` `

هل آثار الكيماوي على مرضى السرطان خطيرة؟

صحة
27 سبتمبر 2021
هل آثار الكيماوي على مرضى السرطان خطيرة؟
تعتمد هذه التأثيرات على العمر والصحة العامة ونوع العلاج المُستخدم (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

تُعتبر آثار الكيماوي على مرضى السرطان مصدر القلق الأكبر لهم؛ بالرغم من كونه أحد أهم أشكال علاج السرطان شيوعًا وقوةً؛ ذلك لأن هذه الآثار تستمر طوال فترة العلاج، بل ومن الممكن أن تستمر لفترات زمنية أطول بعد الانتهاء من العلاج، لذا سنتحدث في مقالنا هذا عن الآثار المتنوعة وطرق تخفيفها والتخلص منها بحسب دراسات وابحاث مؤكدة.

هل آثار الكيماوي على مرضى السرطان خطيرة؟

بعد تشخيص الإصابة المؤكّدة بالسرطان يبدأ الطبيب بالحديث عن العلاج الكيميائي، الذي يعمل بدوره على قتل الخلايا السرطانية بالتزامن مع الإضرار بالخلايا السليمة أيضًا؛ إذ تعتمد هذه التأثيرات على العمر والصحة العامة ونوع العلاج المُستخدم، وتختفي معظمها بعد فترة قصيرة من انتهائه، في حين يستمر بعضها لفترة زمنية أطول وقد تكون إلى الأبد؛ لذلك يحتاج الطبيب أحيانًا إلى تغيير نوع العلاج أو جرعته؛ بناءً على ردود أفعال الجسم تجاهه، لكن في المجمل يؤثر العلاج على كافة أعضاء الجسم ويُسبب مجموعة من الآثار الجانبية للعلاج الكيماوي.

ما هي آثار العلاج الكيماوي على مرضى السرطان؟

يمكن القول بأن آثار العلاج الكيماوي تمتد لتصل مختلف أعضاء وأجهزة الجسم، ما يجعله خطيرًا في بعض الحالات المتقدمة، وتأتي هذه الآثار على النحو التالي:

  • مشاكل الجهاز الهضمي: مُعظم آثار العلاج الكيماوي على المريض تتمثل في:
    • جفاف وتقرحات الفم على اللسان والشفتين واللثة، وصعوبة البلع والمضغ، كما قد يصاحبها أحيانًا نزيف.
    • الشعور بطعم معدني في الفم أو ظهور طبقة بيضاء، أو صفراء على اللسان وتغيير في مذاق الطعام.
    • الغثيان والقيء الناتج عن تضرّر الخلايا على طول الجهاز الهضمي.
    • تقليل عدد خلايا الدم البيضاء في الجسم، التي تلعب دورًا مهمًا في جهاز المناعة، وهذا يسبب زيادة الالتهابات.البراز الرخو أو الصلب؛ كما قد يُصاب المريض بالإسهال أو الإمساك والغازات المتكررة.
    • فقدان الشهية.
  • جهاز الدورة الدموية والجهاز المناعي: قد يُسبب العلاج الكيماوي مشاكلًا متعددة في تعداد كريات الدم الحمراء؛ لأن العلاج يضر بخلايا نخاع العظم بشكل عام التي تُنتج خلايا الدم، وهذا قد يُسبب فقر الدم وبالتالي مجموعة من الأعراض المصاحبة؛ مثل:
    • التعب والضعف العام.
    • الدوار.
    • الشعور بالبرد.
    • شحوب الجلد.
    • تقليل عدد خلايا الدم البيضاء في الجسم، التي تلعب دورًا مهمًا في جهاز المناعة، وهذا يسبب زيادة الالتهابات.
    • نقص الصفائح الدموية التي تُساعد على تجلط الدم؛ لذلك فإن نقصها يسبب النزيف من الأنف أو الفم أو البراز، كما قد يُسبب حيضًا أكثر غزارة.
    • إضعاف عضلة القلب واضطراب في نظامه الكامل؛ ممّا يُسبب تقليل قدرته على ضخ الدم، وهذا يلعب دورًا أساسيًا في النوبات القلبية.
  • الجهاز العصبي والعضلي: تُؤثر بعض العلاجات الكيماوية على الجهاز العصبي المركزي، الذي يتحكّم في العواطف ونمط التفكير والتنسيق، وهذا قد يسبب بعض المشاكل في الذاكرة والتركيز، وتُسمى هذه الحالة بالدماغ الكيميائي أو الضباب الكيميائي، التي تختفي عادةً بعد انتهاء مدة العلاج، فيما قد تستمر لعدة سنوات مسببةً القلق والتوتر، كما قد تسبب بعض الأعراض الأخرى في الجهاز العصبي متمثلةً بما يلي:
    • ألم في مختلف أنحاء الجسم.
    • الضعف العام.
    • خدر ووخز في الأطراف.
    • تباطؤ في ردود الأفعال والمهارات الحركية ومشاكل في التوازن والتنسيق.
    • صعوبات في التفكير.
  • الجهاز اللاصق: وهو المعروف بالشعر والأظافر، التي تُعتبر أكثر الأعضاء تضررًا من العلاج الكيماوي، فقد يُعاني المريض من تساقط الشعر بالكامل خلال الأسابيع الأولى من العلاج ويبدأ في النمو من جديد بعد انتهائه، كما قد يُعاني المريض من مشاكل متنوعة في الجلد؛ مثل: الجفاف والتهيج والطفح الجلدي والحكة؛ لذلك قد يُوصف له مجموعة من المراهم الموضعية لتهدئة الجلد المتهيج، وقد يُصاب المريض أيضًا بالحساسية تجاه الشمس ويكون معرضًا أكبر للحروق؛ لذلك يُنصح باتخاذ بعض الاجراءات الوقائية؛ مثل: ارتداء الملابس الطويلة واستخدام واقي الشمس، كما قد تتضرر الأظافر وتتحوّل إلى اللون البني أو الأصفر مع التباطؤ في نموها وتكسرها بسهولة؛ بسبب الهشاشة والتشقق.
  • الجهاز الجنسي والتناسلي: تُغير أدوية العلاج الكيميائي من الهرمونات الجنسية لدى النساء والرجال على حد سواء؛ حيث تُسبب للنساء عدم انتظام الدورة الشهرية، وظهور الهبات الساخنة، وجفاف المهبل؛ ممّا يُسبب ألم الجماع؛ لذلك لا ينصح الأطباء بالحمل أثناء فترة العلاج الكيميائي؛ لأنه قد يُسبب التشوهات الخلقية. أما عند الرجال فقد يُسبب العلاج الكيميائي خللًا في الحيوانات المنوية وتقليل عددها، كما قد يُسبب العقم المؤقت، إضافةً إلى تخفيض الرغبة الجنسية لدى الجنسين.
  • جهاز الإخراج: تعمل الكلى والمثانة على التخلص من أدوية العلاج الكيميائي القوية؛ والتي قد تُسبب تهيج خلايا الكلى والمثانة وتلفه،ا كما قد تُسبب الأعراض التالية:
    • انخفاض كمية البول.
    • انتفاخ في الأطراف وتورم القدمين والكاحل.
    • صداع شديد.
    • تحوّل البول إلى اللون الأحمر أو البرتقالي.
    • تهيج المثانة، الذي يُسبب الحرقان أثناء التبول وزيادة الرغبة في التبول.
  • الجهاز الهيكلي العظمي: يُسبب العلاج الكيميائي خسارة كتلة العظم؛ بسبب انخفاض مستويات الكالسيوم؛ وبالتالي يُسبب هشاشة العظام والكسور، خصوصًا في عظام العمود الفقري والوركين والحوض، ويمكن تقليل هذه الأعراض عن طريق تناول مكملات الكالسيوم وممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
  • الخسائر النفسية والعاطفية: قد يُسبب العلاج الكيميائي مشاكلًا عاطفيةً تتمثل في زيادة القلق والتوتر والاكتئاب، عندها قد ينصح الأطباء ببعض العلاجات النفسية والتدليك والتأمل للحصول على الراحة والاسترخاء.

هل يمكن تقليل آثار العلاج الكيماوي على المريض؟

يمكن التقليل من آثار الكيماوي على مرضى السرطان عن طريق بعض الممارسات؛ مثل:

  • تقليل الغثيان والقيء: يُمكن المساعدة في تخفيف الغثيان والقيء من خلال تغيير أنماط الأكل؛ مثل:
    • تقسيم الوجبات إلى 5 أو 6 وجبات صغيرة بدلًا من 3 وجبات كبيرة.
    • تناول الطعام ببطء.
    • شرب بعض المشروبات المساعدة؛ مثل عصير التفاح والزنجبيل.
    • تجنُب الأطعمة ذات الروائح القوية.
    • تقليل تناول الحلويات والأطعمة المقلية.
    • تناول بعض الأدوية المضادة للغثيان.
    • الوخز بالإبر، وهو واحد من العلاجات البديلة التي قد تُساعد في تخفيف القيء.
    • تغير أنواع الطعام؛ مثل التحوّل إلى الدواجن او الأسماك ذات النكهة الخفيفة.
  • تقليل أعراض الدماغ الكيميائي: يُمكن التقليل من الأعراض المرتبطة بالدماغ والذاكرة والتركيز عن طريق:
    •  استخدام الكتابة لتسجيل المواعيد والأسماء؛ للسيطرة فقدان الذاكرة والتركيز.
    • المحافظة على نشاط العقل عن طريق تعلم أشياء جديدة لتنشيط الدماغ، أو حضور المحاضرات.
    •  تناول الطعام الصحي والنوم بشكل كافي.
  • تقليل أعراض تساقط الشعر: قد لا يستطيع المريض منع تساقط الشعر من الرأس والجسم بشكل عام، لكن يمُكنه تقليل الأعراض النفسية المصاحبة له وإبطاء عملية خسارة الشعر عن طريق:
    •  استخدام فرشاة ذات شعيرات ناعمة؛ لتقليل تكسر الشعر وتساقطه.
    • تجنّب استخدام المواد الكيميائية؛ مثل الصبغات ومواد الفرد.
    • قص الشعر لِجعله أكثر صحة وامتلائًا وتقليل تساقطه.
    • ارتداء بواريك الشعر لتحسين نفسية المريض.
  • تقليل مشاكل فقر الدم: ينتج فقر الدم بسبب قتل خلايا الدم الحمراء السليمة؛ لذلك يُمكن لمريض السرطان تناول كميات أكبر من الحديد عن طريق النظام الغذائي المتوازن الغني باللحوم الحمراء؛ مثل لحم البقر أو لحم الضأن، وتناول المكسرات والحبوب الكاملة، بالإضافة إلى الخضار الورقية، كما يمكنه تناول مكملات الحديد.
  • تقليل التعب: يُعتبر التعب من أهم الآثار الجانبية لمريض السرطان؛ لذلك يُمكن اتباع بعض الإرشادات لتقليل هذه الأعراض؛ مثل:
    • النوم لفترة كافية والحصول على الراحة.
    • تجنّب القيام بالمهام الصعبة.
    • ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة مثل المشي واليوجا.
    • استخدام بلسم الشعر والمواد الطبيعية المرطبة للحفاظ على رطوبة فروة الرأس.
    • ممارسة تمارين الاسترخاء؛ مثل التأمل والتنفس العميق.

ما هي أسباب آثار الكيماوي على مرضى السرطان؟

يعمل العلاج الكيماوي على قتل الخلايا النشطة للحد من انتشار السرطان والحد من انقسامها بشكل سريع، ويعتمد اختيار نوع العلاج الكيميائي على نوع المرض وشدته؛ إذ يمكن التبديل بين العلاجات المُستخدمة، كما قد يُستخدم العلاج الكيميائي قبل الجراحة أو قبل العلاج الإشعاعي أو بالتزامن معه، كما تحتاج بعض الحالات لاستخدام أنواع مختلفة من العلاجات وهذه تُسمى العلاجات المركبة، لكن العلاج الكيميائي يقتل الخلايا السليمة أيضًا مسببًا بعض الآثار الجانبية في الجهاز الهضمي والعصبي والعظمي وخلايا الشعر، وقبل الحديث عن الآثار الجانبية لعلاج السرطان يجب معرفة معنى الإصابة به وطرق العلاج.

هل يوجد مراحل لمرض السرطان؟

عند تأكيد الإصابة بمرض السرطان يبدأ الطبيب بإجراء بعض الفحوصات؛ لتحديد مدى وشدّة المرض والمرحلة المحددة، التي تعتمد على عدة عوامل؛ منها حجم الورم وموقعه، وهذه المراحل هي:

  1. المرحلة صفر: تُعتبر من المراحل المبكرة، التي يكون فيها السرطان موضعيًا وموجودًا في المنطقة التي بدأ فيها، ويُمكن علاجها بسهولة أكبر من المراحل  الأُخرى.
  2. المرحلة الأولى: وهي المرحلة التي يكون فيها الورم صغيرًا وغير مُنتشر في العقد الليمفاوية أو الأنسجة  الأُخرى.
  3. المرحلة الثانية: وتعني نمو السرطان وزيادة حجمه مع عدم انتشاره.
  4. المرحلة الثالثة: في هذه المرحلة يبدأ السرطان بالنمو بشكل أكبر مع انتشاره الغدد الليمفاوية والأنسجة  الأُخرى.
  5. المرحلة الرابعة: تعني انتشار السرطان إلى الأعضاء والمناطق الأُخرى في الجسم، ويُطلق عليها السرطان المتقدم.

أنواع السرطان

ينقسم السرطان إلى 5 أنواع رئيسية؛ هي:

  • سرطان الأعضاء: يُعتبر من أكثر الأنواع شيوعًا؛ إذ يؤثر على الأعضاء والغدد؛ ومنها الرئتين والجلد والثدي والبنكرياس.
  • ساركوما: وهو النوع المؤثر على الأنسجة الرخوة أو الضامة؛ مثل: الدهون والعضلات والأوعية الدموية والعظام والغضاريف.
  • الميلانوما: هذا النوع يتطوّر في الخلايا الصباغية للبشرة، ويُسمى عادةً بالورم الميلانيني.
  • سرطان الغدد الليمفاوية: يُؤثر هذا النوع على خلايا الدم البيضاء والخلايا الليمفاوية.
  • اللوكيميا: المعروف بسرطان الدم.

علاج السرطان

تُعتبر العلاجات المطروحة للسرطان كثيرة وتعتمد على الحالة ومدى انتشار المرض، ومن أشهر هذه الأنواع:

  • العلاج الكيميائي: يُعتبر من أكثر العلاجات شيوعًا، ويتم عن طريق عقاقير كيماوية تُستخدم لتدمير الخلايا السرطانية، ويمكن إعطاؤه عن طريق الوريد أو على شكل حبوب فموية.
  • العلاج الإشعاعي: يُستخدم هذا النوع بشكل منفصل أو بالتزامن مع العلاج الكيميائي، ويعتمد على إعطاء المريض جرعات عالية من الإشعاع لقتل الخلايا السرطانية.
  • الجراحة: تحتاج بعض الحالات من السرطان لإزالة الورم السرطاني جراحيًا.
  • العلاج بالهرمونات: في بعض حالات السرطان يمكن إعطاء المريض علاجًا هرمونيًا؛ لمنع الهرمونات المسببة للسرطان، كما هو الحال في سرطان البروستاتا؛ إذ يُعطى المريض هرمونات للحفاظ على مستوى هرمون التستوستيرون.
  • علاج معدل الاستجابة البيولوجية: يعمل هذا العلاج على تحفيز جهاز المناعة؛ للتخلص من الخلايا السرطانية عن طريق تغيير العمليات الطبيعية للجسم.
  • العلاج المناعي: ويُمكن تسميته أيضًا بالعلاج البيولوجي؛ إذ يُستخدم جهاز المناعة ويحفزها على قتل الخلايا السرطانية دون الإضرار بالخلايا السليمة.
  • زراعة نخاع العظام: أو زراعة الخلايا الجذعية لاستبدال الخلايا الجذعية التالفة بخلايا سليمة، لكن قبلها يخضع المريض للعلاج الكيميائي.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل السرطان معدي؟

هل السرطان وراثي؟

هل يصاب الرجال بسرطان الثدي؟

هل ينتقل السرطان أثناء العلاج الكيماوي؟

هل الرنين المغناطيسي يكشف السرطان؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على