` `

هل الخيار يساعد على تثبيت الحمل علميًا؟

صحة
12 سبتمبر 2021
هل الخيار يساعد على تثبيت الحمل علميًا؟
الخيار لا يُؤثّر على هرمونات الحمل الأنثوية المسؤولة عن تثبيت الجنين (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

يمر جسم المرأة بمجموعةٍ من التغيّرات الهرمونية والجسدية أثناء فترة الحمل، وتبدأ الكثير من الأسئلة؛ منها هل الخيار يساعد على تثبيت الحمل، أو هل يُمكن تناول الخيار أثناء فترة الحمل؛ حيث تكون أغلبية هذه الأسئلة حول أنواع الطعام المسموح والممنوع تناولها، كما أن البعض يربط بين تناول بعض الأطعمة والتنبؤ بجنس المولود، والحقيقة أن معظم هذه التكهنات والأسئلة غير واقعية ولا تندرج تحت الحقائق العلمية المثبتة؛ لذلك سنُحاول في هذا المقال التحدث عن فوائد الخيار للمرأة الحامل من الناحية العلمية، وأهميته بالمُطلق وأضراره إن وجدت.

هل الخيار يساعد على تثبيت الحمل؟

للخيار فوائد متعددة للمرأة الحامل، لكن تثبيت الحمل لا يُعد من ضمن هذه الفوائد مُطلقًا؛ إذ إنه يُستخدم لتقديم العناصر الغذائية المتعددة، التي سنتحدث عنها في هذا المقال، لكن الخيار لا يُؤثّر على هرمونات الحمل الأنثوية المسؤولة عن تثبيت الجنين أو غيره، ولعل إثارة هكذا تساؤل تأتي من منطلق الخوف الشديد أثناء الحمل من تداخل الأطعمة مع مراحل تكوّن الجنين وتأثيرها عليه، خاصةً في الأشهر الثلاث الأولى، لكن هنا يُمكن التأكيد على أمان الخيار خلال فترة الحمل بالكامل، خصوصاً عند تناوله ضمن الحدود المنطقية، واتباع أساليب السلامة العامة التي سنتحدث عنها لاحقاً.

ما هي فوائد الخيار للحامل؟

يعتبر الطعام الذي تتناوله الأم الحامل المصدر الرئيسي لتغذية الطفل وتزويده بالعناصر الأساسية التي يحتاجها ضمن مرحلة النمو، كما أن الأم الحامل بحاجة إلى تغذية مضاعفة وكميات أكبر من العناصر الغذائية، والمقصود هنا التركيز على النوعية وليس الكمية؛ فالطفل لا يحتاج كمياتٍ كبيرةٍ من الطعام بل يحتاج إلى التركيز على العناصر الأساسية، ومن هنا يجب الحديث عن فوائد الخيار للأم الحامل والجنين على حدٍّ سواء، وأهمها ما يلي:

  • الترطيب: تُساعد الشوارد الموجودة في الخيار على منع الجفاف من الجسم بشكل عام؛ إذ يتكوّن الخيار عادةً من الماء والإلكتروليتات التي تمنع جفاف الجسم الناتج عن حرارة الطقس؛ فمن المعروف أن العادات الصحية للمرأة الحامل قد تختلف من امرأة إلى أخرى، وقد تعاني بعض النساء من صعوبة في شرب الماء؛ بسبب الغثيان أو التقيؤ أحيانًا؛ فتُصاب بالجفاف الذي يُؤثر سلباً على صحتها؛ لذلك يُمكن تناول الخيار ضمن كميات محددة لتعويض نقص السوائل في الجسم، كما يُمكن إضافة الخيار إلى الماء مع النعناع أو الليمون؛ لتحسين طعمه وجعله أكثر استساغة، وهذه الرطوبة تُحافظ على سلامة الجهاز الهضمي وتمنع الإمساك وحصى الكلى، وغيرها من المشاكل المتنوعة التي يُسببها الجفاف، بالإضافة إلى الحفاظ على سلامة البشرة وترطيبها.
  • صحة العظام: من المعروف أن فترة الحمل تؤثر سلبًا على صحة العظام؛ بسبب نقص الكالسيوم والفيتامينات الأخرى؛ لذلك يُساعد تناول الخيار الغني بفيتامين ك على الحفاظ على صحة العظام؛ عن طريق تعزيز امتصاص الكالسيوم، كما أنه يحتوي على كميات جيدة من الكالسيوم، وهذه العناصر مفيدة للأم والجنين على حدٍّ سواء.
  • منع السرطان: هذه الفائدة لا تقتصر على الحوامل فقط، بل يُمكن تعميمها؛ إذ يحتوي الخيار على مجموعة من مضادات الأكسدة؛ مثل بيتا كاروتين وبعض العناصر الأخرى، التي تُساعد على محاربة الجذور الحرة في الجسم، كما تمنع ظهور وتطور الخلايا السرطانية، إضافةً إلى أنه يحتوي على كميةٍ كبيرة من الألياف الغذائية، التي تحمي من سرطان المستقيم والقولون.
  • الحفاظ على صحة القلب والشرايين: تعتبر الحامل أكثر عُرضةً للمشاكل الصحية المتنوعة؛ ومنها أمراض ضغط الدم والشرايين؛ لذلك فإن تناول الخيار الغني بالألياف يعمل على تخفيض الكوليسترول في الجسم؛ وبالتالي يقلّل من المشاكل الصحية الأخرى، كما أن الخيار يحتوي على المغنيسيوم والبوتاسيوم اللذان يلعبان دورًا أساسيًا في تخفيض ضغط الدم، خصوصاً عند تقليل تناول الصوديوم.
  • الوقاية من مرض السكري: بعض النساء الحوامل يتعرضن للإصابة بمرض السكري؛ لذلك فقد يُساعد الخيار في الوقاية من هذا المرض؛ بسبب احتوائه على مواد تُقلّل من نسبة السكر في الدم أو على الأقل تمنع زيادته وفق دراسات مؤكدة؛ بسبب المواد المُسماة بالقرعيات، التي تُساهم بدورها في تنظيم إفراز الأنسولين، بالإضافة إلى التمثيل الغذائي للجليكوجين الكبدي المسؤول عن معالجة السكر، كما أن دراسة أُجريت على قشر الخيار أثبتت أنه يقلّل السكر لدى الفئران؛ لأسباب تُعزى بمضادات الأكسدة، ناهيك عن الألياف الضرورية للوقاية أيضًا من أمراض السكري من النوع 2.
  • تقليل الالتهابات: يتضمن الخيار موادً مضادة للالتهاب بحسب مصادر مؤكدة، تُساهم في تعزيز وظائف جهاز المناعة؛ إذ ترفع الالتهابات في جسم المرأة الحامل نسبة الخطر والإصابة بأمراض متنوعة؛ منها: أمراض القلب والشرايين والسرطانات والكآبة والسكري.
  • العناية بالبشرة: قد تعاني معظم الحوامل من الكآبة الناتجة عن تغيّرات البشرة المتنوعة وعلامات التمدد وتشققات البطن، وغيرها من المشاكل الجلدية المتنوعة؛ لذلك يُمكن تناول الخيار للحفاظ على صحة البشرة والتمتع ببشرة صحية؛ بسبب احتوائه على مضادات الأكسدة والكولاجين، كما يُمكن استخدام شرائح الخيار بشكلٍ مباشرٍ على البشرة وتهدئتها وتبريدها؛ لتخفيف حروق الشمس.

القيمة الغذائية للخيار

قبل تأكيد أو نفي هل الخيار يساعد على تثبيت الحمل، يجب معرفة مكونات الخيار والعناصر الأساسية الموجودة فيه، لكن هنا علينا الإتفاق أن الخيار لا يثبت الحمل فعليًا، ويقتصر دوره على تزويد الأم والجنين بالعناصر الأساسية؛ إذ يحتوي نصف كوب من الخيار على العناصر التالية:

  • الماء: معظم مكوناته ماء وتصل إلى نسبة 97%.
  • السعرات الحرارية: كمية قليلة نسبيًا لا تتجاوز 30 سعرة حرارية، وهذا يجعله خيارًا مثاليًا أثناء الحميات الغذائية.
  • البروتينات: بكمية تصل إلى 0.8 غم.
  • الكربوهيدرات: بكمية 3.1 غم بعضها سكريات بكمية 2.0 غم.
  • الألياف الغذائية: 1.0 غم.
  • الحديد: 0.3 ملغ.
  • المغنيسيوم: 17 ملغ والتي تعادل 9% من الاحتياجات اليومية.
  • البوتاسيوم: 193 ملغ والتي تعادل 12% من الاحتياجات اليومية.
  • الفسفور: 29.8 ملغ.
  • الصوديوم: 2.8ملغ.
  • فيتامين سي: 4.5 ملغ تعادل 10% من الاحتياجات اليومية.
  • المنغنيز: 9٪ من القيمة اليومية.
  • بيتا كاروتين: 44 ميكروغرام.
  • فيتامين ك: 10.2 ميكروغرام والتي تعادل 57٪ من القيمة اليومية.
  • حمض الفوليك: 19.9 ميكروغرام.
  • مجموعة من فيتامينات أ و ب ومجموعة من مضادات الأكسدة.

أنواع الخيار

قبل نفي هل الخيار يساعد على تثبيت الحمل؛ يجب أولاً تحديد أنواع الخيار المتوفرة والخصائص المتنوعة لكل نوع، وهي:

  • الخيار الأرميني أو الثعباني: هذا النوع يُستخدم غالبًا للتخليل، ويكون على شكلٍ طويلٍ ملتوٍ وله جلدٌ أخضر داكن رقيق.
  • الخيار الياباني: يتميّز بلونه الأخضر الداكن وجلده الرقيق مع وجود بعض النتوءات عليه ويتم تناوله كاملًا مع القشور.
  • خيار كيربي: يُستخدم عادةً في المخللات؛ بسبب طعمه المقرمش وقشرته الرقيقة وصغر حجمه النسبي.
  • خيار الليمون: تأتي تسميته بسبب حجمه القريب من الليمون، ولونه شاحب نسبيًا؛ إلّا إنّ طعمه حلو.
  • الخيار الفارسي: قصير وسمين ومقرمش.

مخاطر الإفراط في تناول الخيار

قد يُسبّب الإفراط في تناول الخيار بعض المشاكل للمرأة الحامل؛ لأنها بشكل عام أكثر حساسية للأطعمة وبحاجة إلى متابعة الكميات أكثر؛ لذا يجب مراجعة الطبيب أو مُقدّم الرعاية الصحية أو الامتناع عن تناول الخيار في حال الشعور بإحدى المشاكل التالية:

  • مشاكل في الجهاز الهضمي: تُسبّب بعض الأنواع من الخيار مشاكلًا متنوعة في الجهاز الهضمي؛ بسبب صعوبة هضمها.
  • الجلطات الدموية: يحتوي الخيار على كمياتٍ كبيرةٍ من فيتامين ك، الذي يمنع تخثر الدم؛ لذلك فإن الإفراط في تناوله قد يُسبّب تميّع الدم بشكلٍ مُفرط.
  • بعض التحسسات: يسبّب الخيار لدى بعض الأشخاص تحسّسات مُعيّنة، وقد تزداد هذه الحساسية أثناء الحمل؛ لذلك قد تظهر عليهم أعراضًا متنوعة؛ مثل القشعريرة والتورم مع صعوبة في التنفس.
  • التسمّم بالمبيدات الحشرية: الخيار يُؤكل نياً لذلك قد تكون المرأة الحامل عرضةً للخطر من التلوث بالمبيدات الحشرية؛ لذلك يجب غسل الخيار بشكلٍ جيد أو تقشيره؛ بالرغم من احتواء القشرة على العديد من العناصر الغذائية ومضادات الأكسدة، كما أن المزارعين يضيفون مادةً شمعية للخيار؛ للحفاظ عليه لفترةٍ أطولٍ في المتجر؛ لذلك يُفضل تقشيُره لإزالة الجراثيم والملوثات العالقة بالشمع، كما يُمكن الاتجاه إلى شراء الخيار العضوي الخالي من المواد الكيماوية ومبيدات الحشرات وغيرها.

الخيار للحامل في الأشهر الأولى هل هو آمن؟

تُعتبر الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل الأهم بالنسبة للحامل؛ بسبب الخوف من الإجهاض بشكلٍ أكبر والخوف من تشوهات الحمل؛ لذلك تُعتبر معظم الأدوية والعادات الصحية ممنوعة في هذه الفترة؛ لمنع تداخلها مع خلايا الجنين، أما فيما يخص الخيار؛ فالحقيقة أن مُعظم الدراسات تُشير إلى أن تناوله يعتبر آمنًا ولا يُسبّب مشاكل، لكن يُفضل معظم الخبراء التجربة المباشرة على الأم؛ لأن بعض الأطعمة قد تكون مُضرة لها بالاعتماد على حالتها؛ لذلك يُمكن تجربة تناول كميات قليلة من الخيار لمعرفة النتائج، كما أن الروايات حول إمكانية التنبؤ بجنس المولود عند رغبة الأم في تناول الخيار مجرد روايات وخرافات ليس لها أي أساس علمي.

فيما يخص تناول الخيار المخلل فهو مسموح، لكن يجب الحذر من كميات الصوديوم المُضافة؛ لأنها قد تُسبّب مشاكلًا للأم؛ لذلك يُمكن غسل المخلل قبل تناوله أو البحث عن منتجات قليلة الصوديوم، كما أن الخيار يُعتبر مثاليًا للعديد من الأمهات؛ بسبب غناه بالعناصر الأساسية مع قلّة السعرات الحرارية؛ لذلك تتناولها الأمهات بحرية دون الخوف من زيادة الوزن، كما أنه يُساعد في الإحساس بالشبع لفتراتٍ طويلة، لكن الحقيقة لا يُمكن النصح بتناول الخيار وفوائده للجنين بشكل مباشر، لكنه ضمن الخضار الضرورية لسلامته بشكل عام، وفيما يخص سؤالنا الأساسي؛ وهو هل الخيار يساعد على تثبيت الحمل؛ فالحقيقة أنه لا توجد أي دراسات حول هذه الفائدة أو حول علاقة الخيار بالإجهاض مثلًا؛ لذلك لا يُمكن اعتباره ممنوعًا على الحامل.

فوائد الخيار للجنين

لا شك أن فوائد الخيار للأجنة هي نفسها الفوائد للأم بشكل عام؛ إذ يحصل الجنين على العناصر الغذائية من غذاء الأم؛ لذلك يُمكنه الحصول على الفيتامينات الضرورية لصحته وسلامته؛ مثل فيتامين سي والكالسيوم والمغنيسيوم، كما أن احتواءه على كمية أحماض الفوليك يساعد في منع تشوهات الأجنة بشكلٍ عامٍ، وهذا يجعله ضمن قوائم الأغذية المفيدة للجنين، كما يمكن تناوله لفترة قبل التفكير في الحمل؛ لتهيئة جسد الأم الحامل.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل يعتبر الاستلقاء ضروري لحدوث الحمل؟

هل استمرار ألم التبويض يدل على الحمل، وهل يعتبر من أعراضه؟

هل الفيتامينات تبطل مفعول حبوب منع الحمل؟

هل هناك فرق بين وجع الدورة ووجع الحمل؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على