` `

هل يمكن علاج أكياس الثدي والاضطرابات الهرمونية؟

صحة
19 سبتمبر 2021
هل يمكن علاج أكياس الثدي والاضطرابات الهرمونية؟
تُعتبر تكيسات الثدي حالة شائعة لدى النساء خلال سنوات الإنجاب المتأخرة (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

تبحث معظم النساء عن طرق علاج  أكياس الثدي والاضطرابات الهرمونية المرتبطة بشكلٍ كبيرٍ بها؛ بسبب انتشارها الواسع بين النساء والخوف من خطورتها ومدى تأثيرها العام على الصحة؛ إذ يُمكن القول أن أكياس الثدي عبارة عن أكياس أو أورام حميدة غير سرطانية مملوءة بالسوائل، تُسبّب تكتلات صغيرة إلى متوسطة الحجم تُعطي المرأة شعورًا بعدم الراحة في أحد الثديين أو كليهما، لكن من هم النساء الأكثر إصابة بهذه التكيسات، وما مدى خطورتها بالفعل وطرق علاجها بشكل عام من ناحية علمية مؤكدة؟...

ما هي أكياس الثدي والاضطرابات الهرمونية؟

تُعتبر تكيسات الثدي حالة شائعة لدى النساء خلال سنوات الإنجاب المتأخرة بين سن 35-40 عامًا، وفي مرحلة ما قبل انقطاع الدورة الشهرية؛ بسبب التغيّر في هرمونات الأستروجين، وفرط إفراز البرولاكتين المسؤول عن إنتاج الحليب، ويُمكن تقسيم تكيسات الثدي إلى ثلاثة أنواع رئيسية؛ هي:

  • أكياس الثدي البسيطة: وهي عبارة عن أكياس غير سرطانية مملوءة بالسوائل.
  • أكياس الثدي المركبة: وهي أكياس تحتوي على شظايا صلبة تطفو في السائل، وهذه الأكياس تحتاج لسحب عينة أو خزعة من الثدي للتأكّد من نوعها.
  • كيس الثدي المعقد: هذا النوع مثير للقلق؛ بسبب احتوائه على أنسجة صلبة يُعتقد عادةً أنها سرطانية؛ عندها يجب الفحص الدقيق وأخذ عينة أو خزعة من الأنسجة.

ما هي أعراض أكياس الثدي والاضطرابات الهرمونية؟

قد تُسبب الأكياس أو ما يُعرف بمرض الكيس الليفي بالثدي مجموعةً من الأعراض المتفاوتة من حيث الشدة والمتمثلة فيما يلي:

  1. تورم الثديين وظهور بعض الكتل المزعجة.
  2. سماكة الأنسجة.
  3. ألم ممتد من الثدي إلى الإبط أو تحت الذراعين.
  4. إفرازات خضراء أو بنية داكنة من الحلمات، فيما قد يكون الإفراز دمويًا أو أصفرًا؛ وهذا يُعتبر أكثر خطورة.
  5. تنقير أو تجعيد الجلد خصوصًا أثناء الدورة الشهرية.
  6. تغيّر في شكل الحلمة.

أكياس الثدي والاضطرابات الهرمونية بعد سن اليأس

ترتبط أكياس الثدي بشكلٍ كبيرٍ مع تذبذب المستويات الهرمونية، في حين تبلغ ذروتها أثناء فترة الحيض للنساء دون سن الـ 50 عامًا، لكن في العديد من الحالات تحدث هذه الحالات بعد سن اليأس وبعد انقطاع الدورة الشهرية، خصوصًا عند استخدام بدائل الأستروجين والبروجستين.

هل يوجد فرق بين أكياس الثدي وأورام الثدي؟

 يبدأ القلق والخوف عادةً عند الشعور ببعض النتوئات؛ بسبب الخلط بين الأكياس والأورام، عندها يقوم الطبيب بإجراء بعض الفحوصات المخبرية والكشف الدقيق على الثدي؛ للتأكّد من وجود الأكياس أو الورم، ويمكن القول أن الأكياس تظهر أو تزداد أعراضها أثناء الدورة الشهرية، أما الأورام فلا تتأثر بالدورة الشهرية مُطلقًا وتظهر لفتراتٍ طويلةٍ، كما أن أكياس الثدي لا تُعتبر خطيرة وقد تظهر بشكل مفاجئ وتزول من تلقاء نفسها في معظم الأحيان، كما أنّ الأورام تحتاج عمومًا إلى فحص مُكثّف للتأكّد من أنها حميدة، والسؤال الأهم الذي يتبادر إلى أذهان معظم النساء هو: هل يُمكن أن تتحول الأكياس إلى أورام؟... 

الحقيقة أنه لا يوجد ارتباط وثيق بين أكياس الثدي والسرطانات؛ لذلك فإنّ طرق علاج أكياس الثدي المائية تُعتبر أسهل وأبسط حين تشخيصها، أما الأورام فإنّها تعتبر حالات أكثر تعقيدًا، وتكون عبارة عن كتل صلبة حميدة أو سرطانية، ويُمكن تقسيمها بالشكل التالي:

  • الأورام الحميدة: وهي عبارة عن خلايا غير طبيعية تنمو بشكلٍ كبيرٍ في الثدي، لكنها لا تنتشر إلى خارجه، وتقسم إلى عدة أنواع؛ هي:
    • الورم الغدي الليفي: وهذه الأورام تُعتبر شائعةً في النساء بين عمر 20-30 عامًا؛ إذ تتكون من الأنسجة الضامة، وتكون الغدة عبارة عن كتل يسهُل تحريكها ويتراوح حجمها بين 1-5سم.
    • الورم الحليمي القنوي: هذه الأورام تحدث في قنوات الحليب بالقرب من الحلمة.
    • الورم الظهاري الليفي: تكون على شكلٍ مستدير، وتُسبّب الألم، وتنمو عادةً من الغدد والأنسجة الضامة.
  • الأورام السرطانية: هذه الأورام تحتوي على حمض نووي يُساعدها على النموّ بشكل سريع والانتشار إلى الأنسجة السليمة.

هل يمكن علاج الأكياس المائية في الثدي؟

معظم أنواع أكياس الثدي والاضطرابات الهرمونية لا تحتاج إلى العلاج بل تختفي من تلقاء نفسها، لكن في بعض الحالات قد تحتاج لسحب السوائل منها عن طريق إبرة، لكنها قد تعود لتجميع السوائل لاحقًا، وفي حال وجود الأكياس المعقدة فقد يكون الأمر أكثر خطورة وبحاجة إلى فحوصات دقيقة وإجراء الجراحة لإزالته،ا خصوصًا إذا كانت تُسبّب الألم لفترة طويلة؛ إذ يجب التأكّد من نوعها؛ لأنها قد تتحوّل إلى سرطان في بعض الأحيان.

الحقيقة أن عملية العلاج ممكنة بالفعل وطريقتها تعتمد على نوع الأكياس، التي يجب تشخيصها في المرحلة الأولى من العلاج؛ إذ يبدأ الطبيب بالبحث والسؤال عن وقت اكتشاف التكتل وعن وجود أعراض أُخرى، ثم يقوم بالفحص البدني؛ للتأكّد من تحرك هذه التكتلات وملمسها الذي يُؤكد أنها أكياس وليست أورام، كما يُمكن إجراء بعض الفحوصات والاختبارات لتشخيص الحالة، ومن هذه الاختبارات:

  • الفحص بالموجات الصوتية: بحيث يستطيع الطبيب من خلالها تحديد نوع الكتلة؛ فإذا كانت الموجات الصوتية تمر عبر الكتلة فهذا دليل على وجود السوائل بشكل كامل؛ ما يعني أن الكتلة كيس بسيط، أمّا في حال ارتداد الموجات فهذا يعني وجود مواد صلبة عندها قد يكون الكيس مركبًا أو معقدًا.
  • التصوير بالماموجرام: وهو عبارة عن تصوير الثدي بالأشعة السينية، التي تُمكّن الطبيب من تحديد سبب التكتل.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي: أو باستخدام موجات الراديو أيضًا لتصوير الثدي بشكل واضح ومُفصّل.
  • سحب السائل: وتتم عن طريق إبرة تغرس في الكيس؛ لإزالة السائل وفحصه في حال وُجِد عكرًا أو ملطخًا بالدماء، لكن في الحالات البسيطة فالكيس يختفي بمجرد سحب السائل.
  • الخزعة: يمكن إجراء الخزعة لسحب أنسجة من الكيس أو الورم في حال الاشتباه بخلايا سرطانية، أو في حال كان من أكياس الثدي المعقدة المحتوية على أنسجة صلبة، وتتم العملية عن طريق إبرة رفيعة.

طرق علاج أكياس الثدي المائية

بعد تشخيص وجود أكياس الثدي والاضطرابات الهرمونية عندها قد تُترك الأكياس لتزول من تلقاء نفسها؛ إن كانت من النوع البسيط؛ لأنها لا تحتاج لأيّ تدخل، كما يُمكن اتباع بعض الطرق للعلاج وتخفيف التكتل؛ مثل:

  •  العلاج عن طريق الغذاء: قد تُسبب بعض الأنظمة الغذائية اختلالًا في الهرمونات، التي تُسبب ظهور الأكياس المتنوعة في الثدي؛ مثل زيادة تناول الدهون والكحول والملح؛ بالرغم من عدم وجود أدلة كافية على دور الأنظمة الغذائية في زيادة هذه التكيسات؛ إلّا إنّ الدراسات لا زالت مستمرة وتفيد بدور الكافيين مثلًا في زيادة نمو الأكياس، كما أن تقليل الدهون يُقلل من حجم الأكياس ويُساعد في التخلص منها، كما أن الحفاظ على وزن صحي ومثالي يُقلل من هذه المشكلة؛ لذلك يُمكن اتباع نظام غذائي قليل الدهون والسعرات والملح؛ لأنه يُساهم في انتفاخ الثديين، كما يقترح بعض الأطباء تناول بعض المكملات الغذائية التي تُساعد في الحد من ظهور الأكياس؛ مثل فيتامين ه، وكذلك الأمر بالنسبة لزيت زهرة الربيع المسائية التي تُقلّل من الشعور بالألم.
  • العلاج عن طريق الأدوية: في حال الشعور ببعض الألم قد تُساعد المسكنات؛ منها الأسبرين والإيبوبروفين، كما يُمكن لحبوب منع الحمل الهرمونية تقليل هذه الأكياس والحد من ظهورها، وهذا ينطبق على مدرات البول التي قد تكون ملائمة في بعض الحالات؛ لأنها تُقلّل السوائل من الجسم والثدي، كما يلجأ بعض الأطباء إلى علاجات الهرمونات؛ مثل الدانازول، الذي يُقلّل من الآم الثدي، لكن جميع هذه العلاجات يجب استخدامها تحت إشراف طبي لمنع آثارها الجانبية، كما يمكن علاج الالتهابات عن طريق مضادات الالتهاب المتنوعة، التي تُقلّل من الخراجات وقد تحتاج أحيانًا لعمل شق صغير وإخراج الصديد منها قبل التفكير في اللجوء إلى الجراحة لإزالة الأكياس الأكثر تعقيدًا.
  • العلاجات المنزلية: تلجأ بعض النساء لمجموعة من الخطوات لتقليل التورم والألم الناتج عن هذه الأكياس؛ مثل كمادات الماء الساخن، التي تُقلّل الألم، كما يُمكن استخدام حمالات الصدر القطنية، خصوصًا في فترات النوم، لأنها تُساعد على الراحة.

علاج أكياس الثدي المعقدة

تُعتبر أكياس الثدي المعقدة أكثر خطورة؛ بسبب تكوّنها من سوائل وبعض المواد الصلبة، التي قد تكون خلايا سرطانية في بعض الحالات؛ إذ يتم التأكّد منها عن طريق إجراء الخزعة كما ذكرنا، وبعدها يتم علاج هذه الأكياس عن طريق المضادات الحيوية أو عمل فتحة صغيرة بالكيس؛ لتصريف الخراج والصديد، وفي بعض الحالات إزالة الكيس بالكامل عن طريق العمليات الجراحية، أما في حال التأكّد من وجود الخلايا السرطانية عندها تبدأ رحلة أخرى من العلاج؛ تشمل العلاج الكيميائي واستئصال الورم أو استئصال الثدي في الحالات المتقدمة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل يوجد أسباب لانتفاخ الثدي أثناء الدورة الشهرية؟

هل ظهور حبوب في الثدي من علامات الحمل؟

هل يصاب الرجال بسرطان الثدي؟

هل يمكن علاج اضطراب الهرمونات والدورة الشهرية؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على