` `

هل يمكن علاج اضطراب الهرمونات والدورة الشهرية؟

صحة
14 سبتمبر 2021
هل يمكن علاج اضطراب الهرمونات والدورة الشهرية؟
تتأثر الهرمونات الأنثوية في الجسم في أوقات معينة؛ مسببةً بعض الاضطرابات (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

يحتوي الجسم البشري على مجموعة من المواد الكيميائية التي تُسمى الهرمونات، لكن هل يوجد علاقة بين اضطراب الهرمونات والدورة الشهرية، خصوصًا أن الهرمونات تعمل على تنظيم العمليات المختلفة في الجسم؛ الحقيقة نعم؛ لأن اختلال الهرمونات يُسبّب مشاكلًا متعددة في الدورة الشهرية؛ من حيث طول مدة الحيض وكمية الدم ومجموعةٍ من الأعراض الأُخرى، التي سنتحدث عنها بالتفصيل في هذا المقال وعن كيفية تأثيرها على الجسم وأهميتها بشكل عام من ناحيةٍ علميةٍ.

ما هي أعراض لخبطة الهرمونات؟

قبل الحديث عن اضطراب الهرمونات والدورة الشهرية يجب تحديد مفهوم الهرمونات ووظيفتها وأسباب اضطراباتها بشكل عام، التي قد تُسبّب مجموعةً من التغيّرات على الجسم بحسب الهرمون والغدة المسؤولة عن إنتاجه؛ ومن هذه الأعراض نذكر ما يلي:

  1. الزيادة أو النقصان في الوزن.
  2. التعرق غير المبرر.
  3. الحساسية المفرطة تجاه البرودة والحرارة.
  4. زيادة جفاف الجلد وظهور بعض المشاكل الجلدية؛ مثل الطفح الجلدي والحبوب.
  5. التغير في مستوى ضغط الدم.
  6. ضعف العظام وهشاشتها.
  7. التغيّر في مستوى السكر في الدم.
  8. التأثيرات على مستوى النوم ومدته.
  9. القلق والتهيّج.
  10. التعب والإرهاق غير المبرر.
  11. تقلبات المزاج بين الفرح والكآبة.
  12. الإحساس المفرط بالعطش.
  13. التغيّر في الشهية بالزيادة أو النقصان.
  14. الصداع.

أسباب اضطرابات الهرمونات بشكل عام

تحدث اختلالات الهرمونات نتيجة مجموعةٍ من العوامل؛ نذكر منها:

  •  خلل في الغدد الصماء؛ ويُعتبر هذا الخلل المسبب الرئيسي للاضطرابات؛ لأن هذه الغدد هي المسؤولة بشكلٍ أساسيٍّ عن إنتاج الهرمونات المتنوعة في الجسم، التي تُنظم عمل الأعضاء جميعها؛ ومن هذه الغدد:
    • الغدد التناسلية الأنثوية والذكرية.
    • الغدد الكظرية.
    • غدة ما تحت المهاد.
    • الغدة النخامية.
    • الغدة الدرقية.
    • جزر البنكرياس.
  • مرض السكري بنوعيه الأول والثاني.
  • سوء التغذية.
  • الضغط العصبي.
  • اضطرابات الأكل.
  • الأورام المتنوعة الحميدة والخبيثة.
  • تناول بعض الأدوية.
  • متلازمة تكيس المبيض.
  • بعض علاجات تحديد النسل أو العلاجات الهرمونية.
  • حالات انقطاع الطمث المبكر.
  • سرطان المبيض.
  • قصور المبيض.
  • زيادة الوزن.

وظائف الهرمونات في الجسم

  1. تنظيم الأيض والشهية.
  2. تنظيم دورات النوم.
  3. تنظيم معدل ضربات القلب.
  4. تنظيم الوظائف الجنسية والإنجاب.
  5. تنظيم درجة حرارة الجسم.
  6. تنظيم المزاج التوتر.
  7. تنظيم النمو.

ما هي أعراض اضطراب الهرمونات الأنثوية؟

تتأثر الهرمونات الأنثوية في الجسم في أوقات زمنية معينة؛ مسببةً بعض الاضطرابات في فترات محددة؛ أهمها: سن البلوغ وهي الفترة الانتقالية من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الشباب، وفترة الحمل والولادة والرضاعة الطبيعية؛ وتعتبر من أكثر الفترات اضطرابًا، بالإضافة إلى مرحلة سن اليأس الناتج عن التغير في الهرمونات، وقد تُسبب مجموعة من الأعراض؛ منها:

  1. دورات غير منتظمة واختلافًا في شكل وطول مدة الحيض، كما قد يحدث تغيرات من ناحية كمية الدم والألم.
  2. هشاشة وترقق العظام.
  3. التعرق الليلي والهبات الساخنة.
  4. جفاف المهبل والألم أثناء الجماع.
  5. حب الشباب المتزامن مع فترة الحيض أو قبلها.
  6. نزيف الرحم في فترات تختلف عن فترة الحيض.
  7. زيادة في نمو الشعر على الوجه والصدر والظهر والرقبة.
  8. التغير في الوزن بالزيادة عمومًا وفي بعض الحالات بالنقصان.
  9. العقم.
  10. تساقط الشعر وتلفه.
  11. اختلاف شكل الجلد بشكل عام.
  12. تضخم البظر.

هل يمكن علاج اضطرابات الهرمونات والدورة الشهرية؟

قبل الحديث عن العلاجات الممكنة يجب تحديد مفهوم الدورة الشهرية، التي يبلُغ طولها 28 يومًا؛ تبدأ من اليوم الأول للحيض وتستمر حتى اليوم الأول من الحيض التالي، لكن في بعض الحالات قد يحدث الحيض بفاصل أقل من 24 يومًا أو أكثر من 38 يومًا، وفي الحالتين تعتبر الدورة الشهرية غير منتظمة، لكن هذه التغيّرات قد تكون طبيعية خلال السنوات الأولى من الحيض، أو في سن اليأس وهو السن الذي يحدث فيه انقطاع الحيض.

أحيانًا قد ينجح علاج اضطرابات الهرمونات عند النساء بالأعشاب، ويُمكن علاجها عن طريق تغيير نمط الحياة بشكلٍ عام والنظام الغذائي، لكن بعض الحالات تتطلّب تدخلًا طبيًا، وهنا سنتحدث عن طرق العلاج المتنوعة التي يتم اللجوء إليها عادةً والمتمثلة فيما يلي :

  • العلاج الهرموني: وهو العلاج عن طريق تناول أدوية هرمونية؛ لتنظيم الهرمونات بشكل عام وتنظيم الدورة الشهرية؛ ومن هذه العلاجات:
    • موانع الحمل الهرمونية الفموية.
    • علاجات تصحيح النسل.
    • الحلقة المهبلية.
    • الأجهزة الهرمونية التي تغرس داخل الرحم؛ مثل اللولب.
    • مضادات الأندروجين، وهي عبارة عن علاجات تمنع تأثير هرمونات الذكورة؛ مثل هرمون التستوستيرون، التي يتم إفرازها بكمياتٍ كبيرةٍ في حالات معينة؛ مثل تكيس المبايض.
  • علاج السكري: المعروف باسم الميتفورمين، الذي يقلل من إفراز الأندروجين.
  • علاجات الغدة الدرقية: خصوصًًا في حال كانت الاضطرابات؛ بسبب مشاكل الغدة الدرقية وقصورها.
  • تغيير نمط الحياة: مثل إنقاص الوزن خصوصًا للنساء اللواتي تعانينّ من تكيس المبايض؛ إذ أثبتت مصادر مؤكّدة أن إنقاص الوزن بمعدل 10% يُساعد في تنظيم الدورة الشهرية لديهنّ؛ لذلك يمكن اتباع نظام غذائي مع ممارسة التمارين الرياضية بانتظام؛ لتحسين مستوى الهرمون وتنظيم الدورة الشهرية، وفي بعض الحالات قد يُؤثر تناول بعض الأدوية والمكملات الغذائية على الهرمونات ويُسبّب اضطرابها.

هل يمكن علاج اضطراب الهرمونات عند النساء بالأعشاب؟

الحقيقة أن استخدام الأعشاب في موازنة الهرمونات يُعتبر من الطرق المتوارثة منذ الآف السنين؛ إلّا إنّها من الناحية العلمية بحاجة للعديد من الدراسات والأبحاث، التي تؤكّد نجاحها بالفعل وفعاليتها في التقليل من اضطراب الهرمونات والدورة الشهرية غير المنتظمة. هنا سنتحدث عن بعض الأعشاب المستخدمة والأدلة العلمية التي تؤكّد فعاليتها، مع التنبيه على ضرورة الاستشارة الطبية قبل تناول هذه الأعشاب؛ لأن بعضها قد يحمل مخاطرًا محتملةً؛ بسبب المكوّنات أو الاستخدام الخاطئ، كما أن استخدامها يُعتبر محظورًا على الحوامل والمرضعات؛ لعدم وجود أدلة كافية تُثبت فعاليتها وأمانها، ومن أهم هذه الأعشاب:

  • بذور حبة البركة: المعروفة باسم الكالونجي أو زهرة الشر، التي تُنتج بذورًا سوداء صغيرة ذات خصائص طبية متعددة؛ بسبب مركباتها النباتية ومنها ثيموكينون، بالإضافة إلى مجموعة من مضادات الأكسدة، وهذه المواد مجتمعة تُساعد بحسب دراسات مؤكدة في علاج متلازمة تكيس المبايض، التي تُعتبر من أهم أعراض اضطراب الهرمونات الأنثوية؛ إذ أثبتت دراسات وأبحاث أجريت على الحيوانات أن مستخلصات حبة البركة تُساعد في تنظيم هرمون الأنسولين والهرمون اللوتيني والتستوستيرون، إضافةً إلى هرمون الغدة الدرقية، كما أن دراسات أخرى أثبتت أن لها مفعول يشبه هرمون الأستروجين. الجدير بالذكر أن حبة البركة يُمكن تناولها بشكلها الشائع عن طريق إضافتها للمخبوزات المتنوعة، أو استخدام مكملاتها المتعددة المتوفرة بالأسواق، لكن يجب الانتباه هنا إلى أنّ الدراسات المؤكّدة أُجريت على الحيوانات فقط، وتمت باستخدام المستخلصات المركزة؛ لذلك بالرغم من فوائدها المتعددة للجسم؛ إلّا إنّه لا يُمكن إثبات فعاليتها المؤكّدة في مجال تنظيم الهرمونات.
  • اشواغاندا: تُعرف بعدة أسماء؛ منها الجينسنج الهندي أو الكرز الشتوي، وهي شجيرة صغيرة تنتمي إلى عائلة الباذنجانيات، وتُستخدم على نطاقٍ واسعٍ في الطب البديل وطب الأعشاب على شكل مسحوق أو شاي أو حتى مسحوق الجذور، وهذه العشبة تُؤثر على عمل الغدد المتنوعة في الجسم؛ ومنها الغدة الكظرية التي تُطلق هرمون الكورتيزول المُسبّب للتوتر وتخفّض من مستوياته في الجسم وفق مصادر موثوقة، كما تُؤثر على الهرمونات الأُخرى في الجسم؛ مثل الأنسولين والهرمونات التناسلية وهرمونات الغدة الدرقية؛ إلّا إنّ هذه العشبة غير آمنة فعليًا بالنسبة للحوامل والمرضعات ومرضى المناعة الذاتية واضطراب الغدة الدرقية؛ بسبب تضارب التجارب المتعلقة فيها.
  • جذر كوهوش الأسود: تنحدر هذه النبتة من نفس فئة نبات حبة البركة، وهي عائلة الحوذان، ويتم منها إنتاج مكملات غذائية مصنوعة من الجذور الأرضية، فيما يمكن تناولها على شكل كبسولات أو مُستخلص أو شاي بحسب مصادر موثوقة، وتستمد هذه النبتة أهميتها من مركبات تُسمى جليكوسيدات ترايتيربين، وهذه العشبة منذ القدم تُستخدم لعلاج المشاكل النسائية المتنوعة؛ مثل الدورة الشهرية غير المنتظمة، بالإضافة إلى متلازمة ما قبل الحيض وأعراض سن اليأس؛ بسبب احتوائها على موادٍ تشبه في عملها هرمون الأستروجين إذا تمّ تناولها بكميات كبيرة، لكن الحقيقة أن هذه العشبة أيضاَ بحاجة لدراسات مؤكدة تثبت أمانها وفعاليتها؛ بسبب وجود عدة دراسات تظهر آثارها الجانبية الضارّة.
  • تشاستيبيري: وهي إحدى المكملات العشبية المتوفرة على شكل كبسولات أو مُستخلصات، وقد تكون مدمجة مع أعشاب أخرى؛ لعلاج اضطراب الهرمونات والدورة الشهرية وما يتعلق بها من مشاكل نسائية متعددة.
  • توت العليق: تُسمى شجرة العفيفة أو فلفل الراهب، وتُساعد هذه الثمرة على تقليل أعراض لخبطة الهرمونات بشكل عام؛ بسبب مركبات الـ ديتير بينود التي تُؤثر على مجموعة من الهرمونات المساعدة؛ مثل البرولاكتين والنواقل العصبية؛ ومنها الدوبامين، كما وجدت العديد من الدراسات أنها تُخفّض من مستويات البرولاكتين، وتُقلل من أعراض الدورة الشهرية المختلفة؛ مثل ألم الثدي وغيرها من الأعراض المزعجة، كما تُقلّل من أعراض سن اليأس وانقطاع الطمث ومتلازمة تكيس المبايض، لكن وجب التنويه أن معظم الدراسات على هذه النبتة تمّت على الحيوانات؛ لذلك فإن النتائج على البشر بحاجة إلى دراسات أخرى.
  • البردقوش: تُستخدم هذه العشبة كنوعٍ من أنواع التوابل وفي الطب التقليدي لأمراض متعددة؛ بسبب احتوائها على مركباتٍ نباتيةٍ نشطة؛ مثل الأحماض الفينولية والفلافونويد، التي تُقلّل بحسب دراسات مؤكدة من أعراض التوتر للنساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض، ومنها دراسات أُجريت على الفئران التي عُولجت بمُستخلصات البردقوش؛ أكّدت تحسين مستويات هرمون الاستراديول الذي تُنتجه المبايض، كما أكدت دراسة أُجريت على البشر نفس النتيجة، إضافةً إلى قدرته على تخفيض مستويات هرمون الأنسولين، لكن الأبحاث لا زالت مستمرة لتأكيد فعاليته في تحسين الاختلالات الهرمونية وتأكيد أمانه بالفعل، خصوصًا للاستخدام الطويل.

هل يمكن علاج اضطراب الهرمونات عند البنات؟

تبدأ الدورة الشهرية للفتاة عادةً في سن العاشرة أو الحادية عشر، وهذا يعتمد على بعض العوامل الوراثية؛ فقد تتأخر الدورة الأولى حتى عمر الـ 15 أو 16، كما تتأثر هذه البداية ببعض العوامل البيئية التي تحفّز الهرمونات والتغيّرات في الوزن أو مشاكل الغدة الكظرية؛ مُسببةً دوراتٍ غير منتظمة للمراهقات أو النزيف غير العادي؛ بسبب عدم انتظام الإباضة واختلال النمو الهرموني، لكن كيف يمكن علاج اضطراب الهرمونات والدورة الشهرية بطرقٍ طبيعية وقبل اللجوء إلى الطبيب:

  • الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم: يُعتبر النوم الصحيّ من أهم عوامل التوازن الهرموني وتنظيم الهرمونات الأنثوية، كما قد تُؤثر اضطرابات النوم على الجسم بشكل عام مُسببةً البدانة أو مشاكل في الشهية أو مرض السكري.
  • تجنّب الكثير من الضوء في الليل: يُسبّب التعرض للضوء الأزرق ليلًًا تعطّل دورة النوم الطبيعية؛ ومن هذه الأضواء إضاءة شاشة الهاتف أو الكمبيوتر، التي قد تُسبّب ارباكًا للجسم وتثبّط هرمون الميلاتونين المؤثّر على عدة وظائف.
  • إدارة الإجهاد: يُؤثر الإجهاد سلبًا على نظام الغدد الصماء ومستويات الهرمون في الجسم بحسب دراسات مؤكدة، كما أنّه يرفع مستويات الأدرينالين والكورتيزول؛ التي تسبب اضطراب التوازن العام في الجسم وترفع خطر السمنة ومشاكل القلب وتقلبات المزاج.
  • ممارسة التمارين الرياضية: تُساعد في تقليل الإفراط في الطعام وتنظيم الهرمونات في الجسم، وتقليل مخاطر مقاومة الأنسولين وداء السكر من النوع الثاني.
  • تجنّب السكريات: لا شكّ أن معظم الأبحاث العلمية تتحدث عن أضرار السكر على عملية التمثيل الغذائي ومقاومة الأنسولين؛ لذلك فإنّ استبعاده يُساعد على تنظيم الهرمونات المختلفة في الجسم.
  • تناول الدهون الصحية: تُساعد الدهون الصحية في توازن الهرمونات في الجسم وتزيد الشعور بالشبع؛ ومنها الزيوت الطبيعية وزيت الزيتون، التي تحتوي على الأحماض الدهنية.
  • الإكثار من تناول الألياف: تُساعد الألياف في الحفاظ على صحة الأمعاء وتنظيم الهرمونات المتنوعة؛ ومنها الأنسولين، كما تعمل على موازنة الهرمونات الأُخرى.
  • شُرب الشاي الأخضر: يحتوي الشاي الأخضر على مجموعة من مضادات الأكسدة، التي تُعزز عملية التمثيل الغذائي، وتنظّم الهرمونات في الجسم، وتُقلّل من الإجهاد التأكسدي.
  • التقليل من منتجات الألبان: بالرغم من أهمية الألبان في النظام الغذائي؛ إلّا إنّها تُقلّل من مستويات الهرمونات التناسلية للبنات؛ وبالتالي تُقلّل من مستويات الإباضة. 

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل اليانسون يزيد هرمونات الأنوثة؟

هل البرد من أسباب تأخر الدورة الشهرية؟

هل الرضاعة الطبيعية تمنع نزول الدورة الشهرية وتؤثر على انتظامها؟

هل يمكن علاج الدورة الشهرية الطويلة بالأعشاب؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على