تحقيق مسبار
يُعاني بعض الأشخاص من خروج دم بعد البراز دون ألم ويرغبون بمعرفة مدى خطورة ذلك على صحّتهم، إلى جانب رغبتهم في التعرّف على الأسباب التي تؤدّي إلى خروج هذا الدّم، ويهدف هذا المقال إلى ذكر أسباب خروج الدم مُصاحبًا للبراز عند الأطفال والبالغين مع ذكر العديد من العلاجات التي يستخدمها الأطبّاء لهذه الحالة المرضيّة، كما أنّ المقال يُشير إلى طريقة تشخيص سبب خروج الدم مع البراز أيضًا.
هل يعد خروج دم بعد البراز دون ألم خطيرًا؟
يشير خروج الدم بعد البراز إلى العديد من الحالات الخطيرة التي تستدعي تدخُّلًا طبّيًّا طارئًا، كما يُمكن أن يدلّ على على بعض الأمراض ذات الخطورة المنخفضة أيضًا، وينبغي على كافّة المُصابين مُراجعة الطّبيب على الفور من أجل تشخيص الحالة، ثمّ اتّخاذ إجراءات الرّعاية الصّحّيّة في أسرع وقت مُمكن؛ لضمان علاج الأمراض الخطيرة كالسّرطان في المراحل الأولى، وقبل تفاقهما وارتفاع مُستويات خطورتها؛ حيث يَصعُب علاج العديد من هذه الأمراض في مراحلها المُتقدّمة.
ما هي أبرز الأسباب التي تؤدي إلى خروج دم بعد البراز؟
توجد العديد من الأسباب التي تؤدّي إلى خروج دم بعد البراز دون ألم أو مع الشّعور ببعض الآلام، وأبرزها الأسباب الآتية:
- البواسير: يُعرف مرض البواسير بأنّه انتفاخ في بعض الأوعية الدّمويّة داخل المُستقيم، ويتسبّب هذا المرض بالحكّة والشّعور بالحرق في المكان المُصاب، إضافةً إلى خروج دم أحمر فاتح مع البراز أحيانًا.
- التهاب الأمعاء: يُمكن أن تظهر الدّماء عند التبرّز نتيجة للالتهابات في المعدة أو الأمعاء؛ بسبب التّسمّم الغذائيّ، كما تتسبّب بعض أنواع الفيروسات والبكتيريا بالالتهابات المعويّة المذكورة أيضًا.
- الرتوج: يخرج الدم مع البراز عند تمزّق الرّتوج عن الأفراد المُصابين بهذا المرض، وهو عبارة عن انفاخات أو جيوب صغيرة في بطانة الأمعاء السُّفليّة عند الإنسان.
- الأورام الحميدة: تنمو بعض الأورام الحميدة في بطانة القولون أو الأمعاء، وتتسبّب بالنّزيف نتيجةً لحركة الأمعاء أحيانًا، وهو ما يتسبّب بخروج الدم عند التبرّز.
- الشقوق الشرجية: تُعرف الشّقوق الشّرجيّة بأنّها تمزّقات تحدث في فتحة الشّرج، وتُصاحبها آلام شديدة عادةً، وتتسبّب هذه الشّقوق بظهور دم أحمر فاتح عند خروج البراز من الجسم.
- الناسور الشرجيّ: تحدث بعض الشّقوق أو الجروح بين القناة الشّرجيّة وفتحة الشّرج، وتُعرف هذه الحالة المَرضيّة باسم النّاسور، وتتسبّب بالنّزيف وخروج الدم مع البراز أحيانًا، كما أنّها تكون مؤلمة في بعض الأحيان أيضًا.
- خلل التنسج الوعائي: يظهر هذا المرض عند كبار السّنّ عادةً، ولا تصحبه أيّة آلام، ويؤدّي إلى خروج دم مع البراز، وهو عبارة عن نزيف في المُستقيم؛ بسبب الأوعية الدّمويّة غير الطّبيعيّة في الجهاز الهضميّ.
- مميعات الدم: يصف الأطبّاء مُميّعات الدم لبعض الحالات المرضيّة، ويُمكن أن تؤدّي هذه الأدوية إلى نزيف داخليّ يظهر في البراز، ويكون لون الدم الذي يُصاحب البراز في هذه الحالة أسودًا أو قَطِرَاِنيًّا.
- سرطان القولون: يتسبّب سرطان القولون بخروج دم عند التبرّز في حالات نادرة، ويُصاحب هذا المرض كذلك عدّة أعراض أُخرى؛ ومنها: الفقدان غير المُبرّر للوزن، بالإضافة إلى الآلام في منطقة البطن.
ما هي أسباب خروج الدم بعد التبرز بدون ألم عند الأطفال؟
يظهر الدم في براز الأطفال نتيجةً للشّقوق الشّرجيّة في 90% من الحالات، ويصحب الشّقوق المذكورة آلامًا شديدة في العادة، وفيما يأتي بعضًا من أبرز الأسباب التي تؤدّي إلى خروج دم بعد البراز دون ألم عند الأطفال:
- عدوى الجلد البكتيريّة: تتسبّب عدوى الجلد البكتيريّة بخروج براز الأطفال مع نقاط من الدم أحيانًا، وذلك إذا أصابت البكتيريا المذكورة المنطقة المُحيطة بالفتحة الشّرجيّة.
- الإسهال الجُرثوميّ: يظهر الدم في براز الأطفال نتيجة لإصابتهم ببعض أنواع العدوى الجرثوميّة؛ ومنها الإصابة بمرض السالمونيلّا ومرض الإشريكيّة القولونيّة.
- التهاب القولون بسبب حليب الأبقار: يظهر التهاب القولون المذكور في أوّل شهرين من ولادة الطّفل عادةً، ويؤدّي إلى خروج براز لزج مُلطّخ بالدم أحيانًا، وعلى الطّفل اجتناب جميع مُنتجات حليب البقر في هذه الحالة.
- تَشوّهات الجهاز الهضميّ: يُعاني بعض الأطفال من تشوّهات بُنيويّة في الجهاز الهضميّ؛ ممّا يؤدّي إلى ظهور الدّماء أثناء التبرّز، ويُعدّ مرض سوء استدارة الأمعاء من أبرز حالات التّشوّه المذكورة.
- الحساسيّة الغذائيّة: يُعاني بعض الأطفال من حساسيّة تجاه البروتينات الموجودة في بعض أنواع الأغذية، ويُمكن أن تتسبّب الحساسيّة بخروج الدّماء في البراز مع الأعراض الأُخرى.
- الالتهاب المعويّ القولونيّ النّاخر: يُعدّ هذا الالتهاب من الحالات المرضيّة الخطيرة؛ حيث يتسبّب بموت الأنسجة الموجودة في الأمعاء الغليظة، ويُمكن أن يظهر الدم في البراز كعرض من أعراض المرض المذكور.
كيف يتم تشخيص مرض نزول دم بعد التبرز بدون ألم؟
يقوم الطّبيب بطرح العديد من الأسئلة على المريض؛ لتشخيص حالته المرضيّة ومعرفة الأسباب التي يُمكن أن تؤدّي إلى خروج الدم مع البراز، ومن ذلك طرح الأسئلة حول التّاريخ المرضيّ، كما يُمكن إجراء الفحوصات والاختبارات الآتية؛ لمعرفة السّبب الدّقيق لنزول الدم بعد البراز دون ألم:
- غسيل المعدة: يعمل الطّبيب على إفراغ المَعدة من محتوياتها في هذا الاختبار عن طريق أنبوب مُخصّص؛ وذلك للبحث عن الدّماء والتّحقّق من مكان خروج الدّم؛ حيث يُشير عدم وجود دم في المعدة إلى كون النّزيف في الجزء السُّفليّ أحيانًا.
- التنظير الهضمي العلوي: يتمّ إدخال أنبوب من فم المريض في هذا الاختبار للبحث عن مكان النّزيف في المعدة، كما يقوم الطّبيب بأخذ خزعة من الأنسجة أثناء التّنظير المذكور أحيانًا لفحصها في المُختبر.
- تنظير القولون: يهدف هذا التّنظير إلى التّحقّق من سلامة القولون، إلى جانب أخذ خزعة من الأنسجة في هذه المنطقة أحيانًا لفحصها كما في التّنظير الهضميّ العُلويّ، ويتمّ إدخال أنبوب التّنظير في هذا الاختبار من المُستقيم.
- التنظير المعوي: يعتمد الطبيب على هذا التّنظير لفحص الأمعاء الغليظة عند المريض؛ وذلك من خلال كبسولة مرتبطة بكاميرا يُمكن ابتلاعها عن طريق الفم لتنتقل إلى الجهاز الهضميّ ويتمكّن الطّبيب من رؤية الأمعاء.
- الأشعة السينيّة: يتمّ إجراء هذا الاختبار بعد حقن الباريوم في المريض عن طريق الوريد؛ ليظهر تدفّق الدم بوضوح بالاعتماد على الأشعّة السّينيّة؛ ممّا يُمكّن الطّبيب من معرفة مكان النّزيف.
- تصوير الأوعية الدمويّة: يعتمد اختبار تصوير الأوعية الدّمويّة على حقن مادّة مُشعّة في وريد المُصاب، ثمّ تصويره باستخدام الاشعّة السّينيّة أو باستخدام التّصوير المقطعيّ المُحوسب لتحديد مكان النّزيف.
- الجراحة: يلجأ الطّبيب إلى الجراحة في منطقة البطن تحديد مكان النّزيف ومعرفة سببه؛ إذا فشلت جميع الاختبارات الأُخرى في معرفة السّبب الدّقيق الذي يؤدّي إلى خروج دم بعد البراز دون ألم.
هل يمكن علاج خروج الدم بعد التبرز؟
تختفي بعض الأسباب التي تؤدّي إلى خروج الدم مع البراز من تلقاء نفسها ودون الحاجة إلى أيّة علاجات؛ ومنها بعض البواسير والتّشقّقات الشّرجيّة، بينما يحتاج بعضها الآخر إلى علاج، وفيما يأتي بعضًا من طُرُق علاج خروج الدم مع البراز:
- مسكنات الألم: يوصي الطّبيب بهذه المُسكّنات عند الإصابة بأيّ من الأمراض التي تُسبّب آلامًا شديدة عند المريض؛ ومنها الكريمات وحَمّامات المقعدة.
- الجراحة: على الرّغم من اختفاء الكثير من البواسير والتّشقّقات الشّرجيّة من تلقاء نفسها؛ إلّا إنّها تحتاج إلى عمليّة جراحيّة في حالة عدم التئامها بنفسها، كما ينبغي إجراء العمليّات الجراحيّة عند خروج الدم مع البراز؛ بسبب الانسداد المعويّ عند المريض.
- المضادات الحيويّة: تهدف المُضادّات الحيويّة إلى منع إصابة الشّقوق الشّرجيّة بالعَدوى، كما تُستخدم المُضادّات عند الإصابة بالأمراض الفيروسيّة أو البكتيريّة أو الجراثيم التي تؤدّي إلى خروج الدم مع البراز.
ما هي الأشياء التي يشير إليها لون البراز؟
يظهر البراز بالعديد من الألوان، وعلى الرُّغم من كون مُعظم هذه الألوان طبيعيّة؛ بما فيها اللّون الأخضر واللّون البُني؛ إلّا إنّها تُشير إلى الإصابة ببعض الأمراض الخطيرة أحيانًا، وفيما يأتي بعضًا من أبرز الأشياء التي يدلّ عليها لون البراز:
- اللون الأخضر: يشير اللّون الأخضر للبراز إلى انتقال الطّعام في الأمعاء الغليظة بسرعة كبيرة؛ فإنّ العُصارة الصّفراويّة لا تتمكّن من تكسير الدّهون بشكل جيّد في هذه الحالة نتيجة لسرعة مرور الطّعام؛ ممّا يتسبب بخروج براز أخضر اللّون.
- اللون الفاتح أو الشّاحب: يتمتّع البراز باللّون الفاتح مثل الأبيض أو اللّون الشّاحب عند وجود عُصارة صفراويّة تُصاحب خروج البراز من الإنسان في بعض الأحيان، وقد يُشير ذلك إلى انسداد القناة الصّفراويّة.
- اللون الأسود: يظهر اللّون الأسود للبراز عند وجود نزيف في الجزء العُلويّ من المسار المَعديّ المعويّ، كما يُمكن أن يتغيّر لون البراز إلى الأسود بسبب تناول مُكمّلات الحديد الغذائيّة، أو عند شرب عرق السّوس ذي اللّون الأسود.
- اللون الأحمر الفاتح: يُمكن أن يكون اللّون الأحمر الفاتح للبراز إشارةً إلى نزيف في الجزء السُّفليّ من المسار المَعِدِيّ المَعَويّ، ويظهر هذا اللّون كذلك عند تناول الأطعمة حمراء اللّون؛ مثل: الشمندر أو التّوت البرّيّ أو عصير البندورة.
- اللون الأصفر: يدلّ خروج الُبراز بلون أصفر لزج مع رائحة كريهة على وجود كميات كبيرة من الدهون في البراز نتيجة لسوء الامتصاص في المَعدة، كما يظهر هذا اللّون بسبب تناول الأطعمة التي تحتوي على جلوتين البروتين؛ مثل الخُبز.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يوجد أعراض لالتهاب البروستاتا المزمن؟
