` `

هل يمكن علاج خرّاج الأسنان دون الذهاب إلى الطبيب؟

صحة
8 فبراير 2022
هل يمكن علاج خرّاج الأسنان دون الذهاب إلى الطبيب؟
يعتمد علاج خرّاج الأسنان على تسكين الألم وإزالة العدوى (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

تُصاب الأسنان بجيّبٍ من القيح نتيجة عدوى بكتيرية تُسبّب مجموعةً من الأعراض والمشاكل، التي تستدعي البحث عن علاج خرّاج الأسنان بطُرق مُتنوعة لتقليل الألم الناتج عنها وتقليل احتمالية الإصابة بحالات خطيرة تُهدّد الحياة، وقبل البحث عن طُرق العلاج سنتحدث عن أهم الأعراض والأسباب والأنواع استنادًا إلى نتائج دراسات وأبحاث مُؤكّدة.

ما هي أنواع خرّاج الأسنان؟

تُقسّم خرّاجات الأسنان إلى ثلاثة أنواع بالاعتماد على موقعها:

  • خرّاج ذروي: يُصيب هذا النوع جذر السِنّ ويحدث نتيجة دخول البكتيريا إلى لبّ الأسنان، وهو المنطقة الناعمة وسط السن والمعروفة بعصب السنّ المتكوّنة من النسيج الضام والأعصاب والأوعية الدموية.
  • خرّاج دعامات الأسنان: ينتشر في الأنسجة والعظام المُحيطة بالسن في اللثة، يحدث هذا النوع بسبب إصابة في اللثة أو التهاب اللثة.
  • خرّاج اللثة: يُصيب اللثة ويحدث نتيجة دخول جسم غريب إليها؛ مثل بقايا الطعام.

أعراض خرّاج الأسنان

تتنوّع الأعراض المُصاحبة لخرّاج الأسنان والمُتمثلة بخفقان وألم في اللثة وبالقرب من السنّ، كما يُصاحبها مجموعة أُخرى من الأعراض هي:

  • انتشار الألم في الفك والرقبة ووصوله إلى الأذن.
  • زيادة الألم عند الاستلقاء.
  • الشعور بألم عند الضغط على السنّ أثناء المضغ.
  • تورّم الغُدد الليمفاوية في الرقبة وأسفل الفك.
  • حساسيّة الأسنان والشعور بالألم عند تناول الأشياء الساخنة أو الباردة.
  • ظهور رائحة كريهة للفم.
  • الإصابة بالحُمّى بشكل مُتكرّر.
  • الشعور بمادّة صديدية في الفم وطعم مالح نتيجة انفجار الخرّاج.
  • احمرار الوجه وتوّرمه.
  • تشوّه الأسنان وسقوطها.

هل يمكن علاج خرّاج الأسنان دون الذهاب إلى الطبيب؟

الحقيقة لا، لكن يُمكن البدء بالعلاج قبل التوجّه للطبيب عن طريق تناول المُضادّات الحيوية ومُسكنات الألم مثل أيبوبروفين، أو عن طريق تنظيف الأسنان وشطف الفم عِدّة مرّات بواسطة محلول ملحي لتقليل الألم والتخلّص من الخرّاج، وهذه العلاجات تُعطي نتائجًا إيجابيةً من حيث تنشيف الخرّاج أو تقليل الألم ومنع العدوى، لكنها لا تُعتبر فعّالةً في علاجه، بل يجب تلقّي العلاج على يد طبيب مُختصّ لإزالته بالكامل؛ إذ يعتمد علاج خرّاج الأسنان على تسكين الألم وإزالة العدوى، إضافةً إلى شِدّة الأعراض وموقع الخرّاج؛ إذ يبدأ الطبيب بفحص الأسنان عن طريق التصوير بالأشعة السينية للتأكّد من مدى انتشار العدوى.

صورة متعلقة توضيحية

طُرق علاج خرّاج الأسنان

يعمل الطبيب على تحديد طريقة العلاج بناءً على موقع الخرّاج وانتشار العدوى، ويمكن أن يتم العلاج تحت التخدير الموضعي عن طريق:

  • تجفيف الخرّاج: بدايةً يبدأ الطبيب بتجفيف الخرّاج عن طريق عمل شقّ في الخرّاج؛ لتصريف القيّح وتنظيفه بواسطة محلول ملحي.
  • جراحة قناة الجذر: يبدأ الطبيب بهذا العلاج في حال تضرّر قناة الجذر، عندها يعمل على حفر السن لإزالة اللبّ والخرّاج وتنظيفه، ثم إغلاق الفتحة وتغطية السن بواسطة تاج لتقويته.
  • خلع السنّ: في بعض الحالات الصعبة يتم قلع السنّ؛ بسبب تلفه من الخرّاج، ثم يتم تنظيف مكان الخرّاج في اللثة.

مضاعفات خرّاج الأسنان

في حال ترك الخرّاجات دون علاج فإنها تنشر العدوى إلى الفك والأجزاء العلوية من الرأس أو الرقبة، وفي الحالات الأشدّ خطورة تُسبّب تعفّن الدم الذي يُعتبر من الحالات الخطيرة المُهدّدة للحياة؛ لذلك يجب التوجّه مباشرةً إلى الطبيب أو الطوارئ في حال ظهور بعض الأعراض المُصاحبة؛ مثل ارتفاع درجة الحرارة وتوّرم الوجه واحمراره والإحساس بصعوبة في البلع وتسارع واضطراب دقّات القلب؛ لأن هذه الأعراض تدلّ على انتشار العدوى وضرورة الخضوع للعلاج.

مُدّة شفاء خرّاج الأسنان

يُمكن علاج خرّاج الأسنان في غضون أيام قليلة بعد إزالة الخرّاج وتنظيفه، وتعتمد مُدّة الشفاء على حجم الشقّ أو الجُرح الذي أجراه الطبيب؛ فقد يلجأ الطبيب إلى وضع مصفاة صغيرة لإبقاء الجرح مفتوحًا لتصريف القيح. ويمكن القول أن مُدّة العلاج تتراوح عادةً بين أسبوع إلى أسبوعين من بداية العلاج، ويتم خلالها الحفاظ على نظافة الجُرح عن طريق استخدام غسولات الفم الملحيّة وتجنّب المضغ على موقع الخرّاج.

ما هي أسباب خرّاج الأسنان؟

يتكوّن السنّ عادةً من عِدّة طبقات؛ هي قناة الجذر أو قناة اللبّ التي تضم الأعصاب الدموية ويغطيها تاج السنّ المُتصل بها، والمينا وهي الغطاء الخارجي للسنّ، وتحدث الخرّاجات عادةً عند وصول البكتيريا اللاهوائية الموجودة بشكل طبيعي في الفم إلى داخل المينا، كما يمكن حدوثها نتيجة أحد الأسباب التالية:

  • تسوّس الأسنان: إذ يُسبّب تسوّس الأسنان ثقبها والسماح بالبكتيريا بالدخول إلى مينا السنّ.
  • علاج غير مُلتئم: قد تلتهب الأسنان نتيجة إجراءات مُسبقة غير ملتئمة بالكامل مُسببةً دخول البكتيريا إلى مينا السنّ.
  • إصابة الأسنان: تدخل البكتيريا إلى الأسنان أحيانًا بسبب تعرّضها لصدمة تسمح بدخولها.
  • ضعف مينا الأسنان: التي ينتج عنها تحلّل المنطقة الواقية للسنّ والمُسمّاة بالمينا، هذا يسمح للبكتيريا الموجودة في الفم بالدخول إلى تجويف الأسنان واللبّ مُسببةً التهابًا على شكل قيّح أو صديد يضغط على جدران السنّ العاجيّة؛ ممّا يسبّب الألم وانتشار العدوى إلى مناطق أعمق في أسفل الفك أو أعلاه .
  • انبثاق غير مكتمل للأسنان: تحدث الخرّاجات أحيانًا بسبب انبثاق الأسنان بشكل جزئي؛ مثل حالات أضراس العقل، عندها تدخل البكتيريا بين الأنسجة الرخوة والتاج.
  • العوامل الوراثية: تحدث بعض الخرّاجات نتيجة عوامل وراثية تُسبّب ضعف المينا؛ ممّا يترك الأسنان عُرضةً لدخول البكتيريا.
  • جفاف الفم: بسبب بعض الحالات الطبية؛ مثل مرض سجوجرن، هذا الجفاف يُسرّع نمو البكتيريا في البلعوم والفم.
  • تثبيط المناعة: الناتج عن العلاج الكيميائي الذي يُسبّب مهاجمة البكتيريا للثة.
  • التدخين : يعتبر المدخن أكثر عُرضةً للإصابة بالتهابات الأسنان.
  • بعض الأمراض: ومنها الأمراض التي تثبّط المناعة في الجسم؛ مثل مرض السُكّري أو مرض نقص المناعة.

ما هو الفرق بين خرّاج اللثة وخرّاج الأسنان؟

تحدث خرّاجات اللثة في اللثة بينما خرّاج الأسنان يُصيب الأسنان؛ إلّا إنّه في بعض الأحيان تتداخل الحالتان مع بعضهما؛ إذ إنّ خرّاج الأسنان يُسبّب عدوى اللثة، كما أن التهاب دواعم الأسنان يسبّب خرّاج اللثة والأسنان معًا؛ لذلك فإن طُرق العلاج والوقاية مُتشابهةٌ إلى حدّ كبير؛ وأفضل طُرق الوقاية هي الحفاظ على نظافة الأسنان.

يُعتبر خرّاج اللثة التهابًا أو جيبًا للعَدوى بين فراغ الأسنان واللثّة ويحدث نتيجة خرّاج الأسنان أو التهابات اللثة الأُخرى، لكنّه يختلف قليلًا عن خرّاجات الأسنان بالرغم من تشابه الأعراض؛ حيث يحدث نتيجة وصول البكتيريا السيئة إلى أنسجة اللثة المفتوحة مُسببةً العدوى التي يستجيب لها الجسم عادةً بإرسال خلايا الدم البيضاء التي تعمل على محاربتها تاركةً خلفها صديدًا وتورمًا. كما يحدث أحيانًا بسبب غرس جسم غريب في اللثة؛ مثل قطعة بزر أو قطعة من فرشاة الأسنان ويكون بين السنّ واللثة، عندها يعمل الطبيب على إزالة الملوّثات في اللثة وإجراء جراحة لتصريف القيّح، كما يعمل على تنظيف بقايا البلاك والجير عن اللثة، ثم يتم العلاج عن طريق المُضادات الحيوية التي تمنع انتشار العدوى. وتُصيب خرّاجات اللثة عادةً الأشخاص الذين يعانون من سوء نظافة الفم، كما أن أمراض اللثة المتنوعة تُسبّب تفتّت اللثة حول الأسنان وترك فراغات تسمح بدخول البكتيريا، وتحدث هذه خرّاجات اللثة بسبب مجموعة من العوامل؛ أهمّها:

  • مرض السُكّري.
  • البدانة.
  • أمراض التهاب المفاصل.
  • أمراض القلب.
  • التهاب الكبد الفيروسي من فئة ج.
  • التغيّرات الهرمونية عند النساء وتغيّر مستوى هرمون البروجسترون.
  • تناول بعض الأدوية التي تسبب جفاف الفم تُعطّل تدفق اللعاب.
  • بعض الأمراض الوراثية.
  • الإصابة بأمراض مناعيّة تُثبّط جهاز المناعة.

هل يمكن الوقاية من خرّاج الأسنان؟

الحقيقة أن تنظيف الفم باستمرار والعناية بالأسنان يُقلّل من خطر الإصابة بالخرّاجات؛ إذ يمكن اتباع بعض الخطوات لتجنّب التسوّس؛ أهمّها:

  • غسل الأسنان مرتين يوميًا باستخدام معجون أسنان يحتوي على الفلورايد.
  • شرب المياه المفلورة.
  • تنظيف الأسنان باستخدام الخيط وغسولات الفم المُحتوية على الفلورايد.
  • تغيير فرشاة الأسنان بشكل دوريّ كلّ أربعة أشهر أو في حال تلف الشُعيّرات.
  • تناول طعام صحي غنيّ بالفيتامينات والمعادن والتقليل من تناول السُكريات والنشويات.
  • إجراء الفحوصات الدوريّة للأسنان وتنظيفها بشكل عميق على يدّ الطبيب المُختصّ.

هل يمكن علاج خرّاج الأسنان بالمضاد الحيوي؟

في بعض الحالات يتم استخدام المُضادات الحيويّة لعلاج خرّاج الأسنان بالتزامن مع الإجراءات الأُخرى المتمثلة في إزالة الخرّاج وتجفيفه؛ لأن المضادات الحيويّة تُستخدم لعلاج التهابات السنّ؛ إلّا إنّها لا تعتبر ضرورية في جميع الحالات؛ إذ يتمكّن الطبيب أحيانًا من إزالة الخرّاج وتجفيفه أو إصلاح قناة الجذر دون الحاجة إلى تناول المُضادات الحيويّة؛ إلّا إذا كانت العَدوى مُنتشرةً، أو كان المريض يُعاني من من ضعف في جهاز المناعة لأسبابٍ متنوعة. لكن المهم هو استخدام النوع الملائم لكلّ حالة والمناسب لنوع البكتيريا؛ إذ تُشير مصادر مُؤكّدة إلى وجود أنواع عديدة من سلالات البكتيريا النامية في الفم يصل عددها إلى أكثر من 150 سلالة؛ وبذلك تختلف طُرق العلاج بحسب نوع البكتيريا، لكن معظم المُضادات الحيويّة تعمل مع أنواع مُتعددة من البكتيريا؛ ومن الأدوية المُستخدمة:

  • فئة البنسلين: يُعتبر من أنواع المُضادات الحيويّة الشائعة في علاج عدوى الأسنان وتشمل الأموكسيسيلين والبنسلين، كما يمكن استخدام حمض الكلافولانيك لزيادة فعاليّتها؛ إلّا إنّ بعض أنواع البكتيريا تقاوم هذه المُضادات وتجعلها أقل فعالية. كما أن بعض الأشخاص لديهم حساسيّة تجاه البنسلين؛ لذلك يُوصى بإعطائهم أنواع أُخرى من الأدوية.
  • فئة كليندامايسين: وهي مجموعة من المُضادات الحيويّة الفعّالة في علاج التهاب الأسنان تعمل ضدّ أنواع وسلالات مُتعددة، كما أن البكتيريا أقل مقاومة له من المُضادات من فئة البنسلين.
  • فئة أزيثروميسين: تعمل هذه المُضادات ضدّ سلالات مُتعددة من البكتيريا وتُوقِف نموّها، لكن الأطباء يستخدمونها عادةً للمرضى الذين لديهم حساسيّةً تجاه فئة البنسلين، أو للمرضى الذين لم يستجيبوا للمُضادات الأُخرى مثل الكليندامايسين.
  • ميترونيدازول: يُستخدم في علاج بعض أنواع التهابات الأسنان، لكنه لا يُعتبر فعّالًا لعلاج جميع الالتهابات ولا يعتبر الخيار الأول في العلاج.

تخفيف الأعراض في المنزل

قبل التوجّه إلى الطبيب يمكن ممارسة بعض السلوكيات التي من شأنها تقليل الأعراض وليس العلاج؛ ومن هذه المُمارسات:

  • المضمضة بالماء والملح: وهذه الطريقة تُستخدم حتى بعد العلاج للوقاية من انتقال العدوى.
  • المضمضة بمحلول صودا الخبز: تحتوي صودا الخبز على مواد مُضادّة للبكتيريا تُقلّل من انتشار العدوى.
  • تجنّب تهيّج الأسنان: الأسنان المُصابة بالخرّاجات تكون أكثر حساسيّة تجاه الأطعمة الساخنة أو الباردة.
  • تجنّب الضغط على السن: يُفضّل المضغ على الجهة السليمة لتقليل الضغط على السنّ المُصاب.
  • استخدام فرشاة ناعمة: يُفضّل عادةً استخدام فراشي الأسنان ذات الشُعيّرات الناعمة لمنع خدش اللثة المُصابة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل يمكن تبييض الأسنان منزليًا؟

هل يمكن علاج عصب الأسنان في البيت؟

هل يمكن علاج تقرحات الفم واللثة بوصفات طبيعية؟

هل العناية بالفم والأسنان تساهم في الحدّ من انتشار كورونا؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على