` `

هل الاستثمار في العملات الرقمية مرخص في جميع الدول؟

أعمال
29 ديسمبر 2021
هل الاستثمار في العملات الرقمية مرخص في جميع الدول؟
العملات الرقمية عبارة عن عملات مشفرة غير ملموسة وغير مدعومة بأصول مادية (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

أصبح الاستثمار في العملات الرقمية أو العملات المُشفّرة الشغل الشاغل للعديد من الأشخاص حول العالم، لكن هل هذا الاستثمار مرخص في جميع الدول فعلًا، وهل يُمكن لأيّ شخص تعلّمه؟.. هذا ما سنتحدث عنه في مقالنا هذا وفق تقارير ودراسات موثقة؛ لتحديد الأهداف والمخاطر المحتملة منه؛ إذ يُمكن القول أن العملات الرقمية تكتسب أهميةً كبيرةً بصفتها منصات لامركزية تسمح للأفراد بالمشاركة في العمليات المالية، والدخول في عقود دون الحاجة لطرف ثالث أو وسيط؛ مثل المؤسسات المالية والبنوك.

هل الاستثمار في العملات الرقمية مرخص فعليًا في جميع الدول؟

حقيقةً يعتبر الاستثمار في العملات الرقمية غير مرخص في جميع الدول؛ بالرغم من انتشار استخدامه على مستوى الأفراد؛ إلّا إنّ بعض الحكومات ما زالت متحفظة على هذه الاستثمارات، كما أن العديد من المسؤولين والمشرعين لا يدعمون استخدامها؛ بسبب افتقارها إلى الروابط الواضحة والرقابة الدولية، ومن أهم هذه الدول:

  • الولايات المتحدة: تعتبر هذه العملات أملاكًا خاصةً وتفرض عليها ضرائب، ولا تعتبرها عملات متداولة.
  • الاتحاد الأوروبي: أما فيما يخص الاتحاد الأوروبي فيتم الاعتراف بالعملات الرقمية المشفرة كأصول مشفرة، لكن الهيئة المصرفية الأوروبية قد صرحت مسبقًا أن أنشطة هذه العملات خارجة عن سيطرتها؛ لذلك حذرت من التعامل فيها، لكن عام 2020 عملت المفوضة الأوروبية على وضع تشريع لتنظيم التعامل بالأصول المشفرة وتسهيل وصولها للجمهور. 
  • كندا: تتعامل كندا مع العملات المشفرة مثل الولايات المتحدة على أنها أصول تخضع لضريبة الدخل، وتعتبر أن بورصات العملات المشفرة عبارة عن شركات مالية؛ لذلك تحتاج البورصات إلى تسجيل معاملاتها في مركز تحليل المعاملات المالية الكندي.
صورة متعلقة توضيحية
الاستثمار في العملات الرقمية

الدول التي تحظر العملات الرقمية

بالرغم من أن التعامل بالعملات المشفرة يعتبر قانونيًا ومعتمدًا في الكثير من الدول؛ إلّا إنّ بعض الدول يُمنع فيها التعامل في هذه العملات بشكل ضمني أو مُطلق؛ وذلك بسبب القلق من استخدامها في الأنشطة غير المشروعة؛ مثل تجارة المخدرات والإرهاب. هنا سنتحدث عن هذه الدول التي حددها الكونجرس الأمريكي في نهاية العام 2021 كدول ممنوعة من التعامل بالعملات المشفرة بشكل ضمني أو مُطلق:

  • الدول ذات الحظر الضمني: حدد الكونجرس الأمريكي مجموعةً من الدول يحظُر فيها استخدام العملات المشفرة ضمنيًا؛ ومن هذه الدول:
    • الكاميرون.
    • البحرين.
    • الكويت.
    • إفريقيا الوسطى.
    • ليبيا.
    • بوروندي.
    • غيانا.
    • الجابون.
    • جزر المالديف.
    • فيتنام.
  • الدول ذات الحظر المطلق: تم تحديد مجموعة دول يحظُر مطلقًا عليها التعامل في العملات المشفرة؛ وهي:
    • بنغلادش.
    • الجزائر.
    • مصر.
    • الصين.
    • قطر.
    • نيبال.
    • المغرب.
    • العراق.

ما هو الاستثمار في العملات الرقمية؟

العملات الرقمية عبارة عن عملات مشفرة غير ملموسة وغير مدعومة بأصول مادية؛ لذلك فإن الاستثمار بها يحمل الكثير من المخاطر؛ بسبب التقلبات الضخمة التي تحدث لها خلال فترات زمنية قصيرة، وهي نوع ناشئ من فئة الأصول لا يُمكن الحصول عليها كعملات معدنية ملموسة، ويتم تخزينها على شكل رموز رقمية في محافظ إلكترونية بالاعتماد على التكنولوجيا وتقنيات التشفير المختلفة، ويمكن لأيّ شخص تعلّم مهارات الاستثمار والتداول وخوض التجربة وجني الأرباح المطلوبة؛ لشراء الحاجيات المختلفة عبر الإنترنت، لكن يجب أن يعلم المستثمر أن مخاطر الاستثمار كبيرة؛ بسبب تقلّب أسعار العملات بشكل كبير وبسرعة زمنية قليلة نتيجة بعض العوامل؛ أهمها محاولة الكثير من الأفراد المالكين للعملات الرقمية التأثير على أسعار العملات في وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا يرفع بشكل كبير من سعرها مقابل العملات الأُخرى.

يتم تشفير الأموال عادةً كاستثمار طويل الأجل؛ بسبب صعوبة الوصول إلى الرصيد الإجمالي في المعاملات اليومية، وقد تمّ تطوير العملات المشفرة لاستخدامها في التجارة الإلكترونية وشراء البضائع من الإنترنت؛ إذ تُتيح بعض المتاجر التعامل بها، كما تُتيح بعض المصارف سحب العملات الرقمية كأموال مادية، لكن هذه العملات لا تزال غير مقبولة في بعض الدول ولا يُمكن استخدامها بشكل واسع.

كيفية الاستثمار بالعملات الرقمية

تختلف طرق الاستثمار في هذا النوع من العملات؛ فالبعض يشتري العملات ويحتفظ بها كاستثمار، والبعض يشتري العملات ويبيعها عند ارتفاع سعرها، وهذا يعتمد على التنبؤ بقيمة العملات في المستقبل، فيما يُفضّل البعض استخدام العملات لشراء السلع المتنوعة لكن هذا قد لا يبدو مُجديًا بالفعل؛ فالأفضل الاحتفاظ بالأصول التي قد يزداد سعرها مُستقبلًا، كما يُفضّل البعض شراء أسهم في الصناديق القائمة على التشفير، وهذا يُقلّل المخاطر بشكل كبير؛ إلّا إنّها تستلزم رسومًا إضافيةً، وفي هذه الحالة يُفضّل الخبراء اعتماد عدّة صناديق؛ لتقليل المخاطر وعدم وضع جميع الأموال في جهة واحدة.

شرح كيفية الاستثمار في العملات الرقمية 

يمكن شراء وبيع العملات المشفرة على منصات التداول باستخدام الأصول التقليدية، ثم يتم تخزين العملات في محافظ رقمية تحتوي على رموز خاصة تُستخدم للتداول، وقد تكون المحفظة على شكل برمجيات أو أجهزة آمنة غير متصلة بالإنترنت؛ لحمايتها من الاختراق، كما يجب إجراء مجموعة من الخطوات التي يمكن تلخيصها فيما يلي:

  • البحث المطوّل: يجب البحث مطوّلًا عن هذا النوع من الاستثمار وطُرقه ومخاطره؛ لتجنّب خسارة الأموال، كما يُمكن استشارة الخبراء والأخذ بنصائحهم وتعلّم طرق التداول الصحيحة.
  • الاستثمار طويل الأمد: يجب أن يُدرك المستثمر أنّ هذا النوع من الاستثمارات يعتمد على الصبر والالتزام طويل المدى، وعدم التأثّر بالتقلّبات السريعة في الأسعار.
  • التنبؤ بالقيم السوقيّة: يجب على المستثمر فهم القيم السوقيّة وتحليلها ومعرفة تأثيرها الاقتصادي.
  • وضع خطة مناسبة للتداول: يجب على المستثمر السير وفق خطة معينة تعتمد على حجم الأموال والمدّة الزمنية للاستثمار، وعدم ترك الأمور للصُدف، واتباع مجموعة من الخطوات لضمان نجاح الاستثمار كما يلي:
    • البدء بمبلغ صغير: يجب البدء بمبلغ مالي صغير لحين فهم طبيعة التداول وطبيعة السوق، ثم زيادة المبلغ بعد مدّة معينة، وهذا يُقلّل من المخاطر المحتملة والخسائر المتوقعة.
    • تحديد العملة الرقمية: يجب اختيار العملات الرقمية المطلوبة؛ إذ يُمكن الاستثمار بواحدة أو أكثر، لكنّ الخبراء ينصحون باستخدام أكثر من خمس عملات صغيرة وعدم الاعتماد على العملات الكبيرة والمعروفة فقط؛ فبعض العملات الناشئة تحقّق أرباحًا كبيرةً خلال مدّة زمنية قصيرة، وهذا يتطلّب دراسةً مُكثفةً للعملات لتحديد الأفضل.
    • اختيار المنصة المناسبة: تُتيح المنصات المتعددة عمليات التداول والبيع والشراء، كما توفر مجموعةً كبيرةً من الأدوات التحليلية التي تُساعد على التداول، لكن يجب اختيار منصةً موثوقةً.
    • اختيار محفظة مناسبة: يجب اختيار نوع المحفظة الملائم ومكان تخزين العملات الرقمية.

ما هي مخاطر الاستثمار في العملات الرقمية؟

ينطوي هذا الاستثمار على مجموعة كبيرة من المخاطر نتيجة أسباب وعوامل متعددة؛ منها:

  • عدم التنظيم: عمليات التشفير غير منظمة؛ لأنّها لا تُعتبر منتجات مالية ملموسة، وبالتالي فإن عمليات التبادل لا يتم تنظيمها من قبل ASIC، وهي المعدات أو الأجهزة المستخدمة للتشفير؛ لذلك لا يوجد حماية للمُستخدم من فشل النظام أو اختراقه، كما أن العملات المشفرة لا تُعتبر قانونيةً في معظم البلدان؛ لذلك لا يتم حمايتها بشكل كامل، وهذا يعني أن جميع الأموال المستثمرة في عملة ما قد تضيع بمجرد خسارتها أو فشلها.
  • التقلّبات في قيمة العملات: قيمة العملات المشفرة لا تخضع لقوانين معينة أو أساسيات منتظمة، لكنها تعتمد بشكل كبير على الرأي العام فتتغيّر بين عشيّة وضحاها، وهذا يجعل نسبة الخطر كبيرةً للغاية فلا يُمكن التنبؤ بقيمة العملة في المستقبل؛ إذ يعتمد سعر العملة عادةً على:
    • شهرة العملة أو شعبيتها في وقت معين.
    • سهولة تداولها واستخدامها.
    • القيمة المتوقعة لها مستقبلًا.
    • التقنية الأساسية المُستخدمة في التشفير.
  • إمكانية اختراق المحفظة: تكّمُن خطورة التشفير في إمكانية سرقة الأصول من أشخاص مجهولين لا يُمكن الوصول لهم؛ إذ يتمكّن البعض من اختراق المحافظ عبر معرفة المفاتيح الخاصة؛ مثل كلمة المرور، وبما أن الأصول مُشفرة ولا ترجع لبنك مركزي فلا يُمكن تتبع عملية الاختراق واستعادة الأموال؛ لذلك يلجأ بعض الأشخاص إلى استخدام محفظة الأجهزة، وهي عبارة عن محفظة غير متصلة بالإنترنت.
  • التعقيد: الأصول المُشفرة معقدة نسبيًا ويصعُب فهمها، على عكس الأصول المالية التي يُمكن الحصول على بيانات أو كشف من البنك بقيمتها؛ إذ لا يستطيع الجميع الوصول إلى رمز الأصول المُشفرة، كما لا يُمكن فهم هذه الرموز في حال الوصول لها؛ لأنّها مكتوبة بلغات مُشفرة ولغات حوسبة غير مفهومة.
  • عدم القدرة على التفاعل مع شبكات الأصول المشفرة: يجهل العديد من الأشخاص طرق التفاعل مع شبكات الأصول المُشفرة، التي قد تحتاج أحيانًا لبرامج خاصة؛ لذلك قد يتعرض المُستخدم لمخاطر إضافية؛ منها:
    • فشل وصول المعاملة إلى عنوانها الصحيح.
    • زيادة الرسوم المفروضة على المعاملات في أوقات معينة، التي قد تصل الزيادة إلى آلاف الدولارات.
    • دفع قيمة أقل من الرسوم وبالتالي خسارة الرسوم وعدم تنفيذ المعاملة.
    • التعرّض للاحتيال عن طريق الفرص والعروض الوهمية لشراء العملات، أو عن طريق الوعود الكاذبة والتأييد الزائف من الهيئات الحكومية والمشاهير، إلى جانب العديد من التكتيكات المُستخدمة في عمليات الاحتيال. 

ما هو الاستثمار في البيتكوين؟

تُعتبر عملة البتكوين من أشهر وأهم العملات المشفرة التي يتم تداولها في منصات التداول، وتكتسب هذه العملة أهميتها من كونها متقلّبة السعر بشكل كبير؛ ممّا يمنح المستثمرين فرصًا أكبر لكسب المال من خلال شرائها بسعر منخفض وبيعها بسعر مرتفع؛ لذلك يحتاج المستثمرون لمنصات آمنة للتداول؛ للتمتع بمزايا الاستثمار في العملات الرقمية المتنوعة.

مزايا الاستثمار في البيتكوين

يحصل المتداولون في البيتكوين على مجموعة من المزايا التي تمنحهم سهولةً في الاستثمار والتداول، ومن هذه المزايا:

  • حرية التعامل: تتمتع المعلومات الشخصية والمالية بقدر كبير من الشفافية؛ إذ تظل هذه المعلومات مُخزّنة بحريّة وخصوصية في تقنيات (blockchain)، وهذا يُساعد في إجراء التعاملات بحريّة أكبر.
  • حرية الدفع: يتمتع المتداولون بحريّة إجراء عمليات الدفع؛ إذ يُمكّنهم إرسال وتلقّي المدفوعات في أيّ وقت ومن أيّ مكان مع توفر العديد من خيارات الدفع التي يُمكن الاختيار من بينها.
  • الرسوم المنخفضة: عند إجراء المعاملات المالية بواسطة البيتكوين لا تتطلّب المعاملات دفع رسوم إضافية؛ لأنها لا تخضع للضرائب، وهذا يوفر الكثير من المال عند استخدامها.
  • تقليل المخاطر: تُوفّر هذه العملة نسبة مخاطر منخفضةً نسبيًا؛ بسبب الاحتفاظ بالمعلومات السريّة بالكامل واعتمادها على تقنية بلوك شاين (blockchain)، كما تُمكّنهم من إجراء المعاملات الدولية بحريّة وأمان.

ما هي أشهر العملات الإلكترونية للاستثمار؟

عند الحديث عن الاستثمار في العملات الرقمية سنجد أنّه استثمار يحمل العديد من المخاطر، وسنجد في أول البحث عملتيّ البيتكوين والإيثريوم (Etherium)، لكن هذه العملات لا تُعتبر الوحيدة، بل هناك عدّة آلاف من العملات الرقمية الموجودة، التي يتم اطلاق العديد منها كل يوم بسبب قدرة أيّ شخص على نسخ وتعديل الكود وإنشاء عملات جديدة؛ لأنّها بشكل عام مُشتقّة بشكل أو بآخر من البيتكوين، التي تستخدم كود مفتوح المصدر، ومن أهم هذه العملات:

  • عملة (Polkadot): تمّ إنشاء هذه العملة بواسطة (Gavin Wood)، وهو واحد من الأعضاء المؤسسين لعملة الإيثريوم؛ إذ تُعتبر عملًة مُشفرةً فريدةً تهدف إلى إمكانية التشغيل بين سلاسل الكتل الأُخرى؛ فقد تم تصميم البروتوكول الخاص بها لِربط السلاسل المُرخصة وغير مرخصة؛ وذلك للسماح للأنظمة المتعدده العمل ضمن نطاق واحد، كما تسمح لسلاسل الكتل الأُخرى بحالات استخدام مُحددة، تختلف عن العملات الأُخرى بسماحها للمطوّرين بإنشاء blockchain الخاص بهم مع استخدام تقنيات الأمان التي توفرها سلسلة الـ (Polkadot).
  • بيتكوين كاش: تُعتبر جزءًا أو تطويرًا عن عملة البيتكوين الأصلية مع إجراء بعض التعديلات على الكود الأصلي والحفاظ على السلسلة الأصلية والرمز الأصلي؛ لذلك يُمكن اعتبارها إصدارًا جديدًا من البيتكوين، ظهرت فعليًا عام 2017 نتيجة بعض الانقسامات، إلى جانب الرغبة في زيادة الحدّ الأقصى لكتلة البيتكوين الرئيسية.
  • عملة (Stellar XLM): هي عبارة عن شبكة مفتوحة صُمّمت لتوفير الحلول للمؤسسات من خلال ربطها معًا؛ لإجراء المعاملات الكبيرة؛ إذ يتم من خلالها إجراء المعاملات الضخمة، التي تحتاج لعدّة أيام بين شركات الاستثمار والبنوك بشكل فوري وتكاليف بسيطة ودون وسطاء، ومع ذلك يُمكن لأيّ شخص استخدامها والتمتّع بمزاياها. تأسست هذه العملة بواسطة (Stellar Jed McCaleb) العضو في شركة (Ripple Labs)، والمطوّر لبروتوكول (Ripple)، الذي تركها لتأسيس مشروعه وعملته الجديدة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل أرباح التجارة الإلكترونية مضمونة؟

هل البيتكوين مسموح في تركيا؟

هل البيتكوين مسموح في السعودية؟

هل هناك مشاريع مربحة يمكن عملها من المنزل؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على