` `

هل يمكن علاج التهاب العصب السابع طبيعيًا؟

صحة
24 فبراير 2022
هل يمكن علاج التهاب العصب السابع طبيعيًا؟
تظهر على المُصاب مجموعةٌ من الأعراض خلال 48 ساعة من الإصابة (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

التهاب العصب السابع والمعروف بشلل الوجه النصفي هو حالة من الشلل المُؤقّت، التي تُصيب عضلات الوجه وترتبط غالبًا بتلف الأعصاب، تظهر عادةً في جهة واحدة من الوجه مُسببةً اختلالًا في الشكل العام ومشاكل في الوظائف الحيوية، لكن ما هي الأعراض المُصاحبة لهذا الشلل والأسباب الكامنة ورائه، وما هي مُعدّلات الشفاء، وهل يُمكن العلاج طبيعيًا؟ كلُّ هذه الأسئلة سنحاول الإجابة عنها في مقالنا وفقًا لنتائج دراسات وأبحاث علميّة مُؤكّدة.

هل يمكن علاج التهاب العصب السابع طبيعيًا؟

يُمكن علاج التهاب العصب السابع طبيعيًا من خلال بعض الممارسات التي تُساعد في العلاج؛ ومن هذه العلاجات:

  • الارتجاع البيولوجي: وهو مجموعة من الممارسات التي تتحكّم في الوظائف الحيوية عن طريق استخدام بعض الأجهزة الإلكترونية المُتخصصة، كما يُمكن ممارسته مع تمارين الوجه، لكن هذا العلاج قد يُسبّب حركات غير طبيعية للعين أثناء تحريك الفم؛ مثل إغلاق العين عند الابتسام.
  • الوخز بالإبر: ينتمي هذا العلاج إلى الطب الصيني القديم عن طريق وخز الوجه بالإبر الرفيعة؛ لعلاج الالتهاب وتحفيز الأعصاب؛ إلّا إنّ الدراسات غير كافية حول نجاح هذه الطريقة.
  • العلاج البدني: يمكن عمل تمارين للوجه على يد مُتخصص في العلاج الطبيعي.
صورة متعلقة توضيحية

ما هي أعراض التهاب العصب السابع؟

تظهر على المُصاب مجموعةٌ من الأعراض خلال 48 ساعة من الإصابة وتُؤثر على جهة واحدة من الوجه، وتتفاوت هذه الأعراض في شدّتها فتبدأ من ضعف عضلي خفيف وصولًا إلى شلل كامل في الوجه، تُصاحبها مجموعة من الأعراض؛ منها:

  • الشعور بالوخز و الألم في الجهة المُصابة.
  • جفاف العين وتدلّي جفنها.
  • تدلّي في زاوية الفم.
  • سيلان مُفرط للعاب.
  • جفاف في الفم.
  • حساسية تجاه الأصوات.
  • تشنّجات عضلية في الوجه.
  • ضعف في حاسة التذوق.
  • صعوبة في الكلام أو الأكل أو الشرب.
  • الصداع.
  • طنين في الأذن.

اختلاط الأعراض مع السكتات الدماغية

بعض حالات شلل الوجه يكون ناتجًا عن سكتة دماغية وليس التهاب العصب السابع؛ لذا يجب على الشخص مُراجعة الطبيب لتشخيص الحالة بدقة، خصوصًا عند ظهور الأعراض التالية:

  • صعوبة شديدة في الكلام وتداخل الكلمات معًا.
  • العجز عن رفع الذراعين وتحريكهما.
  • تطوّر الشلل والضعف إلى جانب الجسم بالكامل.

ما هي أسباب التهاب العصب السابع؟

لا يستطيع العلماء تحديد السبب الفعلي بدقة في 60-75% من الحالات بحسب مصادر موثوقة؛ إلّا إنّ العلماء يعتقدون أن السبب الرئيسي لشلل الوجه هو عدوى فايروسية، مثل فايروس الهربس البسيط أو الهربس النطاقي؛ الذي يُسبّب تورمًا في الوجه مُسببًا ضغطًا على الأعصاب والتهابها وبالتالي شللها، كما يحدث أحيانًا بسبب أمراض متنوعة؛ منها:

  • مرض لايم: هو عبارة عن مرض ناتج عن البكتيريا الموجود في الجراد ذو الأرجل السوداء، يُسبب هذا المرض ظهور طفح جلدي ومع مرور الوقت يُسبّب مُضاعفات خطيرة إذا تُرِكَ دون علاج قد تصل إلى مشاكل في القلب أو الجهاز العصبي؛ إذ تُشير الدراسات إلى أن 15-50% من مرضى لايم يُصابون بالعصب السابع.
  • بعض الفايروسات: كثير من الحالات تنتج عن أحد الفايروسات التالية:
    • فايروسات الجهاز التنفسي.
    • فايروس كوكساكي الذي يُسبب مرض اليد والفم والقدم.
    • فايروس تضخيم الخلايا.
    • مرض النُكاف.
    • مرض الحصبة الألمانية.
  • لقاح فايروس كورونا: أشارت بعض الأبحاث المنشورة عام 2020 إلى أن حالات العصب السابع ازدادت لمُتلقّي أحد أنواع اللقاحات ضد فايروس كورونا؛ إلّا إنّه لا يوجد دليل على هذا السبب، كما نفت دراسة بحثية أن الأشخاص المُعرضين للإصابة عليهم اختيار نوع مُعين من اللقاحات.

الأشخاص الأكثر عُرضة للإصابة بالعصب السابع

  • النساء الحوامل: لأسباب غير معروفة تُصاب الحوامل بالتهاب العصب السابع بمعدل ثلاث مرّات أكثر من غيرهن.
  • مرضى السكّري: يُعتبرون أكثر عُرضة للإصابة لأسباب غير معروفة؛ إلّا إنّ قدرتهم على العلاج لا تتأثر بحسب مصدر موثوق.
  • التاريخ العائلي: الأشخاص الذين لديهم تاريخ في الإصابة بالعصب السابع مُعرضون بشكل أكبر للإصابة لأسباب غير معروفة، كما أن الأشخاص المُصابين مُسبقًا بالشلل مُعرضون لتكرار الإصابة.
  • أمراض أُخرى:
    • المُصابون بارتفاع ضغط الدم.
    • المُصابون بمرض ابشتاين بار المعروف بنقص في عدد كريات الدم البيضاء.
    • المُصابون بأمراض جهاز المناعة.
    • المُصابون بنزلات البرد والإنفلونزا.
    • المُصابون بالصداع النصفي؛ بحسب مصادر موثوقة تزداد فرص الإصابة خصوصًا إذ كان عمرهم بين 30- 60 عام.
  • الشباب: الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15-60 عامًا مُعرضون أكثر للإصابة.

كيف يمكن تشخيص التهاب العصب السابع؟

في معظم الحالات يكون الشلل واضحًا للطبيب ويتم التشخيص من خلال إجراء تحريك عضلات الوجه والفم والعينين، لكن في بعض الحالات يحدث تداخل بين أعراض العصب السابع وأمراض أُخرى؛ مثل السكتات الدماغية ومرض لايم؛ لذلك يجب إخضاع المريض للمزيد من الاختبارات؛ ومنها:

  • التخطيط الكهربائي للعضل (EMG): هذا الاختبار يُحدّد وجود التلف في الأعصاب ومقدار شدّته؛ عن طريق قياس النشاط الكهربائي للعضلة واستجابتها للمُحفزات وسرعة إيصال النبضات الكهربائية على امتداد العصب.
  • التصوير بالأشعة: يُمكن التصوير باستخدام الرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي المُحوسب؛ لتحديد أسباب الضغط على العصب، التي قد تكون ناتجة عن كسر وإصابة في الجمجمة.
  • اختبارات الدم: للتأكّد من وجود عدوى فايروسية أو بكتيرية، أو التأكّد من الإصابة بمرض السُكري.

هل يمكن علاج العصب السابع؟

يُمكن العلاج باستخدام الأدوية والعديد من الإجراءات المتنوعة؛ إلّا إنّ المُصاب يتعافى وتزول الأعراض في معظم الحالات من تلقاء نفسها وبنسبة 71%، لكن العلاجات الدوائية تُساهم في تسريع الشفاء.

قبل البحث عن طُرق العلاج يجب تحديد السبب فإذا كان ناتجًا عن عدوى فايروسية؛ يتم العلاج عن طريق مُضادات الالتهاب لتقليل الورم الناتج، كما يمُكن العلاج بإحدى الطُرق التالية:

  • المنشطات الفموية: يُمكن العلاج لمدّة عشر أيام عن طريق الستيرويدات الفموية، التي يُتوقع أن تُقلّل الالتهاب بحسب مصادر موثوقة وتُساعد في علاج الوجه بشكل كامل؛ إلّا إنّها لا تُعتبر الخيار الملائم لجميع الحالات بحسب مصادر موثوقة أيضًا، فقد يكون لها آثار جانبية.
  • مضادات الفايروسات: بعض الحالات يتم علاجها عن طريق مجموعة من الأدوية؛ مثل الأسيكلوفير بجانب المُنشطات، لكن الدراسات على فعاليتها قليلة باستثناء دراسة تُؤكّد نجاحها في تقليل الأعراض وتقليل المخاطر المُستقبلية.
  • مضادات الالتهاب: ومنها الكورتيكوستيرويدات مثل بريدنيزون؛ إذ تعمل على تقليل تورّم العصب ويتم استخدامها في الأيام الثلاثة الأولى من الإصابة.
  • المسكنات: يمكن تناول مسكنات الألم التي تُصرف دون وصفة طبية؛ مثل الأسبرين والإيبوبروفين لتخفيف الألم.
  • البوتوكس: تُشير دراسات إلى نجاح حقن البوتوكس في استعادة تناسق الوجه بعد الإصابة بالعصب السابع؛ إلّا إنّ تطبيق العلاج بشكل خاطئ يُسبّب أحيانًا زيادة الشعور بالشلل؛ لذلك يجب استشارة الطبيب المُختص لتحديد ضرورة هذا الإجراء ومدى نجاحه.
  • الجراحة: نادرًا ما تكون الجراحة خيارًا مطروحًا في علاج التهاب العصب السابع؛ إلّا إنّها تُطرح في الحالات الشديدة، وقد كانت تستخدم قديمًا، ويتم فيها فتح الممر العظمي الذي يُحيط بالعصب لتخفيف الضغط عليه؛ إلّا إنّ مخاطر هذه العمليات كبيرة وقد تُسبب فُقدان السمع، لكن في بعض الحالات قد تكون هناك حاجة لجراحات تجميلية لتخفيف مشاكل العصب الدائمة؛ مثل ارتخاء الفك أو تدلّي الحاجب؛ إذ يمكن إجراء جراحة لرفع الحاجب والجفن أو ترقيع الأعصاب.

هل العصب السابع خطير؟

بالرغم من شفاء العصب السابع في معظم الحالات إمّا من تلقاء نفسه أو عن طريق خيارات العلاج المطروحة؛ إلّا إنّه في بعض الحالات يُسبّب مشاكلًا دائمةً تتمثّل في:

  • تلف في العصب القحفي السابع: وهو العصب المُتحكّم في عضلات الوجه ينتج عنه حركات غير إرادية في الوجه.
  • جفاف مُفرط في العين: بالرغم من كونّها واحدةً من الأعراض؛ إلّا إنّها تستمر في بعض الحالات مُسببةً التهاب العين المزمن، الذي قد يتطوّر إلى فُقدان البصر.
  • الحركة المتزامنة: وهي خلل يُصيب العين والفم وتظهر على شكل حركات غير متزنة؛ مثل إغلاق العين المستمر أو حركة مضطربة في الفم.

هل يوجد ممارسات يومية للتعايش مع العصب السابع؟

  • استخدام المصّاصة للشُرب: يُعاني المُصاب عادةً من ضعف في عضلات الفك مُسببًا صعوبةً في شرب الماء والسوائل؛ لذا فإن استخدام المصّاصة يُقلّل من الانزعاج.
  • تنظيف الفم المستمر: يجب أن يعمل المُصاب على تنظيف فمه بشكل مُتكرر والحرص على إجراء فحوصات الأسنان الدوريّة؛ لأن الشلل سيسبب ضعف الإحساس في الفم وتراكم بعض جُزيئات الطعام، التي تُسبّب تسوّسها وتراكم البكتيريا.
  • مضغ الطعام ببُطء: قد يُعاني الشخص من صعوبة في البلع؛ لذلك عليه المضغ ببطء لتسهيل البلع.
  • حماية العين: يُمكن استخدام قطرات الدموع الاصطناعية للحفاظ على ترطيب العين واستخدام مراهم العين في الليل، كما يُفضّل ارتداء النظارات الواقية نهارًا وضمادات العين ليلًا؛ لحمايتها من التعرّض للخدش لأنها لا تُغلق بشكل طبيعي.
  • ممارسة تمارين الوجه: وهي مجموعة من التمارين تتم تحت إشراف المُعالج الطبيعي؛ لتحريك عضلات الوجه واستعادة توازنها، وتتم بالطريقة التالية:
    • استرخاء الجانب السليم.
    • تمرير راحة اليد على عضلات الوجه من الأسفل للأعلى.
    • تدليك المنطقة المُصابة.
    • رفع الحاجب المُصاب باستخدام الأصابع.
    • إغلاق العين باستخدام الأصابع.
    • تحريك الفم إلى الخارج والداخل باستخدام الأصابع.
    • ممارسة هذه التمارين لمدّة ثلاث دقائق في كلّ مرّة وتكرارها لمدّة أربع مرّات طوال اليوم.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل يمكن علاج تلف الأعصاب الطرفية؟

هل يمكن علاج عصب الأسنان في البيت؟

هل يمكن علاج التهاب الأعصاب بالأعشاب؟

هل يوجد أطعمة ومشروبات تقوي الأعصاب؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على