` `

هل يمكن علاج تشققات البطن بعد الولادة بالأعشاب؟

صحة
5 سبتمبر 2021
هل يمكن علاج تشققات البطن بعد الولادة بالأعشاب؟
بعض الدراسات تشير إلى حدوث التشققات بسبب تغيّر الهرمونات في الجسم (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

هل يمكن علاج تشققات البطن بعد الولادة بالأعشاب؟ الكثير من النساء تسأل حول ذلك؛ إذ يتمدد البطن بصورةٍ كبيرة أثناء عملية الحمل ويحتاج لفترةٍ طويلة للتعافي والعودة لحجمه الطبيعي؛ إلا أن عملية التمدد والعودة يتخللُها مجموعة من التغيرات؛ منها التشققات، فتبدأ رحلة البحث عن علاج تشققات البطن بعد الولادة على اختلاف الطريقة المُتبعة؛ فبالرغم من أهمية تجربة الحمل والولادة للمرأة؛ إلّا إنّها من التجارب التي تترك مجموعة من التغيرات في الجسم، التي قد تختفي بشكلٍ طبيعي أو تحتاج إلى بعض العلاجات المُساعدة في بعض الأحيان.

هل يمكن علاج تشققات البطن بعد الولادة بالأعشاب؟

تحدث تشققات البطن في الحمل بسبب نمو الجسم بشكل أسرع من قدرة البشرة على التمدد؛ فتتكسّر الألياف المرنة أسفل الجلد مسببةً ظهور الخطوط والتشققات على البطن والثدي والأرداف والذراعين، وتظهر هذه الخطوط باللون الأحمر أو الأرجواني، ثم تتلاشى بعد الولادة شيئاً فشيئاً وتظهر باللون الأبيض أو الرمادي، وتزداد حدة هذه الخطوط عند زيادة الوزن بشكل أكبر من الطبيعي، خصوصاً ما بعد الشهر السادس والسابع، وتختلف شدتها ولونها بسبب مجموعة من العوامل؛ منها: العوامل الوراثية، واختلاف لون البشرة؛ فالنساء ذوات البشرة الفاتحة تظهر لديهن خطوط حمراء، أما النساء ذوات البشرة الداكنة فتظهر لديهن خطوط افتح قليلًا من لون بشرتهن، كما أن بعض الدراسات تشير إلى حدوث التشققات بسبب تغيّر الهرمونات في الجسم، التي تعمل على جذب الماء للجلد مسببةً تكسّر روابط ألياف الكولاجين تاركةً الجلد عرضةً أكبر للتشققات والتكسر، لكن هل تشققات الحمل تختفي بعد الولادة، أم أنها تبقى ملازمة للمرأة، الحقيقة أن التشققات لا تختفي بالكامل ولكن تقلّ شدّتها، فيما تشير بعض الأبحاث إلى إمكانية علاج تشققات البطن بعد الولادة بالأعشاب باستخدام ما يلي:

  • حمض الهيالورونيك: أثبتت دراسة سريرية أن استخدام هذه المستخلصات تقلّل من ظهور العلامات خلال 12 اسبوعاً من الاستخدام اليومي؛ إذ تعمل على تحفيز إنتاج الكولاجين، وهو البروتين الموجود في البشرة الذي يحافظ على شكل البشرة وصحتها، وُيمكن تناوله عن طريق المكملات الغذائية، كما يُمكن استخدام الكريمات التي تحتوي على الهيالورونيك بشكل موضعيّ على التشققات؛ إذ تُشير بعض الأبحاث إلى فاعلية حمض الهيالورونيك في تخفيف التشققات وجعلها أقل وضوحاً؛ ومنها دراسة أجريت عام 2017.
  • الريتينويد أو فيتامين أ: يُعرف فيتامين أ علمياً باسم الريتينويد، الذي يجعل البشرة أكثر مرونة ويُمكن استخدامه عن طريق المستخلصات، أو تناوله عن طريق الفم على شكل مكملات، أو عن طريق الأغذية المتنوعة؛ مثل الجزر والبطاطا؛ إذ أشارت دراسة علمية حدثت عام 1996 أن مستخلصات الريتينويد تُقلّل من ظهور تشققات البطن بعد الولادة بشكلٍ كبيرٍ، كما يُمكن من خلاله تقليل ظهور العلامات؛ بسبب تجديدها للخلايا وتحفيز نمو الكولاجين في البشرة.
  • الصبار: لا توجد أدلة كافية على فعالية الصبار أو الألوفيرا في علاج التشققات، لكن خصائصها المنعمة للبشرة قد تُساعد في تقليل ظهور التشققات، ويمكن تطبيقه يومياً على الجلد.
  • كريمات التريتينوين: تُشير بعض الدراسات على فعالية الكريمات المحتوية على التريتينوين في إزالة تشققات الجلد وتحسين مظهر البشرة بشكل عام؛ ومنها دراسة أجريت عام 2014، لكن هذه الدراسات تشير إلى الاستخدام المتكرر وفي المراحل المتقدمة للتشققات، وتكمن فعالية هذه الكريمات في تسريع دوران وتجديد الخلايا وتحفيز إنتاج الكولاجين، لكن يجب الحذر من استخدام هذه الكريمات أثناء فترة الحمل؛ لأنها قد تُسبّب تشوهات خلقية، كما يفُضّل تجنّبها في فترة الرضاعة.
  • كريمات زبدة الكاكاو وفيتامين ه: لا شك ان معظم النساء الحوامل سمعن بهذه النصيحة وعن قدرة هذه الكريمات على منع التشققات وإزالتها، لكن في الحقيقة لا يوجد أي دراسات تؤكّد فعالية هذه الكريمات في إزالة علامات التشققات بعد الولادة أو الوقاية منها على أقل تقدير، لكن قد تُساعد هذه الكريمات على تحسين مظهر الجلد بشكل عام وتجديد البشرة وترطيبها ويُمكن استخدامها أثناء فترة الحمل أو الإرضاع.
  • الزيوت الطبيعية: وأشهرها زيت الزيتون وزيت جوز الهند، التي يُعتقد أن لها فوائد متعددة متعلقة بتحسين مظهر الجلد وتجديد الخلايا؛ إلّا أن إحدى الدراسات التي أجريت عام 2014 قد نفت فائدة زيت الزيتون في هذا الخصوص، لكن لا يُمكن إغفال دور هذه الزيوت في ترطيب البشرة وتحسين مظهرها العام وزيادة ليونتها.

أنواع العلاج الأخرى

في حال فشل علاج تشققات البطن بعد الولادة بالأعشاب يمكن اللجوء لبعض الإجراءات التجميلية الأدق، التي يمكن تطبيق بعضها في المنزل، فيما يتم تطبيق البعض الآخر في مراكز التجميل والعيادات بعد الولادة، ومن هذه الإجراءات:

  • العلاج بالليزر: يُمكن اللجوء لعلاجات الليزر التي يتم من خلالها تسخين الجلد وتعزيز نمو الكولاجين وتقليص الأوعية الدموية المتوسعة، لكن هذا يحتاج لعدة جلسات؛ إذ تُستخدم هذه العلاجات أطوالٍ موجية من الضوء لتقليل الندوب والورم والألم، كما أن العديد من الدراسات تشير إلى فائدة علاجات الليزر؛ بسبب زيادة إنتاج الكولاجين في البشرة وتثخين طبقة البشرة، بالإضافة إلى استعادة ألياف الإيلاستين، لكن هذه العلاجات مكلفة نسبياً وتحتاج لتكرارها للحصول على النتائج المطلوبة
  • موجة تردد الراديو: تعتمد هذه الموجات على تسخين الجلد، الذي يُعزز من إنتاج الكولاجين المكوّن الأساسي للبشرة؛ وبالتالي تُساعد على تنشيط التئام الجروح والندوب وشد البشرة وتحسين مظهرها بالكامل، وقد أثبتت دراسة بحثية أجريت عام 2014 أن هذه الموجات تقلّل من طول وعرض الخطوط والتشققات؛ لهذا يُمكن اعتبارها إحدى علاجات التشققات.
  • التقشير بالسكر: يُمكن استخدام السكر كأحد العلاجات الطبيعية للتشققات؛ عن طريق فرك السكر على الجلد للتقشير، ويتم ذلك عن طريق خلط كوب من السكر مع ربع كوب من أحد أنواع الزيوت، وإضافة بضعة قطرات من عصير الليمون وفرك البشرة بالخليط لمدة 8-10 دقائق، مع تكرار العملية 3 مرات أسبوعيًا.
  • التقشير الكيميائي: يُمكن اللجوء إلى التقشير الكيميائي للبشرة؛ لتخفيف آثار التشققات باستخدام حمض الجليكوليك، الذي يُعزز إنتاج الكولاجين في الجسم، فقد أثبتت دراسة تم إطلاقها عام 1998 أن هذا النوع من التقشير يُساعد في إزالة التشققات.
  • تقشير الجلد الدقيق: هذا النوع من العلاجات يستخدمه أطباء الجلد لعلاج مشاكل البشرة المتنوعة؛ ومنها البقع والتجاعيد وأضرار أشعة الشمس، كما أن دراسات مؤكدة حصلت عامي 2014 و2015 أثبتت دورها الفعّال في تقليل تشققات البطن.
  • الميكرونيدلينغ: هذه الطريقة تُستخدم للعناية في البشرة وتقليل التجاعيد وعلامات التقدم في السن؛ إذ تتم عن طريق إبر صغيرة تثقب الجلد وعند التئامها تعمل على تجديد خلايا البشرة بالكامل، ويُعتقد أن هذه الطريقة ناجحة في إزالة التشققات عند تكرارها من 6-8 مرات خلال 4 أسابيع وهذا حسب دراسة حصلت عام 2012، كما أن دراسةً أخرى حصلت عام 2008 قد أثبتت فعالية هذه الطريقة بعد 4 جلسات علاج، كما أشارت دراسة حدثت عام 2016 أن هذه الطريقة أكثر فعالية من التقشير الدقيق.

مدة العلاج

الحقيقة أن إزالة  التشققات عملية تحتاج لصبر وتكرار في استخدام المنتجات المتنوعة، التي سوف تقلّ تدريجياً مع الوقت، لكن الوقت الفعلي للشفاء يعتمد على مقدار التشققات والعلاج المُستخدم، وفي حال استخدام علاج تشققات البطن بعد الولادة بالأعشاب فإن المدة الزمنية للتعافي قد تصل إلى 12 أسبوعًا أو أكثر، أما في حال استخدام العلاجات الأخرى فقد تلتئم الجروح وتختفي التشققات خلال فترة زمنية أقل. 

هل يمكن الوقاية من تشققات البطن أثناء الحمل؟

قبل البحث عن علاج تشققات البطن بعد الولادة بالأعشاب يجب التفكير في طرق لمنع تشققات الحمل؛ ذلك عن طريق استخدام الكريمات المتنوعة التي يُرَوّج لها على أنها تحمي من التشققات، لكنها في الحقيقة لا تمنع التشققات، بل تُقلّل من الحكة التي تُصاحب زيادة حجم البطن، وتجعل البشرة أكثر مرونة وترطيباً، وتقلّل من حدّتها في بعض الأحيان، ومن النصائح المُتبعة للوقاية نذكر:

  • السيطرة على زيادة الوزن: يزداد وزن المرأة طبيعياً أثناء الحمل، لكن الزيادة السريعة في الوزن تُسبب ظهور التشققات بشكل أكبر؛ لذلك يجب الحفاظ على زيادة الوزن بمعدل لا يتجاوز  10-12.5 كجم فقطـ، عن طريق اتباع نظام غذائي غني بالفيتامينات والمعادن والبروتينات، وتقليل استهلاك الكربوهيدرات والسكريات.
  • شُرب كميات كبيرة من الماء: يجب الحفاظ على رطوبة البشرة عن طريق زيادة شرب الماء والسوائل؛ لأن الجفاف يُسبب ظهور التشققات بشكل أكبر، بالإضافة إلى تجنّب المشروبات التي تُسبّب فقدان السوائل؛ مثل القهوة والشاي؛ بسبب احتوائها على الكافيين. 
  • تناوُل الفيتامينات والبروتينات وتعزيز النظام الغذائي: يجب التركيز على تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن الأساسية، سواءً للحفاظ على صحة الجنين أو لتعزيز صحة الجلد والبشرة وتقليل المشاكل المصاحبة للحمل؛ لأن هذه العناصر لها دورٌ مهمٌ في تحسين صحة الجلد؛ ومنها:
    • فيتامين سي: يُعزز فيتامين سي إنتاج الكولاجين في الجسم، وهو العنصر الأساسي المكوّن للبشرة، الذي يُحافظ على تمددها ومرونتها، وهذا الفيتامين موجود بكثرة في الحمضيات؛ مثل الليمون والبرتقال وبعض أنواع الخضراوات الورقية وبعض أنواع الفواكه.
    • فيتامين د: بعض الدراسات أثبتت وجود علاقة بين نقص فيتامين د وزيادة التشققات؛ لذلك يجب الحفاظ على مستوى فيتامين د؛ لأنه يُساعد في زيادة مرونة الجلد، ومن أهم مصادره الشمس؛ لذلك يجب أن تحرص الحامل على التعرض للشمس لفترات معينة، كما يُمكن الحصول عليه عن طريق منتجات الألبان والزبادي.
    • الزنك: يلعب الزنك دورًا مهمًا في تحسين شكل الجلد، ويقلّل من الالتهابات، ويُسرّع التئام الجروح، لكن مع ذلك لا يوجد دليلًا كافيًا عن علاقته بإزالة التشققات؛ إلّا إنّ خصائصه تعتبر ذات فائدة، ومن الأغذية الغنية بالزنك المكسرات المتنوعة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل يختلف شكل البطن بعد الولادة الطبيعية؟

هل يمكن علاج اكتئاب ما بعد الولادة؟

هل يمكن علاج الدورة الشهرية الطويلة بالأعشاب؟

هل يمكن علاج التهاب المفاصل بالأعشاب؟

هل يمكن علاج سرعة القذف بالأعشاب؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على