` `

هل يمكن علاج نزول الدورة الشهرية ببطء؟

صحة
23 سبتمبر 2021
هل يمكن علاج نزول الدورة الشهرية ببطء؟
نزول الدورة ببطء من الأعراض التي تُصيب بعض النساء في فترات ولأسباب معينة (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

تُسبب دورات الحيض عند بعض النساء مجموعةً من الأعراض المزعجة؛ مثل نزول الدورة الشهرية ببطء، ومتلازمة ما قبل الحيض التي تشمل التقلصات الخفيفة والتعب، لكن بعض هذه الأعراض أو معظمها تتلاشى خلال فترة الحيض، فيما قد تكون بعضها أكثر إزعاجًا؛ وتتمثّل في غياب الدورة تمامًا أو غزارة الحيض، التي تختلف باختلاف الدورة الطبيعية للمرأة. هنا سنتحدث عن طرق علاج الاختلافات التي تطرأ على الدورة بحسب دراسات وأبحاث علمية موثقة.

كيف يمكن علاج نزول الدورة الشهرية ببطء؟

الدورة الخفيفة أو نزول الدورة ببطء من الأعراض التي تُصيب بعض النساء في فترات ولأسباب معينة، وتختلف حسب طبيعة الدورة الشهرية للمرأة؛ إذ تستمر فترة الحيض عادةً بين 4-7 أيام، تفقد خلالها المرأة كمية دم تتراوح بين 20-80 مللتر، لكن بعض النساء تفقد كمية تقل عن 20 مل تقريبًا، إذ يُمكن أن يتم العلاج عن طريق بعض الهرمونات التكميلية أو الاصطناعية، أو عن طريق بعض الجراحات. 

الاختبارات المطلوب إجراؤها

فيما قد تنطوي خطة العلاج على تغيير نمط الحياة؛ مثل النظام الغذائي أو تخفيف وتيرة التمارين الرياضية، لكن أولًا يجب تحديد السبب الفعلي وتشخيص الحالة المرضية بشكل دقيق ومعرفة السبب الكامن وراءها؛ إذ يبدأ الطبيب في تحديد الأعراض والفحص البدني للحوض وتقييم الأعضاء التناسلية؛ للتأكّد من عدم وجود التهاب، كما يتم إجراء مسحة لعنق الرحم؛ للتأكّد من عدم وجود خلايا سرطانية، وقد يطلب الطبيب بعض الاختبارات التالية لتحديد الأسباب وطرق العلاج، ومن هذه الاختبارات:

  • اختبارات الدم: التي تُستخدم لتحديد مستوى الهرمونات في الجسم؛ ومنها هرمون البرولاكتين، والهرمون اللوتيني وجميع الهرمونات المرتبطة بالحيض.
  • خزعة بطانة الرحم: إذ يتم استخراج عينة من أنسجة بطانة الرحم وتحليلها.
  • تنظير الرحم: بواسطة كاميرا صغيرة يتم إدخالها للرحم للبحث عن التشوهات.
  • الموجات فوق الصوتية: وهي عبارة عن تصوير الرحم من الداخل بواسطة الموجات فوق الصوتية، التي يُمكن من خلالها فحص الرحم والمبيض.
  • التصوير المقطعي المحوسب: يتم باستخدام أجهزة الكمبيوتر وأجهزة الأشعة السينية، التي تعمل على تصوير الجسم بالكامل للبحث عن الأورام المتنوعة في الأعضاء. 

علاج نزول الدورة الشهرية ببطء عن طريق الأعشاب

  • تناول الأناناس والبابايا: بعض الأبحاث والدراسات تُشير إلى فائدة الأناناس والبابايا في تنظيم الدورة الشهرية؛ بسبب احتواء البابايا مثلًا على مادة الكاروتين، التي تدعم مستويات هرمون الأستروجين، كما تُساعد في تقليص الرحم، أما الأناناس فهو يحتوي على إنزيم يُسمى البروميلين، الذي يُساعد على زيادة تدفق الدم وتكوين خلايا الدم الحمراء والبيضاء.
  • تناول المكملات الغذائية: يُمكن أن تُساعد المكملات الغذائية على دعم مستويات الهرمونات الأنثوية، أو معالجة نقص الفيتامينات والمعادن في الجسم، لكن الحقيقة أنّ هذه المكملات لا تنظمها إدارة الغذاء والدواء؛ لذلك لا يُمكن التأكّد من أمانها ومقدار الجرعات الفعلية لها، كما أنّ بعضها قد يتداخل مع بعض الأدوية والعلاجات.
  • تناول الاينوزيتول: وهي مادة تشبه في خواصها فيتامين ب، ويتم إفرازها طبيعيًا في الجسم، كما يُمكن الحصول عليها عن طريق اللحوم والفاصولياء والحمضيات، وهذه المادة تُساعد في تنظيم استخدام الأنسولين، وتؤثر على الهرمونات المتنوعة في الجسم، يُمكن تناولها طبيعيًا أو على شكل مكملات غذائية.
  • القرفة: لا شك أنها من أكثر الأعشاب المستخدمة منذ القدم في علاج نزول الدورة الشهرية ببطء، كما أنّها تنظم مستوى السكر في الدم بحسب مصادر مؤكّدة، الذي يُؤثر بشكل كبير على الهرمونات الأخرى في الجسم، خصوصًا لدى النساء المصابات بتكيس المبايض، والجدير بالذكر أنّ القرفة يمكن تناولها على شكل شاي أو على شكل مكملات غذائية.
  • الكركم: يُعتبر الكركم من العلاجات الطبيعية أيضًا لمشاكل الدورة الشهرية؛ بسبب مادة الكركمين، التي تُقلل من أعراض الدورة الشهرية وتنظّمها، كما أنّ له دور في تقليل الاكتئاب والحالة المزاجية التي تُعتبر من مسببات انقطاع الطمث.
  • زيت زهرة الربيع المسائية: تحتوي هذه الزهرة على حمض جاما لينولينيك، وهو أحد الأحماض الدهنية التي تُقلل الالتهاب في الجسم، وتُقلّل من الأعراض المرتبطة بانقطاع الطمث؛ ومنها الهبات الساخنة وآلام الدورة الشهرية المتنوعة، لكن بعض الدراسات تُنكر هذه الفائدة بالكامل.
  • زيت الخروع: يعرف طبيعيًا بأنه محفز قوي للحيض وتدفق الدم؛ إذ أظهرت دراسات أُجريت على الحيوانات أنه يُحسن من آلامها ويُساعد في تنظيمها، و يُمكن تطبيقه مباشرة على البطن بواسطة قطعة قماش مبللة بـ زيت الخروع، ثم تدفئة البطن بواسطة وسادة حرارية لمدة 45-60 دقيقة يوميًا.

ما هي أسباب نزول الدورة الشهرية ببطء؟

تتعدد الأسباب والعوامل المؤثرة على تنظيم الدورة الشهرية عمومًا، التي يتم من خلالها تحديد طريقة العلاج، ومن أهم هذه الأسباب:

  • التغيّر في العمر: تختلف طبيعة الدور الشهرية باختلاف العمر؛ فقد تكون الفترات الأولى بطيئة أو قليلة وتصبح أكثر انتظامًا مع التقدم في العمر، لكنها تعود للبطء قبل سن اليأس؛ وفي هذه الحالة يُعتبر البطء طبيعيًا ولا يحتاج إلى علاج.
  • استخدام وسائل تحديد النسل: إذا كانت التغيرات في الدورة الشهرية ناتجة عن تناول بعض وسائل منع الحمل الهرمونية عندها يُمكن التحدث إلى الطبيب لتغيير النوع.
  • متلازمة تكيس المبايض والسمنة: ترتبط السمنة عادةً بمتلازمة تكيس المبايض؛ بسبب زيادة إفراز الأنسولين؛ لذلك يُمكن علاج تكيس المبايض عن طريق الأدوية المخصصة، مع اتباع نظام غذائي لتخفيف الوزن؛ وبالتالي تنظيم الدورة الشهرية، وقد يلجأ الطبيب إلى بعض العلاجات المستخدمة في تنظيم السكر؛ مثل الميتفورمين.
  •  اضطرابات الغدة الدرقية: تختلف طرق العلاج بحسب الحالة؛ فقد تستدعي الجراحة لإزالة الغدة أو العلاج باليود.
  • الرضاعة الطبيعية: معظم النساء تختلف دورتهن بعد الولادة؛ بسبب الزيادة في إفراز هرمون البرولاكتين المسؤول عن إنتاج الحليب، وقد تُعاني بعضهن من انقطاع الحيض طوال فترة الرضاعة الطبيعية، وهذه الحالة طبيعية ولا تستلزم علاج.
  • الحمل: يُعتبر الحمل من أهم أسباب انقطاع الدورة الشهرية؛ لذلك يجب إجراء فحص الحمل مباشرة بعد انقطاعها.
  • نقص الوزن المفاجئ أو الحاد: بطء الدورة الشهرية أحيانًا ناتج عن اتباع حميات غذائية لإنقاص الوزن، وقد تتوقف لمدة أشهر بسبب انخفاض مستويات الدهون في الجسم، التي قد تُسبّب عدم انتظام التبويض، كما  أنّ بعض الأطباء ينصحون بالابتعاد عن الأنظمة قليلة الكربوهيدرات؛ لأنها تُسبب في كثير من الحالات انقطاع أو نزول الدورة الشهرية ببطء؛ بسبب تعطيلها لوظيفة الغدة الدرقية؛ وبالتالي تقليل مستويات اللبتين في الجسم، المسؤول عن تنظيم الهرمونات التناسلية، وممّا لا شك فيه أنّ الدهون الصحية أيضًا ضرورية في النظام الغذائي؛ لتعزيز عمل الهرمونات الأنثوية.
  •  بعض الأمراض: قد يكون السبب في نزول الدورة الشهرية ببطء الإصابة ببعض الأمراض؛ منها الاختلالات الهرمونية أو متلازمة تكيس المبايض، كما قد يكون السبب مرتبطًا بأمراض الأعضاء التناسلية، كما أنّ الألياف أيضًا قد تُبطء الدورات وتجعلها أقل انتظامًا؛ بسبب تقليل تركيز العديد من الهرمونات في الجسم؛ مثل: البروجسترون، والأستروجين وبعض الهرمونات الأنثوية  الأُخرى. 
  • الضغوط العصبية: أحيانًا تكون مشاكل الدورة الشهرية مرتبطةً بالتوتر والقلق وبعض الضغوط العصبية المتنوعة.

ما هي المشاكل الأخرى التي تسبق الحيض؟

لا يُمكن اعتبار نزول الدورة الشهرية ببطء المشكلة الوحيدة التي تُعاني منها النساء؛ فقد يتعرضنّ لمشاكل أُخرى بحاجة إلى بحث وعلاج، ومن هذه المشاكل:

  • متلازمة ما قبل الحيض: تحدُث متلازمة ما قبل الحيض قبل أسبوع أو أسبوعين من الدورة الشهرية، وتشمل مجموعة من الأعراض العاطفية والجسدية، ومن هذه الأعراض:
    • الانتفاخ.
    • آلام الظهر.
    • الصداع.
    • بعض التهيجات.
    • حب الشباب.
    • وجع الثدي.
    • زيادة الرغبة في تناول الطعام.
    • الإرهاق العام.
    • التوتر والقلق والكآبة.
    • اضطرابات الجهاز الهضمي؛ مثل الإسهال والإمساك.
  • غزارة الحيض: قد تُعاني بعض النساء من غزارة الدورة الشهرية وزيادة عدد أيامها، وهذه الحالة تحدث بسبب اختلال توازن الهرمونات؛ ومنها هرمون البروجسترون والأستروجين، كما قد تحدُث أحيانًا بسبب المشاكل التالية: 
    • سن البلوغ الذي يصاحبه دورات غير منتظمة أو غزيرة في بداية الحيض.
    • بعض الالتهابات المهبلية.
    • التهابات عنق الرحم.
    • مشاكل الغدة الدرقية؛ مثل القصور.
    • الأورام السرطانية والليفية.
    • التغيير في النظام الغذائي وممارسة التمارين الرياضية.
  • فترات غياب الحيض: أحيانًا تُصاب بعض النساء بفترات انقطاع للدورة الشهرية؛ مثل انقطاع الدورة للفتيات في بداية الحيض، وتأخرها بسبب مشاكل في الغدة النخامية، أو بعض العيوب الخلقية في الجهاز التناسلي، التي تُسبب تأخير سن البلوغ، أو انقطاعها لفترة تصل إلى 6 أشهر، وتحدث هذه المشكلة بسبب:
    • فقدان الشهية.
    • تكيسات المبايض.
    • فرط نشاط الغدة الدرقية.
    • التغيّر في الوزن بشكل مفاجئ بالزيادة أو النقصان.
    • علاجات تحديد النسل.
    • الحمل.
    • فشل المبايض المبكر.
    • أمراض التهاب الحوض، التي تحدث بسبب العدوات التناسلية.
    • الرضاعة الطبيعية.
    • سن اليأس.
  • فترات الحيض المؤلمة: تُعتبر التقلصات التي تسبق الدورة الشهرية أمرًا شائعًا عند معظم النساء؛ بسبب انقباض الرحم في بدايتها، لكن الألم المبرح أو حالات عسر الطمث قد تكون مؤشرًا على مشاكل أُخرى؛ مثل:
    • بعض الأورام الليفية في الرحم.
    • التهابات الحوض.
    • الانتباذ البطاني الرحمي، وهو النمو غير الطبيعي لأنسجة الرحم خارجه.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل يمكن علاج اضطراب الهرمونات والدورة الشهرية؟

هل يمكن علاج الدورة الشهرية الطويلة بالأعشاب؟

هل البرد من أسباب تأخر الدورة الشهرية؟

هل يوجد أسباب لانتفاخ الثدي أثناء الدورة الشهرية؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على