` `

هل يمكن أن يعيش طفل الاستسقاء الدماغي؟

صحة
26 سبتمبر 2021
هل يمكن أن يعيش طفل الاستسقاء الدماغي؟
يمكن للأطفال المصابين باستسقاء الرأس العيش بشكل طبيعي عند التشخيص المبكر (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

يتساءل الكثير من الآباء والأمّهات هل يعيش طفل الاستسقاء الدماغي، أم أنّه يموت بعد الولادة بفترة قصيرة؟... إذ إنّ الاستسقاء واحدًا من الأمراض التي تُصيب الأطفال بعد الولادة نتيجة للعديد من الأسباب؛ مثل الولادة المُبكرة، ويحرص هذا المقال على بيان مدى تأثير المرض المذكور على حياة الطّفل، مع ذكر العديد من التّفاصيل حول طريقة العلاج وطُرق التشخيص، وأسباب الإصابة، والمضاعفات التي يُمكن أن تظهر إذا لم يتلقّ الطّفل العلاج في الوقت المُناسب.

هل يمكن أن يعيش طفل الاستسقاء الدماغي؟

يمكن للأطفال المصابين باستسقاء الرأس العيش بشكل طبيعي عند التشخيص المبكر، وينبغي على الوالدين تقديم مستويات الرعاية الصحية المناسبة مع استشارة الطبيب على نحوٍ مستمر؛ لضمان نموّ الطفل دون تعرّضه لأيّ من المُضاعفات التي تنتج عن هذا المرض، ولا يوجد أيّ تأثير على حياة الطفل إذا تمكّن الأطباء من اكتشاف إصابتهم قبل بلوغ سنة كاملة، وينبغي الحرص على عدم تعرّض الأطفال إلى الإصابات في منطقة الرأس للحدّ من الإصابة بأمراض استسقاء الدماغ.

كيف تظهر أعراض الاستسقاء الدماغي عند الأطفال؟

هناك العديد من الأعراض التي تشير ظهوره إلى إصابة الأطفال بمرض الاستسقاء الدماغي؛ ومنها ما يأتي:

  1. انتفاخ فتحة اليافوخ في رأس الطفل.
  2. زيادة مُحيط الرأس عن الشكل الطبيعي.
  3. تعرّض الطفل إلى نوبات الصرع.
  4. جحوظ العين.
  5. عدم القدرة على الرؤية عند النظر إلى الأمام.
  6. نظر العينين إلى الأسفل دومًا.
  7. الصياح بنبرة عالية.
  8. سوء التغذية عند الطفل.
  9. الشعور بالنعاس أو النوم أكثر من المعتاد.
  10. تأخّر نموّ الطفل.

ما هو علاج استسقاء الدماغ عند الرضع؟

يقوم مُقدموا الرعاية الصحية بإجراء عملية جراحية لعلاج الاستسقاء الدماغي عند الأطفال في مرحلة الرضاعة؛ للتخلّص من هذا المرض وضمان نمو الطفل واستكمال حياته الطبيعية دون التعرّض إلى أيّ من المضاعفات، وتهدف هذه العملية الجراحية إلى تصريف السوائل التي تتراكم في الدماغ بالاعتماد على أنبوب يتمّ إدخال أحد طرقيه في بُطين القلب، بينما يتم تصريف الطرف الآخر في تجويف البطن؛ حيث يُمكن التخلّص من السوائل المُتراكمة، ويحتاج الطفل إلى استبدال هذه التحويلة بعد مُدّة تتراوح بين سنتين وأربع سنوات، وتُحدّد هذه المُدة بناءً على سُرعة نمو الطفل.

كيف يتم تشخيص استسقاء الدماغ عند الخدج والرضع؟

لا بُدّ من إجراء العديد من الفحوصات والاختبارات لتشخيص الإصابة باستسقاء الدماغ عند الخُدّج والأطفال في مرحلة الرضاعة؛ وذلك كي يعيش طفل الاستسقاء الدماغي بشكل طبيعي بعد اتّخاذ الإجراءات الصحية المناسبة، ومن الاختبارات والفحوصات المذكورة ما يأتي:

  • التصوير المقطعي: يعتمد التصوير المقطعي على الأشعة السينية التي يتم تمريرها في جسم المريض؛ لتشكيل صورة عن طريق الحاسوب، وتُساعد هذه الصورة في تقييم صحة رأس الطفل مع التحقّق من إصابته بالاستسقاء الدماغي.
  • صور الأمواج فوق الصوتية: يتم استخدام الأمواج الصوتية ذات الترددات العالية في هذا الاختبار؛ لتشكيل صورة تُمكّن الطبيب من تقييم حالة رأس الطفل؛ مّما يُساعده في تشخيص الإصابة بالاستسقاء الدماغي.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي: يهدف التصوير بالرنين المغناطيسي إلى تشكيل صورة لرأس الطفل المريض؛ للتحقّق من إصابته بالاستسقاء الدماغي، وتعتمد هذه التقنية على أشعة الراديو، بالإضافة إلى مغناطيس قوي بدلًا من الأشعة السينية.
  • البزل القطني: في هذا الاختبار يقوم الطبيب بأخذ عيّنة من سائل النخاع الشوكي للطفل، ثمّ فحص هذه العينة في المختبر وتشخيص مدى إصابته المريض بالاستسقاء المذكور، ويُمكن أن يؤدّي أخذ السائل إلى تحسين أعراض المُصاب أيضًا.
  • اختبار التصريف القطني: يعمل الطبيب على تصريف سائل النخاع الشوكي بعد خضوع المريض للتخدير؛ وذلك لمراقبة حالته ومعرفة مدى تأثّر الأعراض الجانبية عند تصريف السائل المذكور، وذلك إذا لم ينجح البزل القطني في التشخيص.
  • الإشراب القطني: يهدف اختبار الإشراب القطني إلى حقن السائل النخاعي في الطفل، ثمّ مراقبة الضغط لمعرفة مدى قدرة الجسم على تصريف هذه السوائل؛ حيث ينبغي أن يظل الضغط مُنخفضًا في الحالات الطبيعية للمُصابين بالاستسقاء.

هل يمكن تشخيص الاستسقاء الدماغي البسيط قبل الولادة؟

يعتمد تشخيص استسقاء الدماغ عند الأطفال على صور الموجات فوق الصوتية، وذلك عن طريق إطلاق موجات صوتية ذات تردّد كبير للمرور عبر جسد الأم، ثمّ إنشاء صورة للأجزاء الداخلية التي تشمل الطفل في الرحم عن طريق جهاز الحاسوب، ويستطيع الطبيب النظر في هذه الصورة لمعرفة مدى إصابة الجنين بمرض استسقاء الرأس.

ما أسباب إصابة الأطفال بالاستسقاء الدماغي؟

توجد كثير من الأسباب التي يُمكن أن تؤدّي إلى استسقاء الدماغ عند الأطفال، إلى جانب إصابات الرأس المُباشرة، ومن أسباب الإصابة بهذا المرض ما يأتي:

  • الولادة المبكرة: تُعرف الولادة المُبكّرة بأنّها ولادة الطفل قبل مرور سبعة وثلاثين أسبوعًا من الحمل، وغالبًا ما يحتاج الأطفال المولودون مُبكّرًا إلى الخداج، ويُمكن أن يتسبّب ذلك بالاستسقاء الدماغي أيضًا.
  • النزيف داخل البُطين: يحدث هذا النزيف داخل البطين أو حوله في الدماغ، وهو الجزء الذي يحتوي على السائل الدماغي الشوكي، ويؤدّي هذا النزيف المذكور إلى تراكم السوائل في الدماغ والإصابة بالاستسقاء الدماغي.
  • التهاب السحايا: ينتج التهاب السحايا عن عدوى بكتيرية أو فيروسية، ويؤدّي إلى تضخم ثلاث طبقات من الأنسجة المُحيطة بالدماغ والحبل الشوكي، وهو واحد من أسباب الاستسقاء الدماغي عند الأطفال.
  • ورم في المخ: يُعد ورم المخ نادرًا عند الأطفال؛ إلّا إنّه من الأسباب التي تؤدي إلى استسقاء الدماغ، وتنقسم أورام المخ إلى حميدة وخبيثة، وتُعرف الأورام الخبيثة باسم السرطان، وتؤدّي إلى العديد من الأعراض الجانبية.

كيف تتم رعاية الطفل بعد عملية استسقاء الدماغ؟

على الأبوين اتباع الإرشادات الآتية كي يعيش طفل الاستسقاء الدماغي بعد إجراء عملية الاستسقاء على نحوٍ طبيعي:

  • إدارة الألم: يُمكن للأب أو الأم إعطاء الابن مُخفّضات الحرارة ومسكّنات الصداع من نوع Tylenol حسب توجيهات الطبيب، ويستطيع الأبناء الذين تزيد أعمارهم عن أربع سنوات مُغادرة المستشفى إلى المنزل بعد العملية بوصفة طبية.
  • اتباع نظام غذائي منتظم: لا بُدّ من استشارة الطبيب؛ للحصول على نظام غذائي يُناسب الطفل بعد الانتهاء من عملية الاستسقاء الدماغي؛ وذلك لضمان عدم وجود أيّة مُضاعفات لهذه العملية.
  • العناية بالشقوق: تترك عملية الاستسقاء الدماغي بعض الشقوق في جسم الطفل، وينبغي على الأبوين غسل هذه الشقوق برفق مع استخدام الشامبو وعدم تركها دون تنظيف أو عناية.
  • مراقبة نشاط الطفل: يستطيع الطفل العودة إلى مُمارسة الأنشطة الطبيعية بعد ثلاثة إلى خمسة أيام، ويجب على الوالدين مُراقبة نشاط الطفل خلال هذه الفترة؛ لمعرفة الوقت الصحيح للعودة إلى الأنشطة الطبيعية بسبب الآلام التي يشعر بها.
  • الاستحمام: تجب المُحافظة على نظافة الطفل عن طريق الاستحمام مع ضرورة الانتباه إلى عدم غمر الجرح بالماء، وإنّما يكفي استخدام الشامبو برفق لتنظيف الجرح كما سبق.
  • مراجعة الطبيب: على الأبوين التوجّه إلى الطبيب في الموعد المُحدّد للمراجعة الدورية؛ من أجل فحص الجرح الناتج عن العملية، إضافةً إلى إجراء بعض الصور التي يُقررها الطبيب.

ما هي أنواع استسقاء الرأس عند الأطفال والبالغين؟

تحتوي القائمة التالية على بعض من أنواع استسقاء الرأس مع شيء من تفاصيلها:

  • استسقاء الرأس المُكتسب: ينشأ استسقاء الرأس المُكتسب عند الولادة أو في مرحلة البلوغ عادةً، ويكون نتيجةً لتعرّض المريض إلى الإصابات، أو بسبب بعض الأمراض.
  • استسقاء الرأس الخلقيّ: يظهر هذا النوع من أنواع الاستسقاء عند ولادة الطفل؛ وذلك نتيجةً لبعض التشوّهات الوراثية للجنين، أو بعض الأشياء التي حدثت أثناء مرحلة نموّه.
  • استسقاء الرأس الاتصالي: يُعرف هذا الاستسقاء بأنّه زيادة السوائل في الرأس؛ لعدم وجود أيّة عوائق تمنع تدفّق السائل النخاعي من الجهاز البُطيني إلى الدماغ.
  • استسقاء الرأس الانسدادي: يُصاب بعض الأشخاص باستسقاء الرأس الانسدادي؛ نتيجةً لمنع السائل الدماغي النخاعي من التدفّق عبر المسارات التي تربط بين البُطينين في الدّماغ، ويُعرف كذلك باسم الاستسقاء غير المُتّصل.
  • استسقاء الرأس سويّ الضغط: ينتشر هذا النوع من الاستسقاء عند كبار السن، مع إمكانيّة حدوثه في أيّ مرحلة عُمرية أُخرى، وينتج عند تمدّد البطينين مع عدم زيادة الضغط داخل العمد الفقريّ.
  • استسقاء الرأس مع تمدد البطين: يُصاب البالغون بهذا النوع من الاستسقاء عندما تُسهم بعض الأمراض في تلف الدّماغ، وهذا يعني أنّه من أعراض الإصابة بالأمراض الأُخرى؛ مثل الزهايمر أو السكتة الدّماغيّة.

هل توجد مضاعفات للاستسقاء الدماغي؟

يُصاحب الاستسقاء الدماغي عدّة مُضاعفات على المدى البعيد، إلى جانب بعض المُضاعفات التي يُمكن أن تتسبّب بها العمليات الجراحية، وتُعدّ نوبات الصرع من أبرز هذه الأعراض، وكذلك ضعف النموّ وتلف الأعصاب وفقدان السمع وضعف العضلات والاختلالات الهرومنيّة، وتنتج الكثير من أعراض هذا المرض بسبب الضغط على أجزاء الدماغ عند زيادة نسبة السوائل في الرأس، ويعيش طفل الاستسقاء الدماغي بشكل طبيعي إذا لاقى العناية المُناسبة في وقت مُبكّر.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل يمكن علاج إكزيما الرضع؟

هل يمكن ملاحظة أعراض الحصبة الألمانية عند الرضع؟

هل مرض البهاق يورث للأطفال حقيقةً؟

هل هنالك أسباب لبروز عظمة العصعص عند الأطفال؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على