدني من الطرق الفعّالة في تخفيض الضغط؛ بسبب تحسين وظائف بطانة الأوعية الدموية.

ما هي القراءات الطبيعية لضغط الدم؟

تُعطى قراءة ضغط الدم عادةً على شكل رقمين يُعرفان بالضغط الانقباضي، وهي القيمة الأعلى وتُعبّر عن الضغط في الشرايين عند انقباض القلب، أما القيمة الثانية فتُعرف بالضغط الانبساطي، وهو ضغط الشرايين عند انبساط القلب؛ إذ تتراوح القراءات الطبيعية للضغط بين 80\120 - 80\129، وقد تكون في معظم الحالات أقل، لكن مرحلة الخطورة تبدأ من 80\130 وأكثر، وفي حال محاولة إثبات هل البرد يرفع ضغط الدم أو لا يجب أخذ القياسات لنفس الأشخاص ضمن ظروفٍ جويّةٍ مختلفةٍ.

مضاعفات ارتفاع ضغط الدم

تكمن خطورة ارتفاع ضغط الدم في المضاعفات التي قد يُسببها؛ مثل أمراض القلب والكلى وتصلّب الشرايين، إضافة إلى السكتات الدماغية والأضرار التي تُصيب العين؛ لذلك يجب الحذر بشكلٍ كبيرٍ في فصل الشتاء؛ لأن البرد يرفع ضغط الدم بشكلٍ ملحوظٍ، وقد يتحوّل الشخص من ضغط الدم الطبيعي إلى الضغط المرتفع.

أعراض ارتفاع ضغط الدم

تتنوع أعراض ارتفاع ضغط الدم وتختلف في شدتها؛ لذلك بعض الأشخاص مصابون بارتفاع ضغط الدم دون علمهم، وهذا يشكل خطورةً كبيرةً على حياتهم؛ إذ قد تحدث لهم مضاعفات خطيرة على المدى البعيد. فيما يلي سنذكر أهم المؤشرات التي قد يتم ملاحظتها عند ارتفاع الضغط أو عدمه ومنها:

  1. صداع متفاوت في الشدة.
  2. دوخة وغثيان.
  3. تشويش في الرؤية.
  4. ضيق تنفس.
  5. نبض قوي في الرأس والرقبة

هل الرشح يرفع الضغط؟

لا تؤثر نزلات البرد والرشح فعليًا على ضغط الدم، ولا تعتبر سببًا في ارتفاعه، لكن الحقيقة أن الأدوية التي يتم إعطائها لمرضى الرشح قد تُسبّب في كثير من الحالات ارتفاعًا في ضغط الدم؛ ومنها مزيلات الاحتقان ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية؛ لأنها تعمل على تضييق الأوعية الدموية، وتقليل السوائل في الجيوب الأنفية؛ لتقليل الاحتقان والمساعدة على التنفس، لكن هذا يُسبب تضييق الأوعية الدموية الأخرى؛ ومن هذه المضادات التي يجب تجنبها لمرضى الضغط؛ العلاجات المحتوية على الأوكسي ميتازولين 1 الايفيدرين، إضافةً إلى السودوإيفيدرين والنفازولين وأخيرًا الفينيليفرين. الزكام أيضًا يرفع الضغط، خصوصًا إذا كان مصحوبًا بالحمى؛ إذ يعمل الجسم أثناء محاربة المرض على رفع درجة حرارة الجسم مسببًا زيادةً في معدل ضربات القلب، وتضييقًا في الأوعية الدموية، بالتالي زيادة مستوى الضغط، كما أن حالات العدوى الفيروسية والبكتيرية، والتهاب الشعب الهوائية، والتهاب الحلق العقدي، إضافة إلى الالتهاب الرئوي الحاد الجفاف المصاحب للحمى؛ قد يسبب ارتفاعًا في ضغط الدم.

أيضًا أثبتت العديد من الدراسات أن الإنفلونزا تؤثّر على ارتفاع الضغط؛ لأن الجسم يحاول التصدّي لفيروس الإنفلونزا مسببًا تمزقًا في لويحات تصلب الشرايين؛ مما يؤدي في كثيرٍ من الأحيان إلى تشكّل جلطات دموية تقطع وصول الدم إلى القلب والدماغ.

ما هي عوامل ارتفاع ضغط الدم؟

المسبب الرئيسي لارتفاع ضغط الدم غير معروف فعليًا بالرغم من تعدد العوامل والمسببات، التي تزيد من خطر الإصابة، ومن هذه العوامل:

  • كثرة استهلاك الملح: والذي يُسبب ارتفاعًا في ضغط الدم؛ بسبب وجود مركبات الصوديوم، التي تُحفز انحباس السوائل في الجسم؛ وبالتالي زيادة المجهود على القلب لتحريك الدم في الأوعية الدموية.
  • تناول بعض العلاجات: ومنها حبوب منع الحمل؛ كما أن بعض علاجات الزكام ترفع الضغط، وكذلك مُزيلات الاحتقان والمسكنات التي تُصرف دون وصفة طبية.
  • الإجهاد والتوتر: لا يمكن اعتباره سببًا رئيسيًا لارتفاع الضغط، لكنه يؤثر على العادات الصحية المؤثرة على أمراض القلب؛ مثل: زيادة التدخين، وشرب الكحول، وسوء التغذية.
  • الكافيين: لا يوجد سبب فعلي لتأثير الكافيين على ضغط الدم، لكن جميع الدراسات تعتبره من العوامل والأسباب، وذلك لأن الكافيين قد يمنع الهرمونات المساعدة على اتساع الشرايين من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن له دورًا في إفراز الأدرينالين من الغدة الكظرية، بالتالي يُسبب ارتفاعًا في ضغط الدم، وهذا يفسّر مقولة أن القهوة ترفع الضغط.
  • الحمل: ارتفاع ضغط الدم بسبب الحمل، هذا النوع يحدث بعد الأسبوع العشرين من الحمل ويستلزم علاجًا حتى لا يتحول إلى تسمّم حمل، وهو عبارة عن تسرب البروتين إلى البول عن طريق الكلى، وهذا قد يُسبب انخفاض تدفق الدم إلى المشيمة، والعديد من المضاعفات الأخرى؛ منها: الولادة المبكرة، أو الإصابة ببعض الأمراض المزمنة في المستقبل، لكن في هذا النوع ينخفض الضغط بعد الولادة مباشرةً.
  • زيادة الوزن: لا شكّ أن زيادة الوزن عن المعدل الطبيعي يعد مسببًا للعديد من الأمراض والمخاطر الصحية؛ ومنها ارتفاع ضغط الدم؛ بسبب زيادة الطاقة والجهد التي يحتاجها القلب لإيصال الدم إلى الأعضاء؛ لذلك تُركز معظم الدراسات على تخفيض الوزن واتباع حميات غذائية قليلة السكريات والنشويات والدهون؛ لتقليل مستوى ضغط الدم في الجسم.

أسباب أخرى

  1. أسباب وراثية.
  2. الفشل الكلوي.
  3. كثرة استهلاك الكحول.
  4. أمراض الغدة الدرقية.
  5. أمراض الغدة الكظرية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل الزنجبيل يرفع الضغط؟

هل القرفة ترفع الضغط؟

هل الكركم يرفع الضغط؟

هل فوائد الكركديه للضغط مثبتة علميًا؟

هل يمكن قياس درجة الحرارة تحت الإبط؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على