هل فوائد عرف الأسد للقولون مثبتة علميًا؟

عرف الأسد هو عبارة عن نوع من الفطر الطبي المُستخدم على نطاق واسع في الطب الصيني التقليدي، لكن هل فوائد عرف الأسد للقولون حقيقية ومثبتة علميًا، وما هي الفوائد الأخرى لهذه العشبة، التي تكون على شكل فطر كبير أبيض أشعث، يُستخدم في الدول الآسيوية للطهي والتمتع بطعمه، الذي يُشبه طعم المأكولات البحرية مثل سرطان البحر، كما يُمكن تناوله منقوعًا مثل الشاي، ويُمكن استخدام المكملات التي تحتوي على مستخلصاته؛ كما يُستخدم هذا الفطر في المجال الطبي؛ بسبب احتوائه على مجموعة من المواد النشطة بيولوجيًا، التي لها آثار مفيدة على الجسم، خصوصًا القلب والدماغ والأمعاء، ومجموعة من المواد المُعززة للصحة من مضادات أكسدة وغيرها من المواد الأُخرى التي سنتحدث عنها بالتفصيل في هذا المقال من ناحية علمية مثبتة.

ما هي فوائد عرف الأسد للقولون؟

تعتبر فوائد عرف الأسد للقولون مجرد دراسات أُجريت على الحيوانات؛ لذلك لا يُمكن إثباتها بشكل علمي دقيق ولا يُمكن تأكيد فعاليتها في علاج مشاكل القولون المختلفة، بالرغم من إشارة بعض الأبحاث إلى تقليلها من أورام سرطان القولون ومنع انتشاره إلى الرئتين، بالإضافة إلى مساعدتها في القضاء على خلايا سرطان الدم، كما أنها قد تُحسّن من وظائف القولون والجهاز الهضمي بشكل عام، كما يُمكن أن يكون لها دورًا فعالًا في تقليل أعراض القولون العصبي والتوتر المُصاحب له فقط، لكن جميع هذه الفوائد بحاجة إلى دراسات وأبحاث أخرى لتأكيدها بشكل علمي ودقيق.

تقليل تقرحات الجهاز الهضمي

بالحديث عن فوائد عرف الأسد للقولون يجب الحديث عن بعض الدراسات التي تُشير إلى احتمالية تقليلها وعلاجها لالتهابات القولون التقرحي؛ بالرغم من قلّة الدراسات على البشر، باستثناء بعضها التي استخدمت مكملات الفطر على أشخاص مصابين بالفعل؛ فكانت النتائج جيدة من حيث تقليل الأعراض بشكل ملحوظ، لكن للأسف فإن هذه المكملات تحتوي على أعشاب أُخرى؛ مثل عيش الغراب، لذلك يصعُب معرفة وتحديد فائدة عرف الأسد أو الأعشاب الأخرى، كما قد تُقلّل هذه العشبة من التقرحات التي تحدث في مختلف أنحاء الجهاز الهضمي؛ مثل المعدة والأمعاء الغليظة والأمعاء الدقيقة، التي تنتج عادةً بسبب فرط نمو البكتيريا الحلزونية البوابية، أو بسبب تلف الطبقة المخاطية للمعدة الناتجة عن الاستخدام المفرط لمضادات الالتهاب بحسب مصادر موثوقة، وقد أثبتت بعض الدراسات التي أُجريت داخل أنابيب اختبار قدرة عرف الأسد على تثبيط عمل البكتيريا الحلزونية ونموها؛ وبالتالي حماية بطانة المعدة من التلف والتقرح، لكن لا يُمكن إثبات هذه النتائج داخل المعدة للآن. فيما وجدت دراسة أخرى أُجريت على الحيوانات قدرتها على علاج قرحة المعدة الناتجة عن أدوية الحموضة، وتقليل الالتهاب وتلف الأنسجة في الجهاز الهضمي، كما تُشير بعض الدراسات على الفئران أن لها قدرة على تقليل تلف الأنسجة في مناطق أخرى من الأمعاء وعلاج التهابات القولون التقرحي.

ما هي فوائد عرف الأسد للأعصاب؟

تُشير العديد من الدراسات إلى فوائد عرف الأسد للجهاز العصبي، ومن هذه الفوائد:

• علاج مرض الزهايمر: يُمكن استخدام فطر عرف الأسد لعلاج بعض الأمراض العصبية؛ مثل مرض الزهايمر، الذي يصيب كبار السن غالبًا كما يُصيب صغار السن في حالات أقل، ويحدث عادةً بسبب تكوين لويحات الأميلويد على الخلايا العصبية؛ مسببًا إضعاف وظائفها وموتها مع مرور الوقت، وهذا بالطبع يُؤثّر بشكل كبير على الذاكرة ووظائف الدماغ المختلفة والسلوك المعرفي بالكامل، وقد أظهرت مجموعة من الدراسات أُجريت على الفئران المُصابة قدرة هذه العشبة على استعادة الذاكرة وتحسين الوظائف الادراكية بالمجمل، كما ساهم استخدام مكملات عرف الأسد لدى البالغين المصابين من التدهور المعرفي المرتبط في العمر في تحسن وظائف الدماغ المعرفية والذاكرة بحسب دراسات مؤكدة.
• حماية الخلايا العصبية من التلف: تُشير بعض الدراسات التي أُجريت على الحيوانات قدرتها على حماية الخلايا من التلف والموت نتيجة الإجهاد، لكن الدراسات ما زالت مستمرة لتأكيد فوائدها على البشر بشكل كامل، وتأكيد فوائدها في علاج الأمراض التنكسية العصبية الأخرى؛ ومنها مرض التصلب المتعدد، ومرض العصبونات الحركية الذي يسبب تلف الأعصاب.
• علاج اعتلال الأعصاب: أثبتت دراسات أُجريت ايضًا على الفئران تأثيرها على الجهاز العصبي المحيطي؛ لذلك قد يكون لها نفس التأثير على البشر، خصوصًا في علاج الاعتلال العصبي المحيطي الناتج عن مرض السكري باعتباره منشط للدماغ، ومساهمته في تشكيل مسارات عصبية جديدة في الدماغ تُساعد في التعلّم ووتقوّي الذاكرة ووظائف الدماغ الأخرى.
• تحفيز نمو خلايا الدماغ: وجدت مجموعة من الدراسات أن عُرف الأسد يحتوي على مركبات تُحفز نمو خلايا الدماغ؛ منها الهيرسينون والإرينسين، التي بدورها تُساهم في علاج مرض الزهايمر وفقدان الذاكرة، وتمنع تلف الخلايا العصبية، لكن الدراسات لا زالت قليلة على البشر، فيما وجدت دراسة أُجريت على كبار السن، الذين تناولوا 3 غرامات من مسحوق الفطر بشكل يومي لمدة تصل إلى 4 أشهر، تحسّنًا كبيرًا في الذاكرة والأداء العقلي.
• تقليل الاكتئاب والقلق: وجدت دراسات متعددة أنّ عرف الأسد يقلل الالتهاب المزمن، المُسبب الرئيسي للقلق والاكتئاب لدى الفئران بحسب مصادر موثوقة، والمساعدة في تجديد خلايا الدماغ وتحسين أداء منطقة الحُصين المسؤولة عن معالجة الذكريات والاستجابات العاطفية، وهذا يُقلّل سلوكيات الاكتئاب والقلق، وبالرغم من تأكيد هذه النتائج على الحيوانات؛ إلّا إنّ الأبحاث على البشر تُعتبر قليلة نسبيًا، باستثناء بعض الدراسات التي أُجريت على النساء في سن اليأس، التي أظهرت تقليل مشاعر القلق والتهيّج بعد استخدام مكملات عُرف الأسد لمدة شهر واحد تقريبًا،كما قد تُساعد مستخلصات فطر عرف الأسد على تشجيع نموّ الخلايا العصبية وإصلاحها بشكل أكبر.

ما هي فوائد عشبة عرف الأسد الأخرى؟

تتعدد فوائد عرف الأسد بسبب مُكوناتها النشطة بيولوجيًا، التي يمكن استخدامها في علاج بعض الأمراض أو الوقاية منها، ومن هذه الأمراض:

• علاج السرطان: بعض مضادات الأكسدة الموجودة في فطر عرف الأسد قد تُساهم في الوقاية من مرض السرطان، وتقليل انتشار الخلايا السرطانية، خصوصًا في سرطان الدم وسرطان الكبد والمعدة والقولون، لكن هذه الدراسات لا تُعتبر مؤكّدة على البشر وبحاجة للمزيد من البحث؛ بالرغم من قدرتها على قتل الخلايا السرطانية في أنابيب الاختبار، والحدّ من انتشارها.
• علاج الالتهاب في الجسم: تُحارب مضادات الأكسدة الموجودة في عرف الأسد مجموعةً من الالتهابات في الجسم، التي تُؤثر سلبًا على أمراض المناعة الذاتية وأمراض القلب والسكري؛ إذ أثبتت دراسات أجريت عام 2012 أن عرف الأسد له نشاط مرتفع مُضاد للأكسدة؛ لذا فإنه يُعزز جهاز المناعة في الجسم ويُقلل الالتهاب، كما أنه قد يعزز نشاط جهاز المناعة المعوي عن طريق تشجيع نمو البكتيريا المفيدة في الأمعاء.
• صحة القلب: قد تُعزز مستخلصات عرف الأسد من صحة القلب وفق دراسات أُجريت على الفئران، وتُقلل من مستويات الكوليسترول؛ عن طريق تحسين التمثيل الغذائي للدهون وتحسين مستويات الدهون الثلاثية، كما أنها قد تُقلّل من تأكسّد الكوليسترول في مجرى الدم؛ وبالتالي التصاقه بالشرايين مسببًا تصلبها وزيادة مخاطر التعرض للسكتات الدماغية والقلبية، كما وجدت دراسات أُخرى أنّ عرف الأسد يحتوي على مركب يسمى hericenone B يُساهم بشكل كبير في تقليل تخثر الدم؛ وبالتالي يُقلل من النوبات القلبية؛ لذلك يُمكن القول أنها بشكل عام مفيدة لتعزيز صحة القلب والأوعية الدموية.
• داء السكري: تُشير بعض الدراسات التي أُجريت على الفئران أن مستخلصات عرف الأسد تُقلّل من مستوى السكر في الدم، وتُقلّل من تلف الأعصاب الناتج عن ارتفاع السكر في الدم، لكن الدراسات على البشر مازالت قليلة لتأكيد هذه الفائدة.
• التئام الجروح: قد تُساعد مستخلصات عرف الأسد في علاج الجروح الجلدية وفق دراسات أُجريت على الفئران لعلاج جروح الرقبة والاستخدام الموضعي لهذه المستخلصات، لكن الدراسات على البشر ما زالت قليلة لإثبات نجاحها في علاج الجروح للبشر.
• تعزيز عمل جهاز المناعة: جهاز المناعة معروف بحمايته للجسم من البكتيريا والفيروسات المُسببة للأمراض، الذي يحتاج أحيانًا لتنشيط وتعزيز؛ إذ وجدت دراسات أن عرف الأسد قد يُعزز عمل الجهاز المناعي عن طريق تنشيط الجهاز المناعي المعوي؛ لحماية الجسم من مسببات المرض الموجودة في الأمعاء، التي تدخل عادةً عن طريق الفم والأنف؛ وذلك من خلال التغييرات المفيدة في بكتيريا الأمعاء وتنشيط المفيدة منها، لكن الحقيقة أن هذه الدراسات مقتصرة على الحيوانات، ولا يُمكن تأكيدها بشكل دقيق على البشر بسبب الحاجة للمزيد من البحث.

ما هي أضرار عرف الأسد؟

معظم الدراسات التي أُجريت على فطر عرف الأسد أُجريت على الحيوانات؛ لذلك لا يُمكن اعتماد النتائج على البشر ولا يمكن تحديد الجرعات القياسية في الوقت الحالي، وقد يكون استخدامه محظورًا في بعض الحالات التالية:

• الأشخاص المصابين بالحساسية والربو: الاستخدام المعتدل لهذه المستخلصات قد يكون مفيدًا في بعض الحالات، أما فيما يخص تناول مكملات عرف الأسد فالموضوع لا يزال قيد الدراسة لتأكيد الجرعات وأمانها على البشر، كما أن الاستخدام الطويل لعرف الأسد ومكملاته قد يسبب تفاقم الأعراض لدى الأشخاص المصابين بالحساسية والربو.
• النساء الحوامل: يعتبر استخدامها محظورًا على الحوامل؛ بسبب نقص الدراسات الكافية التي تثبت أمانها على المرأة الحامل والجنين.
• عدم خضوع المكملات للرقابة: المكملات المحتوية على عرف الأسد لا تخضع لإدارة الغذاء والدواء؛ لذلك لا يُمكن تأكيد أمانها وموثوقيتها بالفعل، بالرغم من ادّعاء العديد من الشركات المصنعة بتأكيد فوائد عرف الأسد للقولون، وفوائدها المتعددة في مجال التعافي من إصابات الدماغ وتقليل أعراض الاكتئاب وغيرها؛ إلّا إنّه لا يمُكن تأكيد هذه المعلومات بشكل دقيق، ويُفضّل استشارة الطبيب في الحالات المزمنة والشديدة.
• قبل العمليات الجراحية: استخدام عرف الأسد قبل الجراحات والعمليات الجراحية يعتبر محظورًا؛ بسبب تأثيرها على تخثّر الدم؛ ممّا قد يَتسبب في حدوث نزيف في بعض الحالات.
• التداخل مع بعض الأدوية: يجب توخّي الحذر أيضًا عند استخدامها لمرضى السكري بالتزامن مع تناول الأدوية خوفًا من تخفيض نسبة السكر في الدم بشكلٍ حادّ، والحقيقة أن هذا التحذير ينطبق على معظم الأعشاب والمكملات العشبية التي قد تتداخل مع الأدوية؛ لذلك يجب تحديد الجرعة بحسب حالة المريض الطبية، ولا يُمكن اعتماد الجرعات القياسية.

اقرأ/ي أيضًا:

 هل يمكن علاج القولون العصبي بالأعشاب؟

هل يمكن علاج القولون العصبي نهائيًا؟

هل أعراض القولون العصبي عند النساء تختلف عن الرجال؟

هل يمكن علاج حرقة المعدة في البيت؟