` `

هل تقشير البشرة الكيميائي مفيد حقًا؟

صحة
13 أكتوبر 2021
هل تقشير البشرة الكيميائي مفيد حقًا؟
يعمل تقشير البشرة الكيميائي على تحسين مظهر البشرة بعدّة طرق (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

تقشير البشرة الكيميائي هو عملية إزالة خلايا الجلد الميت عن سطح البشرة باستخدام مواد كيميائية خاصة أو مواد تقشير؛ إذ يعمل الجسم على التخلص من خلايا الجلد الميت كل 30 يومًا؛ لإفساح المجال للخلايا الجديدة، لكن أحيانًا لا تتساقط هذه الخلايا بشكلٍ طبيعيٍّ مُسببةً ظهور قشور تسدّ المسام وتسبب بقعًا جافةً؛ لذلك يُساعد التقشير في إزالة هذه القشور، ويحقّق فوائدًا متعددةً للبشرة. هُنا سنتحدث عن فوائده وطرق تنفيذه وأضراره من ناحية علمية مُؤكّدة.

ما هي فوائد التقشير الكيميائي للوجه؟

يعمل تقشير البشرة الكيميائي على تحسين مظهر البشرة بعدّة طرق ويجعلها تبدو مُشرقةً أكثر، كما أنّه يُعزّز امتصاص منتجات العناية بالبشرة، ويُقلل انسداد المسام؛ ممّا يُقلل ظهور البثور على المدى الطويل، كما أنه يُحفز إنتاج الكولاجين مع مرور الوقت، الذي يُعطي للبشرة لمعانًا وصحةً أكبر ومرونةً أكثر، ويُمكن أن يُحقّق التقشير مجموعةً من الفوائد للبشرة؛ منها:

  • تقليل علامات التقدم في السن: يُساعد التقشير الكيميائي في تقليل علامات التقدم في السن؛ مثل: التجاعيد، والخطوط الدقيقة أسفل الفم والعينين، وبقع التصبغ والتفاوت في لون البشرة، بالإضافة إلى خشونة البشرة وجفافها؛ لأن البشرة الجديدة الناتجة بعد التقشير تكون أكثر صحةً ومرونةً وشبابًا؛ بسبب زيادة إفراز الكولاجين والإيلاستين.
  • تخفيف فرط تصبغ: يُساعد التقشير في علاج العديد من المشاكل الجلدية؛ ومنها فرط التصبغ، التي قد تظهر على شكل:
    • تفاوت لون البشرة بسبب أحد الأمراض، أو بسبب التعرض لأشعة الشمس.
    • الكلف الذي يحدث عادةً بسبب التعرض لأشعة الشمس، أو بسبب الحمل.
    • النمش وهو ظهور نقاط خفيفة بلون مختلف على الجلد؛ بسبب التعرض لأشعة الشمس.
    • الندوب بسبب الجراحة أو الناتجة عن الإصابات.
    • بهتان البشرة.

ما هي فوائد التقشير الكيميائي للبشرة الدهنية؟

قد تكون البشرة الدهنية أكثر عُرضةً لبعض المشاكل الجلدية؛ مثل الحساسية الجلدية؛ بسبب تراكم الزيوت والأوساخ؛ لذلك فهي بحاجة أكثر للتقشير الكيميائي، الذي قد يُساعد في علاج المشاكل الجلدية التالية:

  • حب الشباب: وهو عبارة عن مرض جلدي يُصيب مختلف أنواع البشرة، لكنه يُصيب البشرة الدهنية بشكل أكبر، ويُمكن علاجه عن طريق مجموعة من العلاجات الموضعية أو الفموية، فيما قد يُساعد التقشير الكيميائي الخفيف أو المتوسط في خطة العلاج عن طريق:
    • تقليل إفراز الزيوت في البشرة.
    • المساعدة على قتل البكتيريا المسببة للالتهاب وظهور الحبوب بشكل أكبر.
    • تعزيز امتصاص العلاجات الموضعية التي لا تستطيع اختراق الجلد؛ بسبب الخلايا الميتة وتراكم الزيوت.
  • ندبات حب الشباب: عادةً بعد علاج حب الشباب وشفاؤه تظهر بعض الندوب التي يُحاول الجسم إصلاحها عن طريق إنتاج ألياف كولاجين جديدة، لكن هذه الألياف قد تُسبب تضخم الندوب بشكل كبير على شكل ارتفاعات أو انخفاضات في الجلد؛ لذلك قد يُساعد التقشير الكيميائي في إزالة طبقة الجلد العلوية وإزالة الكولاجين الزائد، وعادةً ما يُستخدم التقشير الكيميائي المتوسط لهذه الندوب.
  • العدّ الوردي: وهو عبارة عن حالة جلدية التهابية تُصيب البشرة الدهنية والأنواع الأخرى على حدٍّ سواء، تُسبب التورم والاحمرار والنتوءات، كما قد تُسبب أحيانًا ظهور حب الشباب؛ لذلك قد يُخفف التقشير الكيميائي من أعراضها، ويتم عادةً استخدام التقشير الخفيف أو المتوسط.

ما هي المواد المستخدمة في التقشير الكيميائي؟

يُستخدم في التقشير الكيميائي مجموعةً من المواد الكيماوية، التي تقدّم نتائجًا أفضل من التقشير العادي، وتتم باستخدام مواد؛ منها: أحماض الهيدروكسي والريتينول، بالإضافة إلى الأنزيمات، لكن هذا التقشير قد يسبب تهيّج البشرة إذا استخدم بطريقة خاطئة أو إذا تمّ دمج المواد بطريقة غير صحيحة، ومن أهم المواد المستخدمة:

  • أحماض ألفا هيدروكسي: وهي عبارة عن مجموعة من الأحماض القابلة للذوبان، ويتم اشتقاقها عادةً من الفواكه السكرية؛ ومنها:
    • حمض الجليكوليك المُستخلص من قصب السكر.
    • حمض اللاكتيك، الذي يتم الحصول عليه من الحليب والخضروات المُخلّلة.
    • حمض الستريك المًستخلص من الحمضيات.
    • حمض الطرطريك المُستخلص من العنب.
    • حمض الماليك المُستخلص في التفاح.
  • أحماض بيتا هيدروكسي: هذه الأحماض قابلة للذوبان في الزيت؛ لذلك تتغلغل في بصيلات الشعر وتجفّف الزيوت الزائدة وتفتح المسام، والمعروف أن هذه الأحماض تُستخدم عادةً لعلاج حب الشباب والأضرار الناتجة عن أشعة الشمس؛ ومن أهمها حمض الساليسيليك، الذي يُستخدم بشكل أساسي لعلاج حب الشباب، لكنه يُساعد أيضًا على تهدئة الالتهاب والاحمرار.
  • الريتينويد: تُعرف الريتينويدات بأنها فئة من العلاجات المشتقة من فيتامين أ، التي تُستخدم لتهدئة البشرة المتهيجة والمتضررة من أشعة الشمس، كما أنها تُقلّل من علامات التقدم في السن وتُستخدم في علاج حب الشباب؛ إذ تعمل على حماية البشرة من الجذور الحرّة التي تسبب تلفها وتعزيز إنتاج الكولاجين؛ ومنها: أدابالين، تازاروتين، بيكساروتين، تريتينوين، الريتينول، أليتريتينوين.

كيف يتم اختيار المُقشّر الأفضل للبشرة؟

يُفضّل عادةً اختيار نوع المُقشّر حسب نوع البشرة؛ لتحقيق نتائج أفضل لتقليل تهيج البشرة؛ إذ يمكن تقسيم البشرة إلى الأنواع التالية:

  • البشرة الحساسة: بعض البشرات تتهيّج بشكلٍ عام عند استخدام منتجات جديدة نسبيًا، وتوصف بأنها حساسة؛ لذلك يُمكن استخدام أحماض بيتا هيدروكسي، التي تُسبب تهيجًا أقل من المقشرات الكيميائية الأخرى، كما يجب التأكّد من أن حساسية البشرة غير ناتجة عن أمراض وحالات أخرى؛ مثل الإكزيما أو غيرها من الأمراض الجلدية الأخرى.
  • البشرة الطبيعية: وهي البشرة الصافية التي لا تتهيج بسهولة، التي يُمكن معها تجربة أي منتج واختيار الأفضل حسب النتائج.
  • البشرة الجافة: في هذا النوع من البشرة يُمكن اختيار أحماض ألفا هيدروكسي؛ ومنها حمض الجليكوليك، التي تستطيع اختراق الطبقة الخارجية للبشرة للسماح للمرطب بترطيب الخلايا الجديدة بشكل فعّال.
  • البشرة الدهنية: وهي البشرة التي تبدو لامعة، ويمكن استخدام المقشرات الكيميائية القوية لها، واستخدام الفُرش الآلية؛ إذ قد لا تنجح معها المقشرات الخفيفة التي يتم شراؤها من المتجر.
  • البشرة المختلطة: وهي البشرة الممزوجة بين الجافة والدهنية، التي يُمكن استخدام منتج خاص لكل نوع؛ مثل استخدام مقشرات قوية على المناطق الدهنية، واستخدام أحماض ألفا هيدروكسي على المناطق الجافة.
  • البشرة المعرضة لحب الشباب: وهي البشرة المُصابة بحبّ الشباب الخفيف أو المتوسط، عندها يجب اختيار منتجات الريتينويد، كما يمكن استخدام حمض الساليسيليك وحمض الجليكوليك.

متى يكون تقشير البشرة الكيميائي ضروريًا؟

الحقيقة أن وقت التقشير يعود إلى الروتين المُستخدم للعناية بالبشرة؛ فإذا كانت البشرة باهتة يمكن إجراء التقشير لزيادة توهجها، كما يُمكن إجراء التقشير بعد استخدام مستحضرات التجميل لإزالة بقاياها، وفي حال استخدام منتجات لعلاج الجلد فيجب ترك وقتًا كافيًا بين العلاج والتقشير، كما يجب الامتناع عن التقشير في حال ظهور جروح أو تقرحات على البشرة.

عدد مرات التقشير

يختلف عدد مرات التقشير باختلاف نوع البشرة؛ إذ تحتاج البشرة الدهنية تقشير أكثر بمعدل مرة يوميًاأاو مرة كل يومين، أما بالنسبة للأنواع الأخرى فيمكن تقشيرها مرة أو مرتين أسبوعيًا فقط.

ردود الفعل التحسسية

إذا حصل للبشرة ردّ فعل تحسّسي من أحد المنتجات يُمكن غسلها جيدًا بالماء الدافئ، وتجنّب استخدام مستحضرات التجميل والمستحضرات الأخرى على البشرة المتحسسة لحين زوال الالتهاب، وفي بعض الحالات يمكن استخدام المضادات الحيوية؛ مثل مضادات الهيستامين؛ لتخفيف الاحمرار والتهيج، لكن في حال ظهور أحد الأعراض التالية يجب مراجعة الطبيب لاتخاذ الإجراء المناسب، ومن هذه الأعراض:

  1. ضيق التنفس.
  2. ألم في الصدر.
  3. تورّم اللسان والوجه والحلق.
  4. ثقل وضيق في الرئتين.

كيف يتم التقشير الكيميائي؟

يتم إجراء التقشير الكيميائي في العيادات الخاصة وعلى يد طبيب مختص، وعادةً ما يتم استخدام نظارات واقية للعينين، وفي بعض الحالات يمكن إعطاء المريض بنج موضعي، خصوصًا في حالات التقشير العميق، وتتم مراقبة ضربات القلب أثناء التقشير، كما يمكن تطبيق التقشير بالطرق التالية:

  • التقشير الخفيف أو السطحي: وهو استخدام منتجات خفيفة؛ مثل أحماض ألفا هيدروكسي، لتقشير الطبقة الخارجية من الجلد فقط، ويتم وضع المحلول المُكوّن من الحمض على الوجه والرقبة بواسطة فرشاة خاصة، عندها سيبدأ الجلد بالتقشير مع الشعور بوخز خفيف، بعدها يتم إزالة المحلول وتطبيق محلول آخر لإنهاء الجلسة.
  • التقشير المتوسط: ويستخدم للوصول إلى الطبقة الوسطى من الجلد باستخدام مواد؛ مثل حمض ثلاثي كلور أسيتيك أو حمض الجليكوليك، وهو يعتبر أكثر فعالية من التقشير السطحي؛ لأنه يُساعد على إزالة خلايا الجلد الميت، ويتم تطبيقه بواسطة الشاش أو الإسفنج، وأحيانًا يتم إضافة لون أزرق للمحلول عندها يسمى بالتقشير الأزرق. يبدأ الجلد في التبييض مع الشعور بوخز خفيف أو حرقان لمدة تصل إلى 20 دقيقة، ثم يتم إزالة المواد الكيميائية وتبريد البشرة بواسطة مروحة خفيفة، وفي حال استخدام التقشير الأزرق قد تظهر البشرة باللون الأزرق وتستمر لعدة أيام.
  • التقشير العميق: يستخدم مواد أكثر قوة؛ مثل الفينول وحمض ثلاثي كلور أسيتيك؛ لاختراق الطبقة الوسطى وإزالة الخلايا التالفة، ويُمكن لجوء الطبيب إلى التخدير الموضعي أثناءه لتخفيف الألم، ثم تطبيق محلول الفينول على البشرة بواسطة قضيب يحتوي في نهايته على رأس قطني، عندها تتحوّل البشرة إلى اللون الرمادي أو الأبيض، وتتم العملية خلال 15 دقيقة تقريبًا.

محاذير قبل التقشير الكيميائي 

قبل الخضوع للتقشير الكيميائي يجب إخبار الطبيب عن الأدوية التي يستخدمها المريض، والامتناع عن استخدام الأدوية الموضعية؛ مثل الريتينول أو الريتين، لمدة تصل إلى 48 ساعة على الأقل، كما ينصح الطبيب بتناول بعض العلاجات قبل التقشير؛ مثل:

  • الأدوية المُضادة للفيروسات خصوصًا في حال الخوف من ظهور البثور والتقرحات.
  • بعض المستحضرات الخاصة التي تساعد في تحسين العلاج؛ مثل بعض أنواع الغسولات التي تحتوي على حمض الجليكوليك.
  • استخدم كريمات الريتينويد لمنع سواد الجلد بعد التقشير.
  • تجنّب إزالة شعر الوجه باستخدام الشمع قبل أسبوع على الأقل من التقشير، كما يجب تجنّب تشقير شعر الوجه.
  • التوقّف عن استخدام المقشرات المنزلية قبل أسبوع على الأقل من التقشير.

أضرار تقشير البشرة الكيميائي

بعض الآثار الجانبية للتقشير بسيطة وتستمر لوقتٍ قليل وتشمل الاحمرار أو التورم والجفاف والوخز أو الحرقان، كما قد يُسبب التقشير العميق فقد القدرة على تسمير البشرة للأبد، لكن في بعض الحالات قد يسبب التقشير الكيميائي أعراضًا أكثر شدة وخطورة؛ مثل:

  • تغيّر لون البشرة بشكلٍ دائم فقد تُصبح أفتح أو أغمق، وهذه الأعراض أكثر حدوثًا للأشخاص أصحاب البشرة الداكنة.
  • ظهور بعض الندوب الدائمة.
  • بعض الالتهابات الجلدية، خصوصًا لمرضى الهربس البسيط، وقد تظهر على شكل توهج، كما قد يسبب التقشير في حدوث عدوى فطرية أو بكتيرية.
  • تلف في بعض الأعضاء الداخلية؛ مثل: القلب أو الكلى أو الكبد؛ إذ يمكن أن يسبب الفينول المُستخدم في التقشير العميق في تلف عضلة القلب والأعضاء الأخرى.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل الفيلر مُضر بالحامل؟

هل بنزوات الصوديوم مفيدة للبشرة؟

هل يمكن إزالة الحبوب من البشرة نهائياً؟

هل تشقير الحواجب يضر بالحامل؟

هل يوجد أطعمة غنية بالكولاجين؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على