` `

هل يمكن معرفة نوع الجنين بالجدول الصيني؟

صحة
10 أكتوبر 2021
هل يمكن معرفة نوع الجنين بالجدول الصيني؟
الجدول الصيني لمعرفة نوع الجنين يعتمد بشكل رئيسي على علم التنجيم الصيني (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

بعد إجراء اختبار الحمل تكثُر الأسئلة لدى الوالدينّ؛ ومنها محاولة معرفة نوع الجنين بالجدول الصيني، لكن هل هذه الطريقة علمية وتستند إلى دراسات مؤكّدة، أمّ أنها مجرد طريقة تقليدية يتم استخدامُها بدون أدلّة، وما هي أسباب اللجوء لمثل هذه الطرق لتحديد جنس المولود، وكيف يمكن معرفة جنس المولود بشكل دقيق ومؤكد؟... كل هذه الأسئلة وغيرها سنحاول الإجابة عنها في مقالنا هذا وفق دراسات وأبحاث مؤكّدة.

متى ظهر الجدول الصيني لمعرفة نوع الجنين؟

الحقيقة أن تحديد الوقت الفعلي لظهور الجدول الصيني مُبهم ولا يُمكن معرفته بالفعل؛ لأن الأساطير كثيرة حول نشأته؛ إذ يُقال أن هذا الجدول ظهر قبل أكثر من 300 عام، وكان موجودًا في قصر تشينغ بشكلٍ سريٍّ ولم يتم عرضه للعامة، كما يُقال أنه قد أُنشيء للعائلة الإمبراطورية آنذاك؛ للمساعدة على إنجاب الذكور، وقد سُرقت بعض كنوز الإمبراطورية الصينية خلال تمرّد الملاكمين في نهاية عهد أسرة تشينغ؛ ومن ضمنها الجدول الصيني، الذي تمّ إحضاره إلى إنجلترا، ثم وصل إلى النمسا لاحقًا، وقام بدراسته عالم صيني وأعاده إلى الصين؛ موطنه الأصلي. فيما تقول بعض الروايات أنه ظهر واستخدم قبل ذلك، حيث أُنشئ في مقبرة قديمة بالقرب من العاصمة الصينية بكين منذ أكثر من 700 عام تقريبًا.

في جميع الأحوال فإنّ الجدول الصيني يعتمد على معرفة العمر القمري للأم وشهر الحمل فقط دون مراعاة لأيّ عوامل أخرى؛ مثل النظام الغذائي أو العوامل الوراثية وغيرها، ويُعتقد أن هذا المخطط قادر على التنبؤ بجنس المولود؛ إلّا إنّ الحقيقة غير ذلك تمامًا، وهذه التنبؤات لا تكون دقيقة بالمُطلق؛ لأنها لا تعتمد على أيّ أدلّة علمية.

كيف يمكن تحديد جنس المولود بطرق علمية؟

ذكرنا أن معرفة نوع الجنين بالجدول الصيني هي مجرد طريقة للتنبؤ، ولا يُمكن إثباتها من ناحية علمية بالرغم من نجاحها مع العديد من الأشخاص؛ لأن نسبة الخطأ فيها تصل إلى 50%، لكن يوجد مجموعة من الطرق التي يُمكن من خلالها معرفة جنس المولود بشكل أكثر دقة، ومن هذه الطرق: 

  • فحص السائل الأمنيوسي: تُعتبر هذه الطريقة من الطرق الأهم والأدقّ لتحديد جنس الجنين، لكنها تُستخدم بشكل قليل؛ تبعًا للمخاطر المترتبة عليها.
  • أخذ عينات من المشيمة: يُمكن تحديد جنس المولود بنسبة 100% عن طريق أخذ عينات من خلايا المشيمة، لكن هذه الطريقة أيضًا تُستخدم لغايات طبية أهم من معرفة جنس المولود؛ لأن لها مخاطر طبية محتملة؛ منها انتقال العدوى للجنين أو زيادة خطر الإجهاض؛ لذلك لا تُستخدم إلا لغايات طبية محددة وواضحة وذات أهمية.
  • اختبار ما قبل الولادة غير الجراحي: تُعتبر هذه الطريقة منخفضة المخاطر بالمقارنة بالطرق الأخرى، لكن دقتها في الكشف عن جنس الجنين أقل نسبيًا، وهي من الطرق المُستخدمة في الأصل للبحث عن مخاطر التشوهات الكروموسومية، ويتم الاختبار عن طريق فحص خيوط الحمض النووي الموجودة في مجرى الدم؛ إذ تحمل المرأة حمضها النووي وحمض الطفل أيضًا، الذي يتم فيه البحث عن الكروموسومات لتحديد الجنس، والمعروف أنه يعطي نتائج أكثر دقة كلما كان الحمل متقدمًا.
  • الموجات فوق الصوتية التقليدية: قد تكون من أكثر الطرق شيوعًا، التي تتم خلال الثلث الثاني من الحمل، ويتم من خلالها التأكّد من وزن الجنين وسلامته، بالإضافة إلى تحديد جنسه بنسب عالية الدقة قد تصل إلى 100%.
  • طريقة رمزي بالموجات فوق الصوتية: وهذه الطريقة تعتمد على موقع المشيمة في الرحم؛ فإذا كانت المشيمة على اليسار فإنّ الجنين أنثى، أما إذا كانت على اليمين فإنّه يعني أن الجنين ذكر، لكن الحقيقة لا يوجد دراسات كافية تثبت صحة هذه النظرية، ولا يوجد دراسات موثقة عنها بالرغم من أنها تبدو علمية بعض الشيء.
  • بعض طرق العجائز: قد تكون حكايات العجائز من الأمور الممتعة أيضًا حالها كحال معرفة نوع الجنين بالجدول الصيني، ولا تحمل أي أساس علمي، لكنّها مجرد تكهنات لا أكثر؛ ومن هذه القصص: أنّ زيادة الشعور بالجوع تٌعتبر دلالة على الحمل بصبي؛ إذ يُعتقد أن زيادة إفراز هرمون التستوستيرون هي السبب، كما أنّ هناك تحليلات أخرى تنص على فحص نبضات الجنين؛ فإذا كانت أكثر من 140 نبضة في الدقيقة فإنّ الجنين أُنثى، أيضًا هناك قول أن شكل البطن يدل على جنس الجنين؛ فإذا كان منخفضًا كان الجنين ولدًا، وإن كان مرتفعًا فإنّ الجنين أنثى.

هل يمكن استخدام الجدول الصيني للحمل بتوأم؟

ذكرنا أن نتائج الجدول الصيني لا تتعدى الفكاهة والتسلية، ولا يُمكن من خلالها التنبؤ بجنس المولود ولا حتى تحديد الحمل بتوأم؛ لأن الحمل بتوأم يحدث بطريقتين مختلفتين منتجًا نوعين من التوائم؛ هما:

  • التوائم المتطابقة: وهي ناتجة عن تخصيب بويضة واحدة بحيوان منوي واحد، ثم انقسام البويضة إلى جنينين منفصلين قد يشتركان بالمشيمة والكيس الأمنيوسي، كما قد يشتركان في المشيمة فقط مع امتلاك كل منهما لكيس أمنيوسي، وينتج طفلين متطابقين وراثيًا في الحالتين.
  • التوائم غير المتطابقة: ناتجة عن تخصيب بويضتين مختلفتين بحيوانين منويين مختلفين، ويكون لكل جنين مشيمة خاصة وتكوين جيني خاص.

عوامل وأسباب الحمل بتوأم

يتطلّب الحمل بتوأم وجود مجموعة من العوامل والأسباب؛ منها:

  • العوامل الوراثية: من أهم أسباب الحمل بتوأم وجود عامل وراثي، خصوصًا من ناحية المرأة، لأن أهم أسباب ولادة التوائم هو إطلاق عدّة بويضات في الوقت الواحد.
  • عوامل عرقية: بعض الأعراق مُعرضين بشكل أكبر لولادة التوائم؛ مثل السود الأفارقة، فيما تقلّ الفرص عند الآسيويين والإسبان.
  • العمر: أحيانًا يُساعد التقدم في العمر في زيادة فرص الحمل بتوأم؛ إذ تُشير بعض الدراسات أن النساء فوق سن 35 لديهم فرص أكبر لإنجاب التوائم؛ لأن المبايض أحيانًا تُطلق عدّة بويضات معًا في فترة الإباضة؛ وقد يكون السبب زيادة إفراز الهرمون المنبّه للجريب.
  • زيادة الوزن: بعض الباحثين يميلون إلى الاعتقاد أن زيادة مؤشر الجسم ترفع نسبة الحمل بتوائم، كما أن زيادة الطول قد تسبّب زيادة فرص الحمل بتوأم.
  • تناول أدوية الخصوبة: قد تكون أدوية الخصوبة والعلاجات التي تُعطى لتنشيط المبايض من أهم أسباب الحمل بتوأم؛ بسبب زيادة فرص إطلاق أكثر من بويضة في المرة الواحدة.
  • التلقيح الصناعي: بعض طرق التلقيح الصناعي داخل المختبر ينتج عنها الحمل بتوائم؛ لأنه يتم نزع عدّة بويضات من الأم وعدّة حيوانات منوية من الأب، وتتم عملية التخصيب لأكثر من بويضة داخل المختبر، ثم يتم زرع أكثر من جنين في الرحم؛ للتأكّد من نجاح أحدها؛ لذلك غالبًا ما ينتُج عن هذه العملية توائم متطابقة أو غير متطابقة.

هل يمكن حساب موعد الولادة بالجدول الصيني؟

الحقيقة لا؛ لأن الجدول الصيني عبارة عن مخططات وجداول للتنبؤ بجنس المولود فقط؛ إلّا إنّ بعض المواقع قد طوّرت حاسبات مرتبطة بتحديد موعد الولادة بشكل دقيق، كما يُمكن الاستعانة بالطبيب المختص لتحديد موقع الولادة؛ بناءً على عمر الجنين وموعد الانغراس المفترض، كما يُمكن حساب موعد الولادة عن طريق بعض الحسابات التي يتم فيها تحديد اليوم الأول لآخر دورة شهرية، ثم زيادة مدة الحمل التي تتراوح عادةً بين 37-42 أسبوعًا.

طرق تحديد جنس المولود بشكل دقيق

يُمكن تحديد جنس الجنين بشكل مؤكّد قبل حدوث الحمل من خلال إحدى الطرق التالية:

  •  موعد ممارسة الجنس: من المعروف أن البويضة عادةً تحمل كروموسوم X، أما الحيوان المنوي يحمل كروموسوم X أو Y؛ فإذا خُصبت البويضة بكروموسوم X فإنّ الحمل سيكون بفتاة، أما تخصيب البويضة بالكروموسوم Y فإنّ الحمل سيكون بذكر؛ لذلك يمكن تحديد جنس المولود عن طريق معرفة خصائص الكروموسومات X و Y؛ لتهيئة الفرصة للنوع المطلوب، ومن أهم الخصائص لهذه الكروموسومات ما يلي:
    • كروموسومات X: تتمتع بعمر أطول وحركة أبطأ؛ لذلك يُمكنها العيش لمدة أطول في عنق الرحم، وعند ممارسة الجنس في وقت يسبق الإباضة بأيام، تصل إلى 5 أيام، فقد يتم تلقيح أحد هذه الكروموسومات وتكون النتيجة فتاة.
    • كروموسومات Y: تتمتع بعمر أقصر وحركة أسرع؛ لذلك يُمكن ممارسة الجنس قبل موعد الإباضة مباشرةً، أو بعدها مباشرةً للحمل بولد.
  • الإخصاب في المختبر مع اختيار الجنس: عند القيام بالإخصاب داخل المختبر يُمكن تحديد جنس الجنين وعدد الأجنة؛ عن طريق زراعة الأجنة من نوع معين فقط، وهذه الطريقة دقيقة بنسبة 99%.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل يظهر نوع الجنين في أول الشهر الرابع؟

هل يمكن معرفة نوع الجنين من لون البول؟

هل هناك علاقة بين خط الحمل في البطن وجنس الجنين؟

هل السونار دقيق في حساب عمر الجنين؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على