` `

هل ارتفاع هرمون الحليب خطير؟

صحة
26 سبتمبر 2021
هل ارتفاع هرمون الحليب خطير؟
قد تكون زيادة هذا الهرمون دليلًا على حالات مرضية خطيرة في بعض الأحيان (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

من المعروف أن الجسم يتأثر بشكل كبير بارتفاع أو انخفاض الهرمونات، لكن هل ارتفاع هرمون الحليب خطير، وهل يؤثر بشكل سلبي على الجسم، أم أن ارتفاعه أمر شائع نسبيًا؟... هذا ما سنتحدث عنه بشكل مُفصّل في مقالنا هذا، بالإضافة إلى تحديد طرق موازنته في الجسم ضمن النسب الطبيعية، كما سنتحدث عن وظائفه الأساسية في الجسم.

هل ارتفاع هرمون الحليب خطير؟

الحقيقة أن هرمون الحليب، أو البرولاكتين كما يُعرف من ناحية علمية، يُؤثر بشكل كبير على الخصوبة؛ إذ يتم إنتاجه بشكل كبير أثناء الحمل والرضاعة؛ لتحفيز الجسم على إنتاج الحليب، لكن في الحالات الطبيعية وعدم وجود الحمل فقد تكون زيادة هذا الهرمون دليلًا على حالات مرضية خطيرة في بعض الأحيان؛ لأن ارتفاعه غالبًا مرتبطًا بزيادة هرمونات أُخرى؛ لذلك يتم إجراء الفحص عادةً عند ظهور بعض الأعراض على المريض؛ مثل:

  • إنتاج الحليب من الثدي دون حدوث حمل أو رضاعة.
  • ظهور أعراض نمو الورم البرولاكتيني على الغدة النخامية.
  • اضطرابات في الغدة النخامية.
  • العقم أو اضطرابات الدورة الشهرية عند النساء.
  • التغيّر في كمية إنتاج الدوبامين.
  • أعراض سن اليأس؛ مثل الهبات الساخنة وجفاف المهبل.

طريقة عمل اختبار هرمون الحليب

تعتبر اختبارات هرمون الحليب بسيطة ولا تحتاج لخطوات معقدة، لكن أولًا يجب معرفة أن مستوياتهً قد تختلف على مدار اليوم؛ لذلك يتم الاختبار في الصباح بعد الاستيقاظ بمعدل 3-4 ساعات؛ إذ يتم أخذ عينة من الدم الوريدي في المستشفى أو المختبر عن طريق إدخال إبرة في الوريد لسحب عينة الدم، وهذا الإجراء قد يُسبّب ألمًا بسيطًا أو كدمات خفيفة ناتجةً عن الإبرة، بعد عدة أيام تظهر النتائج على شكل أرقام ويجب أن تتراوح ضمن المستويات الطبيعية، كما هو موضّح في النقاط التالية:

  1. النسب الطبيعية لدى الذكور تتراوح بين 2-18 نانوغرام /مل.
  2. النسب الطبيعية لدى الإناث غير الحوامل تتراوح بين 2-29 نانوغرام /مل.
  3. النسب الطبيعية لدى النساء الحوامل تتراوح بين 10-209 نانوغرام /مل.

انخفاض مستوى هرمون الحليب

يعتبر ارتفاع هرمون الحليب خطيرًا أكثر من الانخفاض في معظم الحالات؛ لذلك لا يتم علاج حالات الانخفاض دائمًا، التي تنتُج عن قصور الغدة النخامية، كما قد تُسبب بعض العلاجات انخفاضًا في مستويات الهرمون؛ مثل:

  1. الأدوية المحفزة للدوبامين، وهي علاجات تعطى لمرضى الصدمة.
  2. الأدوية المُعطاة لمرضى باركنسون؛ مثل ليفودوبا.
  3. الأدوية المُستخدمة لعلاج الصداع الشديد؛ مثل مشتقات قلويد الإرغوت .
  4. متلازمة شيهان، وهي حالة تُسبب عدم القدرة على الرضاعة الطبيعية.
  5. التدخين؛ حيث من الممكن أن يُسبب التدخين انخفاضًا في نسبة هرمون الحليب بسبب تأثيرات النيكوتين.
  6. شظايا المشيمة المحتجزة، وهي احتواء المشيمة على هرمونات تُقلل البرولاكتين.

ما هي أسباب ارتفاع هرمون الحليب؟

يتم إنتاج البرولاكتين عادةً بواسطة الغدة النخامية الموجودة في الدماغ، وهو يُستخدم لمساعدة النساء على إنتاج الحليب بعد الولادة، لكنه يرتفع في الجسم نتيجة مجموعة من العوامل التي سنتحدث عنها؛ ومنها:

  • الورم البرولاكتيني: يُعتبر من أهم الأسباب لارتفاع البرولاكتين، وهو عبارة عن ورم حميد في الغدة النخامية متفاوت في الحجم، وتعتبر هذه الحالة شائعةً عند النساء أكثر من الرجال، كما قد تحدث بشكل نادر للأطفال، ومن المؤشرات على هذا السبب إظهار ارتفاع كبير في مستويات الهرمون تصل إلى 1000 ضعف عن الطبيعي؛ عندها يعمل الطبيب على تصوير الغدة بالرنين المغناطيسي؛ لتحديد حجم الورم عن طريق إدخال المريض داخل جهاز الرنين لتصوير الدماغ باستخدام موجات الراديو، وهذا الإجراء يُحدد حجم الورم وموقعه بالنسبة للغدة النخامية؛ لتحديد العلاج المناسب الذي قد يكون عن طريق الأدوية أحيانًا، أو عن طريق الجراحة والإشعاع، وهذه الأورام عادةً ما تُسبب مجموعة من الأعراض لدى الرجال والنساء على حد سواء، يُمكن تلخيصها فيما يلي:
    • الصداع الحاد للرجال والنساء.
    • مشاكل في الرؤية للرجال والنساء.
    • ظهور حليب الثدي في غير أوقات الرضاعة الطبيعية.
    • عسر الجماع للرجال والنساء.
    • زيادة نمو الشعر في الوجه والجسم بالنسبة للنساء، وقلّة الشعر في الوجه والجسم بالنسبة للرجال.
    • ظهور حب الشباب للجنسين.
    • العقم للجنسين.
    • الدورات غير المنتظمة للنساء.
    • بعض المشاكل الجنسية؛ مثل ضعف الانتصاب وانخفاض الرغبة الجنسية.
  • تناول بعض الأدوية : بعض أنواع العلاجات تُؤثر بشكل سلبي على مستويات هرمون الحليب؛ ومنها:
    • الأفيون.
    • مضادات الاكتئاب؛ ومنها أنافرانيل ونور برامين.
    • بعض مضادات الذهان؛ ومنها هالدول وزيبريكساوريسبردال.
    • مضادات الغثيان.
    • مضادات الحموضة المعروفة باسم حاصرات الهيستامين (H2) .
    • العلاجات المحتوية على الأستروجين؛ مثل علاجات تحديد النسل.
    • أدوية ارتفاع ضغط الدم.
    • أدوية الارتجاع المريئي.
  • اضطرابات الغدة الدرقية: مثل القصور والخمول التي تعني نقص إنتاج هرمونات الغدة مسببةً تأخر نمو الأطفال، أو الشيخوخة المبكرة عند البالغين.
  • أسباب أخرى: أحيانًا تحدث الزيادة نتيجة بعض الأمراض أو العادات السلوكية المتنوعة؛ ويُذكر منها ما يلي:
    • بعض أنواع الأعشاب؛ مثل: الحلبة والبرسيم الأحمر وبذور الشمر.
    • تهيّج الصدر الناتج عن حمالات الصدر الضيقة أو الندوب الجراحية.
    • الإجهاد المفرط الناتج عن المرض أو ممارسة التمارين الرياضية الشاقة.
    • بعض أنواع الأطعمة.
    • متلازمة تكيس المبايض.
    • الأمراض الكلوية.
    • فقدان الشهية العصبي.
    • أمراض الكبد.
    • سرطان الرئة.
    • استخدام الماريجوانا قد يُسبب ارتفاع مستويات البرولاكتين.

هرمون الحليب وعلاجه سهل؛ هل هذا صحيح؟

بعد تشخيص سبب ارتفاع هرمون الحليب تبدأ خطة العلاج لإعادة الهرمون إلى مستواه الطبيعي تبعًا للسبب الرئيسي، وتشمل خطة العلاج ما يلي:

  • محفزات الدوبامين: وهي علاجات تُستخدم لتحفيز إنتاج الدوبامين؛ مثل البروموكريبتين، وهي تُساعد الدماغ على زيادة إنتاجه، وهذا الإنزيم يتحكّم في مستويات البرولاكتين المرتفعة.
  • تقليص أورام البرولاكتين: يُمكن استخدام عدة طرق لتقليل الورم؛ إن لم تكن الحاجة ملحةً لإزالته، ومن هذه العلاجاتً كابيرجولين، وهو أحد العلاجات ذات الأعراض الجانبية البسيطة، أما في الحالات المتطورة فقد يستلزم الأمر اللجوء للعلاج الإشعاعي لتقليل الورم، كما قد يلجأ الطبيب في بعض الحالات لإزالة الورم بالكامل اعتمادًا على حجمه، وتتم هذه الجراحة من الأنف أو الجمجمة العلوية. 
  • أدوية الغدة الدرقية: قد تُساعد بدائل هرمون الغدة الدرقية على انخفاض مستويات البرولاكتين.
  • استخدام علاجات بديلة: في حال كان سبب زيادة مستويات البرولاكتين ناتج عن مجموعة من الأدوية يمكن للطبيب تغيير هذه العلاجات بأنواع أخرى لا تؤثر عليه.

خفض مستويات البرولاكتين طبيعيًا

يمكن أن تُساعد بعض الإجراءات على تخفيض مستويات البرولاكتين طبيعيًا عن طريق:

  1. تغيير النظام الغذائي وتناول الأغذية الصحية، التي تُنظم عمل الغدة النخامية والغدد الأخرى في الجسم؛ مثل الخضار والفواكه الغنية بالفيتامينات والمعادن، إضافةً إلى التركيز على مصادر الدهون الأحادية غير المشبعة، والأحماض الدهنية مثل أوميغا 3.
  2. تقليل مستويات التوتر.
  3. إيقاف التمارين الشاقة.
  4. تجنّب الملابس الضيقة في منطقة الصدر.
  5. تناول بعض الفيتامينات؛ مثل B-6 الذي يُحفز إنتاج الدوبامين، بالإضافة إلى فيتامين E الذي يُقلل مستويات البرولاكتين طبيعيًا.

هل هرمون الحليب والحمل مرتبطان؟

هل هنالك رابط بين هرمون الحليب والحمل، وهل ارتفاع هرمون الحليب خطير أثناء الحمل؟ يُمكن الإجابة هُنا بنعم؛ لأن مضاعفات زيادة نسبته تزداد خطورةً في فترة الحمل نتيجةً للأسباب التالية:

  • العقم: الحقيقة أنّ ارتفاع هرمون الحمل قد يًسبب العقم في معظم الحالات، وهذا بسبب توقف دورة التبويض والحيض بسبب ارتفاعه؛ لذلك تعتمد بعض النساء على هذه الوسيلة لتحديد النسل، لكنّها لا تُعتبر ناجحةً دائمًا، كما وجدت بعض الدراسات علاقة بين ارتفاع مستويات هرمون الحليب والإجهاض المتكرر، والسبب في هذا الربط أن ارتفاع البرولاكتين قد يُسبب عدم التوازن في الهرمونات الأخرى التي قد تُسبب الإجهاض؛ إذ وجدت هذه الدراسات أن النساء اللواتي تعرضن للإجهاض المتكرر لديهنّ مستويات مرتفعة؛ لذلك يتم معالجة الزيادة في فترة الحمل خوفًا من الإجهاض، وهذه من الحالات التي قد يكون فيها الارتفاع خطيرًا، لكن بعض الدراسات الأخرى وجدت أن الارتباط ضعيف؛ إلّا إنّه يُفضّل عادةً إجراء الفحوصات عند تكرار الإجهاض للتأكد من مستوياته.
  • انخفاض الخصوبة: قد يُؤثر ارتفاع مستوى هرمون الحليب عند النساء على الخصوبة أيضًا؛ بسبب نقص إنتاج الأستروجين، وبالتالي عدم انتظام الدورة الشهرية أو توقفها في بعض الحالات، بالإضافة إلى تقليل الدافع الجنسي وجفاف المهبل، أما لدى الرجال فقد يُسبب ارتفاعه ضعف الدافع الجنسي وانخفاض الانتصاب؛ بسبب توقف الخصيتين عن إنتاج هرمون التستوستيرون والذي قد يُسبب العقم أحيانًا. 
  • زيادة أورام الغدة النخامية: أظهرت مجموعة من الدراسات أنّ ارتفاع الهرمون الناتج عن أورام الغدة النخامية قد يكون أكثر خطورة أثناء الحمل؛ لأن الغدة تتضخم طبيعيًا في الحمل، وهذا التضخم سيُصاحبه زيادةً مفرطة في إنتاج الهرمون؛ بسبب تحفيز هرمون الأستروجين في المشيمة للنشاط الانقسامي للخلايا اللاكتونية التي تُنتج البرولاكتين؛ لذلك فإنّ النساء المصابات بأورام البرولاكتين مُعرّضات أكثر للإصابة بالسرطانات أو زيادة هذه الأورام أثناء الحمل؛ لذلك يُفضّل علاج الأورام قبل الحمل؛ لأن العلاج لا يُعتبر آمنًا في جميع الأحوال.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل يمكن علاج أكياس الثدي والاضطرابات الهرمونية؟

هل يمكن علاج اضطراب الهرمونات والدورة الشهرية؟

هل يوجد مكملات غذائية لزيادة هرمون التستوستيرون؟

هل اليانسون يزيد هرمونات الأنوثة؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على