` `

هل يعطى حامل الثلاسيميا الحديد؟

صحة
26 سبتمبر 2021
هل يعطى حامل الثلاسيميا الحديد؟
ليس من المفيد أو الضروري أن يعطى حامل الثلاسيميا الحديد (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

قبل تأكيد هل يعطى حامل الثلاسيميا الحديد يجب التفريق بين مريض الثلاسيميا وحامل المرض؛ إذ تُعتبر الثلاسيميا اضطراب دم وراثي ناتج عن نقص إنتاج جزيء من البروتين يُسمى الهيموجلوبين، يُسبب تدمير خلايا الدم الحمراء؛ وبالتالي فقر الدم ونقص الأكسجين الواصل للأعضاء باعتبار خلايا الدم الحمراء السليمة الناقل الرئيسي له، والاختلاف بين الشخص المُصاب بالفعل والحامل يكون باختلاف عدد الجينات المُصابة، التي يُعتمد عليها أيضًا في تحديد شدة المرض.

هل يعطى حامل الثلاسيميا الحديد؟

الحقيقة نعم يُمكن أن يتناول حامل الثلاسيميا الحديد على شكل مكملات أو أغذية غنية بالحديد، أما مرضى الثلاسيميا الفعليين فالموضوع مختلف، وينقسم إلى قسمين:

  • الثلاسيميا الكبرى: بعض الحالات تحتاج لعمليات نقل دم متكررة، وهذه العملية تُسبب زيادةً في تركيز الحديد في الجسم، الذي يُسبب أضرارًا متعددة بالأعضاء المتنوعة وبالتالي تلفها؛ لذلك يلزمهم التخلص من الحديد عن طريق عملية تُسمى استخلاب الحديد، وهي عملية كيميائية يتم فيها التخلص من الحديد في الجسم عن طريق مواد كيميائية ترتبط معه وتُساعد على التخلص منه، كما يُمكن إعطاء المريض مكملات حمض الفوليك، التي تُساعد في التخلص من الحديد وتنظيم مستوياته في الجسم.
  • الثلاسيميا الصغرى: بعض الحالات الخفيفة يتم الخلط فيها بين الثلاسيميا وفقر الحديد، عندها يُنصح بإعطاء المريض مكملات الحديد، لكنها فعليًا لا تؤثر عليه ولا تُعطي نتائجًا إيجابية.

ما هو مرض الثلاسيميا؟

الثلاسيميا عبارة عن مجموعة من مشاكل الدم، ويُمكن تقسيمها إلى نوعين رئيسين؛ هما: ألفا وبيتا، وكل منهما ناتج عن سلسلة من البروتينات، كما فيما يلي:

  • ألفا ثلاسيميا: تعني عدم قدرة الجسم على إنتاج جزيئات ألفا اللازمة لإنتاج الهيموجلوبين؛ إذ يوجد في الجسم 4 جينات ألفا تنتقل للشخص من والديه بمعدل 2 من كل والد؛ فإن كان الشخص يحمل جينًا واحدًا غير طبيعي فإنه يُعتبر حاملًا للمرض، أما في حال كان لديه جنين واحد فقط غير طبيعي فيُصاب بثلاسيميا خفيفة الأعراض، فيما تكون الأعراض أكثر خطورة إن كان عدد الجينات 3 أو 4، وفي حال ولادة طفل يحمل 4 جينات غير طبيعية فإنه غالبًا يولد ميتًا أو يموت بعد الولادة مباشرة، وهذه تكون أشد الحالات خطورة.
  • بيتا ثلاسيميا: تعني عدم مقدرة الجسم على إنتاج جزيئات بيتا اللازمة لإنتاج الهيموجلوبين؛ إذ يحتاج الجسم إلى 2 من الجينات يحصل عليها الشخص من والديه؛ إذ يصاب بأعراض خفيفة في حال امتلاك جين واحد فقط، وتكون الأعراض أكثر شدة وخطورة في حال امتلاك جينين غير طبيعيين.

أعراض الثلاسيميا

تختلف أعراض الثلاسيميا من شخص لآخر، وتظهر في مراحل الطفولة والمراهقة، وتُعتبر أكثرها شيوعًا:

  1. تشوهات في العظام خصوصًا عظام الوجه.
  2. تغيّر لون البول إلى اللون الداكن.
  3. اضطرابات في النمو.
  4. التعب والإرهاق المفرط.
  5. إصفرار الجلد.

أسباب مرض الثلاسيميا

ينتج مرض الثلاسيميا عادةً بسبب شذوذ أو طفرة في أحد الجينات المنتجة للهيموغلوبين الناتجة عن عوامل وراثية؛ إذ يكفي أن يكون أحد الوالدين حاملًا للمرض ليُصاب الطفل بالثلاسيميا الصغرى، التي قد لا تُسبب ظهور كافة الأعراض، لكن المريض سيكون حاملًا للمرض، أما في حال كان الوالدين حاملين للثلاسيميا عندها سيُصاب الطفل بأعراض أكثر خطورة، وقد وجدت العديد من الدراسات أن الأشخاص من دول البحر الأبيض المتوسط؛ مثل تركيا واليونان ودول الشرق الأوسط وأفريقيا، مُعرضين بشكل أكبر للإصابة بالثلاسيميا. 

تشخيص مرض الثلاسيميا

عندما يحاول الطبيب تشخيص مرض الثلاسيميا فإنه يعمل على أخذ عينة دم ويرسلها الى المختبر؛ للبحث عن خلايا الدم الغريبة، التي تُعتبر دليلًا على المرض، فيما قد يعمل فني المختبر على إجراء اختبار يُسمى بالرحلان الكهربائي للهيموجلوبين، الذي يعمل على فصل الجزيئات المختلفة في خلايا الدم الحمراء لتحديد الخلايا غير الطبيعية، وبالاعتماد على نتائج الفحص وتحديد نوع الثلاسيميا وشدتها تبدأ خيارات العلاج.

يعتبر الثلاسيميا مرضًا وراثيًا؛ إذ يجب أن يكون أحد الوالدين أو كلاهما حاملًا للمرض، لكن في حال وراثة جين واحد متحوّر من أحد الوالدين فقد يكون الشخص حاملًا للمرض وليس مصابًا؛ لذلك يجب إجراء عدد من اختبارات الدم عند ظهور الأعراض على الوالدين أو الأقارب.

الثلاسيميا عند الأطفال

تظهر أعراض الثلاسيميا خلال أول عامين من حياة الطفل، ويجب تشخيصها بأسرع وقت في حال حمل أحد الوالدين للمرض، وتُسبب أعراضًا أكثر وضوحًا؛ مثل:

  1. التعب الشديد.
  2. اليرقان.
  3. جفاف الجلد.
  4. ضعف الشهية.
  5. بطء في النمو.
  6. أعراض أشد خطورة؛ مثل مشاكل في الكبد والطحال، والقلب متمثلةً في فشل القلب، وهذه حالات قد تسبب الوفاة.

طرق علاج حامل الثلاسيميا

بالنسبة لحامل الثلاسيميا فلا يُمكن علاجه ولا يحتاج العلاج بشكل فعلي؛ لأنه لا يُصاب بأي أعراض، أما المرضى فبعض الحالات المتوسطة أيضًا لا تحتاج للعلاج ويُمكن للمريض التعايش معها، لكن بعضها بحاجة لخطط متنوعة من العلاج؛ وفقًا لشدة الحالة وخطورتها، وقد تكون الخيارات المطروحة كما يلي:

  • عمليات نقل دم منتظمة: في هذه الحالة تحديدًا يكون الجواب بالنفي عن سؤالنا هل يعطى حامل الثلاسيميا الحديد؛ وذلك لأن الحديد يتراكم في الجسم مسببًا تلف الأعضاء.
  • العلاج بالخلب: هذا الإجراء يُعتبر ضروريًا لبعض المرضى، ويعني التخلص من نسب الحديد المرتفعة في الجسم، وتتم عن طريق علاجات كيميائية منها العلاج الفموي؛ مثل ديفيرازيروكس أو ديفيريبرون، كما يُمكن العلاج عن طريق الحقن الوريدية؛ مثل ديفيروكسامين.
  • زراعة الخلايا الجذعية: أو عملية زراعة نخاع العظم، التي تكون الخيار المثالي لبعض المرضى، خصوصًا الأطفال المصابين بالثلاسيميا الحادة، كما تحدث في حالات العجز عن التحكّم في مستوى الحديد، ويتم هذا الإجراء عن طريق الحقن بالخلايا الجذعية المتوافقة من شخص قريب والذي يكون عادةً أحد الإخوة.
  • إزالة المرارة أو الطحال: وهذا في الحالات التي تُسبب مشاكلًا في الطحال؛ مثل تضخم الطحال.

هل يمكن التعايش مع مرض الثلاسيميا؟

الحقيقة أن حامل الثلاسيميا عادةً لا يُصاب بأي أعراض، بل يحتاج إلى بعض النصائح والإرشادات للتعايش مع الحالة؛ منها:

  • اتباع نمط غذائي صحي خالٍ من الدهون: يُعتبر النظام الغذائي قليل الدسم أو النباتي الخيار الأفضل لمرضى الثلاسيميا، مع التركيز على الأغذية الغنية بالحديد، لكن في بعض الحالات قد يُصاب الأشخاص بمستويات مرتفعة من الحديد نتيجة عجز الجسم عن التخلص منه؛ لذلك يجب الحدّ من الأغذية الغنية بالحديد؛ مثل الأسماك واللحوم، كما يُفضل تجنّب الحبوب والعصائر المدعمة والخبز؛ لأنها غنية بالحديد.
  • تناول مكملات الفوليك: لأنها تُساعد في تنظيم الحديد في الجسم وتقليل المستويات العالية، ويمكن تناوله عن طريق المكملات الغذائية أو عن طريق بعض الأغذية.
  • تناول الفيتامينات والمعادن: يُمكن للمريض الحفاظ على صحة العظام عن طريق تناول فيتامين د والكالسيوم، أو بعض المكملات الغذائية الأخرى؛ مثل فيتامين ب.
  • الفحوصات الدورية: قد يكون مرضى الثلاسيميا معرضين بشكل أكبر للالتهابات المتنوعة؛ لذلك يجب إجراء الفحوص الدورية للتأكد من عدم الإصابة بعدوى الإنفلونزا والتهاب الكبد والالتهاب الرئوي، كما يتوجب على المريض الحفاظ على تناول الطعام الصحي، والحفاظ على النظافة لتقليل التعرض للعدوى.

هل يمكن منع الثلاسيميا؟

إنّ الثلاسيميا مرض وراثي؛ لذلك لا يُمكن الوقاية منه، بل يُمكن التقليل والتحكم في أعراضه عن طريق النظام الغذائي والتمارين الرياضية، كما لا يُمكن تحديد متوسط العمر للإصابة بالمرض أو زيادة الأعراض، لكن بعض الأعراض إن تُركت بدون علاج فإنها تكون مميتة، كما تُشير بعض الدراسات إلى أن المصابين بالثلاسيميا قد يتعرضون للموت بشكل أكبر في عمر الثلاثين، الذي قد يحدث غالبًا بسبب تراكم الحديد في الأعضاء وتأثيره على الأعضاء.

تأثير الثلاسيميا على الحمل

يُسبب مرض الثلاسيميا عادةً اضطرابًا في نمو الأعضاء التناسلية؛ ممّا يُسبب مشاكلًا في الخصوبة، لكن في حال التفكير بالحمل عندها يجب الخضوع للعلاج ومراقبة مستويات الحديد بشكل مؤكّد، كما يُمكن إجراء الاختبارات للجنين في الأسبوع 11 أو 16 من الحمل؛ عن طريق أخذ عينة من المشيمة أو الجنين، وقد يُسبّب المرض أعراضًا أكثر خطورة على الحوامل؛ ومنها:

  1. زيادة فرص الإصابة بالعدوى.
  2. سكري الحمل.
  3. مشاكل في القلب.
  4. قصور الغدة الدرقية.
  5. انخفاض كثافة العظم.
  6. زيادة الحاجة إلى عمليات نقل الدم.

حامل الثلاسيميا والحديد

يُعتبر الحامل للمرض غير مصابًا؛ لأنه يحمل جين واحد على الأقل من الجينات المسببة للمرض، وهذا لا يُسبب لهم أي مشاكل صحية؛ باستثناء فقر الدم الخفيف الناتج عن الخلل في خلايا الدم الحمراء، الذي يختلف كليًا عن فقر الدم الناتج عن نقص الحديد؛ لذلك لا يحتاج لعلاج، وليس من المفيد أو الضروري أن يعطى حامل الثلاسيميا الحديد، كما أن الحامل للمرض مُعرّض لإنجاب أطفال مصابين بالثلاسيميا، خصوصًا عند الارتباط بشخص حامل للمرض أيضًا.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل فقر الدم يسبب اصفرار العين فعليًا؟

هل يمكن تفادي الكربوهيدرات الضارة؟

هل يمكن تقليل مادة الميلانين في الجسم؟

هل ارتفاع كريات الدم البيضاء خطير للحوامل والأطفال؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على