` `

هل يمكن علاج الفتق بدون جراحة؟

صحة
19 سبتمبر 2021
هل يمكن علاج الفتق بدون جراحة؟
يمكن علاج الفتق بالاعتماد على التنظير ودون الحاجة إلى العمليات الجراحية (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

يتساءل العديد من الأشخاص حول إمكانية علاج الفتق بدون جراحة طبية؛ لخوفهم من إجراء العمليات أو لغير ذلك من الأسباب، ويشير هذا المقال إلى طريقة علاج إصابات الفتق مع ذكر مدى فاعلية العلاجات غير الجراحية، كما يعتني المقال بذكر طريقة تشخيص الفتق، بالإضافة إلى تزويد القارئ بالعديد من المعلومات حول أكثر أنواع الفتق انتشارًا.

هل يمكن علاج الفتق بدون جراحة؟

يمكن علاج الفتق بالاعتماد على التنظير ودون الحاجة إلى العمليات الجراحية أحيانًا؛ إلا إن التنظير مُناسب لبعض الحالات دون بعضها الآخر، وإنما تُسهم الأساليب غير الجراحية -عدا التنظير- في الضغط على مكان الفتق؛ للمحافظة عليه في مكانه وضمان عدم تفاقمه، كما أنها تُساعد في توفير مزيد من الراحة للمريض أيضًا؛ إلا إنها لا تُعالج الحالة المرضية بشكل نهائي، ويجدر التنبيه إلى ضرورة إجراء طُرق الإدارة غير الجراحية للفتق بالاعتماد على استشارة أحد الأطباء ذوي الاختصاص؛ لضمان عدم ظهور أي من الأعراض الجانبية الخطيرة؛ مثل انسداد الأمعاء أو إيقاف الدم من الوصول إليها.

هل يمكن علاج فتق السرة بدون جراحة؟

يستطيع الأطباء علاج فتق السُرة عند الأطفال وإغلاق مُعظمه دون الحاجة إلى إجراء عمليات جراحية، ولا يُمكن علاج الفتق بدون جراحة عند الأطفال بعد بلوغ سن الخامسة، كما يُمكن استخدام التنظير لعلاج فتق السُرة في بعض الحالات، ويحتاج الفتق إلى جراحة طبية لعلاجه عندما يُصبح كبيرًا، ولا يوجد أي نوع من العلاجات المنزلية الفعالة للفتق السُري دون جراحة أو تنظير، ويوصي الأطباء بإجراء الجراحة للبالغين المُاصبين بالفتق السُري، ولكنها عملية اختيارية يُمكن للبالغين اجتنابها ومُحاولة التعايش مع الفتق في كثير من الحالات.

ما هو علاج الفتق السري؟

يقوم الطبيب بعلاج الفتق السُري عن طريق إجراء شق صغير بجانب منطقة السُرة، ثم يعمل على إرجاع النسيج المُنفتق إلى مكانه داخل بطن المريض، ولا بُد من خياطة الشق الذي أجراه الطبيب بعد انتهاء العملية؛ لإغلاقه بشكل صحيح، ويُمكن للطبيب تدعيم جدار البطن بشبكة مُخصصة لذلك عند الحاجة أيضًا، ويُمكن الاستغناء عن العمليات الجراحية لعلاج الفتق السُري والاستعاضة عنها بالعمليات التي تعتمد على التنظير.

هل هناك مخاطر من إجراء جراحة لعلاج الفتق؟

على الرغم من مستويات المأمونية الكبيرة التي تتمتع بها جراحة الفتق عادةً؛ إلّا إنّ هناك بعض المَخاطر المُحتملة عند إجراء هذه العملية، ومنها المخاطر الآتية:

  • الجلطات: يُمكن أن تظهر تجلطات الدم عند البعض نتيجةً للتخدير والتوقف عن الأنشطة فترة طويلة بعد العملية، وهي واحدة من أخطر الآثار التي يُمكن أن تتبع عملية جراحة الفتق.
  • الآلام: تكون منطقة جراحة الفتق مؤلمة أثناء فترة التعافي في مُعظم الحالات؛ إلّا إنّ بعض الأفراد يُصابون بآلام مُزمنة تمتد فترة طويلة بعد التعافي؛ وذلك لتأثير العملية على الأعصاب في هذه الحالة حسب اعتقاد بعض المُختصين.
  • عودة الفتق: يعود الفتق إلى الظهور مرة أُخرى بعد إجراء العملية الجراحية أحيانًا؛ إّلا إن استخدام شبكة في منطقة الفتق يؤدي إلى تقويتها والتقليل من احتمالية ظهور الفتق من جديد بنسبة تصل إلى 50%.

كيف يتم تشخيص الإصابة بالفتق؟

يُمكن لمُقدم الرعاية الصحية تشخيص الإصابة بالفتق عند المريض من خلال بعض الاختبارات والفحوصات والصور؛ لتحديد علاج الفتق بدون جراحة أو بالاعتماد على العمليات الجراحية، ومن طريق تشخيص الفتق ما يأتي:

  • طرح الأسئلة على المريض: يقوم الطبيب في هذه المرحلة بطرح العديد من الأسئلة على المريض؛ للتعرّف على تاريخه الطبي، إلى جانب معرفة العديد من التفاصيل حول ظهور الانتفاخ في منطقة الفتق أيضًا.
  • الموجات فوق الصوتية: يعتمد هذا الاختبار على الموجات فوق الصوتية ذات التردد العالي؛ لتوفير صورة تُمثّل الأجزاء الداخلية لجسم الإنسان؛ ممّا يُساعد الطبيب في تشخيص الإصابة بسهولة.
  • الأشعة المقطعية: يهدف اختبار الأشعة المقطعية إلى تقديم صورة لأعضاء المريض الداخلية كما في اختبار الموجات فوق الصوتية؛ إلّا إنه يعتمد على الأشعة السينية والتطبيقات الحاسوبية لتوفير هذه الصورة.
  • الأشعة السينية بالباريوم: يتم إجراء هذا الفحص عند الاشتباه بحدوث فتق في الجدار الحاجز، ويقوم المريض في اختبار الأشعة السينية المذكور بشرب سائل يحتوي على الباريوم؛ لتظهر القناة الهضمية واضحة على صورة الأشعة الناتجة.
  • الرنين المغناطيسي: يُعد هذا الاختبار واحدًا من الاختبارات التي تهدف إلى توفير صورة للجزء المُصاب بالفتق من الجسم؛ وذلك بالاعتماد على موجات الراديو والقوة المغناطيسية الكبيرة.
  • التنظير الداخلي: يستطيع الطبيب رؤية الأجزاء الداخلية من الجسم عند إجراء اختبار التنظير الداخلي؛ عن طريق إدخال أنبوب يحتوي على كاميرا مُخصصة لهذه الغاية، ويتم إدخال هذا الأنبوب عن طريق الحلق ليصل المعدة عبر الحلقوم.

ما هي طريقة تقييم ضرورة إجراء جراحة الفتق؟

يعتمد الطبيب على العوامل الآتية لتقييم مدى ضرورة إجراء جراحة الفتق عند المريض:

  • نوع الفتق: تتسبب بعض أنواع الفتق باختناق الأمعاء ومنع وصول الدم إليها أو تؤدي إلى انسداد الأمعاء، وتُعد العمليات لهذه الأنواع من الفتق ضرورية مُقارنةً بالأنواع الأُخرى.
  • محتوى الفتق: تزداد احتمالية اختناق المعدة أو انسدادها؛ إذا احتوى الفتق على جزء من الأمعاء أو الأنسجة أو العضلات، وهو ما يجعل من جراحة الفتق ضروريةً في هذه الحالة مقارنةً بالحالات الأُخرى للفتق.
  • الأعراض المصاحبة: يوصي الطبيب بإجراء العملية الجراحية للمريض عندما تؤثر الأعراض الجانبية للفتق على حياته اليومية بشكل كبير، كما يوُصى بإجراء الجراحة إذا ازدادت حالة المريض سوءًا مع مرور الوقت.
  • صحة المريض: تكون جراحة الفتق أشد خطورة عند تدني مُستويات الصحة العامة للمُصاب، في حين تنخفض خطورتها بشكل كبير عند الأشخاص الذين يتمتعون بحالة صحية جيدة.

ما هي مضاعفات الإصابة بالفتق؟

توجد العديد من المُضاعفات التي يُمكن أن تُصاحب الفتق في حالة عدم الاعتناء به، ومن أبرز هذه المُضاعفات ما يأتي:

  • انفتال المعدة: تلتوي المَعدة في بعض الحالات نتيجة للفتق؛ ممّا يؤدي إلى الإصابة بمرض انفتال المعدة، ويُصاحب هذا الانفتال انقطاع الدم عن المعدة عادةً، وهي من الحالات الطارئة التي تستدعي تدخلًا طبيًا.
  • انقطاع الدم عن المعدة: ينقطع الدم عن المَعدة نتيجةً للعديد من الأسباب المُرتبطة بالفتق أحيانًا؛ ومنها تخثر قطعة من الدهون أو الأمعاء في الفتق، وتُعرف هذه الحالة باسم الفتق المخنوق.
  • المضاعفات الأخرى: يُمكن أن يُصاحب الفتق عدة أعراض أُخرى مع مرور الوقت؛ وأبرزها: الآلام الحادة التي تُصيب منطقة الفتق، وكذلك التورمات والانتفاخات والمشاكل في إخراج الغازات والصعوبات في التبرز.

ما هي أسباب وعوامل خطورة الإصابة بالفتق؟

تضم القائمة الآتية بعضًا من أسباب وعوامل خطورة الإصابة بأمراض الفتق المُختلفة:

  • الجنس: تزداد نسبة خطورة إصابة الذكور بأمراض الفتق بشكل كبير مُقارنةً بنسبة إصابة الإناث بهذا المرض عمومًا؛ وذلك بسبب اختلاف بُنية الجسم الداخلية للذكور عن الإناث.
  • السمنة: تزداد نسبة الضغط على العضلات والأعضاء عندما يكون الشخص سمينًا مقارنةً بالأشخاص ذوي الوزن الطبيعي، ويؤدي ذلك إلى ضعف القدرة على تثبيت بعض الأعضاء الداخلية في مكانها ممّا يتسبّب بالفتق.
  • السعال المستمر: يتسبب السُعال المُستمر بزيادة الضغط على منطقة البطن، إضافةً إلى الضغط على منطقة الصدر أيضًا، ويؤدي هذا الضغط إلى ظهور الفتق عند المريض.
  • الأنشطة البدنية: تؤدي مُمارسة بعض الأنشطة البدنية إلى زيادة الضغط والإجهاد على العضلات في منطقة البطن؛ ممّا يتسبّب بالفتق، ويُعد رفع الأوزان الثقيلة من أبرز هذه الأنشطة.

هل توجد أنواع مختلفة من الفتق؟

للفتق كثيرٌ من الأنواع المُختلفة، وأبرزها الأنواع الآتية:

  • الفتق الأربي: يُعد هذا النوع من أكثر أنواع الفتق شيوعًا، ويصيب القنوات الأربية الموجودة على جانبي الفخذ، وتبلغ نسبة الإصابة بهذا الفتق 3% عند النساء في حين تصل إلى 27% عند الرجال.
  • الفتق السُري: ينتج هذا الفتق عن اندفاع بعض الأنسجة أو بعض الأجزاء من الأمعاء إلى منطقة ضعيفة تقع بالقرب من السُرة، ويُمكن علاج الفتق بدون جراحة إذا كان من هذا النوع في بعض الحالات عند الأطفال كما سبق.
  • الفتق الحجابي: إن الفتق الحجابي واحد من أنواع الفتق الشائعة عند الإنسان، وهو الفتق الناتج عن اختراق الحجاب الحاجز من قبل بعض أجزاء المعدة أو الأعضاء الأُخرى عند المُصاب.
  • الفتق الفخذي: تتعرض المنطقة السُفلى من الفخذ إلى هذا النوع من الفتق، تزداد نسبة إصابة النساء بالفتق الفخذي مُقارنةً بإصابة الرجال نتيجةً لاتساع الحوض عند النساء مقارنة بالرجال.
  • الفتق الجراحي: تؤدي العمليات الجراحية إلى ضعف في جدار العضلات أحيانًا؛ ممّا يزيد من نسبة الإصابة بالفتق؛ حيث تصل نسبة الإصابة بالفتق الجراحي إلى 15% عند إجراء عملية جراحية في جدار البطن.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل يمكن تجميل الأنف بدون جراحة؟

هل هناك علاج لتشقق القدمين الشديد؟

هل يمكن علاج تشققات البطن بعد الولادة بالأعشاب؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على