` `

هل درجة حرارة الجسم 37.5 طبيعية للطفل والبالغ؟

صحة
10 أغسطس 2021
هل درجة حرارة الجسم 37.5 طبيعية للطفل والبالغ؟
تعتبر درجة حرارة الجسم 37.5 طبيعية، وأيّ ارتفاع عنها يُعرف بالحُمّى (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

تعتبر درجة الحرارة الطبيعية مؤشرًا أوليًا على سلامة الجسم وخلوّه من الأمراض، لكن درجات الحرارة الطبيعية تختلف اعتمادًا على مجموعة من العوامل التي يجب أخذها بعين الاعتبار؛ لتحديد هل درجة حرارة الجسم 37.5 طبيعية؟ أم أنها مؤشر خطر؛ إذ إنّ قراءات درجة حرارة الجسم الطبيعية تتغيّر على مدار اليوم تبعًا لاختلاف الظروف الجوية وعوامل أخرى؛ أهمها وقت قياسها والعمر والجنس والتغيرات الهرمونية ومقدار النشاط البدني وطبيعة التغذية، كما تختلف القياسات باختلاف طريقة القياس؛ إذ تُعتبر أدقها طريقة قياس درجة حرارة من المستقيم، هنا سنتحدث عن درجات الحرارة الطبيعية، وطريقة قياسها، وعوامل الخطر.

هل درجة حرارة الجسم 37.5 طبيعية؟

في القرن التاسع عشر حدّد الطبيب الألماني، كارل وندليش، متوسط ​​درجة حرارة الجسم بـ 37 درجة مئوية، لكن عام 1992 أثبتت تجاربًا جديدةً أن المتوسط الطبيعي لدرجات الحرارة يبلغ 36.8 درجة مئوية، كما أشار مجموعةً من الباحثين أن درجات الحرارة تختلف باختلاف العمر؛ لذلك تمّ التوصل أخيرًا لتحديد نطاقات لدرجات الحرارة تعتمد على العمر، كما تم تحديد القراءات الطبيعية باختلاف طريقة القياس. هنا سنتحدث عن أهم طرق القياس، ومتوسط درجات الحرارة الطبيعية لكل طريقة:

  • قراءات المستقيم أو الأذن: 38 درجة مئوية أو أعلى؛ بناءً على هذه القيم لا تعتبر درجة حرارة الجسم 37.5 طبيعية من الأذن، بل هي أقل من الطبيعي بنصف درجة.
  • قراءات الفم: تبلغ 37.8 درجة مئوية أو أعلى.
  • قراءات الإبط: يمكن قياس درجة الحرارة تحت الإبط للأطفال الرضّع، وتبلغ الطبيعية منها 37.2 درجة مئوية أو أعلى.

أعراض الحُمى

  1. كثرة التعرُق.
  2. القشعريرة والرجفة.
  3. زيادة معدل ضربات القلب.
  4. فقدان الشهية.
  5. احمرار الجلد.
  6. صداع في الرأس.
  7. ألم في العضلات.
  8. التعب العام.

مؤشر الخطر

يجب أن لا تتجاوز درجة حرارة الطفل الـ 38 درجة مئوية؛ وذلك في حال كان الطفل بعمر يقلّ عن 3 أشهر، أما الأطفال الذين تزيد أعمارُهم عن 3 أشهر فيجب أن تقلّ درجة حرارتهم عن 38.9، وفي حال وصلت إلى 39 درجة مئوية؛ فهذا دليل على إصابة الطفل بالحًمى وضرورة استشارة الطبيب، خصوصًا إذا عانى الطفل من الحُمى لمدة تزيد عن 3 أيام، وبدت عليه أعراض الانزعاج والتعب. في حال التعرّض للحمى لمدة ثلاثة أيام متتالية والشعور بأعراض أكثر سوءًا؛ مثل: التقيؤ، والصداع، والطفح الجلدي، وصعوبة التنفس، إضافة للأعراض البسيطة للحمى، يجب استشارة الطبيب على الفور، خصوصًا في الحالات التالية:

  1. عمر الطفل يقلّ عن 3 أشهر ومصاب بالحُمّى.
  2. عمر الطفل يتراوح بين 3 أشهر-3 سنوات ودرجة حرارته تصل إلى 38.9 درجة مئوية.
  3. عمر الطفل 3 سنوات ودرجة حرارته تبلغ 39.4 درجة مئوية.
  4. وجود أعراض إضافية للحمى؛ مثل: الطفح الجلدي، والإسهال المصحوب بالقيء، أو ظهور علامات الجفاف على الطفل.

هل درجة حرارة الجسم 37.5 طبيعية للطفل؟

يمكن القول بأن درجة حرارة جسم الطفل الطبيعية عادةً ما تكون قريبة من درجة حرارة البالغين، مع الأخذ بعين الاعتبار طريقة القياس؛ إذ إنّ قياس الحرارة عبر الفم يعطي نتائجًا مختلفة عن الإبط والأذن والمستقيم؛ إلّا إن أكثرها دقّة هي القياس عن طريق المستقيم رغم صعوبته على بعض الأطفال، تليها القياس عن طريق الأذن؛ إذ تتراوح درجة حرارة الجسم الطبيعية للرضّع الذين تقلّ أعمارهم عن السنتين بين 36.6 -37.2 درجة مئوية عند أخذها من المستقيم، فيما قد تختلف القياسات عند أخذ درجة الحرارة من الإبط والأذن، كما يجب الأخذ بعين الاعتبار أن حرارة الطفل عند مولده تصل إلى 37.5 درجة مئوية؛ بسبب زيادة النشاط في عملية التمثيل الغذائي، كما ترتفع لتصل لنفس الدرجة في مرحلة التسنين وتعتبر ضمن الحدود الطبيعية.

هل ارتفاع درجة حرارة الجسم خطير؟

تعتبر درجة حرارة الجسم 37.5 طبيعية، وأيّ ارتفاع عنها يُعرف بالحُمّى من الناحية الطبية؛ إلّا إنّها لا تعتبر خطيرةً في معظم الحالات ولا تسبّب مشاكل، بل تساعد الجسم على مقاومة الالتهابات، ويمكن علاجها بالراحة فقط؛ لأن الحُمّى تحدث نتيجة استجابة جهاز المناعة للغزو البكتيري أو الفيروسي والسموم الأخرى، وجعل الجسم وسط مزعج لأسباب المرض؛ لذلك يجب استشارة الطبيب لعلاج مسببات المرض، التي تعتبر الحُمّى عرضاً من أعراضها الجانبية وليست السبب الرئيسي. هنا سنتحدث بشكلٍ مفصّلٍ عن أسباب ارتفاع درجة حرارة الجسم عن المعدل الطبيعي ضمن بحثنا الرئيسي؛ لتأكيد هل درجة حرارة الجسم 37.5 طبيعية؟...

ارتفاع الحرارة بسبب المرض

إصابة الجسم ببعض الأمراض مثل:

  1. العدوى الفيروسية؛ مثل: الإنفلونزا والالتهاب الرئوي.
  2. أخذ المطاعيم المتنوعة بالنسبة للأطفال؛ مثل مطعوم الكزاز.
  3. حالات التسنين عند الرضّع.
  4. التهاب المفاصل الروماتويدي.
  5. جلطات الدم.
  6. حالات التسمّم الغذائي.
  7. تناول بعض المضادات الحيوية.

ارتفاع درجة حرارة الجسم بسبب ضربة الشمس

قد ترتفع درجة حرارة الجسم بسبب التعرّض لأشعة الشمس المباشرة لفترة طويلة، وعجز الجسم عن التحكّم في درجة الحرارة واستمرارها في الارتفاع مسببةً بعض الأعراض؛ مثل: فقدان الوعي، والارتباك، والهذيان، واحمرار الجلد وجفافه، لكن بعض أنواع ضربات الشمس تكون خطيرة وتستدعي تدخلاً طبياً سريعاً، وتكون واحدة من النوعين التاليين:

  • ضربة الشمس الكلاسيكية: أو التقليدية وتحدث نتيجة التعرض لحرارة الشمس، وعدم قدرة الجسم على التبريد عن طريق إفراز العرق؛ فيتوقّفُ التعرّق لفترة وتحدث ضربة شمس تستمر لعدة أيام، وهذا النوع يصيب الأطفال وكبار السن بشكلٍ أكبرٍ.
  • ضربة الشمس الجهدية: تحدث للأشخاص الذين يمارسون العمل أو النشاطات الرياضية في الجو الحار وتحت أشعة الشمس المباشرة، ومحاولة الجسم تعديل الحرارة عن طريق العرق، لكن الحرارة لا تزال مرتفعة.

ما هي أعراض انخفاض حرارة الجسم؟

يعد انخفاض درجة حرارة الجسم خطيرًا حاله كحال الارتفاع، خصوصًا عند انخفاضها لدرجة 35 درجة مئوية للبالغين، أما في حال الأطفال وكبار السن فعلامة الخطر تبدأ عند وصول درجة حرارة الجسم  إلى 36.1 درجة مئوية أو أقل، وقد تظهر على المريض علامات تدل على انخفاض درجة حرارته؛ مثل:

  1. الارتجاف.
  2. بطء في التنفس.
  3. كلام غير واضح وغير مفهوم.
  4. انخفاض طاقة الجسم.
  5. فقدان الذاكرة.
  6. فقدان الوعي.
  7. ضعف النبض.
  8. برودة في البشرة والأطراف.

إذا ظهرت هذه الأعراض أو بعضها على المريض فإنّ الأمر يستلزم  إجراء بعض الفحوصات المخبرية للدم؛ لمعرفة سبب انخفاض درجة حرارة الجسم، والتأكّد من عدم وجود أيّ عدوى، وفي حال كان الانخفاض بسيطًا أو بسبب العوامل الجوية؛ فقد تكون السوائل الساخنة مفيدة، أو تدفئة المريض بشكلٍ جيّدٍ.

هل درجة حرارة الجسم 37.5 طبيعية للبالغ؟

الحقيقة أن الدراسات تشير إلى أنّ مؤشر الإصابة بالحُمّى عند البالغين هو 38 درجة مئوية فما فوق، لكن طريقة قياس درجة الحرارة هي المُحدّد الفعلي لارتفاع درجة الحرارة أو عدمه؛ إذ تتراوح درجة الحرارة عند قياسها من الفم بين 36.1-37.2 درجة مئوية؛ ما يعني أن الشخص البالغ يُصاب بالحُمّى إذا وصلت درجة حرارته إلى 38 درجة مئوية، فيما يكون مصابًا بحمّى شديدة إذا وصلت درجة حرارته إلى 39.5 درجة مئوية، وتبدأ مرحلة الخطر والحُمى الشديدة جدًا عند وصول درجة الحرارة إلى 41 درجة مئوية، لكن هذه الدرجات تختلف قليلًا بحسب بعض المصادر الطبية؛ إلّا إنّ اختلافها تقريبًا لا يُذكر.

وجد الباحثين أن كبار السن الذين تتجاوز أعمارهم الـ 65 عامًا معرّضون بشكلٍ أكبرٍ لانخفاض درجات حرارة الجسم، ويبلغ متوسطها لديهم 37 درجة مئوية؛ بسبب فقد الجسم لقدرته على التكيّف مع درجات الحرارة مع التقدم في السن، كما أشار بعض الباحثين أن الأصل العرقي يؤثّر كثيرًا على درجة حرارة الجسم الطبيعية؛ إضافة لإصابة الشخص بأمراض معينة؛ مثل: أمراض الغدة الدرقية والسرطان، التي تعطي نتائجًا أقلّ أو أعلى من الطبيعي، وبهذا نستطيع أن نجيب عن سؤال بحثنا الأهم؛ وهو هل درجة حرارة الجسم 37.5 طبيعية بنعم؛ لأن تعرّض الجسم لعدوى فيروسية أو بكتيرية يعمل على إنتاج الأجسام المضادة؛ لمحاربتها مسببًا زيادةً طبيعية في درجات الحرارة.

هل درجة حرارة الجسم 37.5 طبيعية من الأذن؟

هل درجة حرارة الجسم 37.5 طبيعية عند قياسها من الأذن؛ باستخدام الترمومتر أو ميزان حرارة الرقمي، الذي يتم وضعه وتثبيته في قناة الأذن؛ الإجابة هي نعم؛ لأن مؤشر الخطر يبدأ عند الدرجة 38 مئوية، والحقيقة أن هذه الأجهزة تقيس درجة حرارة طبلة الأذن باستخدام الأشعة فوق الحمراء، ما يعني نتائجًا دقيقةً في معظم الأحيان، كما أنها مناسبة للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 6 أشهر؛ بسبب سهولة استخدامها مقارنةً بموازين المستقيم المزعجة؛ إذ يتم تثبيته في قناة الأذن، لكن هذه الطريقة تعطي نتائجًا أقل دقة من قياس درجة حرارة المستقيم.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل يعتبر علاج حساسية الجلد والهرش في المنزل فعالًا؟

هل يمكن علاج ارتجاع المريء نهائيًا؟

هل المعدل الطبيعي لضربات القلب يكون حسب العمر؟

هل عملية البواسير مؤلمة؟

هل يمكن تمييز أعراض نقص الزنك؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على