` `

هل يُمكن علاج السُمنة المُفرطة عند الأطفال؟

صحة
7 مارس 2022
هل يُمكن علاج السُمنة المُفرطة عند الأطفال؟
لا بُدّ من وضع خطة يلتزم بها الطفل لإنقاص وزنه مع مرور الوقت (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

تُعد السُمنة المفرطة عند الأطفال واحدةً من المُشكلات الصحيّة التي تستدعي تعاونًا من الأبوين والأسرة ومُقدّمي الرعاية الصحية؛ لعلاجها والتعامل معها على نحو صحيح؛ فإن هُناك كثيرًا من المُضاعفات الخطيرة التي يمكن أن تُصيب الطفل إذا لم يخسر الوزن الزائد لديه، ويهدف هذا المقال إلى بيان مجموعة من طُرق علاج السُمنة المُفرطة عند الطفل، بالإضافة إلى ذكر بعضٍ من مُضاعفات هذه الحالة.

هل يُمكن علاج السُمنة المُفرطة عند الأطفال؟

لا شك بأن هناك العديد من الطُرق والأساليب التي يمكن الاعتماد عليها لعلاج السُمنة المُفرطة عند الأطفال؛ ذلك ليتخلص الطفل من الوزن الزائد ويضمن عدم الإصابة بأيٍّ من الأعراض أو المُضاعفات الخطيرة، التي تتسبب بها السُمنة على الصعيدين الجسدي والنفسي، ويُعد التزام نمط الغذاء الصحي من أبرز الطُرق والوسائل التي يمكنها المُساعدة في علاج سُمنة الأطفال المُفرطة، وتزداد الحاجة إلى مراجعة الطبيب بشكل كبير لتشخيص أسباب السُمنة المفاجئة عند الأطفال؛ لأنها تُنبِئ عن مشاكل أكثر خطورة أحيانًا.

صورة متعلقة توضيحية

كيف يتم علاج السُمنة عند الأطفال؟

تحتوي القائمة التالية على بعض الطُرق المُفيدة في علاج السُمنة المُفرطة عند الطفل:

  • توفير الأدوية التي يحتاجها الطفل: يصرف مُقدّم الرعاية الطبية بعض الأدوية لعلاج السُمنة المُفرطة التي يتعرض إليها الأطفال أحيانًا، وينبغي توفير هذه الأدوية للطفل والحرص على إعطائه إياها في الوقت المُحدّد.
  • الحرص على تناول الخضار والفواكه: ينبغي على الأبوين الحرص على شراء الخضار والفواكه عند الذهاب إلى السوق وإعطائها أولويّةً؛ ليتناولها الأطفال بدلًا من الأطعمة الجاهزة أو البسكويت.
  • تجنيب الطفل المشروبات المُحلّاة: تحتوي المشروبات المُحلّاة على قيمة كبيرة من السعرات الحرارية مُقابل القيمة الغذائية التي توفرها؛ لذلك فإنه من الضروري تجنيب الطفل شُرب هذا النوع من العصائر أو المشروبات.
  • عدم تناول الوجبات السريعة: عادةً ما تكون الأطعمة والوجبات السريعة غنيّةً بالدهون، بالإضافة إلى كونها غنيّة بالسُعرات الحرارية، هذا يعني ضرورة تجنُّبها؛ إذ إنها تزيد من مُشكلة السُمنة المُفرطة عند الطفل.
  • تقديم الكمية المناسبة من الطعام: يجب على أَبَوَيْ الطفل تقديم كمياتٍ مناسبة من المأكولات وحساب سُعراتها الحرارية؛ وذلك بحسب إرشادات مُقدّم الرعاية الصحيّة لعلاج سُمنة أطفالهم.
  • عملية إنقاص الوزن: إذا لم تستطع العلاجات المُختلفة التقليل من السُمنة عند الأطفال في سن المُراهقة؛ فيمكن للطبيب اللجوء إلى خيار إجراء العملية الجراحية لإنقاص الوزن، ويُوصى بهذه العملية إذا كانت مخاطرها أقل من مخاطر السُمنة.

ما هي إرشادات التعامل مع الوزن الزائد عند الأطفال؟

تُساعد الإرشادات الآتية الأبوين في التعامل مع زيادة الوزن أو السُمنة المُفرطة عند الأطفال:

  • تحديد الأهداف للطفل: لا بُدّ من وضع خطة يلتزم بها الطفل لإنقاص وزنه مع مرور الوقت، ويجب على الأبوين تحديد أهداف قابلة للتحقيق عند وضع الخطة حتى لا يعجز الطفل أو يُصاب بالإحباط.
  • الاعتماد على مُذكرة الطعام: يُمكن تزويد الطفل بمُفكرة يُدوّن عليها جميع المأكولات والمشروبات التي تناولها خلال يومه مع تدوين الأماكن التي تناول فيها وجباته؛ ذلك للحدّ من الأنشطة والمُمارسات التي تُساعد في زيادة الوزن عند الطفل.
  • مُساعدة الطفل في تحسين سلوكياته: تقع على عاتق الأبوين مسؤولية تعليم أطفالهم السُلوكيات المُناسبة، التي من شأنها المُساعدة في خسارة الوزن وترك الأنشطة المختلفة التي تُسهم في زيادة الوزن وزيادة الحالة سوءًا.
  • مُتابعة وجبات الطفل في المدرسة: لا بُدّ من مُتابعة أنواع الوجبات التي تُقدمها المدارس أو رياض الأطفال إلى الطفل، الذي يُعاني من السُمنة المُفرطة، والحرص على تزويدهم بالوجبات الصحيّة التي من شأنها مُساعدته في خسارة الوزن.
  • تشجيع الطفل على الأطعمة المُغذية: يمكن للأبوين في المنزل اتباع الكثير من الطُرق؛ لتشجيع الأطفال على تجربة الأطعمة الجديدة المُغذية بدلًا من الأطعمة الغنيّة بالدهون؛ وذلك مثل إشراكهم في تحضير الطعام.
  • منع الأطفال من الأكل أمام الشاشة: عادةً ما يؤدي تناول الطعام أثناء الجلوس أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية المختلفة إلى ظهور سُلوكيات طعام تُسهم في زيادة الوزن؛ منها تناول الطعام بسرعة أو تناول المأكولات بكثرة.
  • السماح للطفل باللعب خارج المنزل: من الجيد منح الطفل وقتًا طويلًا للّعب في الهواء الطَلق؛ فإن ذلك يؤدي إلى زيادة الحركة وحرق مزيد من الدهون والسعرات الحرارية، وينبغي أن لا يقل لعب الطفل في الخارج عن ساعة يوميًا.
  • وضع نظام غذائي متوازن: يمكن وضع نظام غذائي للطفل الذي يعاني السُمنة بالتعاون مع مُقدّم الرعاية الصحية مع استشارة مُختص التغذية؛ لضمان الحصول على الغذاء اللازم لبناء جسم الطفل وتقليل السعرات الحرارية وخسارة الوزن الزائد.
  • الحرص على الأنشطة البدنية: على الأطفال مُمارسة الأنشطة البدنية المختلفة بما فيها الرياضة، لخسارة الوزن مع مرور الوقت، ومن الجيد مُمارسة التمارين الرياضة مُدةً تتراوح بين 20-30 دقيقة يوميًا لهذه الغاية.

ما الأنشطة التي ينبغي تقييد الطفل من ممارستها للتعامل مع السمنة؟

هناك عِدّة أنشطة يجب على الأبوين تقييد مُمارستها من قِبل أطفالهم؛ لضمان عدم ظهور العادات الجديدة التي تُؤثر على خسارتهم للوزن الزائد بشكل سلبي، وأبرز هذه الأنشطة مشاهدة التلفاز؛ فإن الجلوس أمام شاشة التلفاز لوقتٍ طويلٍ يُقلّل من الأنشطة البدنية التي يمارسها الطفل، إلى جانب تعويد الطفل على المأكولات غير الصحيّة، ويجب على الأبوين كذلك تقييد تناول الطفل أيّ مأكولات سريعة أو مأكولات خفيفة أيضًا.

هل أسباب السُمنة عند الأطفال معروفة؟

تظهر السُمنة المُفرطة عند الأطفال لعِدّة أسباب مُختلفة؛ ومنها ما يأتي:

  • نمط الحياة غير الصحي: عادةً ما تظهر السُمنة المُفرطة عند الأطفال نتيجةً لنمط الحياة، الذي يتميّز بالإفراط في تناول الأطعمة مع قلّة الأنشطة البدنية التي يمارسها الطفل.
  • البيئة المُحيطة: كثيرًا ما يُصاب الأطفال بالسُمنة المُفرطة نتيجةً للعوامل البيئية المُحيطة التي تُجبرهم على نمط حياة سيء؛ ومن ذلك معيشة الطفل في بيئة تحتوي على الكثير من مطاعم الوجبات السريعة، إضافةً إلى قلّة الأماكن لممارسة النشاط البدني.
  • التاريخ العائلي مع السُمنة المُفرطة: ترتبط أمراض السُمنة أحيانًا بجينات الأطفال وخصائصهم الوراثية، التي يتم أخذها من الوالدين، وعادةً ما تزداد نسبة الإصابة بالسُمنة إذا كان أحد الوالدين مُصابًا بهذه المشكلة.
  • الحالات الهرمونية: تؤدي العديد من الاضطرابات الهرمونية في جسم الطفل إلى السُمنة المُفرطة أحيانًا؛ ومن الأمثلة على ذلك اضطرابات هرمون الدرقية.
  • الحالة النفسية: يتعامل الأطفال مع الضغط النفسي بطُرقٍ مُختلفة، ويلجأ بعضهم إلى تناول كميات كبيرة من الطعام عند التعرض إلى الضغط؛ ممّا يتسبب بزيادة الوزن والإصابة بالسُمنة المُفرطة؛ نظرًا لكثرة الضغوطات النفسية التي يُعاني منها الطفل.
  • المشاكل الاقتصادية: تُعاني بعض المجتمعات من المشاكل الاقتصادية التي تحدُّ من وصول الأفراد إلى الأغذية؛ ممّا يُجبرهم على شراء الأطعمة المُعلّبة حتى يتمكّنوا من تخزينها فترة طويلة، وتتسبب بعض هذه الأغذية بالسُمنة المُفرطة.

ما هي طريقة الوقاية من السُمنة عند الأطفال؟

تضم القائمة التالية عددًا من طُرق وقاية الطفل من السُمنة المُفرطة:

  • التزام نمط الأكل الصحي: يتم اتباع نمط الغذاء الصحي بالاعتماد على تناول المأكولات قليلة الدهون، بالإضافة إلى المأكولات مُنخفضة السعرات الحرارية، مع الحرص على الأطعمة المُغذية التي تُساعد في بناء جسم الطفل.
  • عدم إجبار الطفل على تناول الطعام: يُجبر بعض الآباء أطفالهم على إكمال أطباقهم أثناء الأكل، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى ظهور أعراض السُمنة المُفرطة؛ لذلك فإنه يجب احترام شهيّة الأطفال وعدم إجبارهم على مُتابعة الأكل بعد الشبع.
  • قراءة ملصقات الأطعمة: يُفضّل قراءة الملصقات على عُلب المأكولات؛ للتحقّق من قيمة السعرات الحرارية والصوديوم والسُكّريات الإضافيّة، ثم اختيار الطعام المناسب الذي يحتوي على هذه العناصر بنسبٍ مُنخفضة.
  • عدم المكافأة بالحلويات: تتسبب الحلويات بزيادة الوزن عند الأطفال لأنها تحتوي على السكر، هذا يعني ضرورة تجنّب مُكافأة الطفل بمنحه الحلوى عند الانتهاء من تناول الطعام؛ ذلك للوقاية من السُمنة المُفرطة عند الأطفال.

هل تتسبب السُمنة عند الأطفال بأيّ مضاعفات؟

فيما يأتي قائمة ببعض المُضاعفات التي تنتج عن السُمنة المُفرطة عند الأطفال:

  • الربو: لم يتمكّن الأطباء من معرفة كيفية ارتباط السُمنة المُفرطة عند الأطفال مع مرض الربو؛ إلّا إنّه أكثر مُضاعفات السُمنة المُفرطة شيوعًا عند الأطفال، ويؤثر هذا المرض على الشُعَب الهوائية بشكل سلبي عند المرضى.
  • اضطرابات النوم: يتعرض الأطفال المُصابون بالسُمنة المُفرطة إلى العديد من اضطرابات النوم؛ مثل الشخير بصوتٍ مرتفعٍ أو انقطاع النفس؛ وذلك لأن الوزن الزائد يؤدي إلى انسداد المسالك الهوائية أحيانًا عند النوم.
  • آلام المفاصل: ترتبط الكثير من آلام المفاصل مع السُمنة المُفرطة عند الأطفال؛ إذ إن هذه المشكلة الصحيّة تتسبب بتصلّب المفاصل وتضييق نطاق الحركة بسبب الوزن الزائد الذي تحمله هذه المفاصل.
  • اضطرابات الأكل: يُمكن أن تؤدي السُمنة المُفرطة إلى ظهور اضطرابات الشراهة المرضيّة؛ ممّا يزيد من تناول الطفل للأطعمة ويؤدي إلى زيادة الحالة سوءًا بشكل كبير.
  • ارتفاع نسبة الكوليسترول: تتسبب السُمنة المُفرطة بارتفاع نسبة الكوليسترول عند الأطفال أيضًا، يؤدي ذلك إلى تراكم اللوَيحات في شرايين الطفل، ثم الإصابة بأمراض تضيُّق الشرايين أو تصلُّب الشرايين.

ما هي طريقة تحديد الوزن الطبيعي والوزن الزائد عند الأطفال؟

يتم تحديد السُمنة المفرطة عند الأطفال بالإضافة إلى تحديد الوزن الطبيعي بالاعتماد على مُؤشر كتلة الجسم؛ فإن الطفل يكون سمينًا إذا وصل مؤشر الكتلة إلى 95% أو زاد على هذه النسبة، بينما يكون وزنه طبيعيًا إذا انخفض مؤشر الكتلة عن 85% دون الوصول إلى مؤشر النحافة، ويجب على الطفل مُحاولة الوصول إلى الوزن الطبيعي دائمًا.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل هناك مشروبات لحرق الدهون؟

هل حمية الكيتو الصحية تجعلك تفقد الوزن الزائد؟

هل جدول وزن الطفل الطبيعي يكون حسب العمر؟

هل تغذية أطفال مرضى التوحد تختلف عن تغذية الأطفال الآخرين؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على