` `

هل يمكن علاج لفحة الهواء في المنزل؟

صحة
10 يناير 2022
هل يمكن علاج لفحة الهواء في المنزل؟
لفحة الهواء تحدث بسبب أحد الفيروسات ولا تحدث بسبب البكتيريا (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

يكثُر البحث في فصل الشتاء عن علاج لفحة الهواء التي تزداد خلال التقلبات الجوية المتنوعة، وقد تُصيب الناس خلال فصليّ الشتاء والخريف بشكل أكبر؛ إلّا إنّها قد تُصيبهم في الصّيف والربيع أيضًا، وتتمثل أعراضها بتشنجات وآلام مفاجئة في العضلات والصدر والرقبة ومناطق أُخرى سنتحدث عنها لاحقًا، كما تحدث عادةً نتيجة التعرّض لتيارات الهواء الباردة خلال ارتفاع درجة حرارة الجسم أو نتيجة التعرّض لِهواء المبردات الهوائية، فيما تزداد عوامل الخطر أحيانًا نتيجة بعض المُسبّبات والحالات التي سنتحدث عنها بالتفصيل في مقالنا هذا من ناحية علمية وتبعًا لنتائج أبحاث ودراسات مؤكّدة.

كيف يتم علاج لفحة الهواء؟

تختلف طرق العلاج عادةً باختلاف حِدّة الأعراض وشدّتها وموقع لفحة الهواء، التي من المُمكن أن تُصيب الرأس أو الرقبة أو الكتف؛ إذ تُعتبر لفحات الهواء عادةً من الأمراض البسيطة المستمرة لعِدّة أيام مصحوبةً بمجموعة من الأعراض المتفاوتة من حيث الشدّة، وفيما يخص العلاج في المنزل فهو مُمكن في الحالات البسيطة، لكن قبل ذلك يجب تحديد الأسباب بشكل دقيق؛ لمعرفة طُرق العلاج الملائمة.

أسباب لفحة الهواء

يعتقد معظم الناس أنّ البرد هو المُسبّب الرئيسي لنزلات البرد المتنوعة، لكن الحقيقة أن السبب الرئيسي ورائها هو أحد أنواع الفايروسات التي تنتشر بشكل أكبر في أيام البرد، والحقيقة الأهم التي يجب معرفتها أن لفحة الهواء تحدث بسبب أحد الفايروسات ولا تحدث بسبب البكتيريا؛ لذلك لا يُمكن علاجها عن طريق المضادات الحيوية، وتحدث العدوى نتيجة ملامسة الفايروس باليد ثمّ دخوله إلى الجسم؛ ومن أهم هذه الفايروسات:

  • فايروس الإنفلونزا البشري.
  • الفايروس الحركي.
  • فايروسات الأنف البشرية.
  • فايروسات كورونا.
  • الفايروسات الغديّة.

خطورة لفحات الهواء

فعليًا لا تُعتبر لفحات الهواء خطيرة ويُمكن علاجها في المنزل كما ذكرنا، كما يُمكن معالجة أعراضها الخفيفة بسهولة، لكن بعض الحالات الأشدُّ خطورةً من الممكن أن تحتاج إلى تدخل طبيّ؛ ومنها:

  • الشعور بصعوبة في التنفس نتيجة التهابات الرئة.
  • ارتفاع درجة الحرارة ووصولها لغاية 38.5 درجة مئوية.
  • الإصابة بالصداع الشديد المصحوب بالحُمّى.
  • الإصابة بالتهاب الحلق الشديد.
  • السعال الشديد.
  • ألم في الأذن.
  • ألم متكرر حول منطقة الجبهة والأنف والعينين.
  • استمرار الأعراض المختلفة لمدة تصل إلى 7 أيام أو أكثر، أو زيادة حدّتها أحيانًا وتطوّرها إلى حالات أشد خطورة؛ مثل:
    • التهاب رئوي.
    • التهاب في الشعب الهوائية.
    • التهاب في الأذن.
    • التهاب الجيوب الأنفية.
صورة متعلقة توضيحية
علاج لفحة الهواء

هل يمكن علاج لفحات الهواء منزليًا؟

تُعتبر معظم لفحات الهواء بسيطة ويُمكن علاجها في المنزل، خصوصًا في حال ظهور الأعراض البسيطة المتمثلة فيما يلي:

  • العطاس المتكرر.
  • انسداد الأنف أو سيلانه.
  • الحمّى الخفيفة أو المتوسطة.
  • التهابات الحلق.
  • التعب العام.
  • ألم في مختلف عضلات الجسم.
  • الصداع المتكرر.

طرق علاج لفحات الهواء

ذكرنا أن السبب الرئيسي للإصابة بلفحة الهواء هو أحد أنواع الفايروسات، لذلك لا يُمكن العلاج عن طريق المضادات الحيوية، بل أن الأعراض تقلّ تدريجيًا خلال أيام دون الحاجة للتدخل الطبي، وتشمل خيارات العلاج ما يلي:

  • الراحة: تُسبب لفحة الهواء التعب العام في الجسم؛ لذلك فإن أول طرق العلاج هي النوم والراحة لفترات طويلة.
  • شرب السوائل: من أهم طرق علاج الفايروسات شُرب كميات كبيرة من الماء والسوائل؛ مثل عصير الفواكه الغنيّة بالفيتامينات والمعادن، لكن يُفضّل تجنّب المشروبات المحتوية على الكافيين؛ لأنّ الجسم بحاجة إلى الراحة من ناحية ولأنها تجعل الجسم جافًا أكثر من ناحية أُخرى.
  • تقليل تهيّج الحلق: يُمكن اللجوء لبعض الطرق الطبيعية؛ مثل الغرغرة بالماء المالح عِدّة مرات في اليوم لتعقيم الحلق.
  • تناول المشروبات الساخنة: يُمكن ترطيب الحلق وتدفئته عن طريق شرب المشروبات الساخنة أو الشوربات.
  • تفكيك المخاط في الأنف: فتح ممرات الأنف باستخدام المحاليل الملحية التي تُقلّل المخاط في الأنف، كما يُمكن استخدام مزيلات الاحتقان.
  • ترطيب الهواء: استخدام مرطبات الهواء لتقليل جفاف الهواء المُحيط بالمريض.
  • تناول المسكنات: تُساعد المسكنات في تخفيف الألم الناتج عن اللفحة؛ إذ يُمكن استخدام أنواع معينة دون الحاجة إلى وصفة طبية، كما يُمكن استخدام خافضات الحرارة لتقليل الحمّى.

الوقاية من لفحات الهواء

من الصعب منع الإصابة بالأمراض الناتجة عن الفايروسات؛ ومنها لفحات الهواء، لكن يُمكن اتخاذ بعض النصائح والإجراءات لتقليل خطر الإصابة أو الوقاية منها، ومن هذه الإجراءات:

  • تجنّب التعامل والاقتراب من المرضى دون استخدام الواقي أو الكمامة.
  • الاستمرار بغسل اليدين بعد ملامسة الأسطح المنوّعة، التي قد تكون ملوّثةً بالفايروسات، باستخدام الماء والصابون، وفي حال استحالة استخدام الصابون يُمكن استخدام المعقمات.
  • عدم مشاركة الأغراض الشخصية؛ مثل المناشف والمناديل والنظارات.
  • تجنّب ملامسة الأنف والعينين والفم؛ لأنها مناطق مفتوحة يدخل الفايروس منها إلى الجسم.
  • تعزيز المناعة عن طريق:
    • تناول الأغذية الصحية الغنيّة بالفيتامينات والمعادن.
    • النوم الصحي لمدة كافية تتراوح بين 7-9 ساعات يوميًا.
    • ممارسة التمارين الرياضية.
    • تقليل التوتر.

هل يمكن علاج لفحة الهواء في الرقبة والكتف؟

نعم يُمكن العلاج باستخدام مجموعة من الأدوية والعلاجات؛ لأنه من الطبيعي الشعور بألم في الرقبة والكتف أثناء التعرّض للفحات الهواء أو الإنفلونزا، وتُسمّى لفحات الهواء عادةً بحسب موقع الأعراض والآلام، لكن يجب التأكّد من سبب هذه الآلام؛ لأنها تُعتبر مؤشرًا على أمراض أشدّ خطورة أحيانًا، أمّا عن أسباب هذه الآلام فهي تأثير الفايروسات على عضلات الجسم المتنوعة.

علاج لفحة الرقبة

تحدث لفحة الهواء في الرقبة نتيجة انتفاخ الغدد الليمفاوية الموجودة في الرقبة مُسببةً الألم والتيبس، ومن ناحية أُخرى فإن النوم لفتراتٍ طويلة بسبب المرض يُسبب أحيانًا تيبسًا في الكتف والظهر والرقبة، وفي حالات أُخرى يحدث الألم بسبب انتشار التهاب الحلق في الرقبة وقد يصل إلى الأذن؛ لذلك يتم محاولة البحث عن علاج لفحة الهواء للتخلص من هذه الأعراض المزعجة؛ ومن هذه العلاجات:

  • العلاج بالحرارة أو البرودة: يُمكن استخدام الجليد أو الحرارة لعلاج اللفحة؛ إذ تعمل الحرارة على إرخاء العضلات المتوترة، أما الثلج فيُقلّل من الالتهاب، لكن الأفضل اتباع بعض الإرشادات لتقليل المخاطر؛ ومنها:
    • حماية البشرة: يُفضّل عادةً حماية البشرة من الحرارة أو البرودة المباشرة عن طريق استخدام حاجز أو قطعة من القماش أو الكتان بين البشرة والضمادات.
    • تجنّب استخدام الثلج لفترة طويلة: يُفضّل استخدام أكياس الثلج لمدة قصيرة لا تتجاوز الـ20 دقيقة فقط.
    • مراقبة لون الجلد: يجب إزالة الحرارة أو البرودة في حال تغيّر لون الجلد.
    • الحذر من الحرارة الشديدة: عند العلاج بالحرارة يجب الانتباه من تسخين الضمادات في الميكرويف لتجنُّب إحراق البشرة.
  • العلاج عن طريق الأدوية: من أهم طرق العلاج تناول المسكنات التي تُقلّل الشعور بالتعب والتشنج؛ ومنها الإيبوبروفين أو الأسيتامينوفين.
  • العلاج بالأدوية الموضعية: يُمكن العلاج عن طريق بعض المراهم التي تُستخدم لتخفيف ألم العضلات؛ ومنها المنثول، أو الكريمات المحتوية على الأسبرين.

علاج لفحة الهواء في الكتف

تُصيب لفحة الهواء الكتف أيضًا مُسببةً تيبسًا وتجمدًا في منطقة الأكتاف وصعوبةً في تحريكها، وهنا لا تختلف طرق العلاج عن لفحات الهواء الأُخرى؛ إذ يُمكن العلاج عن طريق المسكنات لتخفيف الألم أو باستخدام المراهم الموضعية، كما يُمكن استخدام ضمادات الحرارة أو أكياس الثلج وغيرها من طرق العلاج التي تحدثنا عنها سابقًا.

هل يمكن علاج لفحة الهواء في الوجه؟

تُسبب لفحة الهواء أحيانًا شللًا نصفيًا في الوجه، وهي حالة مرضية تُسبب ضعفًا مؤقتًا أو شللًا مستمرًا في عضلات الوجه، وتُعرف عادة باسم التهاب العصب السابع أو شلل العصب السابع؛ إذ تُسبب تورمًا في العصب المُتحكّم في عضلات الوجه وبالتالي تدلّي أو تيبس جانب واحد من الرأس ويكون مؤقتًا، وُيمكن العلاج خلال عِدّة أسابيع أو أشهر، تُسمى هذه الحالة بشلل بيل نسبةً إلى العالم تشارلز بيل الذي كان أول من وصفها بدقة.

سبب لفحة الهواء في الوجه

لا يُمكن معرفة السبب الفعلي لهذه اللفحة التي تُصيب العديد من الأشخاص سنويًا، لكن الاعتقاد السائد أنها تحدث بسبب انضغاط العصب القحفي السابع أو تلفه نتيجة عدوى فايروسية، ومن أهم الفايروسات المرتبطة بهذا المرض فايروس الهربس البسيط وفايروس نقص المناعة البشرية وفايروس الحلأ النطاقي أو فيروس ابشتاين بار. لكن بعض الخبراء يعتقدون أنه لا يكفي الإصابة بالعدوى بل يجب حدوث مجموعة من المحفزات والعوامل؛ منها التوتر أو الأرق لفترة طويلة أو التعب العام، فيما يُعتقد أن الحالة أحيانًا تحدث نتيجة عوامل وراثية.

علاج لفحة الهواء في الوجه

تتحسّن أعراض لفحة الوجه خلال عِدّة أسابيع أو شهور من تلقاء نفسها؛ إلا أنّه يُمكن استخدام بعض الطرق للعلاج وتخفيف الأعراض المختلفة ومنها:

  • تناول بعض الأدوية؛ ومنها الكورتيكوستيرويد، المُستخدمة لتقليل الالتهاب.
  • تناول مضادات الفايروسات والبكتيريا بعد تحديد المُسببات الرئيسية لِلفحة.
  • مسكنات الألم التي تُصرف دون وصفة طبية لتخفيف شدّة الأعراض.
  • قطرات ترطيب للعين؛ لأن الشلل يؤثر على إحدى العينين.
  • استخدام منشفة دافئة لتخفيف الألم.
  • تدليك الوجه أو تمارين العلاج الطبيعي.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل تفيد الأدوية في علاج الإنفلونزا حقاً؟

هل يمكن علاج احتقان الحلق في المنزل؟

هل الدوخة من أعراض التهاب الجيوب الأنفية؟

هل يمكن التعافي من أعراض نزلة البرد الشديدة؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على