` `

هل يمكن التعرّف على أعراض هشاشة العظام بسهولة؟

صحة
27 أكتوبر 2021
هل يمكن التعرّف على أعراض هشاشة العظام بسهولة؟
لا يمكن للمرضى معرفة إصابتهم بالهشاشة عادةً حتى يُصاب أحدهم بالكسور (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

لا بدّ من تلقي العلاج المُناسب فور ظهور أعراض هشاشة العظام لضمان عدم تفاقم هذه الأعراض بشكل كبير؛ فإن العظام من الأجزاء الأساسية في جسم الإنسان، كما تتسبب هشاشة العظام بالكثير من الآلام التي تُصيب العمود الفقري ومُختلف أجزاء الجسم الأخرى، ويحرص هذا المقال على بيان أبرز الطرق المُتبعة لتشخيص هشاشة العظام وعلاجها بالإضافة إلى ذكر بعض الأعراض التي تدل على إصابة المريض بهشاشة العظام أيضًا.

هل يمكن التعرّف على أعراض هشاشة العظام بسهولة؟

لا تظهر أيّة أعراض على هشاشة العظام في الوقت المُبكر من الإصابة، ولا يمكن للمرضى معرفة إصابتهم بالهشاشة عادةً حتى يُصاب أحدهم بالكسور التي يمكن أن تدل على المرض، ويبدأ الإحساس بهشاشة العظام عندما يضعُف الجسم وتظهر بعض المؤشرات؛ وأبرزها: آلام الظهر بسبب تكسر الفقرات أو تآكلها، وكذلك انحناء الجسم وقصر القامة مع مرور الوقت، بالإضافة إلى سهولة الإصابة بكسور العظام.

كيف يمكن تشخيص الإصابة بهشاشة العظام؟

فيما يأتي بعضًا من الاختبارات التي يُجريها الطبيب للتحقق من إصابة المريض بهشاشة العظام:

  • اختبار كثافة المعادن في العظام: يُعرف هذا الاختبار باسم BMD اختصارًا لاسمه باللغة الإنجليزية، وهو الاختبار الأساسي الذي يُعتمد عليه لمعرفة مدى هشاشة العظام بالاعتماد على كميات قليلة من الأشعة السينية.
  • صورة الأشعة السينية للعظام: تستطيع الأشعة السينية تشكيل صورة للعظام في جسم الإنسان؛ بما فيها عظام الرسغ والفخذ والورك والعمود الفقري وغيرها من عظام الجسم، وتُساعد هذه الصور في تشخيص الكسور والتحقّق من هشاشة العظام.
  • الصور المقطعية المحوسبة للعمود الفقري: يُستخدم هذا الفحص لتشكيل صورة يستطيع الطبيب التعرّف على مدى الإزاحة في العمود الفقري، بالإضافة إلى التحقّق من الكسور، كما يتم استخدام هذه الصور للتأكّد من أعراض هشاشة العظام أيضًا.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي للعمود الفقري: يُجرى هذا الفحص لتقييم كسور العمود الفقري والبحث عن أيّة أمراض كامنة تسببت بظهور هذه الكسور؛ ومنها أمراض السرطان، وهو من الفحوصات المُستخدم لتشخيص هشاشة العظام.

ما هي أسباب هشاشة العظام؟

يقوم الجسم بإعادة بناء كثافة العظام على نحوٍ مُستمر، وتبلغ عملية البناء للعظام ذروتها في نهاية العقد الثالث من عُمر الإنسان، ثم تبدأ العظام بالضعف في مُنتصف العقد الرابع مع العُمر عادةً، ويؤدي هذا الضعف إلى الإصابة بهشاشة العظام أحيانًا، ويُعزى السبب في هشاشة العظام إلى اختلال في التوازن بين ارتشاف خلايا العظام القديمة وتكوين العظام الجديدة، ويُعد انقطاع الدورة الشهرية من أبرز أسباب هشاشة العظام عند النساء، كما أن تقدم العُمر واحدٌ من هذه الأسباب، وهناك بعض الأدوية والأمراض التي تتسبب بهذا المرض أيضًا.

كيف يتم علاج هشاشة العظام؟

فيما يأتي قائمة بأبرز الأدوية والعلاجات المُستخدمة عند الإصابة بهشاشة العظام:

  • البيسفوسفونات: يشيع استخدام أدوية البيسفوسفونات للوقاية من أعراض هشاشة العظام المرتبطة بالكسور عند الرجال والنساء، ويتسبب هذا الدواء بالغثيان وآلام المعدة، وتُصاحبه أعراض تُشابه حرقة المعدة أحيانًا.
  • الدينوسوماب: يزيد الدينوسوماب من كثافة العظام، ويُقلّل من خطورة الإصابة بالكسور المرتبطة بهشاشة العظام، ويُؤخذ هذا الدواء عن طريق حُقنة تحت الجلد كُل ستة أشهر مرةً واحدةً.
  • العلاج بهرمون الإستروجين: يستطيع هرمون الإستروجين عند النساء المُحافظة على كثافة العظام ويُساعد في علاج الهشاشة؛ إلّا إنّه يتسبّب ببعض المُضاعفات الخطيرة أحيانًا؛ ومنها سرطان الثدي وجلطات الدم. 
  • استخدام هرمون التستوستيرون: ترتبط هشاشة العظام عند الرجال أحيانًا بانخفاض هرمون التستوستيرون، ويُمكن أخذ هذا الهرمون للمُحافظة على كثافة العظام والوقاية من أعراض الهشاشة المذكورة.
  • التيريباراتايد: يعمل هذا الدواء على تحفيز نمو العظام عند الإنسان، ويتم إعطاؤه للمرضى عن طريق حُقنة تحت الجلد، ويستمر أخذ هذا النوع من الأدوية مُدّةً تصل إلى سنتين، وهو من الأدوية التي تُؤخذ يوميًا.
  • الأبالوباراتايد: يقوم الأبالوباراتايد بوظيفة مُشابهة لوظائف الغدد جارات الدرقية، ويُساعد في الوقاية من أعراض الهشاشة، ولا يُسمح بأخذ هذا الدواء مُدّةً تزيد على سنتين اثنتين.
  • الروموسوزوماب: يُعد الروموسوزوماب أحدث الأدوية المُستخدمة في علاج هشاشة العظام وبناء العظام، ويتم أخذه مرةً واحدةً في الشهر عن طريق حُقنة، ولا يُسمح باستخدامه مُدّةً تزيد على عام واحد فحسب.

هل يمكن علاج هشاشة العظام بالأعشاب؟

يُفضّل بعض المُصابين بهشاشة العظام استخدام الأعشاب لعلاج أعراض هذا المرض بدلًا من اللجوء إلى العلاجات الدوائية، وفيما يأتي بعضًا من الأعشاب المُستخدمة في علاج الهشاشة:

  • النفل الأحمر: يُعرف النفل الأحمر باسم برسيم المروج أو نفل المروج أيضًا، ويعتقد المُختصون بأن هذا النوع من الأعشاب يحتوي على مُركبات شبيهة بهرمون الإستروجين الذي يقي من أعراض هشاشة العظام عند النساء.
  • فول الصويا: يحتوي فول الصويا المعروف على مادة الايسوفلافون التي تُشبه هرمون الإستروجين، وينبغي على المرضى استشارة الطبيب قبل استخدام فول الصويا لهشاشة العظام؛ لضمان عدم الإصابة بأيّة مُضاعفات خطيرة.
  • الأقتى العنقودية: تُعرف الأقتى العنقودية باسم قاتل البق، وهي من الأعشاب المُستخدمة في الطب الأمريكي مُنذ سنوات، وأظهرت الدراسات فعالية هذه العُشبة في بناء العظام عند الإنسان، ويُمكن استخدامها لعلاج هشاشة العظام.
  • ذيل الحصان: يعتقد الخُبراء بأن السيليكون الموجود في عشبة ذيل الحصان يُساعد الجسم في تحفيز بناء العظم؛ إلّا إنّ هذه الفائدة تحتاج إلى مزيد من البحث والدراسات للتحقق من فعاليتها في علاج هشاشة العظام.

ما هي العوامل التي تزيد من خطورة الإصابة بهشاشة العظام؟

هناك عدّة عوامل تزيد من خطورة إصابة الإنسان بأمراض هشاشة العظام، ومنها العوامل الآتية:

  • التقدم في العُمر: يُعد التقدم في العُمر عاملًا رئيسيًا من عوامل الإصابة بهشاشة العظام؛ وذلك لأن الجسم يفقد العظام بشكل يفوق قدرته على البناء عند الكِبَر، وهو ما يؤدي إلى الإصابة بالهشاشة.
  • الجنس: تُشير الدراسات إلى أن مُعظم حالات الإصابة بأمراض هشاشة العظام تظهر عند النساء؛ حيث بلغت نسبة إصابة النساء 80% حسب المؤسسة الوطنية لهشاشة العظام.
  • انقطاع الطمث: تزداد خطورة الإصابة بهشاشة العظام عند النساء بعد انقطاع الدورة الشهرية المعروفة باسم الطمث، وترتفع مستويات خطورة الإصابة بهذا المرض في حالات انقطاع الطمث المبكر.
  • انخفاض هرمون الإستروجين: تنخفض قدرة جسم المرأة على بناء العظام نتيجةً لانخفاض مُستويات الإستروجين المسؤول عن حماية العظام عندهن، وهناك عدّة عوامل تؤدي إلى انخفاض هذا الهرمون، وأبرزها انقطاع الطمث.
  • انخفاض هرمون التستوستيرون: يختص هذا العامل بالرجال دون النساء؛ حيث يشيع ظهور أمراض هشاشة العظام عند الرجال الذين تنخفض عندهم مستويات هرمون التستوستيرون؛ لأن ذلك يتسبب بانخفاض كثافة العظام على نحوٍ مُستمرٍ.
  • الأدوية: تؤثر بعض الأدوية على كثافة العظام بشكل سلبي وتتسبب بالهشاشة في نهاية المطاف، ومن أبرز هذه الأدوية الكورتيكوستيرويدات التي تؤخذ عن طريق الفم أو الحقن.
  • داء السكري: تُشير الدراسات إلى انخفاض كثافة العظام عن المُستوى الطبيعي عند المُصابين بداء السكري من النوع الأول، كما أن قدرة الجسم على بناء العظام تكون مُنخفضة بسبب هذا المرض أيضًا.
  • فرط نشاط الغدة الدرقية: ترتفع نسبة الإصابة بهشاشة العظام عند المُصابين بفرط نشاط الغدة الدرقية أو الغدة جارة الدرقية؛ وذلك لأن هذه الغدد تلعب دورًا مُهمًا في بناء العظام، ويؤدي نشاطهما الزائد إلى اختلال توازن كثافة العظام.
  • سوء الامتصاص: ينتج سوء الامتصاص عند بعض الأمراض التي تُصيب الأمعاء أحيانًا، ويؤدي هذا المرض إلى اختلال قدرة الجسم على امتصاص بعض المواد المُهمة في بناء العظام، ويتسبب ذلك بظهور أعراض هشاشة العظام.
  • نمط الحياة: يُمارس كثيرٌ من الأشخاص أنماط حياة تؤدي إلى الإصابة بهشاشة العظام؛ ومن ذلك اتباع نظام غذائي مُنخفض الكالسيوم وفيتامين دال، وكذلك التدخين وعدم مُمارسة الرياضة.

هل توجد إرشادات للتعامل مع الإصابة بهشاشة العام؟

تضم القائمة الآتية بعضًا من الإرشادات التي تُساعد في التعامل مع هشاشة العظام بشكل صائب:

  • الحصول على العناصر الغذائية المناسبة: ينبغي على المُصابين بهشاشة العظام التزام نظام غذائي غني بالكالسيوم والبروتين وفيتامين دال؛ وذلك للمُحافظة على كثافة العظام والحدّ من أعراض هذا المرض ومنع تقدمه.
  • تناول المُكملات الغذائية: تُساعد بعض المُكملات الغذائية في بناء العظام عند المُصابين بأمراض الهشاشة، ويُمكن للمريض استشارة الطبيب لمعرفة المُكملات المُناسبة حسب حالة المرض ومُستوى تقدمه.
  • مُمارسة النشاط البدني: تُساعد الأنشطة البدنية في تحفيز بناء العظام عند الإنسان، بالإضافة إلى إسهامها في تقوية العضلات، ولا بُدّ من تجنّب الأنشطة التي تتطلّب الانحناء إلى الأمام أو التواء العمود الفقري أو إصابات العظام.
  • الحفاظ على الوزن الصحي: يجب على كافة المُصابين بهشاشة العظام المُحافظة على الوزن الصحي؛ فإن زيادة الوزن أو انخفاضه يؤديان إلى الكسور في كثير من الأحيان بسبب كثافة العظام المُنخفضة.
  • التوقّف عن التدخين: يرتبط التدخين مع انخفاض كثافة العظام عند الإنسان بشكل مُباشر، وهذا يعني أنه يزيد من أعراض الهشاشة عند المُصابين، ولا بُدّ من الإقلاع عن التدخين للحدّ من مُضاعفات هذا المرض.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل يمكن علاج التهاب المفاصل بالأعشاب؟

هل هنالك أسباب لبروز عظمة العصعص عند الأطفال؟

هل ألم المفاصل من أعراض فيروس بي؟

هل ألم الرقبة يسبب صداع ودوخة، وهل يوجد علاج لذلك؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على