` `

هل الرضاعة الطبيعية تمنع نزول الدورة الشهرية وتؤثر على انتظامها؟

صحة
8 أغسطس 2021
هل الرضاعة الطبيعية تمنع نزول الدورة الشهرية وتؤثر على انتظامها؟
الرضاعة الطبيعية تحديدًا تمنع أو تؤخّر الدورة عند معظم النساء (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

يتأثر جسم المرأة بعد الولادة بمجموعة من العوامل التي تغيّر من طبيعة الدورة الشهرية؛ من حيث نزولها وشدتها وانتظامها، لكن السؤال الأهم الذي يُثار دائمًا بعد الولادة يكون: هل الرضاعة الطبيعية تمنع نزول الدورة الشهرية؟... ذلك لغايات متعددة؛ أهمها تنظيم الأسرة؛ لذا أجرينًا بحثًا عن علاقة الرضاعة الطبيعية بالدورة الشهرية وما يتبعها من تغييرات.

هل الرضاعة الطبيعية تمنع نزول الدورة الشهرية؟

هل الرضاعة تمنع نزول الدورة الشهرية؟… الحقيقة أن الرضاعة الطبيعية تحديدًا تمنع أو تؤخّر الدورة عند معظم النساء، وهذا يُساعدهن بشكلٍ أساسيٍّ في عمليات تنظيم الأسرة بشكلٍ طبيعيٍّ، لكن في الواقع بعض النساء لا تتأثر دورتهن الطبيعية خلال فترات الرضاعة على الإطلاق، فيما تؤثّر عند بعضهن على تنظيم الدورة ما يجعل الأمور أكثر صعوبةً واحباطًا، وهذا ما سنتحدث عنه بالتفصيل وعن أسباب تغير مواعيد الدورة الشهرية فيما يلي؛ إذ يجب أولًا التفريق بين نزول الدورة والخصوبة؛ حيث إنّ الرضاعة تمنع نزول الدورة الشهرية لفترة طبيعية تتراوح بين 3 -6 شهور، عند اعتماد الطفل كليًا على حليب الثدي؛ آخذين بعين الاعتبار وجود اختلافات هرمونية وفسيولوجية بين النساء.

وقت استعادة الدورة الشهرية

معظم النساء يستعدن دورتهن بعد 9 -18 شهرًا من الولادة أو عند فطام الطفل طبيعيًا، فيما تستعيد بعضهن الدورة بعد الولادة مباشرة، أو قد تستمر طوال فترة الرضاعة، لكن فيما يخص الخصوبة؛ فإن عملية التبويض تكون متوقفةً طوال فترات الرضاعة الطبيعية المنتظمة، أما في حال توقّف الطفل عن الرضاعة لمدة تزيد عن 6 ساعات؛ فإن عملية التبويض قد تحدث لتبشّر بحدوث الحمل.

سبب انقطاع الدورة الشهرية أثناء الرضاعة

الحقيقة أن الرضاعة الطبيعية تمنع نزول الدورة الشهرية؛ بسبب الحفاظ على مستويات الهرمونات الأساسية في عملية الرضاعة؛ ومنها هرمون البرولاكتين المسؤول بشكل أساسي عن إنتاج الحليب في الثدي بعد الولادة مباشرةً، وهذا الهرمون موجود في الغدة النخامية في الدماغ، وهو نفس الهرمون الذي يعمل على منع نزول الدورة الشهرية طوال فترة الحمل، ويستمر بالانخفاض مع مرور الوقت واعتماد الطفل على الأطعمة الصلبة، ثم يختفي تمامًا عند الفطام.

يعتمد الطفل خلال الأشهر الأولى من عمره كليًا على حليب الأم، ويستهلك كمياتٍ كبيرةٍ منه، ثم يقلّ اعتماده على الحليب بعد الشهر الرابع أو السادس من العمر، عندها تبدأ الغدة النخامية بتقليل كمية هرمون البرولاكتين المسؤول عن قطع الدورة الشهرية؛ لتقليل كمية الحليب المنتجة وعندها تعود الدورة الشهرية للنزول بشكلٍ منتظمٍ.

هل يوجد أسباب أُخرى لانقطاع الدورة الشهرية أثناء الرضاعة؟

ذكرنا أن الرضاعة تمنع نزول الدورة الشهرية عند معظم النساء، لكن الحقيقة أن بعض النساء تنقطع دورتهن أو تختلف أوقاتها أثناء الرضاعة لأسباب أُخرى، ومعرفة هل الرضاعة الطبيعية تمنع نزول الدورة الشهرية أو أنها لا تمنعها قد لا تكون ذات فائدة؛ لأن انقطاعها هنا يكون بسبب حالة مرضية يجب معرفتها وعلاجها، ومن هذه الأسباب:

  1. الأورام الليفية في الرحم، التي يمكن التعبير عنها بالأورام الحميدة أو الخلايا غير السرطانية.
  2. فقدان الوزن الشديد.
  3. تكيّسات المبايض؛ أو ما يعرف بمتلازمة تكيس المبايض، التي تسبّب انقطاعًا في الدورة الشهرية لفترات.
  4. أمراض التهابات الحوض.

هل تقلّل الدورة الشهرية من كمية الحليب؟

في بعض الحالات تؤثر الدورة الشهرية على كمية الحليب وطريقة الرضاعة الطبيعية؛ بسبب التغيير في نسبة الهرمونات المسؤولة عن إنتاج الحليب كما ذكرنا، لذلك قد تلجأ بعض النساء إلى مساعدة الطفل بأنواع حليب أخرى؛ وهذا يقلّل بشكلٍ تلقائيٍّ من استهلاك الطفل، مما يعني زيادة في تقليل الكميات المنتجة لحين فطام الطفل، أما في حال رغبت الأم في زيادة حليبها أثناء الدورة الشهرية وغيرها؛ فيمكن تناول الكالسيوم والمغنيسيوم خلال الأيام الأولى من الدورة؛ لتعزيز إنتاج الحليب.

تجد النساء اللواتي يحصلن على دورة شهرية أثناء فترات الرضاعة الطبيعية اختلافًا في طريقة رضاعة الطفل بزيادة عدد مرات الرضاعة؛ بسبب نقص كمية هرمون البرولاكتين، وبذلك تقليل الكمية التي يحتاجها الطفل، فيما تُلاحظ البعض منهنّ أن الطفل قد يُقلّل من شرب الحليب أثناء الدورة الشهرية بسبب تغيّر الطعم. ما يجب الانتباه له في هذه الحالات، هو أن الرضاعة الطبيعية تمنع نزول الدورة، لكنها لا تمنع حالات الإباضة بشكلٍ كاملٍ، وهذا يعد سببًا في حدوث الحمل المفاجئ أثناء فترات الرضاعة.

هل حبوب الرضاعة تمنع نزول الدورة؟

حبوب الرضاعة هي عبارة عن حبوب منع حمل مُصغّرة تحتوي على البروجستين فقط، وتعتبر آمنة وفعّالة أثناء الرضاعة الطبيعية، لكنها تعتبر أقل فعالية من الحبوب التي تحتوي على البروجسترون والأستروجين بالمطلق؛ إلّا إنّها تناسب المرضعات؛ لأن لديهن قدرة إخصاب أقل من النساء غير المرضعات. تعمل هذه الحبوب على زيادة سماكة مخاط عنق الرحم، إضافةً إلى ترقيق بطانة الرحم، وهذا يجعل عملية الإخصاب وزراعة البويضة أصعب، كما أنها تقلّل الدورة الشهرية بشكل أكبر من الحبوب المركبة، والمميز في هذه الحبوب هو عدم تأثيرها على حليب الثدي مثل الحبوب المركبة، وفي حال بدأ البحث عن وسائل تنظيم الأسرة ومنع الحمل المناسبة للرضاعة الطبيعية؛ فالخيارات كثيرة ولا تؤثر بشكلٍ فعليٍّ على الرضاعة، ولا تدخل إلى حليب الأم، ومن أهم هذه الوسائل يُذكر ما يلي:

  • الواقي الأنثوي: وهو عبارة عن جراب مطاطي خفيف يُوضع في المهبل؛ لمنع الحيوانات المنوية من الدخول إلى الرحم، ويُعتبر من وسائل منع الحمل الفعّالة بنسبة 95%. 
  • الواقي الذكري: وهو عبارة عن جراب مطاطي ناعم يُوضع على القضيب المنتصب؛ ليمنع الحيوانات المنوية من الوصول إلى الرحم، وهو من الوسائل الفعّالة بنسبة 98%، كما أنه يساعد في الحماية من الأمراض الجنسية المعدية. 
  • العازل الأنثوي: عبارة عن غطاء من السليكون يوضع داخل المهبل؛ ليُغطي عنق الرحم ويمنع الحيوانات المنوية من الوصول للرحم، ويتميز بإمكانية وضعه قبل 24 ساعة من ممارسة الجنس، وغسله وإعادة استخدامه لاحقًا، ويمكن اعتباره من الوسائل الآمنة أثناء الرضاعة.
  • حقن منع الحمل: عبارة عن حقن هرمونية تُعطى كل 4 أشهر، لكن تأثيراتها الجانبية على المزاج والصداع قد تجعلها من الوسائل الأقل استخدامًا عند بعض النساء.
  • زراعة الجلد لمنع الحمل: أو ما يُطلق عليها بغرزة منع الحمل، وهي عبارة عن قضيب بلاستيكي صغير يُزرع في الذراع؛ ليبدأ بإطلاق البروجسترون في الجسم الذي يمنع إطلاق البويضة في كل شهر، بالتالي يمنع حدوث الحمل، وقد تعاني بعض النساء من أعراض جانبية بسيطة؛ تتمثل في التغيرات المزاجية، أو التغيرات في الجلد، إضافةً إلى زيادة الوزن في بعض الحالات.
  • اللولب: وهو عبارة عن جهاز يُزرع في الرحم، وتصل فعاليته إلى نسبة 99.4%، ويمكن وضعه لمدة 5 أو 10 سنوات. 

هل يوجد فوائد للرضاعة الطبيعية؟

عند الحديث عن الرضاعة الطبيعية لا بدّ من التوقف عند السؤال الأهم وهو هل الرضاعة الطبيعية تمنع نزول الدورة الشهرية، إلى جانب الحديث بشكلٍ مفصّلٍ عن فوائد الرضاعة الطبيعية للأم والطفل، والمتمثلة في الآتي:

فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل

  • التغذية المثالية للطفل: يُعتبر حليب الأم المصدر الغذائي الأهم للطفل؛ بسبب احتوائه على العناصر الغذائية الأساسية بالنسب المثالية لنموه، إضافةً إلى سهولة هضمه، لذلك توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بالاعتماد عليها بشكلٍ أساسيٍّ لمدة 6 أشهر على الأقل من عمر الطفل، كما توصي بالبدء بها بعد ولادة الطفل مباشرةً؛ إذ يتم تكوين سائل سميك يسمى اللبأ، يتميز بغناه بالبروتين ومجموعة من المركبات المفيدة للطفل، التي تساعد على نموّ الجهاز الهضمي ولا يمكن تعويضها من أي مصدر آخر.
  • الأجسام المضادة: يُكسب حليب الأم المناعة الكافية للطفل؛ بسبب احتوائه على الأجسام المضادة، التي تساعد في محاربة البكتيريا والفيروسات، كما أن هذه الأجسام المضادة موجودة بكثرة في حليب اللبا، إضافةً إلى كمياتٍ كبيرةٍ من الغلوبين المناعي، الذي يكوّن طبقةً واقيةً في حلق الطفل وأنفه وجهازه الهضمي، وهذا يفسّر بشكلٍ علميٍّ قلة إصابة الأطفال الرضع بالأمراض مقارنةً بغيرهم المعتمدين على الرضاعة الصناعية.
  • تقليل العدوى: باعتماد الطفل على الرضاعة الطبيعية فهذا يقلّل من تعرضه للتلوث المسبب للأمراض؛ نتيجة استخدام الأواني المتنوعة أو الماء غير المُجهّز؛ ومن هذه الأمراض التي يمكن تجنبها: التهابات الأذن الوسطى، والتهابات الجهاز التنفسي، ونزلات البرد والحلق، إضافةً إلى التهابات الأمعاء وأمراض السكري، وابيضاض الدم وغيرها من الأمراض الأخرى.
  • زيادة وزن الطفل بشكل طبيعي: تمنح الرضاعة الطبيعية للطفل زيادةً طبيعية في الوزن وتحميه من الإصابة بالسمنة؛ بسبب تطوّر بكتيريا الأمعاء المفيدة، التي تقلّل من تخزين الدهون، إضافةً إلى تناول الطفل لكميات ملائمة لعمره دون زيادة؛ بسبب وجود هرمون اللبتين المسؤول عن تنظيم الشهية.
  • زيادة الذكاء: تشير العديد من الدراسات إلى أن الرضاعة الطبيعية تُساهم في نمو الدماغ بشكلٍ أفضلٍ، وترفع مستوى الذكاء عند الأطفال لأسباب متنوعة؛ قد يكون أهمها العلاقة العاطفية التي تنشأ بين الأم والطفل، إضافةً إلى الفوائد الغذائية التي يتضمنها حليب الأم.

فوائد الرضاعة الطبيعية للأم

عملية الرضاعة الطبيعية تحقّق مجموعةً من الفوائد للأم، بعيدًا عن أن الرضاعة الطبيعية تمنع نزول الدم، وهذا يوفر الراحة النفسية للأم لفترة زمنية معينة؛ إذ يمكن تلخيص الفوائد بما يلي:

  • المساعدة على إنقاص الوزن: قد تُساعد الرضاعة الطبيعية على التخلص من الوزن الزائد، بالرغم من عدم ارتباطها مطلقًا بحرق السعرات الحرارية، لكنها قد تُساعد على حرق الدهون بشكلٍ أكبرٍ مقارنةً بالنساء غير المرضعات.
  • إعادة الرحم إلى حجمه الطبيعي: ينمو الرحم بشكلٍ كبيرٍ أثناء فترة الحمل؛ فيتحول من حجم الكُمثرّى إلى حجم البطن بالكامل، لكن الرضاعة الطبيعية ترفع مستوى هرمون الأوكستوسين، الذي يشجّع تقلصات الرحم ويساعد في عودته إلى حجمه الطبيعي مع تقليل النزيف؛ لأن الرضاعة تمنع نزول الدورة الشهرية مقارنةً بغير المرضعات.
  • تقليل أعراض الاكتئاب: أشارت بعض الدراسات أن النساء المرضعات أقل عرضةً لاكتئاب ما بعد الولادة مقارنةً بغير المرضعات.
  • الحماية من الأمراض الخطيرة: بحسب دراسات مؤكدة؛ فإن الرضاعة الطبيعية تقلّل من خطر الإصابة بسرطان الثدي والمبيض، إضافةً إلى تقليل الإصابة ببعض الأمراض الأخرى؛ مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسكري من النوع الثاني، إضافةً إلى التهاب المفاصل.
  • توفير الوقت: إذ توفر الرضاعة الطبيعية على الأم مجموعةً من التكاليف؛ منها شراء الحليب والزجاجات والحاجة إلى تعقيمها بشكلٍ مُستمرٍ، إضافة إلى تبريد وتسخين الحليب.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل استمرار ألم التبويض يدل على الحمل، وهل يعتبر من أعراضه؟

هل يختلف شكل البطن بعد الولادة الطبيعية؟

هل هناك فرق بين وجع الدورة ووجع الحمل؟

هل البرد من أسباب تأخر الدورة الشهرية؟

هل هناك فرق بين ألم الظهر في الدورة والحمل؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على